An error has occurred

التاريخ والثقافة » دليل سفر

ويلز - التاريخ والثقافة

تاريخ وثقافة البلد، هو جزء منهم من السياحة فيها، فكلما تعرف السائح على تاريخ البلد، زاد حبه فيها واستمتاعه بزيارة الأماكن التاريخية من متاحف أو قلاع، واستطاع المشاركة في تقاليد المجتمعات والتقرب إلى التراث وفهمه، وفي المجمل سيحصل السائح على رحلة ممتعة أكثر لو تعرف على تاريخ ويلز وتقاليد وتراث شعبها واكتملت أركان الرحلة السياحية بالنسبة له ولباقي أفراد العائلة.

ويلز ما قبل التاريخ

تم وصول البشر إلى ويلز تقريبًا في العصر البرونزي، واستطاعوا الاعتماد على الزراعة بشكل بدائي، ويعتقد المؤرخين وعلماء الجيولوجيا والحفريات، أن العصر البرونزي في ويلز كان يحمل الكثير من الأسرار، حيث وجدوا في شمال شرق ويلز العديد من القطع الأثرية التي تدل على وجود الإنسان في هذا المكان في ذلك الوقت أي قبل 1900 سنة قبل الميلاد.

العصر الحديدي

جاءت القبائل السيلتية من مناطق مختلفة من أوروبا إلى ويلز عام 1000 قبل الميلاد، وهذا ما يُدعى بالعصر الحديدي، ومع الوقت أصبح تأثيرهم الثقافي على المنطقة مهمًا جدًا لتاريخ ويلز، حيث تم العثور على مجموعة مثيرة للإعجاب من الأسلحة والمركبات والأدوات الفخارية السيلتية في Llyn Cerrig Bach وفي أنغلزي بشمال ويلز ويمكن الآن مشاهدة بعض هذه المعروضات في المتحف الوطني في العاصمة كارديف.

بداية تاريخ ويلز

يبدأ التاريخ المسجل لويلز مع وصول الرومان على الحدود الويلزية وهم يغزون بريتون، في ذلك الوقت تحدث الناس بلغة British Celtic، اللغة التي تطورت وأصبحت الويلزية الحالية، وفي القرن الخامس تم خروج الرومان من بريطانيا وويلز، وهذا الأمر جعل الأنجلوساكسونيين ينظرون إلى ويلز على أنها لقمة سائغة، وفي حين تمكن الساكسونيين من ويلز بدأت اللغات في الانشقاق، وظهرت أسطورة الملك آرثر والذي يعتقد كثيرون أنه ذُكر لأول مرة في الشعر الويلزي حوالي عام 594، وفي عام 784م شكل أوفا ملك مرسيا حدود بحرية بين ويلز وإنجلترا، وقسم حدود برية أيضًا يؤخذ بها حتى يومنا هذا.

في معظم هذه الفترات لم تمتلك ويلز حرية مطلقة، أو استعمار مطلق، فكان يدخل عليها كل فترة احتلال ومن ثم يخرج بعد مقاومة من الشعب، وكان من أبرز حكام ويلز في ذاك الوقت هو ملك يدعى آلبريتون، وفي عام 1066 آتى النورمان ليغزوا إنجلترا، ولكن أثبتت ويلز مقاومة قوية أمام النورمانين حتى أدى الارتفاع الثوري للويلزين بحلول عام 1100 إلى طرد النورمانديين من غويند وسيرديجون ومعظم بوويز، وفي عام 1176م حمل اللورد ريس مجموعة كبيرة من الشعراء والموسيقيين من جميع أنحاء ويلز وأرسلهم إلى قلعة كارديجان، من أجل مهرجان كان معروفًا باسم Eisteddfod، وهو مهرجان الموسيقى والأدب الويلزي الذي لا يزال يُعقد في جميع أنحاء ويلز حتى اليوم.

العصور الوسطى

بنى إدوارد الأول القلاع في ويلز بين عامي 1276 و1295 وكانت عدد القلاع التي بناها أو أصلحها 17 قلعة، في يومنا هذا لدينا أكثر من 400 قلعة في ويلز، أما في عام 1400 بدأ بطل وطني ذو شخصية قيادية يدعى “أوين غليندار” تمرده ضد الملك هنري الرابع، والسبب كان لتأسيس دولة ويلزية مستقلة، وفي عام 1404 استطاع أوين غليندور في أن يستحوذ على قلعتي هارلخ وأبيريستويث، بعد فترة وجيزة من دعوته الأولى لعمل البرلمان في Machynlleth حيث هناك تُوج نفسه أمير ويلز.

وفي عام 1415 اختفى أوين غليندور بعد هزيمته ولم يتم القبض عليه، ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما أصبح عليه ولكن هناك من يقول إنه اختبئ في التلال والكهوف والكنائس في جميع أنحاء ويلز، كرد فعل على تمرد غليندور، أقر البرلمان الإنجليزي قوانين العقوبات ضد ويلز، ومنعت الجماهير الويلزية من حمل السلاح، ومن شغل المناصب المهمة، ومن السكن في المدن المحصنة، هذه المحظورات انطبقت أيضا على الإنجليز الذين تزوجوا النساء الويلزيات، وظلت هذه القوانين سارية المفعول بعد التمرد، على الرغم من أنه تم تخفيفها تدريجيًا.

هنري تيودور، لاحقاً الملك هنري السابع

قامت حرب كبيرة بين العائلات الحاكمة في إنجلترا تدعى حرب الوردتين (كما أطلق عليها شكسبير) في عام 1455 بين عائلة تيودور ونسبهم إلى عائلة لانكاستر وعائلة يورك ونسبهم إلى عائلة بلانتاجانت، والخلاف على أحقية العرش الإنجليزي لأيًا من العائلتين، واستخدم جانبي هذه الحرب الأهلية الإنجليزية الكثير من القوات الويلزية، وفي عام 1485 قام هنري تيودور مع قوة صغيرة من ويلز لعرض رغبته في اعتلاء عرش إنجلترا، وكان هنري من أصل ويلزي، لذلك حظيت قضيته بالكثير من الدعم في ويلز، وبالفعل هزم هنري الملك ريتشارد الثالث ملك إنجلترا في معركة بوسوورث بجيش يحتوي على العديد من جنود ويلز، وحصل على عرش إنجلترا كالملك هنري السابع ملك إنجلترا، وتزوج من إليزابيث يورك وجعلها ملكة على إنجلترا لإنهاء الحرب الشرسة، وأصبحان معًا ملوك على إنجلترا وويلز.

التاريخ الحديث

تضاعف عدد سكان ويلز من 587 ألف في عام 1801 إلى مليون و163 ألف نسمة في عام 1851 وبلغ إجمالي السكان 2421000 بحلول عام 1911، وجاءت معظم الزيادة في مناطق تعدين الفحم وخاصة Glamorganshire، ويمكن أن يعزى جزء من هذه الزيادة إلى التحول الديموغرافي المرئي في معظم البلدان الصناعية خلال الثورة الصناعية الأوروبية في ذلك الوقت، حيث انخفضت معدلات الوفيات وظلت معدلات المواليد ثابتة، ومع ذلك كانت هناك أيضًا هجرة واسعة النطاق من الناس إلى ويلز خلال الثورة الصناعية، وكان الإنجليز هم المجموعة الأكثر عددًا من هؤلاء المهاجرين، كما كانت هناك أعداد كبيرة من الأيرلنديين وأعداد أصغر من المجموعات العرقية الأخرى، بما في ذلك الإيطاليون الذين هاجروا إلى جنوب ويلز.

في عام 1939 شهدت ويلز حركة قوية نحو السياسة القومية، مع انخفاض في مستوى صناعة الفحم في المناجم، بجوار هبوط في صناعة الصلب، كل هذا أدى إلى أن تمر ويلز بفترة اقتصادية صعبة جدًا، ومن ذلك الوقت بدأ اعتماد الاقتصاد الويلزي على قطاع الخدمات، في عام 1997، تم إنشاء حزب للعمال ووعد الشعب الويلزي بإنشاء مؤسسات خاصة تدير ويلز، وبالفعل في 1999 تم عمل حكومة ويلزية قادرة على تحديد ميزانية قومية لويلز وإداراتها، ثم في الألفية الجديدة، ظهرت ظاهرة واضحة في ذلك الوقت وهي زيادة عدد المتحدثين بالويلزية.

الموسيقى في ويلز

تتمتع ويلز بتراث موسيقي قوي وسُمعة منتشرة بأنها “أرض الأغنية”، ومن أشهر مغنيات ويلز هي: إيلين ماناحان توماس وهي واحدة من المغنيات التي تحافظ على التقاليد الويلزية في الغناء، وغنت بشكل جميل في حفل زفاف الأمير هاري حفيد الملكة إليزابيث، كما تستضيف ويلز منافسة Cardiff Singer of the World الشهيرة التي فازت بها العام الماضي Catriona Morison، كما تستضف مدينة كارديف، عاصمة ويلز، معرض WOMEX 13 وهو ليس دليلاً على تراث ويلز الموسيقي العظيم فحسب، بل إضافة إلى سمعة ويلز المتنامية لكونها قادرة على تنظيم أحداث موسيقية دولية كبرى، وهناك ستكتشف المزيد عن الآلات الموسيقية الويلزية، وتقاليد الموسيقى الكلاسيكية في ويلز، وأنواع الموسيقى الأخرى وأماكن تعلم الموسيقى في ويلز.

الثقافة والفن

تتميز ويلز بكثرة الجامعات المخصصة لدراسة الفن، في وجود الكثير من الأستاذة العظام يعلمون الفن والتصميم في الجامعات الويلزية، أهمهم، السير كفين وليامز، وريتشارد ويلسون، ولورا أشلي وجوليان ماكدونالد، كما أن ويلز واحدة من البلدان الأوروبية المرحبة جدًا باستقبال المعارض الفنية سواء الفردية أو المجمعة، ويوجد هناك مهرجان الفنون والأدب الأكثر شهرة في العالم، تحديدًا في “هاي أون واي” في ويلز، كما يوجد احتفاء حقيقي بالكتاب الويلزيين المؤثرين مثل ديلان توماس، روالد دال، وآر إس توماس، حيث تم الاحتفال بمرور 100 عام على ميلاد ديلان توماس عام 2014.

وبالنسبة لفن الرسم في ويلز، يعتبر السير جون كيفين، والذي توفى عام 2006، الرسام الأشهر في ويلز، ويُعد أحد الرسامين المميزين في القرن العشرين عمومًا، وكان كيفين حتى موته فخورًا بكونه ويلزي وكانت لوحاته مستوحاة من المناظر الطبيعية الويلزية، ولا سيما في شمال ويلز مثل أعماله المزارعون بلان نانتمور وأوب نانتل وسنودونيا، يمكن العثور على أعماله في المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء بريطانيا مثل متحف الفن الحديث، ومعرض Martin Tinney وهناك معرض دائم في Oriel Ynys Môn، وأخيرًا Anglesey حيث عاش وعمل.

Booking.com