طبعًا لا خلاف عزيزي السائح على أن معرفة الأحداث التي تقع في أي دولة قبل الانتقال إليها أمر في غاية الأهمية، إذ أنه يُحدد بشكل كبير نقاط المتعة التي تنتظرنا في هذه الدولة لأن الأمور لا تتوقف عند كون هذه الأحداث عطلات أو إجازات، وإنما تكون فيها أجواء احتفالية مميزة ورائعة للدرجة التي تجذبك إلى المشاركة فيها، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتناول سويًا أهم هذه الأحداث بمختلف أنواعها، والبداية ستكون مع الأعياد، وتحديدًا عيد الفصح.

عيد الفصح أو القيامة

العيد الأول والأهم في أعياد دولة مالطا، وكل أعياد أوروبا بشكل عام، هو عيد الفصح، أو عيد القيامة كما يُطلق عليه من قِبل البعض، وهو عيد قومي يبدأ في نهاية شهر مارس وبداية إبريل، وطبعًا هو عيد ديني مسيحي وهذا ما يُكسبه الأهمية لأن الديانة المسيحية هي الديانة الأولى والمُسيطرة في مالطا كما هو الحال في سائر الدول الأوروبية، وبالنسبة للاحتفال فهو يكون له جانب ديني يُشارك فيه المسيحيين فقط وجانب ترفيهي يُمكنك عزيزي المشاركة به مهما كانت ديانتك، ففي هذا اليوم تكون مظاهر البهجة طاغية ويخرج الناس إلى الشوارع في أعداد طاغية ويذهبون إلى الأماكن الترفيهية، كما تمر الفرق الموسيقية وتعزف أجمل المقطوعات في الشوارع.

عيد الكريسماس

من أشهر الأعياد الموجودة في دولة مالطا، بل وقارة أوروبا والعالم بأكمله، أعياد الكريسماس، وهي تلك الأعياد التي تأتي في نهاية كل عام، وتحديدًا الثالث والرابع والعشرين من شهر ديسمبر، ففي هذا التوقيت من كل عام ميلادي يحتفل العالم بعيد الكريسماس في أفضل مشهد احتفالي على الإطلاق، وفي مالطا بالذات، وبسبب تواجد الأماكن السياحية المميزة بالإضافة إلى الأجواء المُختلفة، فإن الأعياد من هذه النوعية تكون غير قابلة للتفويت، لذلك احرصوا على حضور أحد أعياد الكريسماس القادمة في جزيرة مالطا، ونعدكم أنكم لن تندموا أبدًا على ذلك.

عيد رأس السنة

في بداية كل سنة ميلادية، وتحديدًا اليوم الأول من شهر يناير، يأتي الدور على أحد الأعياد البارزة والمميزة للغاية، والحديث هنا عن عيد رأس السنة الذي يكون احتفالًا بانقضاء سنة واستقبال سنة أخرى، حيث يتجمع الناس في البيوت والأماكن الاحتفالية في الساعات المتأخرة من مساء اليوم الأخير من العام ولا يُغادرون إلا في الساعات الأولى من اليوم التالي، وهو اليوم الأول من السنة الجديدة، وأثناء هذا الاحتفال يتم ارتداء الملابس التنكرية كما يتمنى الناس لبعضهم البعض سنة سعيدة وصحة أفضل، ببساطة، إنها مناسبة لا تُفوت في مالطا.

عيد العمال

لأن العمال في كل مكان في العالم يُعتبرون العجلة الرئيسية للإنتاج والتقدم فإنه لابد طبعًا من إظهار احترام كبير لهم من خلال إقامة جو احتفالي مميز، ولهذا كان الأول من شهر مايو في كل عام عيد رسمي للعمال، لكن في مالطا بالذات يتم احترام العمال لأقصى درجة ممكنة ويكون الاحتفال بهم في أوجه، حيثُ يُمنح هذا اليوم كإجازة ويتم فيه الذهاب إلى أماكن الترفيه بمختلف أنواعها ويكون السهر حتى الصباح، فهو عيد آخر يستحق الحضور في مالطا.

عيد الاستقلال

في الحادي والعشرين من سبتمبر في كل عام تحتفل دولة مالطا بالعيد الأهم بها، وهو عيد الاستقلال الذي يواكب بالطبع ذكرى حصول هذه الجزيرة على استقلالها التام والقيام الحقيقي لدولتها، وطبعًا كلنا نعرف هذه الأعياد الوطنية التي يكون الاحتفال بها عاطفي أكثر من كونه كرنفالي، فالناس يخرجون بالأعلام ويرددون الأناشيد الوطنية ومن الممكن أن يقوموا كذلك بعزف الموسيقى وزيارة بعضهم البعض في البيوت، لكن الشيء الذي من المهم جدًا معرفته عزيزي السائح أن هذا اليوم يواكب عطلة رسمية، وبالتالي لا تعمل أغلب البنوك والمتاجر والأماكن الحيوية التي ستحتاج إليها.

مهرجان موسيقى الباروك

لا يبخل الناس في مالطا على الموسيقى بشيء، فهم يرونها حياتهم ويمتلكون بالتأكيد كل الحق في هذا الأمر، وربما لهذا السبب يُنظمون الكثير من المهرجانات والفاعليات التي تكون الموسيقى البطل الأول والرئيسي لها، ومن ضمن هذه الأحداث الهامة للغاية مهرجان موسيقى الباروك الذي يُقام في العاصمة بالأيام العشر الأولى من شهر يناير، فكما هو واضح من الاسم فإن المهرجان يهتم في المقام الأول بالموسيقى، وتحديدًا نوعية الباروك المميزة، وهذا الاهتمام سوف يُمتعك عزيزي السائح من خلال رؤية أو سماع أنواع كثيرة ومختلفة من الموسيقى، لذلك هو مهرجان لا يُفوت أبدًا.

مهرجان القطط العالمي

القطط في مالطا تظفر بمهرجان مُخصص لها يُعرف باسم مهرجان القطط العالمي، وهو يُقام في شهر فبراير وكما هو واضح من الاسم فإنه يقوم على فكرة تجميع القطط من كل مكان في العالم والمساهمة في توعية الناس بأهميتها والرفق بها، والحقيقة عزيزي السائح أن المتعة التي ستحصل عليها في هذا اليوم سوف تكمن أساسًا في نوعيات القطط الكثيرة التي ستراها ذلك اليوم، فتقريبًا سوف ترى كل أنواع القطط الموجودة على ظهر هذا الكوكب، وهو أمر رائع بالتأكيد.

معرض مالطا الدولي

في التاسع والعشرين من يونيو في كل عام ميلادي يُقام معرض دولي في مالطا من أجل تبادل الأشياء التجارية، فهو معرض لبيع الأثاث والآلات وهذه النوعية من الأشياء، لكن المميز فيه أنه يكون معرض دولي وتأتي إليه الوفود من كل مكان في العالم، كما تُخصص له ساحة كبيرة تساع الأشخاص والأشياء التي يحملونها، على العموم، المعرض مفتوح للجميع ويُمكنك عزيزي السائح التمتع فيه بأكثر من طريقة، فهو في المقام الأول مكان للبيع والشراء وكذلك مكان للمتعة البصرية من خلال رؤية الأشياء المعروضة في المعرض، لذلك لا يُنصح بتفويت زيارته تحت أي ظرف.

طبعًا عزيزي السائح هذه المناسبات أو الأحداث التي قمنا بذكرها الآن لا تُعبر أبدًا عن كل الأحداث الموجودة في دولة مالطا، وإنما هي فقط تُعبر عن الأهم والأكثر مساهمة من قبل السياح وسكان البلد الأصليين، كما لا ننسى أيضًا تواجد بعض الأحداث التي من الأفضل عدم الحديث عنها نظرًا لكونها منافية للآداب كمثال مهرجان التعري الدولي!