قد تكون موناكو ثاني أصغر بلد في العالم بعد دولة الفاتيكان، لكن ذلك لا يمنع هذا البلد من أن يكون مكانًا رائعًا للزيارة، موناكو إمارة تحكمها عائلة غريمالدي منذ القرن الثالث عشر، تشتهر موناكو بمقامرتها وعروقها وحكاياتها الخيالية، وتوفر للمسافرين فرصة للاختلاط مع الأثرياء والمشاهير، حيث يمكن للمسافرين الذين يخشون من أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف هذا النمط من الحياة مشاهدة المعالم السياحية في موناكو في رحلات يومية من مواقع أكثر توافقاً مع الميزانية، مثل نيس ومنتون في فرنسا، وسان ريمو في إيطاليا، وربما تكون موناكو أكثر الأراضي الصغيرة شهرة وجمال على هذا الكوكب، بسبب جمال الشواطئ مع لون البحر المتوسط الأزرق العميق، وأشجار النخيل الرشيقة المتناثرة على الشواطئ، والزهور النابضة بالحياة في الجنائن، ثم تأتي الميزة الأكثر دراماتيكية وهي الرصيف الصخري الحاد المتدفق إلى البحر الأبيض المتوسط، المسمى “صخرة موناكو” الذي يحتوي على تاريخ موناكو، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر عندما تم تأسيس الإمارة.
منطقة مونيت
منطقة مونايت في موناكو، واحدة من المناطق ذات الرفاهية العالية، وذلك بسبب رفاهية المباني فيها، حيث تتراص الفيلات على المنحدرات الجبلية، ليحظى كل صاحب عقار بمشهد بانورامي في غاية الروعة، هذا وبسبب صعوبة تجهيز هذه الفيلات بأحدث التقنيات والبنيات التحتية، تعد من أغلى مناطق موناكو من حيث أسعار العقارات، تقع هذه المنطقة على منحدرات جبال الألب الممتدة داخل الحدود الفرنسية وموناكو، بها كنيسة أبرشية شهيرة، تدعى “القلب المقدس”، كما توجد هناك أيضًا محطة موناكو للسكك الحديدية، المنطقة بها العديد من الحدائق والقصور في غاية الروعة والجمال، هي منطقة سكنية أكثر من أنها منطقة سياحية ولكن على الرغم من ذلك مسموح لأي أحد أن يتجول هناك من أجل الاستمتاع بأفضل المشاهد الرائعة لإمارة موناكو.
مونت كارلو
مونت كارلو هي عالم موناكو الباهظ حيث تمثل الرفاهية طريقة للحياة في هذه المنطقة، مونت كارلو هي المنطقة التي تتميز بأجواء ساحرة، في بيئة ذات جمال طبيعي مذهل، تقع مونت كارلو على رصيف صخري ناحية الشمال من ميناء موناكو، هناك مناظر خلابة على شاطئ البحر يمكن أن تنظر منها من خلال شُرف فندق بلاس دو كازينو الرائع، كمنطقة تُعد مونت كارلو الأكثر ثراءً في موناكو، لذلك تجذب مونت كارلو الأثرياء والمشاهير، بالنسبة للسائحين، تعد مونت كارلو مكانًا رائعًا لمشاهدة الناس أو الاستمتاع بالأكل الفاخر، ستجد هناك العديد من شوارع التسوق العصرية، مثل Avenue de la Costa بمتاجره الفاخرة، ودار الأوبرا أيضا في هذه المنطقة، أما بالنسبة لمونت كارلو هاربور، فهو مكان شهير حيث ترسو اليخوت باهظة الثمن الممتلكة من قِبل الأثرياء والمشاهير، ويقع هذا المكان في “لا كوندامين” وهو ثاني أقدم حي في موناكو، أيضًا سيجد الزوار السفينة الملكية التابعة لأمير موناكو؛ ترسو في ميناء هرقل، بين اليخوت والسفن، ولو أردت في الاسترخاء في مقهى على الواجهة البحرية فيمكنك الاستمتاع بالمناظر الجميلة الساحرة واليخوت.
قصر دو برنس
في موقع فريد عالٍ فوق البحر في شبه جزيرة لو روخر الخلابة، يوجد قصر “دو برنس” موطنًا لأقدم نظام ملكي في العالم، أسسته عائلة غريمالدي النبيلة في موناكو عام 1297 بعد أن استولت على الأرض من جمهورية جنوة آنذاك، وتم بناء الموقع في الأصل في القرن الثالث عشر كحصن، ويوفر هذا المكان إطلالات بانوراميه في غاية الجمال، وستجد فيه أماكن دفاعية من العصور الوسطى، تم تجديد القلعة على مر القرون وتحويلها إلى قصر فاخر على طراز قصر لويس الرابع عشر، ويُعد قصر “دو برنس” هو سكن خاص لأمير موناكو ولكنه مفتوح للجمهور في أوقات معينة من السنة، يمكن للزوار مشاهدة المعرض الإيطالي الفاخر المليء باللوحات الجدارية من القرن السادس عشر والسابع عشر، كما يمكن للزائر مشاهدة “الغرفة الزرقاء” المطلية بالذهب والتي تتميز بالديكور الرائع من اللونين الأزرق والذهبي.
أيضًا غرفة Mazarin المكسوة بالخشب وغرفة العرش Throne Room ذات الطراز الإمبراطوري، والتي تحتوي على مدفأة رائعة من عصر النهضة، والساحة الرئيسية مع الدرج المزدوج الضخم المصمم على طراز كارارا من القرن السابع عشر، كما أنه في شهري يوليو وأغسطس في بعض أيام الأحد والخميس، تقدم أوركسترا مونت كارلو الفيلهارمونية حفلات موسيقية كلاسيكية في ساحة القصر الرئيسية، كما يُقدَم عرض آخر للحراس الملكيين والذي يحدث كل يوم في الساعة 11:55 أمام القصر، ويطلق على هذا الحفل “كومباني دي كارابينييرز دو برنس” ويتم إجراؤه من قبل حراس القصر المدربين تدريبًا عاليًا ويرافقه موسيقيون من الفرقة النحاسية العسكرية لأوركسترا دي كارابينييه دو برنس.
متحف علم المحيطات “Musée Oceanographique”
يقع متحف علم المحيطات في موقع رائع على صخرة موناكو على ارتفاع حوالي 90 متر فوق مستوى سطح البحر، يوجد في هذا المتحف أحواض سمك ضخمة استغرقت 11 عامًا للبناء، ويعتبر هذا المتحف هو واحد من أقدم أحواض السمك في العالم، حيث تم بناءه بتكليف من الأمير ألبرت الأول، وافتتح في عام 1910، يتطور متحف المحيطات بشكل مستمر، وله معارض ذات شهرة عالمية في العلوم البحرية وعلوم المحيطات، وتشمل المجموعات العلمية القيمة للمتحف مقتنيات من استكشاف الأمير ألبرت الأول واكتشافات جاك إيف كوستو.
أهم ما يميز متحف علم المحيطات هو أحواض السمك التي تحتوي على أنواع نادرة من الأسماك والحياة البحرية في أشكال وألوان رائعة ومتنوعة، يوجد ثلاثة أحواض سمك: أكواريوم استوائي، حوض أسماك البحر الأبيض المتوسط، وبحيرة أسماك القرش، تسبح أكثر من 6000 عينة في حوالي 100 بركة صناعية، هناك أيضا جزيرة السلحفاة وعدة أماكن أخرى يمكنك فيها أن تلمس الأسماك المختلفة والأنواع البحرية النادرة مثل قنفذ البحر وأسماك القرش الصغيرة، كما يمكنك الاستمتاع بمناظر بانوراميه رائعة على الساحل والبحر من مطعم La Terrasse على التراس الموجود على السطح، ومن الممكن رؤية كل الطريق إلى الريفيرا الفرنسية.
حدائق النباتات الغرائبية “Jardin Exotique”
واحدة من أكثر الأشياء الفريدة التي يمكن القيام بها في موناكو هي زيارة حديقة الغرائب الرائعة، تقع الحديقة في منطقة Fontvieille (القسم الأكثر حداثة) في موناكو، للزوار الذين يصلون بالسيارة هناك موقف للسيارات فوق الحدائق، تقع حديقة الغرائب على منحدر حاد يطل على البحر الأبيض المتوسط، وهو مكان مترف مع نباتات مزهرة وإطلالات ساحرة على البحر، بسبب الطقس المعتدل واتساق أشعة الشمس على هذه التلال تستطيع النباتات الاستوائية أن تزدهر بسهولة هناك، افتتح المكان في عام 1933، تحتوي الحدائق على مجموعة رائعة من أنواع النباتات من أفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة والمكسيك، تنمو الحدائق بعناية وتمتد بشكل كبير على طول سفح الجبل، تتوفر الجولات المصحوبة بمرشدين في منطقة الكهف الموجودة في الحديقة كل ساعة، بدءًا من الساعة 10 صباحًا وحتى الساعة الخامسة مساءً قبل الإغلاق، لمعرفة المزيد عن عصر ما قبل التاريخ وتاريخ الحضارة المبكرة، قم بزيارة متحف الأنثروبولوجيا في الحدائق، حيث يتضمن هذا المتحف مجموعة من العملات المعدنية وأغراض الزينة من فترات ما قبل وأثناء الإمبراطورية الرومانية.
كاتدرائية موناكو
لهواة التراث الديني، كاتدرائية موناكو تعد واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي هناك، بُنيت هذه الكاتدرائية ذات الطراز الروماني البيزنطي من حجارة بيضاء مدهشة قادمة من منطقة La Turbie القريبة من الكنيسة، هذه الكاتدرائية ليست مجرد كاتدرائية عادية بل هي مكان دفن أمراء موناكو وتضم مقابر الأمراء السابقين مثل الأمير رينيه الثالث والأميرة غريس، على الرغم من أن الكاتدرائية حديثة نسبياً (بنيت ما بين 1875 و1884)، إلا أن المقصورة الداخلية تتميز بلوحة لمذبح رُسمت بواسطة الرسام Niçois Louis Bréa الذي يرجع تاريخه إلى عام 1500، وهناك ميزة أخرى جديرة بالذكر في صالة الكاتدرائية وهو عرش الرخام الأبيض، تحتوي الكاتدرائية على أرغن كبير مثير للإعجاب يُستخدم في الخدمات والاحتفالات الدينية بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية للموسيقى المقدسة، كل يوم أحد في الساعة 10 صباحًا من سبتمبر حتى يونيو يتم غناء الترانيم المسيحية من قبل “Les Petits Chanteurs de Monaco” و”Cathedral Choir”، الكاتدرائية مفتوحة للجمهور (دخول مجاني) للزيارات، ولكن أثناء أداء الشعائر الدينية فالدخول مقتصر على حضور الشعائر وليس الزيارة.
حديقة سانت مارتين “saint martin”
تطل حديقة سانت مارتين على المياه الزرقاء الهادئة للبحر الأبيض المتوسط، وتقع الحديقة بالقرب من متحف علم المحيطات، وستكون مكملاً مثالياً لزيارة المتحف، تضم الحدائق تمثالًا يُحيي ذكرى الأمير ألبرت الأول الذي اشتهر بكونه باحثًا بحريًا، والذي هو السبب في تأسيس متحف علم المحيطات من الأساس، تمتد حديقة سانت مارتين على طول الساحل حول شبه جزيرة صخرة موناكو على المنحدر الشاهق المواجه للبحر، تقدم هذه الحديقة المثيرة عرضًا غنيًا بالأنواع النادرة من النباتات والأزهار النابضة بالحياة التي تزدهر تحت أشعة شمس البحر الأبيض المتوسط، ثم إن المسارات الصغيرة التي تدور حول المنحدرات الصخرية والتلال المعشبة تدعو الزوار إلى القيام بنزهة على مهل من أجل التوقف للاستمتاع بالبرك الصغيرة والنوافير والمشاهد الخلابة الجميلة، ويوجد هناك مقاعد وضعت في الأماكن المخصصة فقط للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الرائعة.
سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1
يقام سباق موناكو للجائزة الكبرى للفورمولا واحد في مونتي كارلو كل عام في نهاية الأسبوع من شهر مايو، هذا هو سباق السيارات الوحيد في العالم الذي يُقام في شوارع المدينة نفسها، مما يعطي نوع آخر من المغامرة والخطورة لهذا الحدث، وربما يكون هذا السباق واحد من أهم نقاط الجذب السياحي في موناكو، لانتشار مشجعي الفورمولا 1 في معظم أوروبا، تمتد الدورة من شارع Boulevard Albert 1 نحو “كازينو القصر” مرورًا بالمنعطف الصعب أمام فندق Monte Carlo Fairmont، يعد سباق موناكو Grand Prix، الذي ينظمه نادي السيارات في موناكو، واحداً من أكثر الأحداث الرياضية شهرة في العالم، على الرغم من أن الشوارع الضيقة ليست مثالية لسباق السيارات، لكن السباق مستمر من أجل التقاليد (وهي مستمرة منذ أوائل القرن العشرين)، بسبب الحشود السياحية التي لا تنقطع لحضور مثل هذا الحدث السنوي المهم.
متحف كنيسة الزيارة “Musée de la Chapelle de la Visitation”
كان هذا المتحف قديمًا يدعى باسم Chapelle de la Visitation، أو “كنيسة الزيارة”، تم تحولت هذه الكنيسة الباروكية المذهلة التي تعود إلى القرن السابع عشر إلى متحف جدير بالملاحظة، المقصورة الداخلية هي من الطراز الريجنسي مصمم بقبة مركزية كبيرة، الكنيسة من الداخل تحتوي على حوالي 15 جرس صغير، المناطق الداخلية من المبنى واضحة وجميلة للغاية يزينها محلاة بأفضل أنواع الأيقونات والرسومات الدينية المختلفة، قبة الكنيسة ترتفع نحو 40 متر فوق مستوى الشارع، وهو ارتفاع كبير جدًا، يضيء صحن المتحف أو (القبة الداخلية) بأربعة نوافذ كبيرة، تم بناء الدرج الحالي في عام 1861 من أجل استيعاب الارتفاع البالغ ثلاثة أمتار في شارع غامبيتا، يتضمن المتحف مجموعة رائعة من أعمال فنية مقدسة تبرعت بها السيدة بياسيكا جونسون، من بين الروائع لوحات من قبل روبنز، زورباران، ريبيرا، وبعض الأعمال الإيطالية من فترة الباروك.