البحرين - مناطق الجذب السياحي

المنامة: عاصمة السياحة العربية

عند حديثنا عن مناطق الجذب السياحي في أي دولة على مستوى العالم تكون العاصمة هي الواجهة الأولى التي يتوجب علينا الحديث عنها، وعاصمة مملكة البحرين هي المنامة التي حازت على لقب عاصمة الثقافة العربية في العام الثاني عشر من القرن الواحد والعشرين، ثم تمكنت في العام التالي مباشرة من حصد لقب عاصمة السياحة العربية، وتحتوي هذه المدينة على العديد من مناطق الجذب السياحي الهامة وأولها هو باب البحرين، ويتواجد هذا الباب في ساحة الجمارك أي أنه هو البوابة الرئيسية لسوق المنامة الكبير، وقد تم الانتهاء من تصميم وتشييد ذلك البناء في العام التاسع والأربعين من القرن العشرين، والمسئول عنه كان السير تشارلز بلجريف ذو الجنسية البريطانية والذي كان مخول من قبل الحكومة البريطانية ليكون مستشارًا لحكام مملكة البحرين.

وبعد بناء الباب مباشرة كان يتواجد بالقرب منه حافة مياه ولكنها ابتعدت كثيرًا عنه، بسبب عمليات استصلاح الأراضي الكبيرة التي شنتها الحكومة، ومن الجدير بالذكر أن باب البحرين قد تم تجديده ف نهاية القرن العشرين وأضيفت عليه بعض اللمسات المعمارية الإسلامية، ووراء باب البحرين يتواجد سوق كبير به جميع الأغراض والسلع والخضروات والفواكه التي قد يحتاج إليها أي شخص، وأمام الباب يتواجد شارع الحكومة الذي يحتوي على العديد من المؤسسات التجارية والمراكز الحكومية والبنوك، وقد سمي باسم شارع الحكومة نظرًا لأن اجتماع مجلس حكومة البحرين يتم في أحد مباني هذا الشارع، وأخيرًا لا ننسى مدينة الذهب التي تحتوي على العديد من محلات الحلي المتاح شراءه من قبل الزبائن.

المحرق: العاصمة القديمة للبحرين

نأتي هنا للحديث عن مدينة أخرى من مدن مملكة البحرين وهي مدينة المحرق أحد أهم مناطق الجذب السياحي في البلاد، وقد كانت هذه المدينة هي عاصمة المملكة منذ عام 1810 وحتى عام 1923 أي أنها تجاوزت المائة وعشرة عام كعاصمة للبلاد، وتحتوي المدينة على العديد من المعالم السياحية مثل مسار اللؤلؤ أو طريق اللؤلؤ كما يسمى، ويصل طول هذا الطريق إلى ثلاثة كيلو مترات ونصف تقريبًا، وقد كان هذا الطريق يستخدم من قبل غواصي اللؤلؤ فيدخلونه من عند ساحل قلعة بوهامر حتى يصلون إلى جزيرة المحرق، ويعتبر ذلك الطريق هو أساس اقتصاد مملكة البحرين حتى بدايات القرن العشرين قبيل اكتشاف النفط ودخول اللؤلؤ الصناعي الياباني إلى سوق التجارة العالمية، ومن الجدير بالذكر أن هذا الطريق قد تم استخدامه لذلك الغرض منذ أكثر من ألفي عام قبل الميلاد.

وطريق اللؤلؤ ذلك يمر على العديد من الأشياء أولها قلعة بوهامر وصولًا إلى بيت الغوص، ويليه بيت الجلاهمة الكبير، ثم البيت المتخصص في الطب الشعبي الذي يحمل اسم بدر غلوم، ثم يليه بيت يوسف العلوي، ويليه بيت فخرو، وبعده مجلس مراد، وبعد ذلك سوق القيصرية بما يحتويه من مباني وعمارات، وبعد ذلك لدينا باب النوخذة، وفي الأخير يأتي مسجد سيادي الشهير، كل هذا يدرج ضمن طريق اللؤلؤ فإذا قررت الذهاب إليه فسوف تحظى برؤية كل هذه المباني والعمارات والمحلات.

الصخير: جنة في قلب الصحراء

من المدن الهامة في مملكة البحرين هي مدينة الصخير التي تقع في قلب الصحراء بالقرب من قرية الزلاق، وتحتوي هذه المدينة على العديد من المعالم السياحية أيضًا مثل قصر الصخير ومحمية العرين الطبيعية وبعض المعالم الأخرى، وسنقوم هنا بالحديث عن محمية العرين الطبيعية التي تعد أحد خمسة محميات طبيعية فقط في البحرين كلها، وتغطي المحمية مساحة تصل إلى ثمانية كيلو متر مربع تقريبًا وهي عبارة عن محمية طبيعية وحديقة حيوان في آنٍ واحد، وقد تم إنشاء محمية العرين في العام السادس والسبعين من القرن العشرين ووضع العديد من الحيوانات والنباتات بداخلها، فمثلًا تتواجد حيوانات بحرينية الأصل وحيوانات من قارة إفريقيا ومنطقة جنوب آسيا، وتقدر أنواع الحيوانات الموجودة بالمحمية بحوالي خمسين نوع.

أما عن أنواع الطيور فهي على الأرجح تسعين نوع، وحوالي ثمانين نوع من النباتات الذين يندرج تحتهم أكثر من مائة ألف نبتة وشجرة تقريبًا، وتقسم أراضي المحمية الكبيرة إلى قسمين الأول خاص بالجمهور ويمكن دخوله بإذن من المسئولين وهو متمثل في تذكرة دخول، والقسم الثاني هو محظور على الجمهور نظرًا لتواجد بعض الحيوانات المفترسة به، ومن الجدير بالذكر أن رؤية الحيوانات يتم من خلال حافلة سياحية تمر من أمامهم حفاظًا على سلامة الزائرين، وقد زار محمية العرين في عام 2010 حوالي مائة وخمسين ألف زائر وهو رقم جدًا بالمقارنة مع المحميات الأخرى والسنوات القليلة التي مضت.