أعياد مقدونيا
بلا شك الأعياد هي الوقود الرئيسي في الأحداث الواقعة داخل دولة مقدونيا، حيث يُمكن اعتبار المهرجانات والكرنفالات مجرد مناسبات ثانوية نشأت حديثًا، بينما الأعياد هي الأصل الأصيل، وعلى رأس أعياد مقدونيا عيد القديس سيريل.
عيد القديس سيريل
في الرابع والعشرين من شهر مايو في كل عام يحتفل أصحاب الديانة المسيحية في مقدونيا بواحدة من أشهر الأعياد الخاصة بهذه الدينة، والحديث هنا عن عيد من أعياد الفئة الأرثوذكسية ويُعرف باسم عيد القديس سيريل، وهو عيد يتم فيه الوفاء للقديس سيريل الذي يُعتقد أنه في الأساس من قام بإدخال المسيحية إلى مقدونيا، وبالنسبة لشكل الاحتفال ففي الصباح يتم الذهاب إلى الكنيسة التي تحمل نفس الاسم، بعد ذلك يتم المشاركة في مهرجان الغطاس التابع للمهرجان وأخيرًا يأتي الختام من الأجواء الاحتفالية العادية التي يُمكن للجميع المشاركة فيها.
عيد الاستقلال
كما ذكرنا، الأعياد الوطنية تكون حاضرة أيضًا ضمن مجموعة الأعياد المُقامة بشكل سنوي في مقدونيا، وعلى رأس هذه النوعية من الأعياد عيد الاستقلال، وهو الذي يحدث الاحتفال به في شهر سبتمبر من كل عام، وهو في الواقع عيد وطني وعطلة أكتر من كونها ظاهرة احتفالية، إذ أنه لا يُمكن مثلًا توقع وجود البهجة في كل مكان بمقدونيا، فقط يكون هناك عزف للنشيد الوطنية واكتساء للبيوت بلون الأعلام، لكن لا يُمكن على سبيل المثال توقع تواجد أماكن سياحية ترفيهية مفتوحة في هذه الفترة، إذ أنها تُغلق بالكامل احتفالًا بهذا العيد، تخيلوا أن يأتي الاحتفال في صورة إجازة!
عيد نهوض الشعب
في الحادي عشر من شهر أكتوبر في كل عام يتم الاحتفال بمناسبة مقدونية أصيلة يُمكن القول إنها تُعادل كثيرًا مناسبة الثورة أو ما شابه من مناسبات، هذا العيد ببساطة هو عيد نهوض الشعب، وهو يرسخ للوقت الذي ثارت فيه الجماعة المقدونية على الحكومة والسلطة اليونانية وطالبت بدولة مستقلة خاصة بها حتى نجحت في نهاية المطاف، وطبعًا عيد وطني مثل هذا لا تكون الأجواء الاحتفالية حاضرة به أيضًا، هو فقط يكتفي بالشكل الرسمي له من خلال عزف النشيد والخروج بالأعلام وكذلك الجلوس في المنازل ومشاهدة الأفلام التي تُرسخ لهذه الفترة، ببساطة، هي مجرد عطلة عادية.
عيد الشجر والثمر
يتم الاحتفال بعيد الشجر والثمر في السابع والعشرين من نوفمبر من كل عام، والواقع أن البعض قد يعتقد طبعًا أننا نتحدث عن عيد بيئي يهتم بالأشجار والنباتات، لكن الحقيقة ببساطة هي كون هذا العيد ثقافي بالمقام الأول، فقط يُرمز للجانب الثقافي بها برمز الشجر، وخلال فترة هذا العيد يتم إقامة العديد من المهرجانات وكذلك تكون ثمة فاعليات ثقافية متعددة كالمعارض والندوات ويجد كل مُحبي الثقافة في العالم غايتهم في هذا العيد المميز.
المهرجانات والكرنفالات
الجانب الثاني من الأحداث المقامة في دولة مقدونيا هو ذلك الجانب المُتعلق بالمهرجانات والكرنفالات، والحقيقة أنه على الرغم من صِغر مساحة هذه الدولة نسبيًا إلا أنها في نهاية المطاف تشهد الكثير من المهرجانات الهامة المؤثرة.
مهرجان أوهريد الصيفي
كما هو واضح فإننا نتحدث عن مهرجان يُقام في مدينة أوهريد بفصل الصيف تحديدًا بداية شهر يوليو، لكن ما ليس واضحًا هو محتوى هذا المهرجان وما يُقام بداخله، فهو مهرجان ثقافي يهتم حرفيًا بكل ما يتعلق بالحياة الثقافية، والحديث هنا عن الموسيقى والغناء والرسم وحتى الكتابة والأدب، كل هذا يكون موجودًا في ذلك المهرجان الذي يتخير ساحة أوهريد الكبرى كمكان مناسب له، هو أيضًا يُعرف بالأجواء الصاخبة التي يحظى بها، ولذلك يُنصح جدًا بحضوره.
مهرجان الزفاف
في الثاني عشر والثالث عشر من شهر يوليو في كل عام يُقام مهرجان شهير للغاية يُعرف باسم مهرجان الزفاف، هذا المهرجان يهتم في المقام الأول بالسعادة وما يُمكن توفيره لذلك الكم الكبير من الأزواج الذين يحظون بفرصة الزواج في هذا اليوم، إذ أن العدد يصل تقريبًا إلى ثلاثمائة شخص ويشهد احتفالهم ما يزيد عن الثلاثة آلاف شخص، وطبعًا طقوس الاحتفال تكون مختلفة من حيث الورود والزهور وأطباق الطعام التي تُقدم في هذا اليوم.
مهرجان الأخوين ماناكي
في منتصف شهر سبتمبر من كل عام يُقام مهرجان سينمائي فريد من نوعه يُعرف باسم مهرجان الأخوين ماناكي، وفي ذلك المهرجان المتميز يتم عرض الأفلام المستقلة المقدونية بالإضافة إلى بعض الأفلام الأوروبية المختلفة، والحقيقة أنه على الرغم من الضعف الكبير في السينما المقدونية إلا أن الكثيرين يعتبرون ذلك المهرجان نقطة النور الكبيرة التي يجب التمسك بها على الرغم من أن المهرجان يُنظم تقريبًا منذ ما يزيد عن النصف قرن.
كرنفال فيفكاني
هذا المهرجان بالذات يُقال إنه الأقدم على الإطلاق داخل مقدونيا، فهو ينظم تقريبًا منذ ما يزيد عن الألف وأربعمائة عام، أضف إلى ذلك كونه كرنفال غريب جدًا من حيث الطقوس، حيث يرتدي الناس الملابس الغريبة في شهر سبتمبر ويقفون في صمت دون أي تعبير عما يريدونه، مما يتسبب طبعًا في الخوف للآخرين، وهكذا يمضي الكرنفال.
كرنفال النبيذ
لا يُمكن بأية حال من الأحوال التواجد في دولة مقدونيا بشهر ديسمبر دون الشعور بكرنفال النبيذ، والذي هو طبعًا، وكما واضح من الاسم، يحتفي بالنبيذ وبطعمه المميز وما يُمكن أن يتم الإبداع فيه بهذا الصدد، حيث أن الكرنفال يشهد تواجد العديد من الأنواع الجديدة والغريبة من النبيذ، ولذلك لا يفوته كل عشاق هذا المشروب.