طبعًا لا خلاف على أن فكرة النبذة تقوم في الأساس على تواجد شيء بسيط لا يستحق الحديث عنها بصورة كبيرة فيتم إجماله في نبذة قصيرة، وهذا الأمر لا يتوفر على الإطلاق في جزيرة مالطا العريقة، فهي على الرغم من مساحتها الصغيرة إلا أنها تمتلك تاريخ طويل يجعلنا نتحدث عنها باستفاضة، لكن السطور القادمة ستشهد بعد الإقلال عند الحديث عن تاريخ هذه البلد وأهم النقاط في موقعها ومناخها وسكانها، مع المرور السريع طبعًا على الأمور المميزة بها.
تاريخ دولة مالطا
التاريخ الحقيقي لهذه الدولة لا يبدأ أبدًا من ذلك التوقيت الذي بدأت فيه الكرة الأرضية وبالتالي تواجدت فيها قطعة أرض تابعة لمالطا، بل إن التاريخ الفعلي يبدأ عادةً من الوقت الذي يدرك فيه السكان وجود هذه الأرض ويقومون بالتوافد عليها للسكن فيها، وإذا طبقنا هذه النظرية على مالطا فإن بدايتها الحقيقية ستكون قبل حوالي خمسة آلاف عام من الميلاد، وهو الأمر الذي تم توثيقه من خلال أواني الفخار الكثيرة التي تم العثور عليها وترجع إلى ذلك التوقيت، قبل أن تسير الأمور طبعًا في المسار الطبيعي ويتغير التاريخ بتغير الحضارات والثقافات المختلفة، لكن ما يهمنا في نهاية المطاف أن الأرض نفسها قد مر على تواجدها ملايين السنين بينما السكان قد عرفوا مالطا للمرة الأولى عام 5200 قبل الميلاد.
الموقع والمناخ في مالطا
ربما سيدهشكم ذلك، لكن مالطا من الناحية الجغرافية دولة إفريقية مئة بالمئة، حيث أنها موجود بالكامل داخل حدود قارة إفريقيا، بينما من الناحية السياسية نجدها تابعة لقارة أوروبا، وبالنسبة للحدود فإن الحدود الأوروبية لها تتمثل في دولة إيطاليا بينما ليبيا وتونس يمثلان الحدود الإفريقية، والبلد بالكامل عبارة عن ثلاث جزر بمساحة تبلغ 316 كيلو متر مربع، وهي ليست المساحة الكبيرة التي يُمكن التباهي بها بكل تأكيد، لكن وضعية الجزيرة وموقعها الجغرافي جعلاها دولة جاذبة يُحبذ الناس الذهاب إليها، وبالنسبة للمناخ الذي تتمتع به هذه الجزيرة فهو مناخ البحر المتوسط بسبب قربها أصلًا من البحر المتوسط، أي ببساطة نحن نتحدث عن مناخ جاف وحار في الصيف وفي الشتاء يكون ممطر ودافئ، حيث أن درجات الحرارة تتراوح بين 13 وفي 25 درجة، وبالمناسبة، مالطا من البلاد صاحبة أكبر نهار في العالم، حيث أنه في شهر يوليو يصل هذا النهار إلى أكثر من 12 ساعة في اليوم الواحد، وهو معدل كبير جدًا بالطبع.
السكان في مالطا
على الرغم من أن عدد سكان مالطا بالكاد يصلون إلى أربعمائة ألف نسمة إلا أن هذه المساحة تجعلنا أمام كثافة سكانية عالية نسبيًا، فهناك 1200 شخص تقريبًا لكل كيلو متر مربع، أي أن مالطا بهذه النسبة تأتي في المرتبة الثالثة على مستوى العالم من حيث الكثافة، أيضًا السكان في مالطا تسعين بالمئة منهم مسيحيون، بل ومتشددون أيضًا، وهناك نسبة صغيرة منهم من سكان مالطا الأصليين بينما البقية من حضارات وثقافات أخرى، بينما ثمة خمسة بالمئة من السكان أجانب لا يُقيمون في مالطا بشكل مستمر، لكن الشاهد أنهم أوربيون الوجه والبشرة على الرغم من كونهم أفارقة جغرافيًا!
أهم ما يميز مالطا
كل دولة في العالم تمتلك بعض المميزات الخاصة التي تفصلها عن الدول الأخر، وهذا الأمر بالطبع ينطبق أيضًا على دولة مالطا التي تتميز بموقع الجغرافي المميز ومناخها الرائع، أضف إلى ذلك أيضًا فكرة اللغة بها، فاللغة المالطية الذي يستخدمها سكان مالطا هي من أحدث اللغات الموجودة في العالم، وهي معروفة كذلك بالسهولة الشديدة في التعلم، فهي تجمع بين العربية والإنجليزية، أضف إلى ذلك أيضًا كونها ليست اللغة الوحيدة للسكان، فهم يمتلكون رفاهية التحدث بأي لغة، وهذا أمر مميز، أيضًا كثرة الجزر الموجودة في مالطا من الأشياء الرائعة التي يُمكننا التغاضي عنها بالإضافة إلى الطبيعة الهادئة للسكان وقلة المشاكل الداخلية والخارجية بشكل عام.