مهرجان دمشق السينمائي الدولي
أولى المهرجانات التي تقام في الجمهورية العربية السورية هو مهرجان دمشق السينمائي الدولي والذي يعد أحد أهم المهرجانات التي تقام في العالم العربي، حيث يشارك في المهرجان العديد من الأفلام المحلية والدولية من داخل القارة الأسيوية ومن خارجها أيضًا، وتصرف الحكومة أموالًا كثيرة على المهرجان حتى أصبح واحد من أضخم المهرجانات في الوطن العربي، وصار اسمه معروف في كل أنحاء العالم، مما جعل أفلام أوروبية تشارك في المهرجان لنيل جائزة من جوائزه، ومن أوائل الدول الأوروبية التي شاركت هي إنجلترا وفرنسا ودول الاتحاد السوفيتي السابق ويوغسلافيا وإيطاليا وغيرهم، أما عن الدول الأسيوية والأفريقية التي شارك في أولى نسخ المهرجان فمنها مصر والهند وسوريا والعراق وغيرهم.
ويقوم المهرجان بمنج جائزة أفضل فيلم مشارك في المهرجان، وجائزة أفضل ممثل مشارك في المهرجان، وجائزة أفضل مخرج لفيلم، وجائزة أفضل مؤلف لفيلم، وجائزة أفضل ممثلة مشاركة في المهرجان، والعديد من الجوائز الأخرى القيمة، ومن الجدير بالذكر أن هذا المهرجان من تأسيس المخرج السينمائي الرحل محمد شاهين، وهذا المخرج يعد ضمن مؤسسي الجيل الثاني للسينما في الجمهورية العربية السورية، وبكل أسف تم إيقاف مهرجان دمشق السينمائي الدولي في العام الثاني عشر من القرن الواحد والعشرين، والسبب في ذلك هي الأزمة السورية الطاحنة التي اندلعت في بدايات العام الحادي عشر من هذا القرن.
مهرجان تدمر السياحي
نأتي هنا للحديث عن أحد مهرجانات سوريا الهامة ألا وهو مهرجان تدمر السياحي الذي ينظم في المدينة التي تحمل نفس الاسم أيضًا، حيث أن مدينة تدمر هي واحدة من المدن التاريخية والأثرية الهامة في سوريا ولذا قررت الحكومة إدراج بعض النشاطات التي تساعد على جذب السياح إليها، عامة يقام المهرجان بشكل سنوي وتحديدًا في شهر مايو من كل عام، وتعرض فيه بعض الفلكلور السوري القديم، مع إظهار لأجواء البادية، وأيضًا لا ننسى مسابقات الخيول التي تنظم ضمن أعمال المهرجان، ومسابقات للهجن، ويشارك في المهرجان العديد من الفرق السورية والعربية والعالمية، وتنظم أحداثه فوق مسرح تدمر الأثري ومعبد بل القديم، ويوجد في مدينة تدمر سوق يحمل نفس اسم المدينة ويعد شهر المهرجان هو أهم حدث يجري في المنطقة.
لذا فالسوق يعمل بشكل كبير وتباع الكثير من الأشياء السورية الصنع، فنجد التحف والهدايا والنحاسيات الأثرية والسجاد وأدوات الزينة والحلي ومنها أيضًا المصنوع من الفضة، والبسط الملونة والملابس المطرزة والأحجار الكريمة وغيرها من الأشياء الأخرى التي تلقى إعجاب الحاضرين لرؤية المهرجان ومن ثم يقومون بشرائها، وبشكل عام يعد مهرجان تدمر السياحي هو أحد أهم مهرجانات سوريا ولابد لك من زيارته إن كانت رحلتك السياحية إلى تلك البلاد خلال فترة إقامة المهرجان.
مهرجان بصرى الدولي
في المدرج الروماني الشهير الذي يعد أفضل مدرج أثري في العالم تقام أحداث مهرجان بصرى الدولي، وهو مهرجان يختص بالفنون الشعبية والفلكلور مع بعض الأشياء الجانبية الأخرى، وكان التنظيم الأول للمهرجان هو في العام الثامن والسبعين من القرن العشرين، حينما قامت وزارة الثقافة السورية برعاية المهرجان وتنظيمه في ذلك العام، ويأتي للمشاركة في المهرجان العديد من الفرق الموسيقية الوطنية من كافة أنحاء العالم، هذا بجانب أن أعداد الحاضرين للمهرجان تقدر بالآلاف يجمعهم مدرج بصرى الروماني، وتجري أحداث المهرجان في شهر سبتمبر من كل عام وهذا يعد أكثر شهر تسير فيه رحلات قطار دمشق العاصمة إلى بصرى، وقد نال هذا المهرجان شهرة كبيرة على المستوى الدولي حتى أصبحت الزيارات الخارجية عليه كثيرة جدًا.
وتقوم الإدارة المسئولة عن المهرجان بمنح بعد الجوائز للفائزين بالمسابقات التي تقيمها في المهرجان، ومن الجدير بالذكر أن المهرجان يحتوي على العديد من المسابقات التي تختص بمجالات معينة، وجوائزها قيمة ومحفزة جدًا للمشاركة فيها، لذا إن كنت محب للفنون الشعبية أو الفلكلور أو الرقص أو العروض الفنية فعليك أن تشارك في هذا المهرجان، حتى ترى الجماهير الحاضرة موهبتك الجميلة بجانب حصدك لأي جائزة من جوائز المهرجان الكثيرة.
مهرجان الربيع في حماة
قد احتفل بمهرجان الربيع في حماة للمرة الأولى في العام الخامس والثلاثين من القرن العشرين عندما كانت سوريا تحكم من قبل الاحتلال الفرنسي، وكان المسئول عن إقامته في المرة الأولى هو حزب الكتلة الوطني السوري، وكانت أحداث المهرجان عبارة عن إقامة خيام لكل حي ومنطقة في مدينة حماة يتجمعون فيها ويأتي الناس إليهم لزيارتهم، فهذا يوضح لنا مدى الحب والمشاعر المتبادلة ما بين الشعب السوري، ومع مرور الوقت تم إدخال بعض أشكال الاحتفالات على المهرجان حتى ظهرت الفرق الموسيقية، والفلكلور، والفنون الشعبية، والأفراح، وبذلك ازدادت شعبية المهرجان كثيرًا حتى نال زيارات من سكان المدن الأخرى بل ومن خارج سوريا أيضًا.
ومن الجدير بالذكر أن المهرجان قد توقف منذ بداية الحرب العالمية الثانية وحتى انتهاءها، ولكن أعيد تنظيمه مره أخرى وبشكل موسع وبمشاركات أكبر، حتى أن الأنشطة التراثية والترفيهية والمسابقات والألعاب وغيرها بات لها مكان في مهرجان الربيع في حماة، ومما لا شك فيه أن مع إدخال هذه الأشياء سوف تزداد شعبية المهرجان أكثر وهذا ما حدث بالفعل، ومما ساهم في تلك الزيادة الجماهيرية للمهرجان هو موقع مدينة حماة الهام في سوريا، حيث تقع تلك المدينة على ضفاف نهر العاصي ويقسمها النهر إلى نصفين وكما نعلم جميعًا أن أغلب أراضي سوريا لا تمس بحارًا ولا أنهار فلذا كانت حماة أحد أهم مدن الجمهورية العربية السورية.
مهرجان المحبة
نأتي هنا للحديث عن مهرجان أخر من المهرجانات الهامة في الجمهورية العربية السورية ألا وهو مهرجان المحبة أو الباسل كما يسمى، وتقام أحداث ذلك المهرجان في مدينة اللاذقية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط مما يعني أنها صاحبة أفضل موقع في البلاد، وتجري أحداث المهرجان فيما بين الثاني من أغسطس وحتى الثاني عشر من نفس الشهر كل عام أي أنها تستمر عشرة أيام متتالية، ومن الأحداث التي تجري في المهرجان هي مشاركة كوكبة كبيرة من النجوم والفنانين والمطربين من سوريا وخارجها داخل ذلك المهرجان، حيث تنظم حفلات يومية يشارك فيها العديد من الفنانين المشهورين في سوريا مما يجعل الإقبال على المهرجان كبير جدًا، هذا بجانب ندوات الشعر والثقافة والأدب، ولا ننسى الألعاب الرياضية التي تنظم في المهرجان مثل كرة القدم والسباحة وسباق الخيول وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى.
وهي تنظم على ملاعب مخصصة لها قريبة من مكان المهرجان، والذين يحصون المراكز الأولى بها يتمتعون بشهرة كبيرة ويأخذون جوائز قيمة، ولا ننسى أيضًا فعاليات الفنون التشكيلية والأمسيات الشعرية والمسابقات والمعارض الأثرية، فكلهم لهم نصيب وافر في مهرجان المحبة ويشارك فيهم العديد من النجوم الكبار، ومما يساعد على زيادة أعداد الحاضرين للمهرجان هو أن أحداث المهرجان تقام في فصل الصيف، ونعلم جميعًا مدى حب الناس للمدن الشاطئية في فصل الصيف حيث يأتون لزيارتها واللعب في البحر وغيره، وبما أن المهرجان يقام في فصل الصيف فإن كثيرًا مما يأتون للسياحة الشاطئية يذهبون لحضور المهرجان، ولذا إن كنت تزور الجمهورية العربية السورية في فصل الصيف فيمكنك أن تحضر أحداث ذلك المهرجان وتستمتع بما يقدم فيه.
معرض الزهور الدولي
تجري في العاصمة دمشق العديد من الأحداث الهامة على مدار العام ومن هذه الأحداث معرض الزهور الدولي، حيث يشارك في هذا المعرض العديد من الدول الأجنبية والعربية الذين يخرجون لنا حدث كبير نسمع صداه في شتى أنحاء العالم، ففي البداية ينظم معرض الزهور الدولي في حديقة تشرين بالعاصمة السورية دمشق، وكانت أولى تنظيمات المعرض في ثمانينات القرن العشرين واستمر يجرى في بداية كل عام سياحي، إلا أنه توقف منذ بداية الأزمة السورية وأصبح من الصعب تنظيمه مرة أخرى، ولكنه عاد من جديد في عام 2018 وتم تنظيمه بالتعاون مع عدة دول أخرى مثل إيران والعراق وهولندا واليابان وبلغاريا، وكان هذا التنظيم في نهاية شهر يونيو بقرار من وزارتي السياحة والزراعة وبعض الجهات الأخرى، عامة عندما نرى اسم الحدث وهو معرض الزهور الدولي نشعر وكأنه معرض مخصص للزهور فقط.
ولكنه في الحقيقة مهرجان كبير تنظم فيه العديد من الفعاليات مثل سباقات الخيول والعروض المسرحية وأفلام السينما ومعرض للكتاب وبعض الألعاب الترفيهية وغيرها من الفعاليات الأخرى، وتعتبر الزهور والورود التي تأتي في مشاتل هي النشاط الرئيسي في المعرض ولذا سمي بمعرض الزهور الدولي، ويتم تنظيم كل ما يتعلق بالزهور في أجنحة على النحو التالي، أجنحة لنباتات الزينة، وأجنحة للوردة الشامية المعروفة، وأجنحة لتنسيق الحدائق، وأجنحة للنباتات العطرية والطبية، وأجنحة لمنتجات العسل، وأجنحة لمستلزمات إنتاج الزهور، وعلى سبيل المثال كانت نسخة المهرجان في عام 2018 مكونة من أربعة وأربعين جناحًا، وهي تعد قليلة العدد نوعًا ما بالمقارنة مع عدد الأجنحة قبل قيام الثورة السورية في عام 2011، ولكن هذا ما تمكنت الجهات المسئولة من تنظيمه بعد سنوات انقطاع بلغت ثمانية أعوام، لذا فهو يعد مجهود كبير يحسب لم قاموا بتنظيم هذا المهرجان.
مهرجان درة الفرات
نختتم هذه المهرجانات والأحداث بمهرجان درة الفرات الذي يعد الأكثر تميزًا من بين بقية المهرجانات التي تقام في سوريا، في البداية ينظم ذلك المهرجان في مدينة دير الزوار التي تطل على نهر الفرات ولذا تم تسمية المهرجان باسم درة الفرات نسبة إلى تلك المدينة، وتنظم الكثير من الفعاليات داخل المهرجان مثل مسابقة ملكة جمال الفرات، والتي يشارك فيها العديد من النساء التي خضعن لتصفية أولية قبل المشاركة في أحداث المهرجان، ويتم اختيار الأفضل من بين المتسابقات عن طريق التصويت ولجنة الحكم، وأيضًا من الفعاليات التي تقام في المهرجان العروض الموسيقية والغنائية، حيث تشارك العديد من الفرق الموسيقية والغنائية من داخل سوريا وخارجها ويقومون بعمل فقرات خاصة بما يقدمونه، ويحصل الفريق الذي ينال أكبر قدر من الإعجاب جائزة مقدمة من المسئولين عن المهرجان.
وهناك أيضًا المسابقات الرياضية مثل كرة القدم وركوب الخيل والسباحة ويشارك فيها العديد من الرياضيين، ولا ننسى السوق الكبير الذي يتواجد بالقرب من أرض المهرجان حيث أن الزوار يذهبون إليه لشراء العديد من الأشياء وخاصة المتعلقة بالتراث السوري، وينظم المهرجان أيضًا بعض الرحلات السياحية إلى عدة مواقع داخل مدينة دير الزوار، فكما نعلم جميعًا أنها مدينة تاريخية وتحظى على إعجاب كبير من قبل السياح من خارج البلاد.