قلعة حلب
أولى المعالم البارزة التي سنتناولها في الجمهورية العربية السورية هي قلعة حلب العتيقة، مرت التلة الكبيرة التي تقع عليها قلعة حلب بالعديد من الأحداث على مر التاريخ منذ العصور الوسطى وحتى يومنا هذا، وتعتبر قلعة حلب واحدة من أضخم وأقدم قلاع العالم ولذا تحظى بأهمية كبيرة من قبل السياح والزوار لدولة سوريا، ونظرًا لأهميتها الكبيرة فقد قامت منظمة اليونسكو للتراث العالمي بإدراج القلعة ضمن قائمة التراث الواجب زيارته والمحافظة عليه، زد على ذلك أن مؤسسة أغا خان للثقافة والآثار قامت بعمليات حفظ كبيرة للقلعة في عام 2000، أما عن وصف القلعة فهي ذات لون أصفر مائل إلى الأبيض ولكي تدخلها يلزمنك صعود درج كبير نوعًا ما، ويحيط بالقلعة العديد من الأبراج الكبيرة التي لم تبنى جملة واحدة، بل كان بناءها على فترات مختلفة هذا بجانب الإطار الشبه دائري المحيط بالقلعة.
وقد زاد الاهتمام بالقلعة أكثر بعد دخول سوريا في العهد الإسلامي وخاصة في فترة حكم الدولة الأيوبية والظاهر غازي بن صلاح الدين، ويأتي مدخل القلعة الأساسي بالعديد من الأبواب والقاعات والدهاليز، وبداخلها قاعة كبيرة تسمى قاعة العروش التي تعد واحدة من أفضل القاعات التاريخية في العالم، فهي من الحجز ومزخرفة بالكثير من الزخارف والنقوش الجميلة، وتأتي القلعة بشكل عام على ارتفاع يبلغ الخمسين مترًا عن سطح الأرض ويحيط بها ستة أبراج، وبداخلها مسجدين الأول للنبي إبراهيم عليه السلام في المنطقة التي تقول الروايات التاريخية أن إبراهيم الخليل كان يحلب غنمته فيها، وقد شيد هذا المسجد الأمير نور الدين زنكي في العام الثاني والستين من القرن الثاني عشر.
أما عن المسجد الآخر فهو يسمى الجامع الكبير وقد بناه الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي بعد ثمانية وأربعين عامًا من بناء مسجد إبراهيم الخليل، وهناك العديد من المباني الموجودة داخل قلعة حلب فهي بحق مدينة داخل مدينة، فإذا سافرت إلى الجمهورية العربية السورية ونويت زيارة مدينة حلب فلا تترد في جعل قلعة حلب هي الوجهة الأولى لك.
غابات الفرنلق
تتواجد غابات الفرنلق أو الفرلو كما تسمى في مدينة اللاذقية وتحديدًا في شمال تلك المدينة المذكورة، وتصنف هذه الغابات ضمن الباير الجلدية المنطقة الأكثر خضرة في سوريا كلها، وتزداد غابات الفرنلق جمالًا في فصل الشتاء حيث يكسوها الجليد من كل جانب وتصبح بيضاء اللون ولها بريق لامع، يفضلها العديد من السياح ويأتون لزيارتها والتجول بداخلها لقضاء بعض الوقت الممتع، وإذا كنت من محبي رياضة التزلج على الجليد فستجد لك منطقة مخصصة لذلك تمارس فيها هوايتك كيفما تشاء، ويصل امتداد غابات الفرنلق إلى جبال سوريا الساحلية وهذا ما يعطيها إطلاله براقة وجمال لا يضاهى على مدار العام، ويوجد داخل تلك الغابات العديد من القرى مثل قرية ريحانة والروضة وغيرها من القرى الأخرى، وتعمل هذه القرى على تنظيم العديد من النشاطات والأحداث داخل الغابات حتى تزيد من جذب السائحين إليها.
جبل قاسيون
يعد جبل قاسيون المتواجد في مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية هو أحد أهم المعالم البارزة في تلك الدولة، وقد كان هذا الجبل خالي من التجمعات السكانية حتى نهاية القرن الثامن عشر ولكن ما لبث أن جاء القرن التاسع عشر حتى بدأ السكان في المسير إلى الجبل، وازدادت أعدادهم كثيرًا في القرن العشرين حتى تم تقسيم جبل قاسيون إلى أحياء، وأشهر هذه الأحياء هو حي ركن الدين، وحي محي الدين، وحي المهاجرين، وحي أبو رمانة، وغيرها من الأحياء الأخرى، يبلغ ارتفاع جبل قاسيون حوالي ألف ومائة وخمسين مترًا فوق سطح البحر، وبعدما أتى السكان لتعمير الجبل قامت الحكومة بعمل محطة لتقوية البث التلفزيوني والإذاعي فوق هذا الجبل، ويمتاز أهل ذلك الجبل بكونهم يطلعون على كل ما بدمشق من مكانهم هذا، فالجبل يكشف أغلب أجزاء المدينة إن لم يكن كلها، ويضم جبل قاسيون منطقة أثرية هامة تسمى مغارة الدم أو مقام الأربعين وقد أشيعت حولها العديد من الروايات منها أن قابيل بن آدم عليه السلام قد قتل أخيه هابيل في تلك المغارة، وبداخل المغارة يوجد محرابان الأول للنبي إبراهيم عليه السلام والثاني للخضر عليه السلام الذي سار معه موسى عليه السلام فترة، ولذا فمغارة الدم هي أهم نقطة في الجبل ولا يسكن بالقرن منها أي أحد ويأتي إليها العديد من الزوار كل يوم، بعيدًا عن ذلك توجد العديد من المطاعم والمقاهي والمنتزهات فوق هذه الجبل فيمكن لمن يزوره أن يأكل ويشرب كيفما يشاء وبدون أي مشكلة.
قلعة دمشق
نأتي هنا للحديث عن قلعة دمشق التي بنيت في عهد الدولة الأيوبية وقد كان لها عظيم الأثر في صد الصليبين عن دمشق، حيث قامت الحملات الصليبية بمداهمة بلاد الشام بأكملها ولكن بفضل هذه القلعة استطاعت دمشق حماية نفسها من أي اعتداء خارجي، فقد قام القائد صلاح الدين الأيوبي بالمرابطة هو وجنوده في القلعة وبفضل أسوارها المنيعة لم يتمكن أحد من دخولها، وبعدها أصبحت القلعة مقرًا للسلاطين الأيوبيين، ففيها كانت تجري مقاليد الحكم وجميع النشاطات الخاصة بالإدارة والسياسة، وتعد هذه القلعة من أهم الآثار الخاصة بالعصر الحديث وقد تم إدراجها ضمن قائمة منظمة اليونسكو العالمية لحفظ الآثار والتشجيع على زيارتها، ويذهب إلى القلعة بشكل يومي العديد من الرحلات منها المدرسية ومنها الجامعية، هذا بجانب الرحلات الفردية أو الأسرية حيث يسعى هؤلاء الزوار إلى معرفة تاريخ تلك القلعة عن قرب.
وتوجد العديد من اللوحات الفنية التي تجسد الأحداث الهامة التي مرت على تلك القلعة، وأغلبها إن لم يكن جميعًا تتعلق بنظام الحكم الإسلامي والحروب التي جرت مع المسلمين على أسوار القلعة، وقد جرت بعض عمليات الترميم في قلعة دمشق وذلك للمحافظة على القلعة من الانهيار أو حدوث أي مشكلة بها، وقد جرت أخر عملية ترميم وإصلاح في القرن العشرين ومنذ ذلك الوقت لم تحدث أي عمليات ترميم كبرى في القلعة، وبشكل عام تعد قلعة دمشق هي واحدة من المعالم البارزة والهامة في الجمهورية العربية السورية فإذا زورت هذه الدولة فضع القلعة ضمن قائمة الأماكن التي تنوي زيارتها.
برج الساعة بباب فرج
تمتلك محافظة حلب الكبيرة برجًا يسمى برج الساعة وهو متواجدًا بالقرب من باب الفرج لذا تم إلحاق بباب الفرج باسم البرج، ويأتي برج الساعة ذاك بقاعدة واسعة وأربعة واجهات من الأعلى ذو لون أصفر غامق، أما عن تاريخ بناء البرج فهو يرجع إلى عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وتحديدًا في عام 1898، حيث أمر والي حلب رائف باشا أن يتم بناء البرج بالقرب من باب الفرج وبالفعل تم في نفس المكان وفي مدة لا تتجاوز العام الواحد، وكان المهندسان اللذان أمرا بتصميم وبناء البرج هما بكر صدقي أفندي وشارتيه النمساوي، وإذا أخذنا برج الساعة بالتفصيل فسنجد أن الجزء العلوي منه يحتوي على جهاز لمعرفة اتجاه الرياح، يليه مباشرة أفريز نصف دائري أعلاه ما يسمى بالفونس ذي الست نوافذ.
ثم يليه مباشرة أربعة فتحات دائرية بداخل كل فتحة منهم قرص ساعة كبير، كل قرصين متقابلين منهم يعملان بتوقيت واحد فأثنين منهم يعملان بالتوقيت العربي والإثنين الأخريين يعملان بالتوقيت الغربي، وإذا كنت تعبر من أحد الشوارع القريبة من البرج سوف تتمكن من رؤية توقيت الساعة بصورة واضحة، ثم يلي الساعة شرفة ذات شكل الدرابزون وبعدها نجد المقرنصات وأخيرًا يتواجد الزنار السفلي البارز للبرج، فبرج الساعة بباب الفرج هو واحدًا من المعالم البارزة والهامة في الجمهورية العربية السورية وخاصة مدينة حلب العريقة، ونظرًا لأهميته الكبيرة وكثرة زوراه كل يوم فقد قامت الحكومة بالاهتمام بالمنطقة المحيطة به، فزينتها وجملتها على أكمل وجه ثم أنشأت العديد من المطاعم والمقاهي الراقية حتى أصبحت المنطقة مكتظة دائمًا بالمارة.
البيمارستان النوري
البيمارستان هي كلمة فارسية تعني مستشفى أو محل المريض وقد كان البيمارستان النوري هو واحدًا من البيمارستان الأكثر شهرة في دمشق كلها، فقد أشتهر في دمشق ثلاثة بيمارستان الأول هو البيمارستان الدقاقي، والثاني هو البيمارستان النوري الذي بناه نور الدين زنكي، والثالث البيمارستان القيمري، ويتواجد البيمارستان النوري تحديدًا في مدينة الحريقة بالجانب الجنوبي الغربي من الجامع الأموي، وقد بني هذا البيمارستان من قبل الملك العادل نور الدين زنكي في العام الرابع والخمسين من القرن الثاني عشر، وكان الهدف من بناءه هو معالجة الفقراء والمساكين فقط ولكن مع مرور الأيام أصبح البيمارستان من حق جميع الناس دون استثناء، فقد شق على المسلمين أن يردوا مريض قد جاء إلى المستشفى يطلب المعالجة.
ونظرًا لكون البيمارستان يحتوي على جميع أنواع الدواء والعلاج فقد سمح للغني والفقير أن يأتوا إليه ويتعالجوا فيه، وقد كان المشفى يحتوي على ألف وثلاثمائة سرير وهذا ما يعني سعته لألف وثلاثمائة مريض في وقت واحد، وقد قام الملك العادل نور الدين زنكي بوضع العديد من الكتب الطبية داخل البيمارستان حتى كان هذا نواة لمدرسة طبية بداخله تعلم الناس أصول الطب، فقد اشتهرت هذه المدرسة الطبية كثيرًا حتى صار يأتي إليها العديد من الطلاب من كل حدب وصوب، ومن أشهر الأطباء المدرسين بها هم ابن سيناء والزهراوي، وقد مرت على البيمارستان العديد من الإصلاحات مثل عملية التوسعة التي جرت من قبل ابن قاضي بعلبك بدر الدين حيث قام هذا الطبيب بإضافة خمسة غرف وفسحة سماوية إلى المبنى.
ثم بعد ذلك قام شمس الدين البهنسي بتجديد بعض قاعات البيمارستان وكان ذلك في عام 795 هجريًا، وبعد ثمانية أعوام فقط تعرضت المستشفى لدمار رهيب من قبل قوات تيمورلنك وأصبح العمل بالمبنى على نطاق ضيق جدًا، بعدها بسبعة وأربعين عام فقط قام أحد مشايخ دمشق العظام وهو الشيخ يوسف الباعوني بتعمير المبنى مرة أخرى وشراء بعض المناطق المجاورة له ثم إضافتها إليه، وقد مر البيمارستان النوري بالعديد من التقلبات والتغيرات الأخرى حتى أصبح متحف للطب في الوقت الحالي يأتي إليه الناس لزيارته.
باب السلام
يقع باب السلام في العاصمة دمشق وتحديدًا في الركن الشرقي من باب الفراديس وتواجهه غوطة المدينة الشرقية، ويعد باب السلام هو واحد من أبواب دمشق القديمة ولكن المؤرخون لا يعرفون تحديدًا العصر الذي تم فيه تشييد الباب، فمنهم من يقول إنه قد تم بناءه في العصر الروماني وذلك لأن أغلب أبواب دمشق القديمة قد بنيت في تلك الحقبة الزمنية، ومنهم من قال إن عملية البناء قد جرت على يد الملك العادل نور الدين زنكي في العام الرابع والستين من القرن الثاني عشر، ثم بعدها قد جرت عمليه إصلاح وترميم للباب في عهد الملك الصالح أيوب وذلك في العام الثالث والأربعين من القرن الثالث عشر، وهناك من يقول أن باب السلام هو واحدًا من أبواب دمشق التي بنتها الدولة الأيوبية بل وهو الباب الثاني تحديدًا بعد باب توما، وبين هاذين البابين تشابه كبير جدًا في القوس والشرفة والكوت وغيرها من الأشياء المتشابهة الأخرى.
وبالرغم من كون دولة المماليك قد قامت بعمليات رسم لأغلب أبواب دمشق إلا أن باب السلام لم يكن ضمن هذه الأبواب، وهو إلى الآن لا يزال بحالة جيدة ولم يتأثر بأي عوامل بيئية، ويجري بين حي السلام الموجود عنده الباب نهر يدعى بردي وهو ما يعطيه منظر رائع وجذاب، ويأتي لزيارة باب السلام العديد من الزوار والسائحين بشكل يومي حتى عد من المعالم البارزة والهامة في دمشق كلها، وبشكل عام تعد أبواب دمشق هي واحده من معالم منظمة اليونسكو العالمية، حيث أنها مدرجة ضمن قوائمها التي يشجع زيارتها ويجب المحافظة عليها.
متحف دير الزوار
نأتي هنا للحديث عن واحدًا من المعالم البارزة والهامة في الجمهورية العربية السورية ألا وهو متحف دير الزوار، حيث يضم هذا المتحف العديد من الآثار التي جعلته أحد أكبر متاحف سوريا على الإطلاق، ففي البداية يقع متحف دير الزوار في المدينة التي تحمل نفس الاسم أيضًا وهي مدينة دير الزوار مركز محافظة دير الزوار السورية، وقد تم تأسيس المتحف في الرابع والسبعين من القرن العشرين عندما عزمت الحكومة السورية على إنشاء متحف في تلك المنطقة لكي يسع كل الآثار الموجودة بها، وبالفعل قد تم العمل في إنشاء المتحف وأجريت عملية التشييد في مدة قدرها عام واحد حيث تم الافتتاح في نهاية العام، وينقسم المتحف إلى خمسة أقسام أو أجنحة كما تسمى وهي على الترتيب التالي.
القسم الأول مخصص لآثار ما قبل التاريخ، والقسم الثاني مخصص للآثار السورية القديمة، والقسم الثالث مخصص للآثار الكلاسيكية، والقسم الرابع مخصص للآثار الإسلامية والعربية، والقسم الخامس والأخير مخصص للفنون أو التقاليد الشعبية السورية، وكل قسم منهم يحتوي على القطع الأثرية الخاصة به أو التي اكتشفت في حقبته بمعنى أصح، وتقدر أعداد القطع الأثرية الموجودة في المتحف بحوالي واحد وعشرين ألف وسبعمائة وأربعين قطعة تقريبًا، ومن الآثار الموجودة به لوحة مرسوم عليها رجلان يتحاربان وهي لوحة حجرية مكسورة الشكل وقد تم ترميمها منذ فترة، ويوجد أيضًا تمثال لهرقل عظيم الروم وهو مصنوع من الرخام الأبيض، وتوجد سدادة عليها نقوش للآراميين قد تم نقشها بالطين.
ويوجد أيضًا إناء يشبه الأرنب قد تم صنعه من الحجر الأبيض، وبعض الدمى التي تجسد الآلهة وهي لنساء وقد تم صنعها من الطين المشوي، وغيرها العديد من القطع الأثرية الأخرى الموجودة داخل المتحف، هذا بجانب السيوف والدروع والعديد من الأشياء الخاصة بفترة ما بعد الإسلام داخل سوريا، ونظرًا لكل هذه الآثار واختلاف أنواعها قد عد المتحف واحدًا من أهم متاحف الجمهورية العربية السورية ويأتي إليه العديد من الزوار بشكل يومي وخاصة المحبين للتاريخ، فإذا كنت منهم فعليك أن تقوم بزيارة متحف دير الزوار حتى تستمتع بما يتواجد فيه.