مطارات اليمن
من أهم طرق التنقل الموجودة في اليمن وفي أي مكان في العالم عمومًا المطارات، ولا نقول الطائرات لأنها بالتأكيد غير مرتبطة بالدولة بقدر ما هي ملتزمة بالشركات، على العموم، تمتلك دولة اليمن مجموعة رائعة من المطارات على رأسها مطار صنعاء، مطار العاصمة وأحد أهم مطارات الخليج، كذلك مطار المكلا ومطار الحديدة ومطار مدينة عدن ومطار سيئون، فكل هذه المطارات التي قمنا بذكرها الآن يُمكن استخدامها في التنقل الداخلي داخل مدن اليمن وكذلك الانتقال إلى مدن خارجية، وفيما يتعلق بالشركات التي تتعامل معها هذه المطارات فهي أيضًا كثيرة للغاية، إذ أنها تتعامل شركة طيران الإمارات وطيران الدوحة وشركة مصر للطيران وطيران الأناضول، والعديد من شركات ومطارات أسيا والشرق الأوسط والعالم.
الحافلات
الوسيلة الشعبية الأولى والأهم في دولة اليمن هي الحافلات، فبسبب عدم توافر بعض وسائل التنقل الأخرى أصبحت الحافلات خيارًا أولًا، والحقيقة أنه قبل بداية الألفية الثالثة كانت الحافلات أعدادها قليلة للغاية وكان أغلبها تابعًا للحكومة، لكن في السنوات العشر الأخيرة دخلت الشركات بقوة في هذا المشروع وباتت تتخصص فيه وتحاول توفير أكبر قدر من الحافلات حتى يُغطي على الأقل عدد من المحافظات الرئيسية كصنعاء وعدن وتعز، هذا مع الوضع في الاعتبار أن خدمة الحافلات في اليمن ليست بذلك القدر الكبير من الجودة، بمعنى أن الحافلات أغلبها من الأنواع القديمة كما أنها تحتوي على مقاعد غير مُريحة وتُعاني من عدة أضرار ربما لم يُفكر أحد في الالتفات لها حتى وقتنا الحالي، أضف إلى ذلك عزيزي الزائر أنها ليست ملتزمة بالمواعيد وتعاني من ندرة المحطات، أي أن الوسيلة المفترض أنها الأفضل تعاني كذلك من بعض المشاكل.
فيما يتعلق بالشركات التي تشتغل بمجال الحافلات اليمنية فهي كثيرة طبعًا، لكن أشهرها حافلات سيتي باص وشركة سيتارو وشركة كونيكتو، أما الأسعار فهي تبدأ من عشرة ريالات للتذكرة الواحدة، ولا يُمكن الحصول على هذه التذكرة إلا من خلال الحافلة نفسها، إذ أن أماكن قطع التذاكر قليلة، ولا ننكر طبعًا وجود خصومات للطلبة وبعض العاملين بالجهات الحكومية، وهو أمر لن تنتفع منه عزيزي الزائر، لكن إذا كانت زيارتك بقصد السياحة فبالتأكيد سوف تنتفع كثيرًا من خدمة النقل السياحي التي توفر حافلات سياحية مخصصة فقط لنقل السياح إلى أماكن سياحية مقابل مبلغ كعشرين ريال أو خمسين للمسافات.
التاكسي
بكل تأكيد لا توجد دولة في هذا العالم لا تمتلك وسيلة التاكسي وتستخدمها بقوة في التنقل، واليمن واحدة من هذه الدول، إلا أن التاكسي في اليمن قد يكون مفضلًا لدى السياح وغير مفضل على الإطلاق بالنسبة لأهل اليمن أنفسهم، وسر ذلك ببساطة ارتفاع التكلفة بالنسبة لفئة وانخفاضها بالنسبة لفئة أخرى، فالمشوار الواحد في اليمن قد يتكلف حرفيًا مئة ريال يمني، وهو مبلغ ضخم للغاية بالنسبة لليمنيين ومعدل دخلهم، بينما بالنسبة للسائح فهو لا يتجاوز الخمس دولارات، على العموم، بخلاف الأسعار فإن اليمن معروفة بكثرة هذه الوسيلة وانتشارها في كل مكان بالدولة تقريبًا، هذا على الرغم من أن الشركات المتخصصة، والحديث هنا عن شركة انقلني وأوبر وكريم، لم تعد تتواجد بنفس القوة التي كانت عليها في السابق بسبب الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد وجعلتها مكانًا غير ملائمًا لأي نوع من أنواع الاستثمار.
التاكسي في اليمن يعمل بشكل منفرد بعض الشيء، بمعنى أن القائمين عليه أفراد يتخذونه مشروع يمثل مصدر رزق لهم، وربما لذلك السبب لا يتوقف تواجد التاكسي في شوارع اليمن، وخاصةً المدن الرئيسية مثل صنعاء وعدن وتعز، فهي تتواجد أربعة وعشرين ساعة تقريبًا، لكن بسبب سوء شبكة الطرق اليمنية، وتدمير بعضها في الآونة الأخيرة، وعدم وجود طرق إسفلتية بشكل كافٍ، فإن اليمن لا تزال تُعاني من عدم الجودة وقلة السرعة للحد الذي يجعل المشوار الذي يستحق عشر دقائق فقط يأخذ عشرين دقيقة كاملة، بمعنى أدق نحن نقول بعدم سرعة هذه الوسيلة.
السيارات المستأجرة
بخلاف وسيلة التاكسي العادية التي تحدثنا عنها بالسطور الماضية فإن اليمن كذلك توفر وسيلة السيارات المستأجرة، وهي وسيلة تتعلق بالأثرياء ورجال الأعمال والمشاهير فقط، وذلك لكونها مرتفعة الثمن للغاية، إذ أن الساعة الواحدة تبلغ ألف ريال يمني كاملة، وعلى الرغم من أن عدد كبير بعض الشيء من الشركات العالمية توفر هذه الوسيلة داخل اليمن إلا أن الإحجام عليها لا يبدو مطابقًا، فاليمن أساسًا بلد تعج بالصراعات في وقتنا الحالي، وليس من السهل التواجد فيها واستئجار سيارات بهذا الشكل، فقد تُسرق منك بغمضة عين، ولمن لا يفهم الأمر بعد فإن وسيلة السيارات المستأجرة يُقصد بها الاستحواذ الكامل على السيارة من العميل، بمعنى أنه يُصبح قادرًا على التحكم فيها بشكل كامل تمامًا، أيضًا هذه الوسيلة قد توفر سائق خاص عند الطلب بخلاف مجموعة من المميزات الأخرى، لكنها في النهاية وسيلة مُكلفة للغاية ومستخدمة على نطاق ضيق جدًا.
الموانئ
بكل تأكيد تُعتبر عملية النقل من خلال السفن والموانئ أحد أهم عمليات التنقل التي يُعترف بها، خصوصًا إذا كنا نتحدث عن تواجدها في دولة اليمن التي تمتلك مجموعة كبيرة من الموانئ تصل إلى سبعة موانئ رئيسية أهمها ميناء عدن وميناء الحديدة وميناء المكلا وغيرهم، لكن في الحقيقة ثمة أمر هام، وهو أن هذه الوسيلة تستخدم أكثر في التنقل من خلال الشاحنات والسفن التي غالبًا ما تنقل الأشياء والمواد الثقيلة وليس البشر، حيث يدخل اليمن سنويًا ما يقترب من العشرين ألف سفينة، وهو رقم هائل يبلغنا بقوة هذه الوسيلة والهبة التي تمتلكها اليمن في صورة شواطئ وخلجان.
المترو والسكك الحديدية
بعض الناس قد يعتقدون أن مشروع السكك الحديدية مشروع قومي من البديهي أن يتواجد في أي دولة في العالم، بينما المترو من المشاريع الترفيهية التي قد تشهد تواجدًا في بعض الدول بينما لا تشهد أي تواجد في دول الأخرى، بيد أن دولة اليمن قد خالفت كافة التوقعات والمُسلمات وباتت من الدول القليلة في العالم التي لا تمتلك سكك حديدية أو مترو، وصدقوا أو لا تصدقوا، أول مشروع أو مُخطط للسكك الحديدية في اليمن وُضع على طاولة المسئولين قبل حوالي مئة عام، وهذا يعني ببساطة شديدة أن الناس هناك لا يُفرقون بين المشاريع القومية الهامة والمشاريع العادية التي يُمكن تأجيلها، على العموم، يُعاني المواطن اليمني في هذه النقطة، وأنت كذلك عزيزي السائح ستعاني لأن خيارات النقل سوف تبدو أقل بالنسبة لك.
السبب المعلن خلف عدم تواجد سكك حديدية أو مترو في اليمن يقوم على عدم وجود أرضية مناسبة ممهدة لها، بمعنى أدق، لا تمتلك اليمن الأساس الذي يُمكن إقامة هذه النوعية من المشاريع عليه، لكن السبب المعروف للجميع أن اليمن غير قادرة على توفير التكلفة الكاملة لهذا المشروع، والدليل على ذلك أنه في عام 2009 تم وضع سياسة جدوى للمشروع وتبين أنه سيتكلف في حدود مليار ونصف تقريبًا، بيد أن المشروع بقي كما هو مجرد مشروع ولم يتحرك أحد لتنفيذه، المهم في النهاية أيها الزائر المتوجه لليمن ألا تتوقع وجود مثل هذه الوسائل التي طالما اعتدت عليها في دول أقل بكثير اقتصاديًا.