حالة دور العبادة
من الأشياء التي ينشغل السائح بها للغاية ويُعتبرها من موارد السفر غاية الأهمية هي تلك التي تتعلق بحالة دور العبادة، وبالنسبة لدولة الإمارات فهي كما نعرف جميعًا دولة عربية إسلامية، وهذا يعني ببساطة شديدة أن المساجد ودور العبادة الإسلامية بشكل عام سوف تكون متوفرة بها بالدرجة المعقولة للغاية، إذ أنه ثمة ما يزيد عن 5470 مسجد في الإمارات، مساجد كبرى رئيسية تحديدًا، هذا بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المساجد الصغيرة والزوايا، وهذه الأعداد تبدو مناسبة للغاية وقادرة على مواجهة الأعداد الخاصة بالسكان، والتي لا تتجاوز العشرة ملايين نسمة، في حين أن تلك المساجد الموجودة تساع نسب كبيرة تصل في معظمها إلى أربعين ألف مُصلي، وهو ما يعني ببساطة عدم وجود أي مشاكل في دور العبادة الإسلامية، وبالتالي ليست هناك مشاكل في الملابس الشرعية والطقوس الدينية الإسلامية بشكل عام.
فيما يتعلق بالأقباط فثمة عدد لا يُستهان به من الكنائس والكاتدرائيات ودور العبادة المسيحية بشكل عام، هذه الأعداد بمقدورها تمامًا مواجهة أعداد الأقباط القليلة للغاية بطبيعة الحال، كذلك الدستور الإماراتي يُسمح لأي مواطن باعتناق أي ديانة، على الرغم من أن النصيب الأكبر للمسلمين ومن بعدهم المسيحيين كما ذكرنا، وكملاحظة أخيرة دعونا نقول إن دور العبادة باختلاف تابعيتها تتميز في دولة الإمارات بالذات بكونها ذات شكل معماري مُدهش، فلا يحتاج هذا الأمر إلى كثيرٍ من المجهود حتى يُمكن ملاحظته، وهو شيء رائع بكل تأكيد.
الإنترنت والواي فاي
إذا كنت عزيزي السائح ستقارن خدمات الإنترنت والواي فاي في الإمارات ببقية الدول العربية أو حتى دول الشرق الأوسط عمومًا، فسوف تكون مقارنة ظالمة للغاية، إذ أن الإمارات تُقارن بأكبر الدول في العالم، حيث أنها كانت في عام 2016 الدولة الرابعة في العالم من حيث البنية التحتية الرائعة والقدرة الكبيرة على استخدام شبكات الإنترنت بسهولة، وعلى الرغم من أن هذه القدرة قد تراجعت بصورة غريبة بنسبة تصل إلى عشرين بالمئة من قوة الإنترنت في الإمارات إلا أن هذا لم يمنع من كون الإمارات هي البلد الثالثة عالميًا من حيث استخدام مواطنيها البالغين لهذه الخدمة، وبالتأكيد كل هذه الإمكانيات والمعطيات الرائعة التي تحدثنا عنها قد أنتجت في نهاية المطاف تميز لا يقل عن ذلك التميز في خدمة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بموارد السفر الخاصة بكل سائح، ألا وهي خدمة الواي فاي المميزة.
الواي فاي في الإمارات متوفر تقريبًا في كل مكان، فبخلاف الأماكن المخصصة للإقامة فإن هذه الخدمة تتوفر كذلك في كافة الأماكن السياحية كالمتاحف والحدائق، هذا بالإضافة إلى الأماكن الترفيهية والمطاعم والمقاهي، حتى محطات انتظار الحافلات وبعض المناطق في الشوارع الهامة بالعاصمة والمدن الرئيسية تكون هذه الخدمة متوفرة فيها بقوة، ومعظمها أيضًا يكون مجاني تمامًا، إنها ببساطة جديدة واحدة من أكثر الأشياء المُريحة في هذه الدولة المُتألقة، ولهذا ونُكرر بأنه لا داعي أبدًا للقلق من خدمتي الإنترنت والواي فاي أثناء التواجد في الإمارات.
الأماكن الآمنة والخطرة
من المميزات الكبرى لدولة الإمارات العربية المتحدة أنها لا تعج بالأماكن الخطرة التي يُمكنها أن تُعكر صفو السائح، صحيح أن الخطر موجود في كل مكان وزمان لكن في النهاية تبقى الإمارات واحدة من الدول القليلة التي يقل بها المعدل ويُمكن أن تُعتبر آمنة، فحوادث السرقة نادرة وكذلك قطع الطرق، لكن الخطر يكمن في الأماكن والطرق والأشياء الجامدة، على سبيل المثال، هناك ناطحات سحاب عالية للغاية في مدن أبو ظبي والشارقة ودبي، ولأن الإنسان بطبيعته يميل إلى المخاطرة فيُمكنك عزيزي السائح أن تلاحظ تواجد الكثير من الزوار في قمة هذه الأماكن ورغبتهم الشديدة في التقاط الصور التذكارية هناك، والبعض طبعًا قد يفقد توازنه لأقل سبب، وبالتالي يلقى حتفه، وهذا ما يجعل تلك الأماكن تُصنف ضمن الأماكن الخطرة التي يُفضل عدم الذهاب إليها إلا بعد الحصول على التأمين اللازم.
أيضًا من ضمن الأماكن الخطرة في دولة الإمارات الأماكن المهجورة أو تحديدًا عمارات وأبنية أبو ظبي القديمة التي تم هدمها مطلع الألفية الجديدة وإحلال أماكن أفضل منها، لكن تلك الأماكن القديمة بقيت حاضرة بالهدم الموجود بها مما أدى إلى تحولها لوكر للصوص والعمليات المشروعة بشكل عام، صحيح أن نسبة الخطر قليلة بيد أنك عزيزي السائح مُطالب طبعًا بعدم الذهاب إلى مثل هذه الأماكن لأي سبب، فهي في المقام الأول لا تحتوي بالأساس على متعة سياحية، يُضاف إلى ذلك الطرق الصحراوية التي تُمثل نسبة ليست بالقليلة في الإمارات، فهي طُرق متعرجة وخطرة وغير آمنة.
مواعيد العمل
أيضًا من الأشياء التي ينشغل السائح بها لأبعد درجة ممكنة هي تلك التي تتعلق بمواعيد عمل الجهات التي قد يحتاج إليها خلال رحلة سفره، والحديث هنا يشمل في المقام الأول المطاعم والمقاهي والمتاجر والبنوك والصيدليات.
الصيدليات
تشهد دولة الإمارات طفرة طبية كبيرة للغاية، وقد انعكست تلك الطفرة على أعداد الصيدليات التي جاوزت الحد المتاح في سبع دول عربية مجتمعة، على العموم، بالنسبة لمواعيد هذه الصيدليات الكثيرة فهي لا تلتزم بمواعيد ثابتة، أو أغلبها لا يلتزم بمواعيد ثابتة على وجه التحديد، فمنها ما يفتح لمدة ستة عشر ساعة في اليوم الواحد ومنها ما يفتح لمدة عشرين ساعة، وفي نسبة ليست بالقليلة تفتح الصيدليات أبوابها لحوالي أربعة وعشرين ساعة، أي طوال اليوم، وهي تلك الصيدليات المتواجدة في المدن الرئيسية كدبي وأبو ظبي، الشيء الثابت أنها من 6 صباحًا ل 11 مساءً تكون مفتوحة.
البنوك
لا تشهد البنوك تغيرًا كبيرًا في حالتها مقارنة مع بقية دول الوطن العربي والعالم، إذ أنها تفتح أبوابها في الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير بينما يأتي الإغلاق في الثانية ظهرًا أو الثالثة، وربما هذا الأمر ينطبق أكثر على البنوك الوطنية أو التابعة للدولة، أما البنوك الخاصة فهي تُغلق في الرابعة أو الخامسة، والواقع أن دولة الإمارات تمتلك مجموعة من البنوك المميزة على رأسها بنك أبو ظبي، كذلك ثمة وجود لعدد وفير من ماكينات السحب، والتي لا تلتزم بمواعيد البنوك وتفتح أبوابها طوال اليوم أمام العملاء، في النهاية، لا حاجة أبدًا للقلق من هذه الزاوية.
المتاجر
فيما يتعلق بالمتاجر الإماراتية فدعونا نعترف بأن دولة الإمارات تمتلك أقوى كيان تجاري في العالم وليس فقط على مستوى الوطن العربي أو قارة أسيا، فالإمارات بها عدد وافر من مركز التسوق أو المولات الخرافية، هذا بالإضافة إلى المتاجر الصغيرة المنتشرة في الأحياء الفقيرة، هذه المتاجر الصغيرة لا تلتزم بمواعيد محددة، فبعضها يُغلق بعد انتصاف الليل مباشرةً وبعضها يفتح لساعة أو ساعتين وبعضها قد لا يُغلق طوال اليوم، أما مراكز التسوق فمواعيدها معروفة، إذ أن الساعة الحادية عشر مساءً تشهد إغلاق آخر مول في دولة الإمارات.
المطاعم والمقاهي
لا يُمكننا بالطبع إغفال المطاعم والمقاهي كواحدة من الموارد الهامة التي يُحبذ السائح السؤال عنها وزيارتها، فالمطاعم والمقاهي الإماراتية تفتح بمواعيد متفاوتة تتناسب مع القدر المُقدم من الوجبات، فمنها ما يفتح من السابعة وحتى الحادية عشر مساءً، وهو ما يعني تقديم الثلاث وجبات الرئيسية، ومنها ما يفتح فقط منذ الحادية عشر صباحًا وحتى الثانية عشر منتصف الليل، وهي المطاعم التي تُقدم وجبات الغذاء والعشاء فقط، على العموم، الأمر الذي لا خلاف عليه في نهاية المطاف أن الإمارات تمتلك مجموعة مميزة للغاية من المطاعم والمقاهي، مجموعة لا يجب تفويت زيارتها بأي شكل.
العطلات والمناسبات
من الأشياء التي ينشغل السائح بها ويهتم بالتعرف عليها خلال تواجده في دولة الإمارات العطلات والمناسبات، وطبعًا دولة بأهمية الإمارات من المنطقي أن تكون زاخرة بمثل هذه الأمور، على العموم، يومي الجمعة والسبت يُمثلان بشكل كبير الإجازة الأسبوعية، وهي تلك الإجازة التي تتعطل فيها كافة موارد الحياة بالإمارات وتُغلق كذلك أغلب مناطق الترفيه، أيضًا أيام مثل يوم الشهيد في الثلاثين من نوفمبر والعيد الوطني في بداية ديسمبر تُعتبر كذلك من الأيام غاية الأهمية، وهي التي يتم الاحتفال فيها في صورة عطلة رسمية، ولا ننسى بالتأكيد العطلات الدينية التي تأخذ قدرًا ليس بالبسيط من الإجازات السنوية في الإمارات، وعلى رأس هذه العطلات أعياد الفطر والأضحى ورأس السنة الهجرية واحتفالية المولد النبوي وكذلك احتفالية الإسراء والمعراج المميزة، فكل هذا يكون نتاجه في النهاية ما يقترب من المئة وخمسين يوم يُعتبرون أيام شبه مُعطلة تمامًا في الإمارات، بعضها عطلة سياحية كاملة وبعضها يُتيح أماكن الترفيه المميزة بصورة أكبر.
حالة البريد
في الحقيقة لا يُمكننا إغفال أمر في غاية الأهمية في دولة الإمارات، وهو أن خدمة البريد الموجودة في هذه الدولة تُعد الأكثر تميزًا على الإطلاق بين دول منطقة الخليج ودول العالم بشكل عام، والسر خلف ذلك أن الإمارات تسعى بصورة دائمة للتطوير والتحديث، على العموم، تشمل خدمة البريد، بالإضافة إلى خدمة بريد المراسلات العادية المتوفرة في كل إمارة من إمارات هذه الدولة، خدمة أخرى مميزة تعرف باسم بريد الشحن أو الطرود، وهي التي يتم من خلالها إرسال واستقبال المواد مهما كانت كبيرة أو صغيرة، حيث تستخدم هذه الميزة الطيران والموانئ، مما يُفرز في نهاية المطاف خدمة غاية التميز، وهذا ما يجعلنا نستخدمها ولا نُفضل خدمة الشحن عبر شركات الشحن مثلما هو الحال أصلًا في أغلب الدول التي تقل فيها جودة خدمة بريد الشحن أو تنعدم أصلًا.
حالة الطوارئ
الطوارئ في دولة الإمارات كذلك من الخدمات المميزة التي تستحق الإشادة، حيث أنه ثمة تفوق كبير في جوانب الطوارئ الثلاث كالشرطة والإطفاء والإسعاف، إذ أن سرعة الاستجابة تكون من عشرة إلى عشرين دقيقة تقريبًا، وبالنسبة للأرقام التي يُمكن من خلالها طلب هذه الخدمة فهي 999 للشرطة، 998 للإسعاف، 997 للإطفاء، كما يُمكن الاستغناء عن كل ذلك بالرقم الدولي للطواري، وهو رقم 112، وطبعًا نحن لسنا في حاجة للتذكير بجودة هذه الخدمة وتميزها بشكل خاص في إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، وإن كان هذا لا يمنع من تميزها ببقية الإمارات.