الأردن - التنقل

المطارات

عندما يُقرر السائح التعرف على أهم وسائل التنقل الموجودة في دولة الأردن، فبكل تأكيد ستكون هناك أسبقية لوسيلة الطائرة، ولأنه ليس من الممكن التحدث عن الوسيلة في صورة الطائرة نفسها، وإنما يُمكن ذلك من خلال التعرض لأهم المطارات الأردنية، وهي أيضًا ليست بالعدد الكبير، فهي فقط مطار العقبة ومطار العاصمة عمان، وهو مطار الدولة الأول والأهم، والحقيقة أن تلك المطارات ترتبط بعلاقات وثيقة وقوية مع أكبر الشركات المتخصصة في النقل الجوي، والحديث هنا عن طيران الإمارات وطيران مصر وطيران بريطانيا وطيران فرنسا، والعديد من الشركات الأسيوية والإفريقية، ففي كل هذا دلالة على انتشار النقل الجوي الأردني في كل مكان.

السكك الحديدية

طبعًا السكك الحديدية من الوسائل التي تحظى بقدر كبير جدًا من الأهمية، خصوصًا إذا كنا نتحدث عن خطوط تحظى بمكانة تاريخية هامة مثل السكك الحديدية الأردنية التي بدأت عملها مع مطلع القرن العشرين، حيث كانت تستخدم هذه الخطوط من قِبل الأتراك في الربط بين لأماكن التي تسيطر عليها وكذلك نقل الحجاج إلى المملكة العربية السعودية، لكن مع الوقت أصبحت هذه الخطوط تقليدية وقديمة للغاية، وفي نهاية السبعينيات تم إنشاء خط سكة حديد آخر في مدينة العقبة، والحقيقة أن ما يجعل هذه الخطوط غير مجدية كونها تربط فقط بين مدينة واحدة وليس مجموعة مدن أردنية، إذ أن خط عمان مثلًا طوله 453 كيلو متر، والعقبة يقترب من هذه المسافة، لكن مشروع ربط الدولة بأكملها بخط واحد لا يزال قيد الدراسة حتى الآن.

الخدمة في الخطوط الأردنية ليست قوية كما ذكرنا، والحقيقة أن الأولى بالنسبة للسائح استخدام الحافلات العامة بدلًا من هذه الخدمة، ففي النهاية لا تُوجد أصلًا أي نقلة بالأمر لأنك عزيزي السائح ستتنقل فقط داخل مدينتك، أما فيما يتعلق بالأسعار فهي ثلاثة دينار كتذكرة للمرة الواحدة أو الخط الواحد، وهي نفس ثمن تذكرة الحافلة، ولهذا نعود ونكرر مرة أخرى بأنه لا حاجة أبدًا للجوء إلى السكك الحديدية حال وجود الحافلات.

المترو

ربما سيتعجب البعض من ذلك، لكن دولة الأردن لا تمتلك حتى الآن مشروع مترو على الرغم من كون المشروع قد جُهز للتنفيذ منذ نهاية القرن المنصرم، كما كان من المفترض أن تنتهي المرحلة الأولى من هذا المشروع مع نهاية عام 2010، لكن هذا الأمر لم يحدث وتوقف المشروع أكثر من مرة لأجلٍ غير مُسمى، لكن يُقال إن نهاية ذلك التأجيل ستكون في عام 2020 أو 2025 على الأكثر، حيث سيتم تسليم مشروع المترو في هذه الفترة، وإذا أردتم فعلًا استخدام وسيلة أخرى قادرة على تعويض وسيلة هامة مثل المترو فبكل تأكيد هذه الوسيلة ستكون الحافلات.

الحافلات

في الحقيقة لا يُمكن اعتبار وسيلة النقل من خلال الحافلات وسيلة عامة مئة بالمئة، إذ أنه منها ما هو تابع للدولة، وهو جزء صغير، بينما أغلبها يتبع شركات ومؤسسات، ولذلك فهي وسيلة شبه عامة وليست عامة مئة بالمئة، على العموم، الحافلات في الأردن واحدة من الوسائل التي لا يُشق لها غبار، إذ أن كل راغب في السرعة والجودة بالتأكيد سيلجأ إلى هذه الوسيلة كوسيلة رئيسية له، خصوصًا وأن الحافلات في الأردن تنقسم إلى أكثر من نوع، فمنها الحافلات العادية المخصصة لنقل الركوب العاديين، ومنها ما هو مُخصص للسياح فقط ويكون طريقة عبارة عن جولة سياحية، وبالتأكيد كل نوع يختلف عن الآخر في الكثير من الأمور.

الحافلات العادية تتعامل بالمرة الواحدة أو المحطات، وهي تكون متوفرة في كل مكان ويُمكنها أن تنقل الراكب إلى محيط معين، وغالبًا ما تكون الأجرة أو التكلفة اثنين دينار فقط، وتدفع هذه التكلفة بعد الركوب أو يُمكن أخذها من المحطات القريبة، بينما الحافلات السياحية يكون لها محطات خاصة، وتكون التكلفة بها أكبر، حيث تصل إلى عشرة دينار مثلًا، وهي تجوب كامل المملكة، أو خط السير الذي يستقر عليه السياح، كما أن الأماكن التي تتم زيارتها بشكل عام تكون في الأساس أماكن سياحية، وطبعًا جودتها أفضل بكثير من العادية.

سيارات الأجرة

الوسيلة التالية التي تحظى هي الأخرى باستخدام كبير على نطاق واسع هي سيارات الأجرة أو التاكسي كما يُعرف في أوساط السائقين، وهي ببساطة شديدة وسيلة خاصة بالسياح الذين يمتلكون ميزانية أكبر من الميزانية العادية التي توفر وسائل نقل عام عادية، وربما يكون إقبال الناس على سيارات الأجرة في الأردن نابع أصلًا من كونها وسيلة رخيصة بعض الشيء بسبب انخفاض أسعار المحروقات هناك، فالتاكسي في عمان والعقبة وإربد والمدن الرئيسية يأخذ عدة ألوان، هي الأصفر والرمادي والأبيض، وكل لون يُعبر عن شيء معين، فمثلًا الأبيض مخصص للتاكسي الذي يسير لمسافات طويلة ويقف لأكثر من راكب ويكون له غالبًا خط سير معروف لا يحيد عنه، بينما التاكسي الأصفر والرمادي يشتركان في كونهما مُرتبطين برغبة السائح، حيث يُستخدمان على نطاق واسع في الجولات السياحية، وبالتالي نجدهما غير ملتزمين بخط سير محدد آنفًا.

من الأفضل عزيزي السائح عند استخدام التاكسي في الأردن أن يتم التأكد من تشغيل العداد قبل التحرك لأن بعض السائقين يتناسون ذلك الأمر من أجل زيادة الأجرة، وهي التي تبدأ تقريبًا من خمسة عشر دينار وتزيد حسب طول الطريق، وبالنسبة لكيفية استخدام هذه الوسيلة فثمة أماكن انتظار مخصصة للتاكسي الرمادي بينما الأصفر يُمكن العثور عليه في أي مكان ويُمكن طلبه من خلال تطبيقات مخصصة مثل اطلبني وأوبر.

السيارات المستأجرة

من الوسائل التي قد لا ينتبه زائر الأردن إلى تواجدها من الأساس وسيلة السيارات المستأجرة، وهي تختلف تمامًا عن وسيلة التاكسي العادية والمتعارف عليها، إذ أن السيارات المستأجرة يعني الحصول على سيارة بالكامل لفترة معينة تبدأ من يوم وقد تصل إلى طول فترة الإقامة كأسبوع أو شهر مثلًا، والمُبهر في هذه الوسيلة ثمنها الذي قد يصل إلى ألف دولار بالليلة الواحدة، وهو سعر منطقي للغاية إذا ما وضعنا في الاعتبار أن العميل يتحكم تمامًا في السيارة ويكون بمقدوره الذهاب بها إلى أي مكان يريده، كما أنه ثمة خيار آخر يتمثل في الحصول على سائق خاص ومرشد للطريق في نفس الوقت، لكن دعونا نقول بكل صراحة أن وسيلة مثل هذه تكون مُكلفة للغاية، خصوصًا للسائح البسيط الذي قد يخصص الألف دولار كميزانية لرحلته بالكامل.

الموانئ

تعتبر حركة الموانئ والنقل البحري في الأردن بشكل عام نشط، هذا على الرغم من عدم تواجد سوى معبر مائي واحد، وهو معبر العقبة بالطبع، لكن هذا المعبر يتم استغلاله استغلالًا أمثل من خلال التعامل مع أكثر من ثلاثة وعشرين سفينة يوميًا منهم ما هو مخصص لنقل السياح ومنهم كذلك ما هو مخصص للبضائع، في النهاية هذه العملية موجودة وتعمل بقوة كبيرة، أما فيما يتعلق بالنقل الداخلي الذي يختص بالسياح فهو يأتي على مستوى متراجع للغاية نظرًا لتواجد طرق برية أكثر تمهيدًا وتناسبًا، أما أولئك السياح الذين يُفضلون النقل الممتع فهؤلاء بالتأكيد سيجدون في القوارب والسفن الصغيرة.