التاريخ في ليتوانيا
كان الاكتشاف الأول لأرض ليتوانيا، مصحوبة ببقية دول البلطيق، مع نهاية القرن الثالث ميلاديًا، لكن لم يحدث أي تغيير بعد ذلك، فلم تتوافد القبائل إلى هذه أرض ولم تُصبح مُعمرة بطريقة أو بأخرى، وقد تأخر ذلك الأمر حتى مطلع القرن العاشر، فهو الوقت الذي بدأت في الكنيسة تدخل ليتوانيا وتُرسخ للحياة بها، صحيح أنها كانت تتنقل بيد يد مستعمرٍ وآخر لكنها في نهاية المطاف كانت تُشكل نفسها بقوة لما سيحدث في القرن الخامس عشر.
شهد القرن الخامس عشر أقوى مرحلة من مراحل القوة في حياة دولة ليتوانيا بالكامل، ففي هذا التوقيت وصلت حدودها إلى موسكو، بل وامتدت إلى البحر الأسود كذلك، أيضًا كان ثمة اتحاد قوي مع دولة بولندا تمكن من الاستمرار لما يزيد عن الأربعة قرون، لكن على الرغم من كل هذه المُعطيات لم يأتِ المطلوب في نهاية المطاف، إذ أن ليتوانيا قد كفريسة للدب الروسي مع نهاية القرن السابع عشر.
مرحلة السيطرة الروسية يُمكن اعتبارها بلا شك واحدة من أهم المحطات في تاريخ دولة ليتوانيا، إذ أنه في ذلك الوقت لم يعد هناك أي ملمح من ملامح الهوية اللتوانية، فقط كانت الهوية الروسية حاضرة ومُسيطرة، وقد كانت كل السُبل تقود في نهاية المطاف إلى إحكام الدب الروسي لقبضته وسيطرته كليًا على مُجريات الأمور، لكن في هذه الأثناء جاء حبل الإنقاذ من خلال الاحتلال الألماني الذي بدأ في عام 1915 وانتزع دولة ليتوانيا من قبضة الروس.
لم يدم وجود الألمان في ليتوانيا كثيرًا، بل يُمكن القول إنه قد انتهى تمامًا خلال الحرب العالمية الثانية، وكالعادة عادت ليتوانيا مرة أخرى إلى الروس، لكن ما لم يكن معتادًا أن هذه المرة قد شهدت الانفصال النهائي بعد الضغط اللتواني، وقد جاء ذلك الانفصال في صورة تأسيس جمهورية برلمانية في منتصف القرن المنصرم مع الانضمام إلى عصبة الأمم المتحدة وكذلك الانضمام لاحقًا إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد جولة تاريخية مُنهكة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.
الثقافة في ليتوانيا
إذا ما تحدثنا عن ثقافة دولة ليتوانيا ففي الحقيقة لن يكون أمامنا الكثير من القول، فكما ذكرنا نحن نتناول دولة بدأت فعليًا بالقرن الخامس عشر، على العموم، الدين كان المكون الأول في هذه الثقافة، فمنذ دخوله في ليتوانيا لم يتوقف دوره عند كونه مجرد ديانة وعبادة، وإنما سيطرت الكنيسة على السلطة في فترة من الفترات كما أنها قد ألقت بظلالها على العمارة، فالفن الباروكي واضحًا بشدة على هذه الأماكن، أيضًا المطبخ يُعد جزءًا من هوية ليتوانيا الثقافية، فقد استفاد من مطبخ البحر المتوسط ومطبخ الكاريبي، ثم لاحقًا أضف له بصمته الخاصة، والتي كان مميزة بالمناسبة.
القسم الذي لن نجد له أية تأثير في الثقافة اللتوانية ربما يكون القسم الأدبي، فلم يشهد التاريخ أية أدباء بارعين في هذه الدولة، ونحن هنا نتحدث عن الشعراء والروائيين، كان الإنتاج ضعيفًا وكان بالكاد قادرًا على المنافسة المحلية، والرياضة كذلك تشمل تقدمًا في المجالات الرياضية فقط، أما فريق كرة القدم فهو لا يزال يخطو خطواته الأولى، وإن كان يخطوها طبعًا بثقة ويقترب من التواجد المثالي لها والمتناسب مع تاريخه، وآخر ما يُمكننا قوله في هذا الجانب أن ليتوانيا اهتمت اهتمامًا كبيرًا بالتعليم وبات لديها الآن نظام تعليمي مميز للغاية وعدد وافر من الجامعات، وهو ما يُعتبر نقلة كبرى طبعًا.
الفن في ليتوانيا
كان التواجد الفني اللتواني، وربما لا يزال، تواجد فني باهت للغاية، فمثلًا الموسيقى، وهي التي تُعتبر الجزء الفني الأكثر بروزًا، وإذا تحدثنا عن الموسيقى اللتوانية فيجب أن نمر بموسيقى الجاز التي تُعتبر الموسيقى الأكثر شعبية هناك، إذ أنه ثمة العديد من المهرجانات والفعاليات التي تقام من أجلها، كذلك فن العمارة والرسم والنحت من الفنون التي لا تزال بخير على الرغم من أن نهضتها الحقيقية كانت قبل قرنين، ويُمكن القول أن ذلك الحال ينطبق على فنون المسرح والأوبرا كذلك، فعلى الرغم من تواجد الكثير من القاعات المناسبة لهذه الفنون إلا أنها لا تلقى أية إقبال بالوقت الحالي، أما الفن السينمائي فهو في الواقع فن ضعيف نسبيًا، إلا أنه يحاول الخروج من هذه المرحلة من خلال النهضة الإنتاجية مؤخرًا.