يومان في البصرة
المدينة التي سنبدأ بها مسارنا في دولة العراق هي مدينة البصرة، تلك المدينة العريقة الموجودة في جنوب الدولة والتي يعتبرها الكثيرين أقدم مدن العالم وأكثرها عراقة، وهذا بالتأكيد سينعكس على الأماكن السياحية المتواجدة بها.
اليوم الأول
في يومنا الأول داخل مدينة البصرة سوف نحاول الاستيقاظ باكرًا في فندق الإقامة وتناول وجبة إفطار عراقية محلية قبل أن نسير قليلًا في شوارع البصرة ونستمتع بشكل البيوت وحالة المدينة بشكل عام، ثم في تمام التاسعة مثلًا نبدأ جولة المتاحف التي من المفترض أن تكون شاغرة لهذا اليوم بالكامل، وأول هذه المتاحف متحف التاريخ الطبيعي الذي يحتوي على عدد كبير من المجسمات الطبيعية، ثم بعد ذلك سنتوجه إلى متحف البصرة الحضاري، وهو المتحف الذي يتوفر بداخله عدد من الآثار الطبيعية والتي منها حوالي 440 قطعة أثرية تاريخية بابلية، وأخيرًا قبل حلول المساء يُمكننا زيارة متحف الفنون، وهو متحف يُرسخ للحياة الفنية الكاملة في دولة العراق، لكن هذا فقط ما يُمكن فعله في الصباح.
مع بداية المساء سوف يكون بمقدورنا الاستمتاع بزيارة ليلية لشوارع البصرة الجميلة، وخلال هذه الزيارة يُمكننا تناول وجبة عشاء في مطعم عراقي أصيل وتذوق أهم الأطباق الشعبية هناك، ثم بعد ذلك يُمكننا زيارة مركز البصرة للتسوق ومدينة الساحل الجميلة، كما أن هناك متحف للرعب يكون مناسب أكثر في ساعات الليل الأخيرة، لكن ينصح بزيارته من أصحاب القلوب القوية فقط، على العموم، انتهى يومنا الأول في البصرة سريعًا، فماذا عن اليوم الثاني يا تُرى؟
اليوم الثاني
بداية اليوم الثاني من مسارنا داخل البصرة لن تختلف كثيرًا عن اليوم الأول، إذ أننا سنجعل البداية أيضًا بالاستيقاظ باكرًا، لكن هذه المرة سنقوم بتناول وجبة الإفطار في مطعم خارجي، بعد ذلك يُمكننا الذهاب إلى سوق البصرة الشعبي والاستمتاع بساعة أو ساعتين بين الباعة والأشياء المُباعة في هذا المكان الرائعة، هذه الأشياء قد تكون قديمة وعتيقة مثلما هو الحال في كل شيء بالمدينة وقد تكون كذلك أطعمة أو فواكه ربما لم تراها من قبل عزيزي السائح، على العموم، بعد زيارة السوق سوف نتوجه مدينة بصرة لاند، وهي مدينة للألعاب الرائعة، لكن هذا ليس المكان الوحيد المخصص لهذا الغرض، فثمة أيضًا مدينة ألعاب جلفار ومدينة الألعاب المائية، لكن النهار لا يزال يحمل بعض ساعات الظهيرة الجميلة.
ساعات الظهيرة سوف تشهد زيارة للحدائق والمنتزهات الرائعة المتواجدة في البصرة، والبداية ستكون مع منتزه الخورة المميز ثم بعده منتزه الزبير، وهذا المنتزه تحديدًا ينصح بزيارته لأنه في الأساس منتزه عائلي، لاحقًا سنقوم بزيارة منطقة القصور الرئاسية ثم مع بداية ساعات المساء سنزور كازينو الأسياد الذي يُعتبر أفضل وأهم كازينو على الإطلاق داخل العراق، وأخيرًا لن ننسى تناول وجبة عشاء أخيرة في المدينة، والتي يُفضل أن تكون في مطعم غربي هذه المرة.
يومان في كركوك
الشائع عن مدينة كركوك العراقية أنها المدينة الأولى من حيث إنتاج النفط في العالم، لكن ما لا يعرفه البعض أن هذه المدينة أيضًا تعج بالأماكن السياحية، والتي منها ما هو تاريخي ومنها ما هو طبيعي، ولذلك تستحق الزيارة بالمسار.
اليوم الأول
بلا شك اليوم الأول في مدينة مثل كركوك يجب أن يكون مميزًا، ولكي يكون على ذلك القدر المطلوب من التميز لابد من البداية بزيارة الأماكن التاريخية، وإن كان ذلك سيلي طبعًا الاستيقاظ باكرًا ثم تناول وجبة إفطار مميزة بفندق الإقامة، بعد ذلك جولة مشي لمدة ساعة على الأقل يليها زيارة أولى لقلعة كركوك، وهي واحدة من أقدم قلاع العالم لكونها متواجدة قبل حوالي عشرة قرون من الميلاد، بعد ذلك سنتوجه إلى فشلة كركوك، وهو مبنى أثري آخر موجود تقريبًا منذ أواخر القرن التاسع عشر، أي في عهد العثمانيين، وقبل أن ينتهي وقت الظهيرة بالطبع زيارة منطقة الآثار القديمة، وهي منطقة أثرية بالكامل تمتلك مجموعة من الآثار البابلية والعثمانية والرومانية، وحضرات كثيرة من التي مرت بدولة العراق بيوم من الأيام، وكأننا سنقوم بزيارة متحف مكشوف في أبهى صورة ممكنة له.
مع بداية الظهيرة سوف نحاول زيارة أكبر قدر ممكن من متاحف كركوك التاريخية، فهناك مثلًا المتحف الوطني في شارع التسعين، وهو الذي يضم مجموعة كبيرة من الآثار المميزة، كذلك ثمة وجود للمتحف الحربي التاريخي الذي يضم أغلب الأسلحة التي استخدمتها دولة العراق منذ العصور السحيقة وحتى وقتنا الحالي، كما أننا طبعًا لن ننسى المرور بالمساجد التاريخية الموجودة في كركوك، وهي كثيرة بالتأكيد نظرًا للقيمة الدينية، بعدها، وبحلول المساء، سنتوجه إلى الفندق للنوم بعد أن نتناول وجبة عشاء مميزة، ويُفضل أن تكون في مطعم عراقي أصيل يُقدم الوجبات الشعبية العراقية.
اليوم الثاني
لن يختلف اليوم الثاني كثيرًا عن اليوم الأول داخل مدينة كركوك، صحيح أن هذا اليوم سوف يُخصص أكثر للأماكن الطبيعية لكن في النهاية يبقى الشيء الثابت أننا سنبدأه بتناول وجبة الإفطار بعد الاستيقاظ في السابعة أو الثامنة على أقصى تقدير، وسوف نُتبع هذه الوجبة المميزة بجولة مشي لساعة على الأقل نستكشف فيها المدينة أكثر ثم البداية الحقيقية ستأتي بزيارة حديقة الزهور التي تضم مجموعة كبيرة من الزهور تصل إلى ثلاثة آلاف نوع، بعدها سنتوجه إلى منتزه كركوك العائلي، وهو كما يتضح من الاسم يصلح أكثر للزيارات العائلية، كما سنقصد مشتل الحمزاوي الذي يحتوي على مجموعة كبيرة أيضًا من الورود، ومنه إلى قمة كركوك التي يُمكننا من خلالها رؤية مدينة كركوك بالكامل، كما يُمكن كذلك ممارسة رياضة التسلق أو التزحلق على الجليد في فصل الشتاء.
بحيرة الشموع ستكون كذلك من خيارات الزيارة في ساعات الظهيرة، ثم ستأتي ساعة الراحة من خلال التوجه إلى أحد المطاعم وتناول وجبة غذاء يُفضل أن تكون خاصة بالمأكولات البحرية، يلي هذا التوجه إلى مدينة كركوك الترفيهية، وهي تحتوي على مجموعة من الألعاب الصالحة أكثر للأطفال والعائلات، ونفس الحال ينطبق على الحديقة المائية المتواجدة في شمال كركوك، ثم الختام سيأتي مع تناول وجبة العشاء والذهاب إلى مركز العراق التجاري والتسوق الذي يتبعه مشاهدة فيلم سينمائي بتقنية عالية داخل سينما المركز، وإلى هنا يُمكن القول أن متعتنا داخل كركوك قد انتهت.
يوم في الموصل
بكل تأكيد تستحق مدينة الموصل أن يتم تخصيص يوم كامل لها ضمن المسار الذي سنقوم بتطبيقه في دولة العراق، فهي مدينة تاريخية رائعة، وهذا الوصف أقل ما يُمكن أن يُقال عنها فعلًا، على العموم، زيارة الموصل ستبدأ بالاستيقاظ باكرًا في فندق الإقامة كالعادة وتناول وجبة إفطار بالفندق أو بمقهى خارجي من مقاهي الموصل العتيقة، بعد ذلك سنبدأ الزيارة الفعلية بالتوجه إلى سد نينوى، وهو سد قديم للغاية يُبين لنا كيف كان شكل العراق القديمة، لاحقًا سنتوجه إلى السرج خانة ونقضي بها الساعات المتبقية من النهار قبل أن نسلك طريقنا إلى الجامع النوري، وهناك سنقضي ساعات الظهيرة ونؤدي صلاة الظهر كذلك، ثم يُمكن بعد ذلك الاستراحة قليلًا والجلوس لتناول وجبة الغذاء في أحد مطاعم الموصل المميزة.
قباب مسجد النبي يوسف سوف تكون أول ما سنقصده بعد الظهيرة مباشرةً، حيث سنتعرف هناك على الكثير من المعلومات حول هذا النبي الكريم قبل أن ننتقل إلى مكان ديني آخر مختلف، وهو معبد آلهة الشمس الذي يُعتبر من أقدم المعابد الموجودة في العالم، وبالتأكيد لا يُمكننا أن نكون في الموصل دون أن نقصد منطقة آثار النمرود ونرى الكثير من الأشكال الخاصة بالعراق القديمة، وقبل أن ينتهي اليوم سوف نحاول تناول وجبة عشاء بحرية بمطعم الموصل البحري ثم بعد ذلك سنأخذ نصيبنا من جولة المشي لينتهي بذلك هذا اليوم الذي خصصنا له مدينة جميلة مثل الموصل.