ساحة أمير جقماق
أولى المعالم البارزة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي ساحة الأمير جقماق والتي تتواجد في مدينة يزد، ويجاور مدينة يزد بعض المدن الشهيرة الأخرى مثل أصفهان وخراسان وفارس وكرمان، وقد تم تشييد الساحة والمسجد الذي يتواجد بها في القرن الرابع عشر الميلادي عندما كان يحكم الدولة التيموريين، حيث قام الأمير جلال الدين الشامي بإصدار قرار ببناء الساحة لكي تظل ذكرى خالدة للدولة التيمورية، ويحتوي هذا الميدان على عدة مباني هامة وهي مسجد الجامع الجديد أو أمير جقماق كما يسمى، وتكية الأمير جقماق والتي تحتوي بداخلها على بعض مخازن المياه الخاصة بالتكية، وبالمناسبة فساحة الأمير جقماق تقع في قلب مدينة يزد وهذا ما يجعلها موطن جذب سياحي هام جدًا حيث أن موقعها الكامن في وسط المدينة يجعل الذاهب لأي ركن من أركانها يمر على الساحة.
وعندما نقوم بالحديث عن كل ما يوجد داخل الساحة بالتفصيل فسنبدأ بمسجد الأمير جقماق، حيث يقع المسجد في جنوب الساحة وهو ذو قبة بيضاوية ذات لون أخضر، فقد تم ترصيع تلك القبة بالكاشي الأخضر الجذاب الذي يعطي منظر رائع للمسجد عند رؤيته من مكان بعيد، وللمسجد مدخلان تم بنائهم بشكل فخم للغاية، ويوجد به أيضًا مئذنة ذات شكل مستطيلي ومحراب وصحن كبير، والمسجد بشكل عام يدل على روعة البناء والعمارة في تلك الفترة، فالعمارة الفارسية مميزة جدًا ولها بريق معين، أما عن تكية أمير جقماق فهي ذات منارتين ومدخل مستطيل الشكل، والجزء العلوي من الباب تم ترصيعه بالكاشي الأخضر مثل قبة المسجد البيضاوية.
والتكية تطل على سوق يزد القديم وهذا السوق كان يعد الأكبر على الإطلاق في مدينة يزد، وتحتوي التكية على العديد من الحجرات الصغيرة التي كانت تخزن بها الأشياء قديمًا، والغرف مقوسة الشكل من كلا الجهتين ونقشت عليها بعض آيات القرآن الكريم وأيضًا مكتوب على إحداها تاريخ تشييدها ومؤسسيها، ولا ننسى مخازن مياه التكية التي لابد من هبوط ثماني سلالم حتى نصل إليها، وبعد هبوط الثمانية سلالم ستكون على حافة المخازن ولكن لا يعني أنك وصلت بشكل كامل، بل يلزمك هبوط أربعين درجة أخرى من السلالم حتى تصل إلى المخزن ذاته، وبشكل عام تعد ساحة الأمير جقماق هي أهم ما يوجد بداخل مدينة يزد التاريخية فلا تترد في زيارة ذلك المعلم التاريخي البارز.
ضريح الإمام الرضا
نأتي هنا للحديث عن أحد المعالم البارزة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو ضريح الإمام الرضا ويعد ذلك الإمام هو الإمام الثامن لدى الشيعة من ضمن أثنى عشرة إمام، وقد تم بناء هذا الضريح في منتصف القرن التاسع الهجري، ويقع ذلك الضريح الهام في مدينة مشهد التي تتواجد في قلب محافظة خراسان أقصى شرق إيران، وتجاور محافظة خراسان دولة أفغانستان وتعتبر من أهم الأماكن الدينية في إيران كلها، وضريح الإمام الرضا مكون من حرم ومنائر وإيوانات وقبب وصحون ومعتصمات وأروقة، أما عن الحرم فهو عبارة عن شكل مستطيلي يبلغ طوله تسعين متر تقريبًا، وعرضه أربعين متر، ويجاورها بعض الممرات والدهاليز الخاصة بالضريح، وهذا الممرات توصل إلى الحرم من أربعة اتجاهات ويبلغ طول كل ممر منهم ثلاثة أمتار تقريبًا، والحرم مئزر بمرمر يبلغ حجمه عشرين سنتي متر، وفوقه يوجد تطريز قيشاني معاكس ذو لون أخضر وأصفر ويبلغ طوله تسعين سنتي متر.
ويوجد على هذه التطريزات آيات قرآنية وأحاديث شريفة، هذا من أسفل الحرم أما من أعلاه فيوجد طبقتين الأولى من القيشاني والثانية من المرمر مثل التي توجد بالأسفل، ولكن الفارق أن الطبقات العلوية عليها آيات من سور الفتح فقط، ثم أبيات شعر من قصيدة للشاعر دبير الملك فراهاني، ومع مرور الوقت أصبح الحرم ضيق المساحة ولا يتسع لمن يزوروه كل يوم، ولذا قامت الحكومة الإيرانية بوضع ضريح الإمام الرضا ضمن حملة التطوير والترميم التي جرت بعد الثورة الإسلامية الكبرى عام 1979، فقامت بتوسيع الحضرة كلها حتى صارت ستمائة ألف متر مربع وتجري الآن توسيعات أخرى ستصل فيها الحضرة إلى تسعمائة ألف متر مربع تقريبًا، هذا بجانب أنها قامت بتحديث وتطوير صحون وأروقة الضريح، بل إنها قامت بتحديث الضريح نفسه حتى صار على طراز عالي وممزوج بروائح المعمار الفارسي الأصيل.
تخت جمشيد
تقع تخت جمشيد في محافظة فارس الإيرانية وتحديدًا شمال شرق مدينة شيراز عاصمة هذه المحافظة، وتتميز هذه المنطقة بأنها كانت عاصمة الإمبراطورية الأخمينية القديمة وهذا ما يعني أنها مليئة بالآثار والمعالم الهامة التي لابد من زيارتها عند دخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد كانت تسمى هذه المنطقة قديمًا باسم برسبوليس وبالمناسبة فإن أقدم قطعة أثرية بها يعد تاريخها إلى خمسمائة وخمسة عشر قبل الميلاد، وقد قامت منظمة اليونسكو العالمية بإعلان المنطقة كموقع للتراث العالمي في عام الثورة الإسلامية الكبرى 1979، ويعد هذا العام هو فاتحة خير على الشعب الإيراني حيث أن البلد قد تحولت تحولًا جذريًا منذ ذلك التاريخ في كل مجالات الحياة، وتقول المصادر التاريخية أن هذه المنطقة فقد اختيرت كعاصمة للإمبراطورية الأخمينية من قبل الملك قورش الأكبر، ولكنه لم يقم ببناء سوى قصر واحد بها أما عن القصور الفخمة والمساطب الموجودة بالمنطقة حاليًا، فقد تم بناءها من قبل الإمبراطور دارا الأول، حيث قام دارا ببناء قصر آبادانا الكبير، وخزانة الدولة والتي تم الانتهاء من تشييدها في عهد ابنه الأكبر خشايار الأول.
ولا ننسى أيضًا أن دارار قام ببناء قاعة المجلس ذات الأبواب الثلاثة، وبعيدًا عن ما بناها دارا في تلك المنطقة فتوجد مباني أخرى قد تم تشييدها في تخت جمشيد من قبل ملوك أخريين، مثل مبنى بوابة الأمم، وقصر تجر أو داريوش الذي يوجد به مائة عمود، وقاعة الشورى، ومقبرة أردشير الثاني والثالث، والبئر الصخري، والقصر الداخلي الذي تم تحويله حاليًا إلى متحف يدعى تخت جمشيد، ولا ننسى أيضًا قصر هديش ذو الطراز المعماري الرائع والذي يدل على روعة البناء في تلك الإمبراطورية الكبيرة، ويوجد في تلك المدينة مبنى حجري كبير جدًا تبلغ مساحته مائة وخمسة وثلاثين ألف متر مربع، وهو مبنى بالكامل من الحجارة وأغلبها لا يوجد له أي أساس يثبته بل هو مثبت من تلقاء نفسه بل وتوجد بعض القطع منه متصلة بعضها ببعض، وهناك أيضًا توجد قناطر وأضرحة وبعض المباني الأثرية الأخرى.
حديقة أرم
تقع حديقة الأرم في مدينة شيراز بمحافظة فارس الهامة وهي مليئة بشتى أنواع الأشجار التي من الممكن تخيلها في العالم، حيث أنها تحتوي على جميع أنواع الأشجار المعروفة والغير معروفة بالعالم، وقد قامت الحكومة بإنشاء بركة مياه صناعية داخل الحديقة ويوجد بها العديد من أنواع السمك، ولا ننسى أيضًا أن الحديقة تحتوي على قصر الشاه وهو قصر فخم جدًا، ومبني على طراز فارسي رائع يجعله من أبهى وأفخم القصور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن فرط جمال حديقة الأرم بشكل عام فقط أطلق عليها الشعب الإيراني اسم حديقة الجنة، والحديقة تقع في مدخل مدينة شيراز ولذا فكل القادمين إليها لابد من أن يمروا على تلك الحديقة الجميلة.
وتأتي الحديقة بتصميم فارسي تقليدي جميل بداخله ممرات توصلك إلى قصر الشاه، ويعتبر قصر الشاه تحفة معمارية كبيرة به عشرة أعمدة كبيرة دائرية الشكل، والقصر يأتي باللون الأصفر المائل إلى الأبيض ويوجد في واجهته الأمامية قباب نص دائرية تعطي منظر رائع للقصر، وبداخل تجويف كل قبة توجد نقوش فارسية نقشت بعدة ألوان هادئة، ويوجد في منتصف القصر شرفة كبيرة وبها عمودين يشبهان عواميد القصر الداخلية والخلفية، ولكي تدخل إلى القصر لابد من تمر على الدرج المكون من عشرة درجات وقبله يوجد درج صغير على بُعد سبعة أمتار، والدرج الصغير مكون من أربعة درجات فقط ويوجد منه نسختين بين كل واحدًا منهم متر تقريبًا.
والمتر الذي يفصل بين نسختي الدرج هو عبارة ع حوض مائي يبدأ من عند الدرج وينتهي بعد خمسة وعشرين متر تقريبًا، وهو لا يحتوي على مياه كثيرة وبداخله قطع رخامية دائرية الشكل تعطي منظر رائع لواجهة القصر، وبشكل عام تعتبر حديقة الأرم هي واحد من أجمل الحدائق الموجودة في محافظة فارس بل والدولة كلها، فإن كنت تنوي زيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عما قريب فعليك بوضع تلك الحديقة في الحسبان، وهذا ليس لذاتها فقط بل لتواجد قصر الشاه بداخلها وبذلك ستضرب عصفورين بحجر واحد، سترى الحديقة والقصر ذو الطراز المعماري الفخم.
برج طغرول
من ضمن الآثار الهامة التي تركتها الدولة السلجوقية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو برج طغرول، بداية يقع هذا البرج في مدينة الري الموجودة في محافظة طهران وبالمناسبة تعتبر الري هي أقدم مدينة في طهران كلها، وبشكل عام تعتبر الري تربة خصيبة بالمعالم الأثرية الهامة التي لا تزال الدولة محتفظة بها حتى وقتنا هذا، وقد تم بناء هذا البرج في القرن الثاني عشر الميلادي عندما دخلت الدولة السلجوقية إلى إيران، ويصل طول هذا البرج إلى عشرين متر تقريبًا وهو على شكل دائري وذو لون أصفر غامق، والبرج ذو عرض واسع نوعًا ما وبه فتحتين من الأمام ومن الخلف، وقد تم بناء البرج في تلك المدينة لأنها كانت تعد عاصمة الدولة السلجوقية في إيران، ولكن انهارت هذه المنطقة بشكل كامل بعدما مر عليها الغزو المغولي الغاشم، فكما نعلم جميعًا أن أراضي وأملاك الدولة السلجوقية هي أول ما تم هدمه وإتلافه من بلاد المسلمين، وذلك بسبب تواجدها في أول أراضي المسلمين بآسيا فهي المعبر الأول لغزاة الدولة الإسلامية.
عامة قد أمر السلطان السلجوقي طغرول ببناء البرج حتى يكون حائط صد منيع من أي غزو خارجي، فقط كانت عليه أعداد لا بأس بها من رماة السهام ومعهم النيران، ثم تطور الأمر ووضع مدفع فوق البرج وكان مدافعًا جيدًا عن الري، وتقول بعض الأقاويل أن البرج قد تم تحويله إلى ضريح للسلطان طغرول بعد وفاته وهو ما زال ضريح السلطان إلى يومنا هذا، ولكن لا نعلم مدى صحة هذه العبارة من عدمها بشكل أكيد، ولكل هذا يأتي الكثير من الزوار إلى برج طغرول لتسلقه ورؤية منطقة الري من الأعلى، حيث أنك عندما تصعد البرج ستكون كاشف لكل ما في المنطقة، ويمكنك أيضًا أن تلتقط بعض الصور الفوتوغرافية مع البرج أو من أعلى البرج، حيث ستكون الخلفية منازل وشوارع المنطقة وهي ضيقة نوعًا ما وتعطي منظر رائع في الصور الفوتوغرافية.
محمية نايباند
نأتي هنا للحديث عن محمية نايباند التي تقع في مدينة بوشهر مركز محافظة بوشهر التي تتواجد في منطقة جنوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه المدينة تتميز بكونها تتواجد على الساحل الشرقي للخليج العربي أي أقرب الأماكن إلى الدول العربية المجاورة، ومحمية نايباند تعد واحدة من أكبر محميات إيران حيث أن مساحتها حوالي خمسة آلاف وثماني مائة ميل مربع، والمحمية من الداخل تحتوي على العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض، وأشهرها الفهد الإيراني الذي ندر تواجده في إيران بالوقت الحالي، ولذا تحاول الحكومة المحافظة عليه قدر الإمكان وفي سبيل ذلك قامت بإجراء اتصالات مع دولة الهند المجاورة تطلب منها استيراد بعضًا من الفهود الأسيوية الإيرانية المتواجدة لديها، وهذه قد أجري في النصف الثاني من القرن العشرين، وبجانب الفهود الإيرانية توجد العديد من الحيوانات الأخرى داخل محمية نايباند، مثل الماعز البري، وغزال الجبير، والماعز البري، والوعل الفارسي، وهناك أيضًا بعض أنواع الطيور والزواحف التي تعد محمية نايباند هي موطنها الرئيسي مثل طائر الوقواق، والقبرة، وأبو بريص، والأفعى.
وغيرها العديد من الحيوانات والطيور والزواحف فالمحمية ذات مساحة واسعة ولذلك تسع العديد من الأنواع، وبعيدًا عما تحميه المحمية بداخلها فهي متنوعة التضاريس داخليًا، بمعنى أنها تحتوي على جزر مرجانية، وسهول جبلية صحراوية، وسلاسل جبلية، وسهول رملية، توفر للحيوانات بيئة جيدة للتحرك والتنقل، فإذا كنت تنوي زيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية فأنصحك بزيارة محمية نايباند الجميلة حتى تستمتع بالمناظر الموجودة بها من حيوانات وطيور وزواحف، هذا بجانب السهول والجبال والأِشجار والجزر المرجانية، فكل هذا يتواجد في مكان واحد وبتذكرة واحدة فلا تتردد في فعل ذلك.
سوق طهران الكبير
يتواجد سوق طهران الكبير في العاصمة طهران وتحديدًا في جنوب تلك المدينة، ويعتبر السوق هو الأقدم من نوعه في إيران ولا زال حتى الآن يباع ويشترى فيه، وقد تم تشييد السوق في فترة حكم السلالة القاجارية وتحديدًا في عهد الشاه ناصر الدين، أي أنه قد مر على السوق أكثر من أربعمائة عام تقريبًا، ولكنه ليس بنفس الهيئة التي كان عليها منذ تشييده حيث قامت الحكومة بتوسعة السوق مؤخرًا وقد ساعدها على ذلك ما قام به تجار الدكاكين المجاورة للسوق حيث قاموا بإهداء العديد من الدكاكين والحجرات لكي تضاف إلى السوق ويتم توسعته بشكل كبير، ونظرًا لكل هذه التوسعات الكبيرة التي جرت في سوق طهران الكبير تم تصنيف السوق كواحد من أكبر الأسواق الأثرية في العالم، ويسري السوق وفق نظام الخانات وكل خان منهم مخصص بتجارة معينة، فيوجد خان السجاد وهو مخصص لبيع السجاجيد الفارسية المصنوعة والمطرزة في إيران وهي سجاجيد مميزة ولها شكل خاص مثل السجاجيد التي تتميز بها تركيا.
ويوجد أيضًا خان الأحذية وهو مخصص لبيع كل ما يتم ارتداءه في القدم والكثير منه تم صناعته من الجلد الإيراني، ويوجد أيضًا سوق الصاغة وهو مخصص لبيع الذهب والفضة بشتى أشكاله، ولا ننسى الخان الأهم والأكثر ازدحامًا وهو خان الملابس أو سوق عباس آباد كما يسمى، ويحتوي هذا الخان على العديد من الملابس للرجال والنساء كبارًا وصغارًا فكل ما يتم ارتداءه على الجسد يوجد داخل ذلك الخان الكبير، وتعتبر أسعار سوق طهران الكبير بشكل عام هي أسعار منخفضة نوعًا ما بالمقارنة مع الأسواق والمحلات الأخرى الخارجية، وهذا يعتبر سبب رئيسي في كثرة إقبال الناس على السوق، فإذا كنت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاصة بالعاصمة طهران وهي بالطبع أول محطة ستبدأ بها رحلتك، فعليك بالذهاب إلى سوق طهران الكبير وشراء أي شيء تريده سواء للذكرى أو استخدامه في الوقت الحالي.