يومان في الزرقاء
المدينة الأردنية الأولى التي سنقضي فيها بداية مسارنا بالتأكيد ستكون مدينة مميزة للغاية، وهي مدينة الزرقاء العريقة التي تتواجد منذ أكثر من ستة آلاف عام، ولابد أن هذا التاريخ خلّف الكثير من الأشياء الجديرة بالزيارة.
اليوم الأول
بداية اليوم الأول لا تشمل على الإطلاق يوم الوصول إلى المدينة، فإذا وصلنا مثلًا مع بداية المساء يُمكننا قضاء بقية هذا اليوم في النوم ثم مع الصباح الباكر نبدأ اليوم الأول في الزرقاء من خلال تناول وجبة إفطار مميزة داخل الفندق، بعد ذلك سنبدأ الجولة ببعض المشي في شارع السعادة الذي يتوسط المدينة، ويُفضل أن نقضي ساعتين على الأقل في هذا الشارع الممتع لأننا سنجد به الكثير من الأشياء المختلفة كالمواقع الأثرية والحضارية بخلاف المطاعم والمقاهي والمتاحف، الشعر نفسه والطريق الذي رُصف بها من الأشياء المميزة حقًا، بعد ذلك يُمكننا التوجه إلى نهر الزرقاء المتميز والاستمتاع بالأماكن المتناثرة حوله ورؤية سربان الطيور فوقه، وقبل أن تنتهي ساعات الصباح سنقوم بزيارة سكة حديد الحجاز المتواجدة في الزرقاء والتي تُعتبر كذلك مكان أثري غاية التميز.
بداية المساء ستكون بزيارة منتزه الزرقاء المائي، وهو الذي يُمكن فيه ممارسة كل الأنشطة المائية والاستمتاع بعروض الدلافين المميزة، بعد ذلك سنقوم بالمرور على جبل الزرقاء الذي يُعتبر من أعلى القمم الموجودة في الأردن بشكل عام، ولن ننسى خلال هذه الزيارة الصعود على جبل ورؤية الغروب من أعلى مكان في المدينة، وفي نهاية اليوم سنتناول وجبة العشاء في مطعم مميز من مطاعم الزرقاء ونتمشى مرة أخرى في المدينة قبل التوجه إلى الفندق للنوم استعدادًا لليوم الثاني داخل هذه المدينة الجميلة.
اليوم الثاني
لن يختلف اليوم الثاني كثيرًا من حيث البداية عن اليوم الأول، إذ أنه سيشهد أيضًا الاستيقاظ باكرًا وتناول وجبة إفطار في أحد المطاعم، لكن يُفضل أن يكون مطعم خارج الفندق كنوع من التغيير، وعلى الرغم من أن هذا اليوم داخل مدينة الزرقاء من المفترض أن يُخصص بالكامل لزيارة الأماكن التاريخية إلا أنه لا مانع على الإطلاق من زيارة الحاووز، وهو أشبه بالسد العالي الموجود في مصر وتم استخدامه أكثر من مرة في تخزين المياه، بعد ذلك سنقوم بزيارة قصر شبيب، وهو مكان تاريخي عريق، إذ يكفي أن نقول إنه موجود منذ سنة 46 قبل الميلاد، وهو عمومًا يُعتبر من أعظم القصور الموجودة في الأردن، لكننا لن نقوم بزيارته واحده، بل سنقوم بزيارة قصر الحلابات كذلك، وهو أحد المساجد القديمة التي بُنيت أساسًا على أنقاض مسجد، ومن هنا يُمكننا إدراك كونه قد بُني أساسًا في العصر الإسلامي، وتحديدًا العباسي، وهنا أيضًا يُمكننا القول إن زيارتنا الصباحية قد انتهت.
بداية المساء ستكون بزيارة المنطقة القديمة، وفيها يُمكننا العثور على الكثير من الأماكن الأثرية بخلاف البازارات التي تبيع القطع التذكارية المُقلدة، أيضًا سنقوم بزيارة متحف الآثار القديمة كتتمة لهذه الأماكن التي قمنا بزيارتها، أما النهاية فستكون بزيارة أحد المطاعم الأثرية ونتناول مجموعة من الوجبات البدوية، ومن هذه المنطلق يُمكننا كذلك الدخول إلى قسم القرية الآشورية والقيام بمحاكاة، أما الختام فسيأتي بزيارة المنطقة المرصوفة مجددًا والاستمتاع بجولة مشي ممتعة، ومن هنا تنتهي زيارتنا في مدينة الزرقاء الممتعة.
يوم في العقبة
لن يتوقف المسار عند مدينة الزرقاء، وإنما سنتابع طريقنا نحو مدينة العقبة، وهي التي تُعرف طبعًا بكونها واحدة من أهم المدن الساحلية في أسيا بالكامل، فبعد أن نستيقظ صباحًا بفندق الإقامة يُمكننا التوجه مباشرةً نحو خليج العقبة، وهناك سنعثر على المتعة المرجوة من خلال الرمال الذهبية والمياه الزرقاء الصافية، حيث سيكون بمقدورنا الاستمتاع بالأنشطة المائية حتى توقيت الظهيرة، ففي هذا الوقت سننتقل إلى محطة العقبة للمراقبة، وهي واحدة من أجمل الأماكن السياحية التي يُمكن زيارتها في يوم من الأيام، إذ أن هذه المحطة تعرض أنواع كثيرة جدًا من الطيور يُمكن الاستمتاع بها ومعايشتها، وطبعًا لن ننسى وجبة الغذاء التي سيكون موعدها قد حان في هذه الأثناء، ثم سنتوجه قبل حلول المساء إلى أكواريوم العقبة، وهناك بالتأكيد سيكون بمقدورنا الاستمتاع بالأسماك على شكل حديقة مائية ومعايشة هذه المخلوقات ومعرفة ما تمر به في يومه، لكن هذا ليس كل شيء.
مع بداية المساء سوف نشرع في زيارة الأماكن السياحية الترفيهية، حيث سنقوم بزيارة مدينة الألعاب وكذلك سينما العقبة ومنتزه الخليفة، بعد ذلك سنرتاح قليلًا بتناول وجبة العشاء التي حان وقتها بالطبع، وأخيرًا سنأخذ جولة المشي المعتادة بين شواطئ العقبة وشوارعها، فكلا الشيئين متواجدين بكثرة، لكن ضعوا في اعتباركم أنه مع كثرة الأماكن السياحية من حيث العدد إلا أنها وافرة من حيث مقدار المتعة، فشاطئ العقبة مثلًا يلزمنا أيام كاملة حتى نستمتع به، ومع ذلك قمنا بتخصيص يوم واحد فقط له، على العموم، الأردن بالطبع لا تزال زاخرة بالأماكن القابلة للزيارة.
يوم في وادي السير
لأن اليوم الأخير من مسارنا يجب أن يكون زاخرًا بالمتعة فسوف نقوم بتخصيص منطقة وادي السير، وهي منطقة موجودة بمدينة عدن لكنها مستقلة من الناحية السياحية، أما فيما يتعلق بطريقة الوصول إليها فهي من خلال الحافلات التي تنطلق من عدن، وهي التي تأخذ ساعتين فقط، ولذلك يُفضل التحرك في السابعة مثلًا للحاق باليوم من أوله، ذلك اليوم الذي سيبدأ بزيارة الأماكن التاريخية وعلى رأسها قلعة العبد، وهي واحدة من أهم قلاع الأردن ولها الكثير من القصص البطولية التي يُمكن التعرف عليها من خلال الولوج إلى القلعة وقضاء ساعتين بها على الأقل، بعد ذلك سنتوجه إلى مسجد التوابع، وهو المسجد الرئيسي بالمنطقة ويدخل ضمن المساجد الأهم في الأردن، ومنه إلى منطقة الخيول القديمة، وهي منطقة كانت تُجرى بها سباقات الخيول بالعصر الإسلامي العتيق، ولهذا فإن هذه الإسطبلات، إن جاز إطلاق هذا الوصف عليها، تُعتبر من الأماكن التي لا تُفوت.
مع انتهاء فترة الصباح سوف نحاول زيارة أكبر قدر من القرى البدوية المتواجدة في وادي السير، وهي قرى لا تزال تعيش الحياة التي مضى عليها ثلاثة قرون على الأقل، ولذلك سيكون من الرائع التعايش معهم ولو لساعة واحدة، يأتي بعد ذلك وقت تناول وجبة غذاء بدوية وارتداء الملابس البدوية إن أمكن ذلك، وإياك عزيزي السائح عند تواجدك في وادي السير إغفال أحد الفاعليات الثقافية التي لن نُبالغ إذا قلنا إنها تُجرى بشكل يومي، وتلك الفاعلية قد تكون ندوة شعر في قارعة الطريق، عمومًا، لاحقًا سوف نتناول وجبة العشاء ونزور حديقة الآثار المفتوحة على أضواء الشموع ثم نأخذ جولة مشي أخرى ونُختم بها يومنا في وادي السير الرائع.