دولة لوكسمبورغ، هذه الدولة التي تقع في قلب قارة أوروبا، لتتمتع بموقع متميز بين أهم الدول في أوروبا، حيث تتوسط 3 دول أوروبية هما دولة ألمانيا والتي تحدها من الشرق، وأيضاً دولة بلجيكا التي تحدها من ناحية الغرب، أما من الجنوب فيحدها دولة فرنسا، وهي رغم كونها ذات مساحة صغيرة إلا أنها واحدة من أهم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأيضاً اتفاقية شنغن، وأيضاً تحتوي دولة لوكسمبورغ هذه على أماكن صنفت ضمن أماكن التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو المعروفة، وقد حققت تقدماً كبيراً في مجالات كالزراعة فهي تمتلك أراضي خضراء بمساحات واسعة ومراعي كبيرة مما ساعدها أيضاً في امتلاك ثروة حيوانية كبيرة، كما ازدهرت الصناعة في هذه الدول بشكل واضح، فضلاً عن السياحة في لوكسمبورغ حيث تمتلك العديد من الأماكن السياحية التي تعتبر مقصداً للعديد من السياح حول العالم، أيضاً حققت لوكسمبورغ تقدماً كبيراً في الصناعات المعدنية والكيميائية وقطاع الخدمات وغير ذلك.
لمحة عن تاريخ لوكسمبورغ
منذ القرن الخامس عشر ودولة لوكسمبورغ واقعة تحت السيطرة الأجنبية ولم تتمكن من الاستقلال أو الحصول على مكانتها كدولة ذات كيان كبير لفترة طويلة، وحسب تاريخ هذه الدولة فقد على شأنها لدرجة أن منها ملوك في فترة العصور الوسطى، لكنها لم تتمكن من تحقيق كيان خاص بها كما هو الحال الآن إلا بعد مؤتمر “فيينا” الذي حدث في عام 1815، والذي نتج عنه إعادة رسم للخريطة السياحية للقارة الأوروبية بالكامل، وتم تسوية مجموعة من القضايا بين الدول الأوروبية والإمبراطوريات أيضاً، بعد ذلك كانت لوكسمبورغ ضمن اتحاد الأراضي المنخفضة حتى عام 1890، وقد احتلت ألمانيا دولة لوكسمبورغ خلال الحربين العالميتين اللتان خاضتها، ولكن قام الحلفاء بتحريرها فيما بعد، لتبدأ رحلة تقدمها الاقتصادي باتحادها مع هولندا وبلجيكا جمركيا واقتصاديًا، وهي الآن واحدة من دول الاتحاد الأوروبي التي تؤثر بشكل واضح كأي دولة أوروبية أخرى.
لمحة عن جغرافيا لوكسمبورغ
تكثر في لوكسمبورغ الغابات والوديان والهضاب وخصوصاً في المنطقة الشمالية من البلاد، والتي يطلق عليها اسم “أوزلنغ”، وترتفع هذه المنطقة عن مستوى سطح البحر حوالي 400 إلى 500 متر، أما منطقة الجنوب في لوكسمبورغ فإنها تعرف باسم “غوتلاند”، وهي ذات كثافة سكانية أعلى من شمال البلاد وذلك نظراً لكون أراضيها سهلية تصلح للعيش والسكن، وعن أعلى جبل في دولة لوكسمبورغ بالكامل فإن جبل “بورغبالتز” هو أعلى نقطة في أراضيها بارتفاع يصل إلى 559 متراً، أما أكثر المناطق انخفاضاً في لوكسمبورغ فهي منطقة تعرف باسم “شباتز”، وتصل فقط حوالي 129 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتوجد مجموعة من الأنهار أهمها نهر “موزل” وهو النهر الذي يشكل الحدود الجنوبية الشرقية مع دولة ألمانيا، وتوجد أنهار أخرى مثل نهر أور وألزيته وأيضاً نهر زاور، وعن مناخ لوكسمبورغ فإنه يشتهر بكونه يتأثر برياح المحيط الأطلسي لتكون درجات الحرارة في البلاد معتدلة في المتوسط وهو الحال مع معدل هطول الأمطار كذلك.
اللغات والديانات لسكان دولة لوكسمبورغ
وفقاً لإحصائيات عام 2016، فإن عدد سكان دولة لوكسمبورغ وصل إلى ما يزيد عن 582,972 نسمة، يعيشون على مساحة حوالي 2,586,4 كيلومتراً مربعاً، ونسبة كبيرة منهم تصل إلى حوالي 40% هم في الأصل أجانب، وتوجد أقليات في هذه الدولة أيضاً من أصول برتغالية وإيطالية وفرنسية أيضاً، ويشتهر عن لوكسمبورغ أيضاً أن الكثير ممن يعملون فيها لا يسكنون أراضيها وإنما يسكنون في فرنسا أو دول أوروبية مجاورة أخرى، وعن لغة هؤلاء السكان فإن اللغة “اللوكسمبورغية” هي اللغة الوطنية والرسمية في البلاد وهي مشتقة من اللغتان الألمانية والفرنسية، لتكون هاتين اللغتين أيضاً لغتان رسميتان ينطق بهما الكثير من السكان مثلها مثل اللغة الوطنية، وأما عن الديانات فإن حوالي 90% من سكان هذه الدولة يدينون بديانة المسيحية الكاثوليكية، ويوجد أيضاً من يعتنقون ديانة البروتستانتية الكالفينية، ويوجد ما يقرب من 9000 مسلم في هذه الدولة مع مجموعة أخرى من الأرثوذكس واليهود.