اليوم الأول
بعدما تهبط بك الطائرة في الجمهورية العربية السورية وفي الغالب سيكون هبوطك بمطار دمشق الدولي لأنها العاصمة ومطارها هو الأهم والأكثر استقبالًا للزوار على مدار العام، فستذهب إلى الفندق الذي حجزت به وتضع الحقائب الخاصة بك وتتناول وجبة العشاء، ثم تأخذ قسط من النوم حتى يرتاح جسدك وتستطيع البدء في رحلتك بيومك الأول بكل ارتياحيه ونشاط، فستستيقظ في الصباح وتتناول وجبة الفطور الخاصة بك في الفندق ثم ترتدي ملابسك وتخرج إلى شوارع العاصمة دمشق لتبدأ في زيارة أحد أماكنها الجميلة، فستذهب إلى ساحة الأمويين أو ميدان الأمويين وهي منطقة هامة جدًا في غرب دمشق حيث أنها تربط بين ثلاثة مناطق هامة وهم منطقة المهاجرين ومنطقة القنوات ومنطقة المزة، فستمشي في هذا الميدان الكبير وتأخذ جولة بالمحلات والأماكن التجارية به وتشتري ما تريده حسبما تشاء، ثم بعدها ستنتقل إلى قلعة دمشق العريقة الموجودة في شمال غرب المدينة وهي قلعة هامة جدًا في سوريا.
فستذهب لترى مدى تقدم الفن المعماري السوري في الحقبة الزمنية المواكبة للدولة الأموية، ثم تدخل لتتجول بداخلها وتلتقط بعض الصور الفوتوغرافية معها حتى تكون موثقة لزيارتك للقلعة، بعد ذلك ستخرج إلى منطقة الشارع المستقيم وهو موجود في قلب المدينة القديمة وقبل أن تأخذ جولة في ذلك الشارع التاريخي عليك أن تتناول وجبة الغداء أولًا، حيث ستدخل إلى أحد المطاعم الموجودة في الشارع المستقيم وتتناول وجبة الغداء المفضلة لديك ثم بعدها تتناول مشروبك المفضل، سواء في المطعم الذي تناولت وجبة الغداء فيه أو أي مقهى أخر من المقاهي الموجودة هناك، بعد ذلك ستبدأ في أخذ جولتك بالشارع المستقيم وهو شارع يشع بالعبق التاريخي حيث أنه قد بني في العصر الروماني، وقد كان يعد الطريق الرئيسي لمدينة دمشق حينما تم تشييده وظل هكذا حتى مجيء المسلمين من بعدهم.
ومن الجدير بالذكر أن الشارع المستقيم قد ذكر اسمه في الإنجيل ولذا هو يحظى بمكانة كبيرة في قلوب عامة السوريين، فستأخذ جولة في هذا الشارع وتتفقد ما به من أشياء أثرية سورية ثم تذهب إلى خان العمود، وهو يعد أحد أقدم الخانات الموجودة في العاصمة دمشق وقد بني في عهد الدولة العثمانية، والسبب في تسميته بخان العمود هو وجود عمود ضخم في منتصفه يحمل أحد القباب، فستقوم بزيارة الخان والجلوس به بعض الوقت ثم تلتقط بعض الصور الفوتوغرافية معه، بعدها تخرج لتناول العشاء في أحد المطاعم الموجودة في منطقة خان العمود وهي في الغالب أطعمة سورية شعبية ذات مذاق لذيذ، فستأخذ الوجبة التي تشتهيها ثم تتناول المشروب الخاص بك وتعود إلى الفندق للمبيت وبذلك ينتهي يومك الأول في الجمهورية العربية السورية.
اليوم الثاني
بعدما تأخذ قسطًا من النوم والراحة ستستيقظ في الصباح ثم تتناول وجبة الفطور الخاصة بك في الفندق، بعدها ستخرج إلى استكمال رحلتك السياحية في الجمهورية العربي السورية وفي هذا اليوم ستقوم بزيارة مدينة حلب الأكبر في الدولة كلها، فبالرغم من كون دمشق هي العاصمة وبها المؤسسات الحكومية الرئيسية في البلاد إلا أن حلب تبقى المدينة الأكثر سكانًا ومساحة في سوريا كلها، فستركب الحافلة الذاهبة إلى حلب ثم تنزل بالقرب من جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي كما يسمى وهو يعد الجامع الثاني بعد الجامع الأموي في دمشق من حيث الأهمية، عامة ستذهب إلى هذا الجامع وتقوم بالتجول بداخله وإمعان النظر في مدى تقدم الفن المعماري أثناء تواجد الأمويين في سوريا، بعد ذلك ستلتقط بعض الصور الفوتوغرافية مع الجامع لكي توثق زيارتك له وإذا كنت معتنق للدين الإسلامي فستقوم بالصلاة بداخله، بعد ذلك ستنتقل إلى الحديقة العامة بحلب وهي قريبة جدًا من الجامع الأموي، وتبلغ مساحة هذه الحديقة حوالي سبعة عشر هكتار ولذلك تحتوي على العديد من الأشياء بداخلها.
هذا بجانب كونها خضراء بالكامل فلن تذهب إلى مكان فيها إلا وسترى اللون الأخضر أمام عينك، حيث أنها تحتوي على العديد من النباتات والعشب والأشجار والورود من مختلف الأنواع، وإذا قمت بالدخول إلى الحديقة من الباب الرئيسي لها فسوف ترى تمثال الشاعر أبو فراس الحمداني، فيمكنك أن تلتقط بعض الصور الفوتوغرافية التذكارية معه وبعدها تدخل لتتجول بالحديقة، وإذا كان معك أطفال فتوجد مدينة ملاهي مناسبة لهم داخل الحديقة، وهي أمنة تمامًا فيمكنك إدخالهم فيها للعب وتنتظرهم بخارجها تحتسي كوب من القهوة الذي ستشتريه من أحد المقاهي الموجودة داخل الحديقة، وتحتوي الحديقة على بعض النوافير المائية الجميلة فيمكنك أن تذهب لرؤيتها وتستمتع بجمال المنظر عندها، أو تجلس على الأريكة الموجودة أمام النوافير المائية فتشاهدها من قرب، ولا ننسى أيضًا تواجد العديد من المنحوتات الحجرية لبعض الفنانين السوريين، وأظن أن هذا هو الوقت المناسب لتناول وجبة الغداء فستتناولها في تلك الحديقة بأحد المطاعم الموجودة فيها.
فهي تحتوي على العديد من المطاعم والمقاهي الراقية والمتميزة التي ستنال إعجابك بكل تأكيد، بعدها ستخرج إلى باب الفرج وتأخذ جولة في الساحة الموجودة به وخاصة عند قلبه حيث يتواجد برج الساعة، وقد تم إنشاء هذا البرج في العام التاسع والتسعين من القرن التاسع عشر، فسترى البرج عن قرب وتنظر إلى أقراص الساعة وهم أربعة أثنين منهم للتوقيت العربي والإثنين الأخريين للتوقيت الغربي، فستلتقط بعض الصور التذكارية مع برج الساعة ثم تذهب إلى الناحية الشرقية منه حيث تتواجد المدرسة القرموطية التي بنيت في العام السابع والسبعين من القرن الخامس عشر، فهي مدرسة تاريخية جدًا وتحظى على أهمية كبيرة من قبل الزوار فستدخلها وترى ما بها، ثم تذهب إلى المكتبة الوطنية الموجودة في نفس الساحة وتقوم بقراءة بعض الكتب الموجودة بها، ثم تعود سريعًا إلى الفندق الخاص بك في دمشق لتتناول وجبة العشاء في الفندق وتصعد إلى غرفتك للنوم.
اليوم الثالث
بعدما تصعد إلى غرفتك للنوم والراحة تستيقظ صباحًا لاستكمال جولتك السياحية بالأراضي السورية الشامية الجميلة، فكالعادة ستتناول وجبة الفطور الخاصة بك في الفندق ثم ترتدي ملابسك وتخرج لبدء يومك الثالث، وفي هذا اليوم سنذهب إلى مدينة جديدة من مدن الجمهورية العربية السورية ألا وهي مدينة حمص، وقد اختارنا هذه المدينة لكونها المدينة الثالثة من حيث الأهمية وتعداد السكان بعد دمشق وحلب، عامة ستذهب إلى حمص وستبدأ بزيارة القلعة التي تحمل اسم المدينة وهي قلعة حمص التي تعد أحد أقدم القلاع في سوريا، حيث يرجع تاريخ بناءها إلى القرن الثالث قبل الميلاد أي ما يعني مرور أربعة وعشرين عام على تواجدها، وهو تاريخ طويل جدًا مرت على القلعة فيه العديد من الأحداث الهامة، فستذهب إلى القلعة وتصعد أثنين وثلاثين متر ثم تقوم برؤية كل ما بداخلها من مباني.
وتلتقط بعض الصور التذكارية مع القلعة من الداخل والخارج ومن الممكن أن تجعل وجهك للقلعة وظهرك للمدينة وتلتقط بعض الصور أيضًا، حيث أن القلعة مرتفعة بمسافة مقدارها أثنين وثلاثين متر مما يجعل الخلفية رائعة جدًا تبرز فيها المنازل الحمصية العتيقة، بعدها ستنزل من القلعة وتذهب إلى جامع خالد بن الوليد، وهذا الجامع يتواجد في منقطة الخالدية التي حملت اسم القائد الإسلامي العظيم خالد بن الوليد، فستزور الجامع الكبير الذي يحمل ضريح هذا القائد بداخله وتستمتع بجمال المنظر وروعته، فهذا الجامع يعد الأفضل في حمص كلها ويلقب بدرة جوامع حمص وله تسعة قباب دائرية ذات لون أبيض، بعدها ستخرج من الجامع وتقوم بالتجول قليلًا في منطقة الخالدية وتشتري ما تريده إن أحببت، ثم تتناول وجبة الغداء المفضلة لديك في أحد المطاعم الموجودة في المنطقة وبعدها تأخذ مشروبك المفضل وتهم لاستكمال رحلتك السياحية في ذلك اليوم.
وسنقوم هنا بتحويل وجهتنا من أهم جامع في حمص إلى أهم كنيسة في حمص وأحد أهم الكنائس في العالم كله ألا وهي كنيسة أم الزنار، فستزور تلك الكنيسة التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي وتدخل إلى المزار الخاص بها، وهذا المزار يعرض زنار السيدة العذراء الذي لا يزال محفوظ فيها حتى يومنا هذا، فستنظر إليه عن قرب وتأخذ جولة داخل الكنيسة المبنية من الحجر البازلتي ذو اللون الأسود المستخدم في بناء جامع خالد بن الوليد، ثم تمضي بعض الوقت في الكنيسة والمنطقة المحيطة بها وهي بستان الديوان ثم ترجع إلى دمشق قبل أن يحل الظلام، وبعد العودة تتناول وجبة العشاء الخاصة بك في الفندق أو أي مطعم قريب إن أحببت ذلك، وهكذا ينتهي يومك الثالث في الجمهورية العربية السورية.
اليوم الرابع
بعدما ترجع إلى الفندق وتخلد إلى النوم لكي يرتاح جسدك من التجول والمسير في شوارع حمص ستستيقظ لاستكمال رحلتك السياحية في أخر يوم لها، فستقوم في البداية بتناول وجبة الفطور وارتداء الملابس ثم الخروج لركوب الحافلة المتجهة إلى مدينة اللاذقية، وهي تعد مدينة ساحلية حيث تقع على البحر الأبيض المتوسط مما يعني أنها مختلفة تمامًا ن باقي مدن الجمهورية العربية السورية، فستذهب إلى المدينة وتبدأ بزيارة رأس شمرا أو أوغاريت كما تسمى وهي منطقة لمملكة قديمة بنيت قبل ستة آلاف عام قبل الميلاد، فستقوم بالتجول داخل تلك المنطقة وترى العبق التاريخي على حقيقته ثم تلتقط بعض الصور الفوتوغرافية مع أي شيء يعجبك في المنطقة، فهي تحتوي على العديد من الآثار وألبها متمثل في المباني القديمة جدًا، بعدها ستخرج من تلك المنطقة وتذهب إلى حديقة البطرني الأجمل من نوعها في اللاذقية، فستقوم بدخول الحديقة ورؤية الورود والنباتات الفريدة الموجودة بداخلها ثم تجلس في أي مكان تريده داخل مساحاتها الخضراء الشاسعة.
وبالمناسبة تقام بعض المهرجانات داخل الحديقة مثل مهرجان الزهور الذي يقام في شهر سبتمبر من كل عام، والعديد من المهرجانات الأخرى التي سوف تستحوذ على إعجابك إن حضرت إحداها، ويمكنك أن تتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم الموجودة بداخلها، فالحديقة تحتوي على العديد من المطاعم والمقاهي الجيدة التي تقدم كافة أنواع الطعام والشراب، فستتناول وجبة الغداء ثم تتبعها بشرابك المفضل وتجلس بعض الوقت في الحديقة ثم تخرج لاستكمال رحلتك، وستذهب إلى المتحف الوطني باللاذقية وهو يعج بالآثار القديمة الخاصة بتلك المدينة الهامة، فستقوم برؤية القطع الأثرية الموجودة بالمتحف ثم تخرج للتجول بالمدينة بعض الوقت وشراء ما تحتاج إليه قبل العودة إلى دولتك حتى تكون ذكرى لك فيما بعد، وبذلك ينتهي يومك الرابع في الجمهورية العربية السورية وتنتهي رحلتك كلها داخل تلك الدولة الشامية الجميلة.