مقدونيا - نبذة

أول شيء يشغل الجميع معرفتها حول مقدونيا تاريخها، ودعونا نقول في البداية أن تاريخ مقدونيا قديم للغاية، حيث أنه يصل بلا مبالغة إلا آلاف السنوات قبل بداية التأريخ الميلادي، وربما يعتقد البعض أن هذا الأمر لا يتناسب أبدًا مع وضع الدولة الحالي لكن المحطات التي مرت بها هذه البلد كانت كفيلة بتأخيرها إلى هذه الدرجة، فقد سكنها أولًا شعب التراقي بالمشاركة مع بعض القبائل الأخرى، بعد ذلك جاء فيليب الثاني وأسس امبراطورية هناك قبل أن تسقط وتتحول إلى الرومان الذين تناقلوا مقدونيا لاحقًا بين الصرب والبلغاريين حتى جاءت الدولة التركية القوية بعد مرحلة القرون الوسطى وسيطرت لفترة طويلة قبل أن تأتي اليونان ومن بعدها الحرب العالمية الثانية التي منحت في النهاية مقدونيا المكانة التي تستحقها، وهي تحولها إلى دولة مُستقلة وقائمة بحد ذاتها، وهذا هو الأمر الأهم بالتأكيد.

الجغرافيا

تشغل دولة مقدونيا مساحة تصل إلى خمسة وعشرين ألف كيلو متر مربع فقط، بل ودعونا نقول إن أغلب هذه المساحة في الأساس عبارة عن قمم ومرتفعات، أي ببساطة أماكن ليست صالحة للعيش فيها، أيضًا لا ننسى تواجد الكثير من الأنهار والسهول على الرغم من كون هذه الدولة في الأساس ليست ساحلية، وبالنسبة للحدود ففي الشمال الغربي تقع كوسوفو، ومن الشمال صربيا ومن الشرق بلغاريا ومن الجنوب اليونان ومن الغرب ألبانيا، والحقيقة أن تلك الحدود من الناحية التاريخية قد سبب الكثير من المشاكل لدولة مقدونيا، حيث أنها قد تعرضت للاحتلال أكثر من مرة من أحد جيرانها، وعلى رأسها اليونان التي لا يزال الصراع قائمًا معها حتى وقتنا الحالي.

المناخ

في الحقيقة يختلف المناخ في مقدونيا اختلافًا تامًا على حسب المكان، فمثلًا في فصل الشتاء تكون هناك نوبات برد شديدة في الأماكن المنخفضة، وبالنسبة للأماكن المرتفعة، والتي تُمثل أجزاء كبيرة للغاية من الدولة، فإن درجة البرودة تصل بها إلى الجليد، أي حوالي عشر درجات تقريبًا تحت الصفر، ولا ننسى بالطبع التواجد الكثيف للأمطار على فترات مختلفة من العام، لكن بشكل عام يُمكن القول أن الفصل الأنسب للسفر إلى مقدونيا هو فصل الصيف، فهو الفصل الذي يشهد اعتدالًا مناسبًا بعض الشيء، وخصوصًا في المناطق المنخفضة كما ذكرنا، أما فيما يتعلق بالأمطار فهي تعطل بمعدل يصل إلى 55 سم في العام الواحد، وهو معدل مرتفع طبعًا مقارنة مع دول أوروبية أخرى كثيرة.

السكان

يصل عدد السكان الموجودة في مقدونيا إلى اثنين ونصف مليون نسمة تقريبًا، في العاصمة سكوبيه يعيش خمس هذه الأعداد، أي نصف مليون نسمة، وتلك النسبة تتوزع على المدن الرئيسية بشكل كامل، أما بالنسبة للغة التي يستخدمها هؤلاء السكان فهي اللغة المقدونية في المقام الأول، حيث يتكلم بها نصف السكان، ثم تأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية مجموعة من اللغات المختلفة وعلى رأسها الألبانية والصربية وبصورة أقل التركية.

السكان في مقدونيا يتبعون المسيحية بشكل رئيسي، ثم يأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية الديانة الإسلامية، إذ أنها الديانة الرئيسية لما يزيد عن الثلاثين بالمئة من السكان، وبالنسبة لأنساب السكان فإن نسبة خمسين بالمئة منهم يعتبرون من سكان مقدونيا الأصليين، أولئك الذين جاؤوا في الهجرة الأولى من شعب التراقي، ثم بعد ذلك تأتي الفئة الألبانية كعرق ثاني وهناك وجود كذلك للصرب والأتراك، وفيما يتعلق بالعملة فهي الدينار المقدوني، كذلك نظام الحكام هناك جمهوري.

المميزات

طبعًا لا خلاف على أن بلد في العالم مهما كانت تمتلك في النهاية مجموعة من المميزات التي تفصلها عن الدول الأخرى، وهذا الأمر ينطبق كذلك على دولة مقدونيا التي تحظى ببعض المميزات، وعلى رأسها مثلًا الطبيعة الساحرة.

الطبيعة الساحرة

تمتلك مقدونيا طبيعة ساحرة تفصلها عن الكثير من دول قارة أوروبا على الرغم من كونها الأصغر من حيث المساحة والسكان، لكن مثلًا نجد الكثير من القمم والمساحات الخضراء وأماكن التزلق على الجليد، كذلك ثمة وجود للرياضات المائية بمختلف أنواعها والهواء العليل الرائع، ببساطة كل شيء في مقدونيا يجعلك متيقن من تلك الطبيعة الساحرة.

كرم الضيافة

كذلك من ضمن الأشياء التي يجب أن تُعامل على أساس كونها مميزات رئيسية في هذه البلد هي أنها تُعتبر من أكثر دول العالم كرمًا للضيافة، فالضيف في مقدونيا محمول على الأعناق لدرجة أن أغلب الشعب المقدوني يتعلم الإنجليزية خصيصًا من أجل القدرة على التعامل مع السائح الغربي إلى بلادهم، أو بشكلٍ عام ذلك السائح الذي لا يُمكنه التحدث باللغة المقدونية مثلهم، أيضًا يتم توزيع الورود والأشياء التذكارية ضمن طقوس الترحيب والتوديع.

تكاليف منخفضة

لا ننسى عزيزي السائح أيضًا كون التكاليف المنخفضة للغاية في رحلة مقدونيا واحدة من أهم المميزات التي يجب وضعها في الاعتبار قبل السفر، تلك التكاليف المنخفضة تتعلق عمومًا بجميع الأمور التي يتم اللجوء إليها داخل الرحلة ومنها الطعام والشراب والتنقل والإقامة وغير ذلك من أمور لها علاقة كثيرًا بالتكاليف وتُحدد بشكل عام كمية التكاليف وحجمها.

تاريخ عريق

لا يجب أن ننسى ضمن المميزات الرئيسية في دولة مقدونيا كونها تحظى بتاريخ عريق للغاية، فالبعض يعتقد عن التحدث عن دول البلقان أننا مقدمون على حديث له علاقة بدولة حديثة، لكن على العكس تمامًا يُمكننا أن نلحظ التاريخ الطويل الذي تحظى به هذه الدولة، وهو يمتد لأكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وقد انعكس ذلك التاريخ الطويل على وجود الكثير من الأماكن الهامة والتي لها باع طويل وتنبعث منها بصورة أو بأخرى رائعة العبق.