دور العبادة في العراق
بما أننا نتحدث أصلًا عن دولة إسلامية مثل العراق فمن المنطقي تمامًا أن تكون أغلب دور العبادة عبارة عن مساجد، لكن الأمر في العراق يختلف بعض الشيء، فمع تواجد نسبة كبيرة من المسلمين ثمة اختلافات ونوعيات كثيرة تندرج تحت هذه الفئة، فهناك شيعة وسنيين وعلويين، على العموم، مع كثرة المساجد يُمكننا أن نجد حالات عنف واعتداءات على دور العبادة، هذا على الرغم من تواجد الكثير من هذه الدور، وبتحديد أكثر كربلاء وبغداد، وهناك إحصائية تقول أن المساجد الكبرى التاريخية العريقة يتواجد منها ما يزيد عن الخمسين بالمئة من نسبتها داخل دولة العراق وحدها، لذلك السائح العربي المسلم ليس مطالبًا بالقلق أبدًا من هذه الزاوية، فقط عليه أن يتخير المكان المناسب والآمن.
بالنسبة لدور العبادة الخاصة بالمسيحيين فهي أيضًا موجودة داخل العراق، صحيح أنها نسبة صغيرة لا تزيد عن الخمسة بالمئة لكن الكنائس والكاتدرائيات هناك تساع كل السياح المسيحيين أو حتى سكان العراق أنفسهم، وبالنسبة للاضطراب الأمني فهو لا يتلق بالجانب الديني على سبيل التحديد، وإنما هو يطال كل شبر في الدولة منذ نهاية نظام الرئيس صدام حسين مطلع القرن المنصرم، فبعده لم تعد أي مدينة في أمان تام ما دامت متواجدة داخل العراق.
الأمن والأمان في العراق
فيما يتعلق بحالة الأمن والأمن فدعونا نقول بصراحة أن العراق الآن لم تعد تلك الدولة التي قد يرغب السياح في زيارتها، فأغلب الأجانب هناك عبارة عن قوات حفظ السلام، وبالنسبة لعمليات التفجير فهي ليست مقصورة على مكان بعينه، بل أي مدينة في العراق يُمكن أن تطور فيها قنبلة بأي وقت ويُحدث ذلك انفجارًا كبيرًا يُسقط العشرات، بل إن السيارات المفخخة باتت أكثر من السيارات العادية، والمناطق الغير آمنة تتمثل بشكل رئيسي في البصرة والكوفة وكربلاء، ويُمكن القول إن مدينة بغداد على سبيل المثال هي المدينة الأكثر إحكامًا وسيطرة، وهذا طبعًا لا يمنع من تواجد عمليات إرهابية بداخلها، لكنها فقط لا تأتي بذلك القدر الكبير مثل بقية المدن، ويُفضل بصورة كبيرة عدم السير بشكل منفرد لانتشار حوادث السرقة وقطع الطريق في العراق، بل يجب أن تكون هناك تابعية تامة للفوج السياحي، كما يُفضل حجز الفندق بالقرب من الأماكن المرغوب في زيارتها لأن هذا الأمر يُقلل من المخاطر بصورة أو بأخرى.
خدمة الواي فاي والإنترنت
إذا ما أردنا وضع تقييم شامل لخدمة الإنترنت والواي فاي داخل دولة العراق فيُمكننا القول إنها خدمة جيدة نسبيًا، لكن في الآونة الأخيرة، وتحديدًا مع بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة، بدأت الخدمة تسوء مع سوء الوضع الأمني، حيث أن الخدمة غالبًا ما تنقطع بشكل جزئي ثم تتحول إلى صورة كلية بين يوم وليلة، والأدهى أنها قد تستمر على ذلك المنوال لأسابيع وشهور طويلة، وهذا طبعًا ينتج عن عملية تخريبية تتعلق بقطع الكابلات وما شابه من أعطال، المهم في النهاية أن تلك الخدمة الجيدة لم تعد جيدة على الإطلاق، حتى التوافر والانتشار لم يعد بذلك الشكل الكبير الذي كان عليه في السابق، وربما هذا الأمر كان سببًا في النهاية بقلة أعداد المشتركين في الإنترنت سنويًا داخل العراق، وهو أمر لا يحدث في أي مكان آخر، إذ أن المنطق يقول طبعًا أن الشبكات تزيد من عام إلى آخر.
سوء خدمة الإنترنت انعكس كذلك على خدمة الواي فاي، فهي أيضًا ليست في أفضل حالاتها، صحيح أنها موجودة، لكنه ليس ذلك الوجود القوي الذي قد يجعل السائح يُسافر إلى العراق وهو مُتيقن من استمتاعه بهذه الخدمة، والتي ربما المكان الأنسب لتوافرها الفنادق والأماكن السياحية الفاخرة بشكل عام، على العموم، في النهاية تبقى الخطوط الهوائية هي الأكثر استخدامًا في العراق من الخطوط الأرضية، فهي أكثر انتشارًا ولا تتعرض للقطع بسهولة، أيضًا أسعارها تكون منخفضة وعلى حسب الطلب والسرعة، كما يُنصح بالتعامل مع شركة زين الدولية لكونها الأكثر تخصصًا بهذا الصدد.
مواعيد العمل
من أهم الأشياء التي يُحبذ السائح التعرف عليها ويعتبرها فارقة في مسألة موارد السفر هي تلك التي تتعلق بمواعيد عمل أهم الجهات الموجودة في الدولة التي سيسافر إليها، وطبعًا على رأس هذه الأماكن الصيدليات، فماذا عنها؟
الصيدليات
فيما يتعلق بالصيدليات فإن مواعيدها في العراق تتشابه مع أي دولة عربية أخرى بشكل عام، حيث أنها تفتح أبوابها لمدة عشرين ساعة في اليوم الواحد، كما أن بعض الصيدليات الهامة لا تلتزم بهذه المواعيد وتفتح أبوابها طوال اليوم، والحديث هنا عن صيدليات بغداد والموصل والبصرة تحديدًا، وطبعًا هذا الأمر راجع في المقام الأول إلى أهمية الصيدليات وعدم قدرة السكان أو الزوار على الاستغناء عنها تحت أي ظرف من الظروف.
المتاجر
بالنسبة للمتاجر فإن العراق يكثر بها المتاجر الشعبية والأسواق والمحلات الصغيرة، مع وجود عدد نادر جدًا من مراكز التسوق الرئيسية، على العموم، المحلات في العراق لا تلتزم بمواعيد محددة وربما تفتح طوال اليوم، أما الأسواق الشعبية فهي تفتح في ساعات النهار وتُغلق في ساعات المساء، بينما مراكز التسوق الرسمية تفتح من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً أو الحادية عشر مثلًا، وهو وقت مناسب جدًا وتنوع مطلوب بين كل الجهات يجعلها متاحة بشكل جيد.
البنوك
بالنسبة للبنوك، وعلى الرغم من كون أعدادها ليست بالكبيرة في العراق إلا أنها تلتزم بالمواعيد الدولية في التعامل مثل أي بنوك أخرى في العالم، إذ أنها تفتح أبوابها في الثامنة أو التاسعة صباحًا وتُغلق في الثالثة عصرًا أو مع انتهاء ساعات الظهيرة على أقصى تقدير، ومن أشهر البنوك هناك بنك العراق الدولي.
المطاعم والمقاهي
فيما يتعلق بالمطاعم والمقاهي فمعظمها كذلك مطاعم شعبية لا تلتزم بمواعيد محددة وقد تظل مفتوحة طوال اليوم أو على حسب الطلب، بيد أن المطاعم الرسمية، والتي هي سياحية في المقام الأول، فهي تلتزم طبعًا بمواعيد عمل تتناسب مع مواعيد الحاجة إلى الوجبات، بمعنى أنها تفتح مع بداية وقت وجبة الإفطار في السابعة وتُغلق مع انتهاء وقت وجبة العشاء في العاشرة أو الحادية عشر مساءً، وقد يصل الأمر إلى الواحدة بعد منتصف الليل مثلًا.
العطلات والمناسبات
بالتأكيد السائح الذي سيقرر الذهاب إلى العراق سوف يكون مهتمًا بالتعرف على العطلات والمناسبات الموجودة بها، ومن هذه الزاوية دعونا نقول إن العراق بها تقريبًا ما يزيد عن المئة وخمسين يوم من الأعياد الرسمية، وهو رقم هائل بالطبع، لكن معمول به حسب الدستور والأعراف والقوانين، ولكثرة هذه الأعياد سوف نذكر فقط أبرزها، مثل رأس السنة وعيد تأسيس الجيش العراقي وعيد القومية في شهر يناير، كذلك عيد الجمهورية وعيد الاستقلال، والكثير من الأعياد الدينية التي على رأسها الفطر والأضحى، لكن أيضًا دعونا لا ننسى المناسبات الأسبوعية يومي الجمعة والسبت في كل أسبوع، فهي في النهاية تقودنا إلى ما يُقارب المئة يوم تقريبًا، وكل هذه الأيام تتعطل فيها الحياة العملية بصورة نسبية تتواكب مع أهمية المناسبة ودرجة ترقبها وأعياد المحتفلين بها.
حالة البريد
الشركة الرسمية لخدمات البريد في العراق هي شركة البريد العراقي التي تتبع مؤسسة الاتصالات الوطنية، والحقيقة أن البريد في العراق حدث مر عليه أكثر من قرنين، فقد بدأ بالقرن التاسع عشر أثناء تواجد الحكم العثماني، ثم بدأ في الانتشار شيئًا فشيئًا وكان في فترة من الفترات البريد الأقوى في العالم، لكن منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يشهد نقلة كبيرة في عالم البريد، تعرض البريد العراقي لنكسة كبيرة أدت إلى اضمحلال هذه الخدمة، فهي لم تعد قوية في الوقت الحالي وإن كانت موجودة بالطبع، ويُفضل في خدمات الشحن وإرسال الطرود وما شابه من خدمات استخدام الشركات المُتخصصة بهذا الصدد، فهي شركات دولية ذات سمعة عالية وسرعة وافرة.
حالة الطوارئ
في هذه الحالة بالذات يجب على السائح الإلمام بحقيقة الأمر، والحقيقة أن تلك الحقيقة لا تخفى على أحد، فالطوارئ في العراق جودتها تصل إلى أسفل الأرض، وأكبر دليل على ذلك تواجد الكثير من العمليات الإرهابية والتفجيرات والأحداث الملتهبة بشكل عام، كل هذا أدى في نهاية المطاف إلى انعدام الثقة تمامًا في الطوارئ، والحديث هنا مركز طبعًا متعلق بشكل كبير بالطوارئ الخاصة بالشرطة، أما الإسعاف والإطفاء فهما معقولين ويُمكن استخدامهما والاستفادة منهما بصورة جيدة، فالإسعاف رقمها الثابت هو 122، بينما الدفاع المدني العراقي أو الإطفاء رقمه 115، وأخيرًا الشرطة الرقم الخاص بها هو 104، وإن كانت هذه الأرقام تتوقف الاستجابة الخاصة بها في نهاية المطاف على المسافة بين الطالب والعاصمة والأماكن الهامة في الدولة بشكل عام.