طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن كل بلد موجودة في أوروبا تمتلك عدد لا يُستهان به من الأماكن السياحية الجاذبة، فمثل هذه الأماكن هي التي تسمح في الأساس بالزيارة وتجعل السائح يطمح في الذهاب إلى مالطا طوال الوقت، لكن كي نكون صريحين فإن هذه النوعية من الأماكن قليلة بعض الشيء في هذه الجزيرة، إذ أن السياحة في ملطا ليست بقوة السياحة في مدن أوروبية أخرى كثيرة، ولكيلا نُطيل عليكم دعونا نبدأ سريعًا في تناول عينات من مدن مالطا مع المرور طبعًا على أماكن الجذب بهما، والبداية ستكون مع العاصمة والمدينة الأهم، فاليتا، فماذا عنها يا تُرى؟
فاليتا، المركز الثقافي والعاصمة
في الحقيقة لا أحد على الإطلاق يُمكنه إنكار تلك الأهمية التاريخية الكبرى التي تحظى بها مدينة فاليتا، عاصمة مالطا وأكبر مدنها من حيث المساحة والتاريخ والسكان وكل شيء تقريبًا، فالجميع يعرف بأن فاليتا من المدن الأوروبية القليلة التي لا تزال حتى الآن مُحتفظة بكامل تراثها التاريخي القديم الظاهر من خلال الأبنية والمراكز، أيضًا لا ننسى أنها من الناحية الثقافية قد قطعت شوطًا كبيرًا وسبقت كذلك الكثير من المدن الأوروبية، أضف إلى كل ما مضى أن فاليتا قد كانت في السابق عاصمة الحكم في أوروبا، لكن السائح في الواقع لن يهتم على الإطلاق بكل هذه الأمور التي تحدثنا عنها، فهو عندما يُقرر زيارة مدينة فاليتا فإنه لن يفعل ذلك إلا من أجل الأماكن السياحية الجاذبة التي تتواجد في قلب المدينة، والتي هي بالطبع كثيرة نظرًا لكل الأسباب التي تحدثنا عنها للتو، لكننا فقط سنكتفي بذكر أهم هذه الأماكن وأكثرها من ناحية الجذب، وبالتالي فإن الحديث سيبدأ بالتأكيد بذلك القصر العظيم، قصر السيد الأكبر.
قصر السيد الأكبر
من أهم القصور الموجودة في جزيرة مالطا وتحديدًا مدينة فاليتا ذلك القصر المعروف باسم قصر السيد الأكبر، وهو قصر بُني خلال القرن السادس عشر وكان مقرًا للملوك والأمراء، وفي الوقت الحالي أصبح أيضًا قصر رئاسي خاص بالحاكم، لكن هذا لم يمنع على الإطلاق من تواجد بعض المنافذ للسياح، فطبعًا من الرائع جدًا دخول مكان يرجع تاريخ تواجده على الأرض إلى خمسة قرون مضت، يُمكنك بالتأكيد تخيل رائحة عبق التاريخ التي ستغمره وتسيطر عليه، وهذا ما يجذب السياح أصلًا، وخاصةً عشاق الأماكن التاريخية، ولهذا القصر يُعتبر ضمن الأماكن البارزة المميزة.
متحف الحرب الوطني
ضمن الأماكن السياحية الجاذبة والمميزة في مدينة فاليتا عاصمة مالطا متحف الحرب الوطني، فهو بالتأكيد أحد أشهر المتاحف الموجودة في المدينة والدولة بالكامل، بل إنه كذلك يُعتبر الأكثر زيارة، وربما السر خلف ذلك موضوع المتحف والمجال الذي يبرز به، فهو مُختص بالقطع الحربية العتيقة وعرض أبرز خطط الحروب الشهيرة بالإضافة إلى قسم خاص بالحرب العالمية الثانية التي يُريد الجميع التعرف على ما حدث بها، والمتحف يوفر هذه الفرصة بصورة مناسبة للغاية، ولهذا يُعتبر ضمن المناطق السياحية الجاذبة الهامة، هذا إذ لم يكن الأهم على الإطلاق.
كاتدرائية فاليتا
من الطبيعي تمامًا أن تكون الأماكن السياحية البارزة الجاذبة مُعبرة عن هوية المدينة، وهذا ما ينطبق تمامًا على كاتدرائية فاليتا التي تُعتبر بلا شك أحد أهم الأماكن البارزة في هذه المدينة المسيحية المُتشددة، فالكنائس هناك كثيرة للغاية، والكاتدرائيات كذلك، لكن ما يجعل كاتدرائية فاليتا الرئيسية مميزة هو كونها تحظى بشكل معماري رائع، هذا بالإضافة طبعًا إلى قِدمها، ولذلك هي من الأماكن التي لا تُفوت زيارتها مهما كانت ديانة الزائر، فهي ليست مُخصصة للمسيحين فقط.
كازا روكا بيكولا
أيضًا من الأماكن الشهيرة للغاية الموجودة في مدينة فاليتا وتُعتبر مكان سياحي جاذب قصر كازا روكا بيكولا، وهو قصر عريق موجود منذ زمن وقد كان قديمًا مقرًا للملوك والأمراء، ثم أصبح فيما بعد مزار سياحي يُشبه المتحف، فمن سيذهبون إلى هذا المكان هم بالتأكيد من يرغبون في استكشاف التاريخ الخاص بهذه النوعية من الأماكن والتعرف عليها.
سانت جوليان، مدينة ساحلية مئة بالمئة
مدن جزيرة مالطا لا تنتهي، وهذا المرة سوف نتعرض لواحدة من المدن المُختلفة حقًا، وهي مدينة سانت جوليان الواقع على السواحل، بل هي في الأصل مدينة ساحلية بامتياز، إذ أنه ليس هناك في هذه المدينة أكثر من الشواطئ والسواحل والقرى الساحلية والأماكن التي يدخل فيها الماء بشكل عام، فهي تشكل تقريبًا سبعين في المئة من القوة السياحية لهذه المدينة الرائعة، أضف إلى ذلك أن أعداد السكان المتواجدة بداخلها تكاد لا تُذكر نظرًا لكونها في الأساس مدينة سياحية وليست مدينة سكنية، على العموم، السائح، ذلك الشخص الذي يُريد دائمًا الحصول على الخدمة السياحية دون أي اعتبار آخر، لن ينظر أبدًا إلى أجواء المدينة أو حالتها، وإنما سيريد في المقام الأول التعرف على الأماكن الجاذبة التي سيتمكن من زيارتها حال التواجد في هذه المدينة، وهذا بالضبط ما سنقوم بفعله سويًا في السطور القليلة المُقبلة، فهيا بنا نبدأ.
خليج سبينولا
المكان السياحي الجاذب الأول شديد الأهمية هو خليج سبينولا، وهو خليج موجود في الحدود الشمالية للمدينة، وكما هو واضح طبعًا من الاسم فنحن نتحدث عن خليج بالقرب من أحد البحار، وإلى هنا قد يعتقد البعض أننا نتحدث عن مكان عادي لا يستحق بالمرة الانضمام إلى مجموعة الأماكن السياحية المتواجدة في هذه المدينة، لكن بالحديث عن الأماكن المُحيطة بالخليج سوف تتضح الأمور بعض الشيء، فنحن يا سادة نتحدث عن مكان تُحيط به قرية سياحية تحمل نفس الاسم بالإضافة إلى سلسلة من المطاعم التي تحمل نفس الاسم، ولا ننسى بالتأكيد الأنشطة والرياضات المائية الصالحة للإقامة في هذا المكان، فكل هذه أسباب ترشحه بقوة للانضمام إلى الأماكن السياحية الجاذبة.
قصر دراجون
من النادر العثور في مدينة سانت جوليان على أماكن مختلفة عن النمط الساحلي أو البحري، والأكثر ندرة أن يكون هذا المكان مبنى عتيق مثل قصر دراجون الموجود في قلب المدينة، والذي تحول للغرابة الشديدة إلى ملهى ليلي بدلًا من أن يتحول إلى متحف أو شيء من هذا القبيل، لكن لكم أن تتخيلوا بأن المكان الذي تزوروه من أجل الترفيه كان في الأصل قصر عتيق، أليس هذا أمر يدعو للدهشة والمتعة في نفس الوقت؟
جزيرة مانويل
الأمور الغريبة في مدينة سانت جوليان لا تتوقف عن إدهاشنا وتُقحم نفسها كذلك في الأماكن السياحية، فعلى الرغم من أن مالطا أصلًا جزيرة، وعلى الرغم من تواجد جزيرة سانت جوليان بداخلها كمدينة هامة من مدنها، إلا أنه داخل هذه الجزيرة ثمة جزيرة أخرى مُصغرة تُعرف باسم جزيرة مانويل، وهي جزيرة سياحية بامتياز يُمكن أن تُعتبر منتجع أو مكان يصلح لقضاء عطلة صيف خيالية تمامًا مثلما هو الحال مع جزر الكاريبي والجزر الشهيرة في العالم، على العموم، إذا ذهبتم إلى سانت جوليان فلا تُفكروا في تفويت زيارة هذه الجزيرة لأي سبب من الأسباب.
ميناء مارساميكسيت
من المُدهش بعض الشيء أن يكون ميناء ضمن الأماكن الجاذبة سياحيًا، لكن هذا ما يحدث بالفعل في مدينة سانت جوليان الموجودة في مالطا، فهي تمتلك ميناء مارساميكسيت الذي يُعتبر الميناء الأشهر في مالطا بالكامل، فهو ليس مجرد ميناء يُمارس دور عادي في الشحن والتفريغ وخروج ودخول رحلات السفن، بل هو أيضًا يأخذ الدور السياحي بسبب كِبره وتصميم والأماكن المُلحقة به، فقد أصبح هذا الميناء أشبه بالمنتجع، حيث تتواجد بالقرب منه الفنادق والمطاعم والمقاهي، ولذلك هو مكان جدير بالزيارة ويُعتبر ضمن الأشهر في سانت جوليان.
بكل تأكيد عزيزي السائح هذه الأماكن السياحية الجاذبة التي قمنا بذكرها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل الأماكن الجاذبة الموجودة في مالطا ولا حتى في هاتين المدينتين تحديدًا، لكن دعونا نقول إننا قد تحدثنا عن الأماكن الأهم والأكثر جذبًا للسياح، فمن الصعب أن يذهب سائح إلى المدن المذكورة دون زيارة هذه الأماكن الهامة.