مالطا - مسارات

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن البشر كلهم ليسوا نفس الشيء فيما يتعلق بالإعداد والتخطيط، وهذا يعني أنهم لن يُقدموا على تنفيذ نفس الخطوات عندما يُسافرون إلى مالطا وبالطبع سيحتار أغلبهم في كيفية الاستمتاع برحلته، وهذه هي المشكلة التي سنحاول سويًا القضاء عليها فيما هو قادم من سطور من خلال التعرض لمسار مناسب من ثلاثة أيام يُمكن من خلاله الخروج برحلة مثالية إن جاز التعبير، والبداية مع اليوم الأول، فماذا عنه يا تُرى؟

اليوم الأول

بكل تأكيد بداية المسار يجب أن تكون البداية المثالية، ولهذا سنجعل اليوم الأول يبدأ بمدينة بريجو، وهي أحد المدن الهامة في مالطا وتُعتبر الأشهر من الناحية السياحية نظرًا لكونها تحتوي على الكثير من مناطق الجذب التي منها ما هو معماري عتيق ومنها ما هو أثري، كما أن أغلب الأماكن مُضافة في الأثاث إلى قائمة منظمة حفظ التراث العالمي، وهذا يجعلنا ندرك جيدًا الأهمية التي تأخذها المدينة، ولا ننسى أن الأماكن التاريخية الكثيرة الموجودة في بريجو ترجع في الأساس إلى سبب هام جدًا، وهو أن المدينة تُعتبر ضمن الأقدم في أوروبا وكانت من مدن الرومان الأولى، على العموم، الأماكن الصالحة للزيارة أغلبها عبارة عن شواطئ وسواحل، وهناك أيضًا عدة مقاهي ومطاعم، لكن الشيء الممتع أكثر هو السير في قلب المدينة والاستمتاع بالأجواء والمنظر الموجود بداخلها، ولهذا نرشحها لكم كي تكون المكان الذي تقضون فيه اليوم الأول من هذا المسار، وإن كان من الصعب طبعًا اختيار أماكن بعينها نظرًا لكون المدينة الصغيرة وكلها قابلة للزيارة في يوم واحد، لكن يجب الحجز أولًا ضمن أحد المنتجعات من أجل الإقامة فيها ليلة تواجدكم هناك.

اليوم الثاني

بالتأكيد اليوم الثاني من هذه المسار الرائع لن يقل كثيرًا عن اليوم الأول، حيث أننا سنختار مدينة مدينا كي نقوم بقضاء اليوم بها، أجل كما قرأتم تمامًا، هناك مدينة في مالطا تُعرف باسم مدينا، ولمزيدٍ من التدقيق هي ليست مدينة عادية، وإنما عبارة عن جزيرة، وبالتالي فإن نصيب الأسد من الأماكن القابلة للزيارة ضمن هذا اليوم الثاني من المسار سوف تكون في الأصل أماكن طبيعية، لكن الأمر الذي سيدهشكم حقًا هو التواجد الكبير للقصور والقلاع لدرجة أنها تحمل اسم مدينة القصور والقلاع بسبب امتلاك الكثير منها، فقد كانت للفينيقيين في البداية، وقد جعلوها أساس الحماية في الشرق الأوروبي، ثم هُجرت لفترة وعادت بعدها للحياة مرة أخرى، لكن البوابة السياحية، ولهذا نرشحها لكم من أجل الزيارة في هذا اليوم الذي وضعناه لكم ضمن مسارنا المميز، فبكل تأكيد المرور وسط هذا العدد الكبير من القلاع أمر سيستغرق يوم كامل على الأقل، ولو كانت المدينة كبيرة بعض الشيء لكان من الممكن أن يستغرق الأمر أكثر من ذلك، لكن لحسن الحظ أنها مدينة صغيرة نسبيًا ومناسبة جدًا لما نُخطط له، لذلك لا ننصحكم بتفويت زيارتها تحت أي ظرف، كما نلفت انتباهكم إلى وجود جزيرة سياحية مصغرة داخل هذه المدينة يُمكن استقطاع جزء من الوقت لزيارتها، وهذه الجزيرة الصغيرة تحتوي بداخلها على مدينة للألعاب ومنتجع وميناء، ببساطة، هو يوم رائع من مسارنا عليكم الاستمتاع به قدر الإمكان.

اليوم الثالث

الآن يأتي الدور سريعًا على اليوم الثالث والأخير من هذا المسار الممتع الذي وضعناه لكم من أجل استغلال كل يوم في جزيرة مالطا، وهذا اليوم الثالث سوف نقضيه في قرية وليست مدينة، وتحديدًا قرية دينجلي، والحقيقة أن ما يجعلنا نتحدث عن هذه القرية تحديدًا وندخلها ضمن المسار أنها المكان الأكثر ارتفاعًا في جزيرة مالطا بالكامل، فهي ترتفع حوالي مئتين وخمسين متر عن بقية الجزيرة، أي أنها بارتفاع جبل تقريبًا، كذلك القرية تتميز بوجود الكثير من الأماكن السياحية على الرغم من صغرها، فهي تمتلك صناعات للسيراميك والطلاء، وطبعًا الواقع يجعلها قرية تعج بالمنحدرات والمناظر الطبيعية الرائعة، ولا ننسى أننا خلال هذا اليوم الأخير من المسار سوف نظفر بفرصة رؤية جزيرة مالطا بالكامل من أعلى ارتفاع ممكن، وهناك بالطبع كنيسة داخل القرية ومنتجع ومدينة للألعاب، كما أنها مُجهزة بأفضل التجهيزات التي تجعلها قادرة على مواجهة انعزالها عن بقية الجزيرة، ببساطة شديدة، في هذه القرية سيكون أجمل ختام لمسارنا من خلال جولة سياحية ممتعة وشيقة تمتاز بحس المغامرة، وهذه الجولة ستكون كما اتفقنا في قرية دينجلي.

طبعًا كل هذه الأماكن والمدن والجزر التي تحدثنا عنها في السطور الثلاث الماضية لا تُعبر بالضرورة عن جميع الأماكن الموجودة في مالطا والمناسبة للزيارة، وإنما فقط يُمكن القول إنها الأهم والأكثر إقبالًا، وبالتأكيد كل سائح يمتلك مِزاجه الخاص والشكل الذي يود أن تخرج به رحلته، على العموم، قد فعلنا ما علينا فعله في نهاية المطاف والبقية عليكم.