الموقع والحدود
تقع مملكة البحرين في الجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية وهي عبارة عن أرخبيل مكون من الجزر المسطحة والقاحلة، وقد وصل عدد الجزر التي تتكون منها مملكة البحرين إلى حوالي أربعة وثمانين جزيرة، مع العلم أنها قبل العام الثامن من القرن الواحد والعشرين كانت عبارة عن ثلاثة وثلاثين جزيرة فقط، والسر وراء هذه الزيادة الكبيرة هو أن مشاريع استصلاح الأراضي قد جرت على نطاق واسع زاد من جزر المملكة كثيرًا، ومن الجدير بالذكر أن البحرين لا تمتلك أي حدود برية مع جاراتها من الدول الأخرى، فكلها حدود بحرية أولها مع المملكة العربية السعودية من الناحية الغربية، وأيضًا من الشمال الغربي والجنوب الغربي تتواجد المملكة العربية السعودية، أما عن الشمال الشرقي فتجاورها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن الشرق يتواجد الخليج العربي، ومن الجنوب الغربي تتواجد دولة قطر، وبذلك تكون دول الخليج فقط هي المحيطة بمملكة البحرين من جميع الاتجاهات.
السكان والديانة
نأتي هنا للحديث عن السكان والديانة في مملكة البحرين أما عن السكان فهي تتألف من قسمين الأول مكون من ستة وأربعين بالمائة وهي نسبة التعداد السكاني للبحرينيين، والقسم الثاني هو مكون من أربعة وخمسين بالمائة وهو للسكان الأجانب عن الدولة، فالتعداد السكاني بشكل عام يبلغ مليون وثلاثمائة نسمة، منهم ستمائة ألف شخص بحريني الأصل وسبعمائة ألف شخص من غير السكان الأصليين، ويزداد التعداد السكاني لمملكة البحرين كل عام ولكن النسبة الأكبر فيه والمؤثرة هي للسكان الغير أصليين، حيث أن الجاليات تزداد انتشارًا في المملكة وخاصة القادمين من جنوب قارة آسيا، وتعتبر الجالية الهندية على وجه التحديد هي الأكثر تواجدًا في المملكة حيث أنها قد بلغت في عام 2010 حوالي ثلاثمائة ألف شخص يزيدون أو ينقصون قليلًا، يليهم بعد ذلك العرب وخاصة المصريين، وبعد ذلك نسب قليلة جدًا لا تتجاوز الاثنين بالمائة لسكان قارتي إفريقيا وأوروبا.
أما عن الديانة في مملكة البحرين فيعد الدين الإسلامي هو الديانة الرسمية في البلاد، ويبلغ عدد معتنقيه في البلاد حوالي واحد وثمانين بالمائة تقريبًا، وعشرة بالمائة من السكان يعتنقون الديانة المسيحية، والنسبة القليلة المتبقية هي لبعض الديانات الأخرى مثل اليهودية والهندوسية والبهائية، وينقسم معتنقي الإسلام في البلاد إلى مذهبين سنة وشيعة ولا توجد أية تقارير رسمية موثقة توضحهم نسبتهم في البلاد، ولكن في الغالب النسبة متقاربة جدًا تكاد تكون اثنين وخمسين بالمائة للسنة وثمانية وأربعين بالمائة للشيعة، وتقوم الإحصائيات أيضًا أن المسيحين في البلاد لا يتجاوزن العشرة آلاف نسمة وأغلبهم على المذهب الأرثوذكسي، أم عن اليهود فهم لا يتجاوز المائتي شخص فقط، والبقية للهندوس والبهائيين القادمين من جنوب قارة آسيا، وبكل صراحة تزداد أعدد معتنقي الديانات الأخرى غير الإسلام في مملكة البحرين والسبب في ذلك هو أن أعداد الجاليات الغير عربية القادمين للعمل بالبلاد في زيادة مرتفعة، مما جعل أعداد معتنقي الدين الإسلامي في تناقص بسيط.
المناخ
عندما ننظر إلى مناخ مملكة البحرين نجد أنه شديد الحرارة والبرودة في آنٍ واحد مع كونه قليل الأمطار على مدار العام، وهذا المناخ بالطبع مرهقًا جدًا فالجمع بين شدة الحرارة وشدة البرودة أمرًا غير يسير على من لم يعتاد عليه، ويعتبر فصلي الصيف والشتاء هم الأساس في البلاد وبالنسبة للربيع والخريف فهي فصول قصيرة جدًا ولا تؤثر في شيء، أما عن فصل الصيف فهو كما قلنا ذو حرارة شديدة مع مزيج من البرودة الشديدة والجفاف أيضًا، وتبلغ نسبة البرودة والجفاف في بعض الأحيان حوالي ثمانين بالمائة تقريبًا وهي نسبة كبيرة ومؤثرة جدًا على البلاد، فالأمطار لا تسقط بتاتًا على مملكة البحرين في فصل الصيف بسبب ذلك المناخ.
أما عن فصل الشتاء فتأتي درجات الحرارة فيه منخفضة نوعًا ما وخاصة في الليل، حيث أن الليل في مملكة البحرين بفصل الشتاء هو أكثر وقت محبب لدى ذلك الشعب، وتتساقط بعض الأمطار على فترات من فصل الشتاء، وبسبب ندرة تساقط الأمطار وجفاف المناخ على مدار العام فإن تواجد الحيوانات والطيور البرية قليل جدًا، ومن أشهر ما هو موجود في البحرين هي الأرانب والغزلان والضب والنمس من الحيوانات، والبلبل والدوري والبوم والعقاب من الطيور البرية المقيمة، والنورس والغراب والسنونو من الطيور البرية العابرة، أما عن النباتات الطبيعية فهي تتأثر أيضًا بسبب الجفاف وقلة تساقط الأمطار، فنجدها قليلة جدًا مثلها مثل النباتات الطبيعية الموجودة في كل دول الخليج العربي.
مساحة البلاد وتنوعها البيولوجي
ننتقل بعد ذلك للحديث عن مساحة مملكة البحرين والتنوع البيولوجي الموجود فوق أراضيها، فهي في البداية تأتي بمساحة قدرها تسعمائة وأربعة وثلاثين كيلو متر ونصف، موزعة على أربعة وثمانين جزيرة صغيرة، وتعتبر جزر المحرق وأم النعسان وسترة هي أكبر جزر البحرين من حيث المساحة، أما عن التنوع البيولوجي في مملكة البحرين فهي تحتوي على ثلاثمائة وثلاثين نوع من الطيور، ستة وعشرين منهم يتكاثرون في البلاد والبقية في الخارج ثم يأتون إلى أرخبيل البحرين، وتعد طيور النحام الكبير هي أقدم طيور المملكة ولذا تسمى بالسكان الأصليون للبحرين، أما عن النباتات فقد تم تسجيل حوالي ثلاثمائة نوع من النباتات داخل البحرين، وواحد وعشرين نوع من الفراشات، وخمسة وعشرين آخرين من الزواحف والبرمائيات.
ولديها أيضًا ثمانية عشر نوع من الثدييات، أما عن الحيوانات فأشهرها الغزلان والقنافذ والأرانب التي تعيش في الصحراء، ولا ننسى العديد من المحميات التي تقيمها الحكومة للحفاظ على الطيور البحرية والحيوانات، وأشهرها محمية حوار التي تقوم بتربية غراب البحر السقطري وهي تعد أكبر محمية من نوعها في العالم، أما عن المحميات المحددة في البحرين فهي خمسة، أربعة منهم ذو بيئات بحرية وواحدة فقط ذو بيئة برية، أما عن الأربعة البحرية فهي جزر حوار، وخليج توبلي، وجزيرة مشتان، ودوحة عراد المتواجدة في المحرق أهم مدن البلاد، أما عن المحمية الخامسة والأخيرة فهي تسمى محمية العرين والتي تقام على الأرض فقط وتغطي مساحة قدرها ثماني كيلو متر فقط.
تاريخ مملكة البحرين
عرفنا جميعًا أن مملكة البحرين ذات رقعة جغرافية صغيرة جدًا وهذا ما جعل تاريخها غير غزير بالأحداث التاريخية، ففي العصور القديمة كانت توجد حضارة دلمون داخل أراضي البحرين وهذا ما ذكرته لنا الكتابات المسمارية العراقية، حيث أنه قد جاء في كتب حضارة بلاد الرافدين أن العلاقات مع بلاد دلمون كانت تجارية وقوية جدًا، والسبب في تلك التجارة القوية هو أن البحرين كانت ممرًا هام لتجارة إفريقيا والهند، ولذا أنشأت العديد من الأساطيل البحرية لنقل البضائع من وإلى، وبعدها استولى الأكاديون على البحرين بقيادة سرجون الأكادي، ثم تلتها الإمبراطورية الإخمينية، وتعاقبت عليها بعض الممالك الأخرى حتى جاء الإسلام ودخلها واستمرت على الدين الإسلامي الحنيف حتى يومنا هذا.