العراق - التاريخ والثقافة

تاريخ العراق

كتنويه هام يجب أن نعرف بأن الحياة التاريخية الخاصة بالعراق ثرية للغاية، إذ أنها تتشابه مع تاريخ مصر من حيث تعدد الحضارات وكثرة المحطات، وبدايتنا في تاريخ العراق ستكون بتلك المرحلة التي تسبق التاريخ أصلًا.

ما قبل التاريخ

ربما يكون بمقدورنا القول إن أول اكتشاف للإنسان في العراق كان قبل 65 ألف سنة من الميلاد، وقد عاش هذا الإنسان العصر الحجري بكافة تفاصيله قبل أن تمر آلاف السنين ويأتي الإنسان الأول الفعلي، وهو الإنسان الذي استقر في العراق وبدأ يُفكر في تأسيس حياة حقيقية تعرف الزراعة والصناعة والتجارة، وأكبر دليل على ذلك وجود بعض المنحوتات العراقية التي تعود إلى 35000 سنة قبل الميلاد، بعد ذلك، وقبل بضعة آلاف قليلة من بداية التأريخ بدأت تظهر حضرات ذات قوة كبيرة في مُحيط العراق مثل سومر وأكد وحضارة بابل العظمى وكذلك العصر الأخميني والساساني، فهذه المراحل شهدت دخول السلاح والتعرف على القوة وكذلك انتشار الأديان مثل اليهودية، والمسيحية ببداية التأريخ.

مرحلة الخلافة والحكم الإسلامي

مع بداية التاريخ الميلادي، وتحديدًا عام 633 ميلاديًا، بدأت مرحلة طويلة امتدت لسنوات كثيرة في العراق ولا تزال تُلقي بظلالها حتى وقتنا الحالي، وتلك المرحلة طبعًا هي مرحلة الخلافة، فقد كانت العراق عاصمة الخلافة للكثير من محطات الخلافة الإسلامية مثل العباسية والأموية، كما أنها كانت مركزًا للعلماء وخط الدفاع الأول مع مصر والشام في الحملات الصليبية بوصفها أصلًا أقوى الدول الإسلامية، وكانت بغداد في ذلك الوقت أشهر مدن العالم والأقوى على الإطلاق، ثم لم تمضي هذه المرحلة إلا والتحمت بها مرحلة الحكم العثماني، وهو حكم إسلامي أيضًا لم ينتهي إلا ببداية التاريخ الحديث، والذي يُمكن القول إنه شهد ذروته في القرنين الماضيين.

مرحلة التاريخ الحديث

التاريخ الحديث بالنسبة للعراق يبدأ بمحاولة نيل الاستقلال والانفصال عن الباب العالي، وقد تبعت هذه المرحلة الكثير من التقلبات والتحولات، لكن كان أكبرها وأهمها الحرب العالمية الأولى التي انتهت بخضوع العراق لحكم دولة بريطانيا العظمى، ثم بعد ذلك بدأت تلوح في الأفق بعض الانفراجات التي جاءت في صورة إعلان المكية في مطلع عام 1921 ثم جاءت الجمهورية في عام 1958، وبعد ذلك تفلتت العراق شيئًا فشيئًا حتى أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة خاصة بها، لكن لم تستمر تلك التحولات الرائعة مع مطلع الألفية الثالثة.

مرحلة الألفية الثالثة

شهدت بداية الألفية الثالثة تحولت أضرت بالعراق، وخصوصًا نزع السلطة من رئيس العراق في ذلك الوقت صدام حسين ودخول القوات الأمريكية إلى الأراضي العراقية، وقد سبق ذلك بسنوات قليلة حرب الخليج بين العراق والكويت، لكن ربما التحول الأكبر في تلك الألفية الغير جيدة بالمرة بالنسبة للعراق أن تنظيم إرهابي يُعرف باسم الدولة الإسلامية قد تمكن من السيطرة على معظم أراضي العراقية وأصبحت البلاد في الوقت الحالي بين المطرقة والسرداب!

الثقافة في العراق

في الحقيقة لا يُمكن إغفال الثقافة العراقية بوصفها جزء لا يتجزأ من الهوية الحالية لهذه البلد، وبالتالي نحن في حاجة للتعرف على أهم ملامح هذه الثقافة وكيف كانت داخل العراق، وأهم هذه الملامح طبعًا العمارة.

العمارة

كان فن العمارة حاضرًا في العراق منذ مطلع الألفية العاشرة قبل بداية الميلاد وحتى وقتنا الحالي، ففي ذلك الوقت تم الاعتماد على عمارة حضارة بلاد الرافدين والحضارة البابلية، تلك العمارة التي ظلت خالدة حتى تمكنت من التأثير على العمارة الإيرانية والفارسية، ثم جاءت بعد ذلك العمارة الإسلامية في العصر العباسي وكان لها هي الأخرى عظيم الأثر، أما الصور التي خلفتها تلك العمارة فهي تتمثل في الكنائس والمساجد والمتاحف والأماكن الأثرية المنتشرة بكامل العراق.

المطبخ العراقي

كذلك كان المطبخ العراقي، ولا يزال حتى وقتنا الحالي، مُشكلًا رئيسيًا للثقافة العراقية، فالعراق تمتلك عدد وافر جدًا من المأكولات الشعبية المميزة التي أعطت طابعًا مميزًا كذلك لهويتها، وضمن هذه الأكلات المسكوف والباجة والبرياني والقوزي والهبيط والدولمة والثريد، وغير ذلك الكثير من الوجبات التي تُسهم في تشكيل الهواية العراقية الأصيلة.

الرياضة

لا يُمكننا إغفال الرياضة العراقية لكونها أيضًا أحد أهم مكونات الهوية الثقافية للدولة، فالعراق منذ مطلع القرن الماضي وهي تحاول اللحاق بركب الدول الأخرى في الكثير من الرياضات، لكن على رأسها يأتي طبعًا رياضات شعبية ككرة القدم والخماسي والشطرنج وألعاب القوى والفروسية، فكل هذه الرياضات يتواجد بها رياضيين عراقيين متميزين وبارعين.

الأدب

في الحقيقة لم يلقى الأدب العراقي في الآونة الأخيرة ذلك القدر الذي يستحقه أو الذي كان يقوده إليه الماضي، ففي القرن المنصرم اضمحل الشعر والأدب بكافة مجالاته عمومًا ولم يعد هناك أية أسماء بارزة لامعة، ويُقال أن نظام صدام حسين السابق كان يجبر الأدباء على الترويج لحزب البعث ودفع الناس إلى الحرب العراقية الإيرانية من خلال الأشعار والكتب، وهو ما دفع معظمهم إلى اعتزال الأدب بشكل عام، على كلٍ، الأسماء اللامعة في سماء الأدب العراقي كثيرة للغاية، منها على سبيل المثال المتنبي والفرزدق، أما حديثًا فالأشهر على الإطلاق محمد مهدي الجواهري، هذا ما يتعلق بالشعر تحديدًا، أما القصة فقد كان هناك تراث أدبي شديد الأهمية يتمثل في قصص شعبية كقصة على بابا والسندباد.

الفن في العراق

إذا ما أجملنا فن العراق في السينما والمسرح والتلفزيون وأردنا أن نُعطي هذه الأنواع الثلاثة من الفن تقييمًا موحدًا فبكل تأكيد ذلك التقييم سوف يكون ضعيفًا، فقد اضمحلت هذه المجالات على الرغم من بدايتها القوية عام 1940، مع الوضع في الاعتبار أن أول فيلم عراقي صامت أُنتج عام 1909، أي قبل عدد كبير من الدول العربية، لكن الآن المنزلة التي تتواجد بها العراق فيما يتعلق بهذه المجالات متأخرة للغاية، حتى على مستوى الدول العربية، وإذا أردنا التحدث عن فيلم شهير يُمكن القول إنه ممثل جيد للسينما العراقية فهو فيلم فجر العالم، عدا ذلك فالأفلام العراقية، وعلى الرغم من التكلفة الإنتاجية الضخمة التي توضع بها، إلا أنها لا تخرج في النهاية بالصورة جيدة، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على الدراما.