يومان في صنعاء
المدينة الجديرة طبعًا ببداية زيارتنا ورحلتنا في اليمن من خلالها هي العاصمة صنعاء، إذ أنها من البديهي أن تمتلك تقريبًا معظم الجمال الموجود في الدولة بالكامل، فهي أكبر المدن وأقدمها وأكثرها من حيث مناطق الجذب، فماذا عن اليوم الأول؟
اليوم الأول
بداية اليوم الأول سوف تكون من اليوم التالي للوصول إلى المدينة، وذلك لأن يوم الوصول يقضى السائح ما تبقى منه في محاولة الراحة من عملية السفر، على العموم، سنحاول الاستيقاظ مبكرًا في صباح اليوم التالي ونقوم بتناول وجبة إفطار رائعة في فندق الإقامة، بعد ذلك سنمشي لمدة ساعة على الأقل في محاولة للاعتياد على ما هو موجود بالمدينة والاكتفاء بهوائها كما يقولون، وبالتأكيد ستكون بداية الزيارات الخاصة بنا من منطقة صنعاء القديمة، وهي التي تمتلك سبعة أبواب وتحتوي بداخلها على كل ما يمت بصلة لصنعاء وكيف كانت في السابق، وبالقرب من هذا المكان سنقوم بزيارة سور المدينة ثم سنسلك طريقنا إلى القصر الحجري الذي يُعتبر بلا شك أية في الإبهار والجمال، ومن القصر الحجري إلى المتحف الوطني ومنه إلى المتحف الحربي، وكلها أماكن كما هو مُلاحظ تتميز بتواجد باع تاريخي بها، حتى المتاحف تعكس هذه الزاوية.
مع انتهاء فترة الصباح من هذا اليوم وبداية فترة الظهيرة سوف نتوجه إلى سوق الملح، وهو بلا شك أحد أشهر الأسواق المتواجدة في منطقة الخليج بالكامل، ولن ننسى بالطبع المرور بميدان السبعين الذي يُعتبر ميدانًا كبيرًا في قلب صنعاء، هذا بخلاف كونه يحمل أساسًا ذكرى حصار السبعين، أي أنه مكان تاريخي آخر من طراز فريد، وفي ختام هذا اليوم لن نتغافل عن تناول وجبة خارجية في أحد مطاعم صنعاء الجميلة يعقبها الذهاب إلى الفندق والنوم باكرًا استعدادًا لليوم الثاني.
اليوم الثاني
من حيث البداية لن يختلف اليوم الثاني كثيرًا عن اليوم الأول، إذ أننا سنستيقظ أيضًا في الصباح الباكر ثم بعد ذلك سنقوم بزيارة أحد المطاعم الخارجية وتناول وجبة الإفطار بها مع الشاي اليمني الجميل والخبز الذي تشتهر به هذه الدولة، وبما أننا في صنعاء فبالطبع لا يُمكننا تفويت زيارة جامع البكيرية المميز، وهو الذي يُعتبر من أشهر مساجد اليمن بتلك القبة البيضاء والحرم الكبير الموجود بداخله، ومن هذا الجامع سنتوجه إلى جامع آخر مميز وهو الجامع الكبير، والذي يُعتبر أكبر مساجد اليمن على الإطلاق من حيث المساحة، كما أنه بالقرب منه يُقام سوق إسلامي شهير يُفضل حضوره كذلك، ولختام جولة المساجد الصباحية لن نجد مسجدًا مناسبًا أكثر من مسجد الصالح، وهو الذي بُني حديثًا بأمر من الملك عبد الله الصالح، وطبعًا تفنن الجميع في عملية البناء لكونه مسجد الدولة الرسمية، وبزيارة هذا المسجد يُمكن القول إن الجولة الصباحية انتهت.
بداية فترة الظهيرة سوف تكون بزيارة جامعة صنعاء، وهي جامعة عريقة ومميزة، لكن هذا ليس ما يجعلنا نقوم بزيارتها، بل تلك الأماكن الكثيرة الملحقة بها وعلى رأسها مكتبة صنعاء، ولن ننتظر كثيرًا حتى نتحرك لتناول وجبة الغذاء، بعدها لا بأس من الترفيه على النفس من خلال الذهاب إلى مدينة الألعاب المائية والاستمتاع بالألعاب المتواجدة بها، أو ربما يُمكننا الذهاب إلى منتزه صنعاء الوطني حال وجود عائلتنا معنا، فهو مكان مناسب للغاية بالنسبة للعائلات، أما الختام فكالعادة بزيارة ميدان رئيسي وفارق في هذه المدينة الجميلة، ولن نجد أهم من ميدان التحرير الذي يتواجد به الشارع التجاري وأغلب الأماكن المؤثرة في اليمن وليس في صنعاء فقط، وفي هذا الميدان يُمكننا قضاء الليل بأكمله قبل التحرك إلى المدينة التي سنكمل بها مسارنا.
يومان في عدن
إذا أردنا منح توصيفًا دقيقًا لمدينة عدن التي سنقضي بها اليومين التاليين من مسارنا فبالتأكيد سنقول إنها المدينة التاريخية الطبيعية، إذا أنها تُرسخ لكل شيء تاريخ مرت به المدينة وفي نفس الوقت تهتم كثيرًا بالمظاهر الطبيعية بها.
اليوم الأول
كعادة اليوم الأول في أي مسار من مسارنا، فنحن لن نجعله يوم الوصول إلى المدينة وإنما اليوم التالي، حيث سيكون بمقدورنا استخدام اليوم بأكمله، والبداية ستكون مع تناول وجبة الإفطار الفندقية، بعد ذلك سنخرج في جولة مشي لساعة واحدة نتعرف أكثر من خلالها على المدينة، يليها مباشرةً بداية اليوم الأول فعليًا، والذي سنتفق سويًا على تخصيصه للأماكن الطبيعية، حيث سنقوم بزيارة منتزه عدن الوطني أولًا، وهو منتزه كبير يصلح للزيارات العائلية والفردية أيضًا بسبب الكثير من الأماكن الترفيهية المُلحقة به، بعد ذلك يأتي ميناء عدن الذي سيدفعنا إلى بقية النهار بأكمله فيه، فهو ميناء كبير يضم مجموعة من المعالم التي أُلحقت به، أي أنه ليس مخصص للشحن والنقل فقط، كذلك سنستمتع بزيارة ساحل عدن القريب جدًا من الميناء، ومع انتهاء ساعات الصباح وبداية الظهيرة سنقوم بزيارة المزيد من الأماكن الطبيعة بهذه المدينة الرائعة.
جبل اللؤلؤة سيكون أول ما سنزوره بعد الصباح، ومنه إلى بحيرة القنديل ثم الحديقة المائية، وهي حديقة تعج بالكثير من الأنشطة المائية المميزة وعروض الدلافين، لاحقًا سوف نتجه إلى مطعم بحري لتناول وجبة غذاء رائعة قبل أن تحل ساعات المساء ونقضيها في حديقة الظهور وكذلك المشي على كورنيش عدن المميز، فالمشي في هذا التوقيت أمر لا يُمكن تخيل متعته، ويُمكن ختام اليوم بزيارة مركز عدن التجاري والاستمتاع بمشاهدة فيلم جديد بداخله قبل أن نتناول وجبة العشاء التي سيليها مباشرةً التوجه إلى الفندق من أجل النوم استعدادًا لليوم التالي.
اليوم الثاني
غالبًا ما ستكون بداية اليوم الثاني في مسارنا داخل مدينة عدن غير مختلف كثيرًا عن اليوم الأول، إذ أنه سيبدأ كذلك بتناول وجبة الإفطار بعد الاستيقاظ باكرًا، لكننا سنفعل ذلك في مطعم خارجي وليس مطعم الفندق، ثم جولة المشي المعتادة لمدة ساعة، بعدها سوف يأتي الدور على الأماكن التاريخية التي سنحاول جاهدين تركيز مسارنا عليها في ذلك اليوم، والبداية ستكون مع صهاريج عدن التي تقل أسفل هضبة عدن مباشرةً، وهي مجموعة صهاريج ساحرة موجودة منذ زمن طويل، بعد ذلك سنتوجه إلى قلعة صيرة التاريخية كذلك، وفيها سوف نستمتع لمدة ساعة على الأقل بزيارة الأبنية الطينية الخالصة مع المرور كذلك بالحدائق التي تُحيط القلعة، وإذا كانت ساعات الصباح قد شارفت على الانتهاء فلا ينبغي تفويتها دون المرور ببوابة عدن التاريخية، يلي ذلك النهاية المنتظرة لساعات الصباح وبداية ساعات الظهيرة.
الظهيرة بالكامل سوف نقضيها في متحف عدن الحربي، وهو متحف يستحق فعلًا قضاء كل هذا الوقت بداخله، إذ أنه يتميز بتواجد كل أنواع الأسلحة اليمنية بداخله، وهو ما يجعله مناسبًا للراغبين في الاستمتاع بالتاريخ الحربي، ثم مع بداية المساء سنقوم بزيارة منارة عدن، والتي يُقال إنها كانت سابقًا مئذنة مميزة لمسجد لم يعد موجودًا ولا يُعرف أي أساس له، الشاهد في الأمر أن تلك المنارة من الممكن الجلوس أمامها والتحديق بانبهار لساعات طويلة بسبب جمالها، وفي النهاية لن ننسى بالطبع تناول وجبة عشاء مميزة في أحد مطاعم عدن ثم يأتي الختام في صورة المشي بالقرب من رصيف عدن والاستمتاع أكثر بمنطقة الصخور الموجودة بالقرب من الشاطئ، وإلى هنا تنتهي جولتنا في هذه المدينة الجميلة.
يوم في تريم
من المدن الغير شهيرة في اليمن مدينة تريم، هذا على الرغم من الجمال السياحي الذي تمتلكه وقدرتها على إدخال المتعة في قلوب الجميع، وربما هذا الأمر الذي سيكون بمقدورنا الخروج منه في ذلك اليوم الذي سنقضيه بها، والذي سيبدأ طبعًا بجولة مشي شاملة لمدة ساعة على الأقل ثم بعد ذلك افتتاح الأماكن السياحية بمسجد المحضار، وهو ببساطة شديدة تحفة معمارية غاية الأهمية، يكفي أن نصف لكم المئذنة وكونها تصل إلى مئة وثمانين متر من حيث الطول، وهو طول إعجازي يجعلنا نفكر في كون هذا الشيء برج وليس مجرد مئذنة لمسجد، على العموم، بعد هذه الزيارة الجميلة سنقضي بقية اليوم في زيارة القصور الطينية التي تتواجد بالقرب من بعضها البعض في الجزء الشمالي من تريم، وهي قصور عتيقة بنيت من الطين وتتميز جدًا بالزخارف والنقوش المتناثرة حولها، كما أنها تُلحق بحدائق تكتسي برائحة الطين، وهو شيء يستحق الزيارة طبعًا.
حديقة النخيل ستكون كذلك من الأماكن التي سنحاول زيارتها في هذا اليوم داخل تريم، وبما أننا قد بدأنا في زيارة الأماكن الطبيعة فلا يُمكننا إغفال زيارة البحيرة الكُبرى الموجودة في غرب تريم ومجموعة الجبال التي تُعد قممًا شامخًا يُمكن من خلالها الاستمتاع برؤية المدينة بالكامل من أعلى نقطة بها، ومع بداية المساء يُمكننا الاستمتاع بالتسوق في أحد مراكز تريم المميزة ثم يأتي الختام بتناول وجبة العشاء في مطعم بحري رائع يليه النوم باكرًا من أجل الاستيقاظ بنشاط لليوم التالي.