لاتفيا - مناطق الجذب السياحي

ريغا: المدينة الأنظف في أوروبا

تتميز مدينة ريغا بعدة أشياء وهي أنها عاصمة دولة لاتفيا والعاصمة الأكبر في منطقة البلطيق بأكملها والمدينة الأنظف في قارة أوروبا، هذا بجانب أن المدينة تعد المركز الأساسي للتجارة والتعليم والثقافة والاقتصاد والسياسة والصناعة في منطقة البلطيق كلها، ولذا فهي أولى مناطق الجذب السياحي التي سوف نتحدث عنها في دولة لاتفيا، فعندما تدخل العاصمة ستجد الأبنية المعمارية الحديثة والتي لها طابع مميز وفريد، فقد بنيت على يد مهندسين معماريين من ذوي الكفاءة العالية في الدولة وخارجها، فالحكومة قد استعانت بالألمان والروس والبولنديون سواء بالطلب منهم بناء شيء معين أو من دون طلب، فأغلب تلك الدول كانت محتلة الدولة في بعض الفترات السابقة، وأكثر الطرازات المعمارية المستخدمة في العاصمة هو من الأرت نوفر الطراز المعماري الجديد، وأيضًا لا ننسى أن اليونسكو تعتبر مركز المدينة التاريخي هو واحد من مواقع التراث العالمي، ولذا فإن الحكومة سعت إلى تطوير المدينة بشكل كامل حتى غدت في أبهى صورها وهذا ما جعلها الأنظف في قارة أوروبا بأكملها.

كنيسة القديس بطرس

من مناطق الجذب السياحي في العاصمة ريغا هي كنيسة القديس بطرس والتي تعد واحدة من المناطق الأكثر جذبًا في المدينة بأسرها، وقد بنيت هذه الكنيسة في بدايات القرن الثالث عشر وهذا ما تم ذكرته في السجلات التاريخية المحفوظة، وما يميز تلك الكنيسة ويجعلها موضع جذب سياحي كبير هو شيئين الأول أنها مصممة على ثلاثة طرازات معمارية جميلة، الأول هو الطراز الباروكي، والثاني هو الطراز القوطي، والثالث هو الروماني، وبذلك ستجد في كل ركن من أركان الكنيسة جمالًا مختلفًا عن الأخر وكأنك تشاهد ثلاثة كنائس مختلفين، أما عن الشيء المميز الثاني في الكنيسة هو أنها تعد الأصلب والأشد متانة وقوة في المدينة كلها، فبالرغم من تعرض المدينة والكنيسة للرصاص والبارود إلا أنها لم تتأثر بذلك مطلقًا، وظلت شامخة وصامدة ضد نيران الأعداء حتى رأيناها الآن بنفس الشكل والهيئة التي بنيت عليها.

وبالمناسبة فالكنيسة على المذهب اللوثري الإنجيلي المسيحي ونظرًا لعدم كثرة معتنقي ذلك المذهب في الدولة فإنها تعد الأكبر في الدولة، ولذلك يأتي إليها الكثير من الزوار سواء من داخل لاتفيا أم من خارجها، وقد مرت كنيسة القديس بطرس بثلاثة مراحل للبناء ثم تلتها مرحلتين للإعمار والترميم الأولى في الواحد والعشرين من القرن الثامن عشر والثانية في السابع والستين من القرن العشرين، والإعمار والترميم الثاني هو أخر ما حدث في الكنيسة إلى يومنا هذا.

متحف الهواء الطلق

نأتي هنا للحديث عن متحف الهواء الطلق الإثنوغرافي الموجود في العاصمة ريغا والذي تم إنشاءه في العام الرابع والعشرين من القرن العشرين، وانتهت أعمال الإنشاء والبناء في عام 1932 ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن يأخذ المتحف نفس الشكل المميز ويحظى على شعبية جارفة، فالمتحف مبني في الهواء الطلق فوق الكثبان الرملية، ويجاور المتحف بحيرة غغلاس التي تساعد في زيادة إقبال الزوار على زيارة المتحف، ويجسد المتحف التاريخ والعادات والتقاليد البسيطة في دولة لاتفيا حيث تقام فيه العديد من الحفلات الموسيقية والمهرجانات التقليدية والأنشطة الثقافية والحرفية، وعلى ذكر الأنشطة الحرفية فتقوم الإدارة المسئولة عن المتحف بعمل معرض كبير للحرف التقليدية في شهر يونيو من كل عام، وهذا المعرض يقام منذ العام الواحد والسبعين من القرن العشرين ويأتي إليه الزوار من كل أنحاء دولة لاتفيا وقارة أوروبا.

أما زوار المتحف بشكل عام فهم يأتون بأعداد كبيرة على مدار العام تتجاوز المائة ألف، والمتحف يشغل مساحة من الأرض قدرها سبعة وثمانين هكتار وبتلك المساحة حوالي مائة وثمانية عشر مبنى يجسدون جميع الأعراق الموجودة في لاتفيا حاليًا ومن ذي قبل، وأيضًا بالمتحف مائة وخمسين ألف قطعة أثرية منذ نشأة الدولة وحتى القرن العشرين.

نصب الحرية

من الأماكن الأثرية والسياحية الهامة في العاصمة ريغا هو نصب الحرية الذي تم إنشاءه تكريمًا للذين ضحوا بأرواحهم في حرب الاستقلال اللاتفية، ويقع النصب التذكاري في شارع الحرية الكبير ويتضح لنا من هذه الأسماء أن الحكومة قد وهبت الشارع بأكملها لمن ماتوا في حرب الاستقلال، وهذه لافتة جيدة وتقديرية من الدولة اتجاه شعبها، وكان قرار إنشاء النصب التذكاري في العام الخامس والثلاثين من القرن العشرين وتم الانتهاء من أعمال الإنشاء في نفس العام، أما عن وصف نصب الحرية فطوله أثنين وأربعين متر والمواد المستخدمة في بناءه هي الجرانيت والنحاس والصخور الرسوبية، وتقوم الحكومة بعمل العديد من المهرجانات والاحتفالات السنوية في ميدان النصب، ولذا تعد المنطقة مكان جذب سياحي قوي جدًا.

حديقة فيرمانيس

نأتي هنا للحديث عن أقدم حديقة عامة في العاصمة ريغا وهي حديقة فيرمانيس التي تم إنشاءها في عام 1814، وتشغل الحديقة حوالي أثنى عشر فدان جميعهم مليئين بشتى أنواع الباتات والورود، بل وستجد أيضًا أشجار ونباتات من نوع فريد لن تجدها إلا في هذه الحديقة، وبداخل الحديقة توجد بعض المقاهي والمطاعم التي تقدم جميع أنواع المأكولات والمشروبات، وبشكل عام تعتبر الحديقة منتزه جيد ومناسب للرحلات العائلية أو للعشاق ولكنها بشكل أكبر مناسبة للرحلات العائلية.

لييباجا: مدينة الشواطئ المذهلة

إذا كنت من محبي الجلوس على الشواطئ والاستمتاع بمنظر البحر والساحل فأنسب مكان لذلك في دولة لاتفيا هي مدينة لييباجا، حيث أن هذه المدينة تقع على ساحل بحر البلطيق وشواطئها هي الأجمل في الدولة بأسرها، وتقام عليها العديد من الاحتفالات والمهرجانات الترفيهية وذلك حتى تزداد أعداد الزوار إليها وتقارب العاصمة ريغا، فتقول الإحصائيات أن مدينة لييباجا هي ثاني أكثر المدن جذبًا للسياحة في لاتفيا، وبالمناسبة فقد كانت هذه المدينة هي العاصمة خلال فترة الحرب العالمية الأولى وهذا بسبب الدمار الشديد الذي لحق بمدينة ريغا العاصمة، ولكن بعد انتهاء الحرب عادت الأوضاع إلى ما كانت عليه، وعندما تجوب شوارع المدينة كلها ستشعر أنك في ثلاثة أو أربعة مدن وليست مدينة واحدة، وذلك لأن بعض أجزاء المدينة على طرازات معمارية مختلفة وهذا ما يعني وجود لوحة فنية مرسومة بشتى الألوان.

وأكثر ما يجذب السياح إلى مدينة لييباجا هي الشواطئ ذات الرمال البيضاء فهي نقية جدًا، وأكثر الشواطئ شهرة فيها هو شاطئ فيكلييباجا الذي يحتل موقع متميز من بين الشواطئ الأخرى، هذا بجانب المهرجانات الموسيقية التي تقام على شواطئ المدينة مثل مهرجان سينوي للموسيقى الذي يقام على شاطئ منطقة كاروستا، وذلك المهرجان يحدث بشكل سنوي خلال شهر يونيو.

كولديجا: ذات الشلال الواسع

من مناطق الجذب السياحي الهامة في دولة لاتفيا هي مدينة كولديجا التي تشتهر بشيئين الأول هو شلالها الواسع والثاني هو أنها فينيسيا دولة لاتفيا، أما عن الأول فتمتلك كولديجا شلال يدعى فينتا وهو الأوسع في قارة أوروبا بأكملها، ومن نقاء الشلال وعدم عمقه فإنه بالإمكان رؤية الأسماك وهي تسبح في المياه وخاصة سمك السلمون خلال فصل الربيع، أما عن لقب فينيسيا دولة لاتفيا فقد أطلق عليها بسبب أن المدينة يمر في وسطها نهر يقسمها إلى شقين، وهذا بالضبط ما نراه في مدية فينيسيا الإيطالية نهر يقسم الشوارع والمنازل إلى قسمين، وبالرغم من صغر المدينة إلا أنها تعد واحدة من أجمل المدن في دولة لاتفيا كلها، وبذلك فهي تجذب الكثير من الزوار والسياح إليها كل عام.

سيزيس: البلدة العتيقة

أهم ما يميز مدينة سيزيس ويجعلها من مواطن الجذب السياحي في دولة لاتفيا هو أنها تتمتع بالطراز القديم والحجري في أبنيتها، فالمدينة تعد واحدة من أقدم المدن في لاتفيا وأغلب منازلها وشوارعها مبنية بالحجارة، وأكثر الأماكن زيارة فيها هما قصري سيزيس القديم والجديد، فالقصر القديم قد تم إنشاءه في القرن الثالث عشر تقريبًا وهو الأكثر جذبًا للسياحة نظرًا لعراقته وما يحتويه من تاريخ كبير، والقصر الجديد قد تم بناءه في القرن الثامن عشر وأهم ما يميزه هي الحديقة الكبيرة الموجودة أمامه وهي مليئة بالورود والنباتات الجميلة، وأيضًا يحتوي القصر من الداخل على متحف للفن والتاريخ يحمل نفس اسم القصر سيزيس، وبشكل عام فمدينة سيزيس هي الأنسب لك إن كنت تحب رؤية المباني الأثرية القديمة والاطلاع على التاريخ القديم.

فنتسبيلس: سحر البلطيق

نعلم جميعًا أن دولة لاتفيا تقع ضمن نطاق منطقة البلطيق وتوجد بها بعض المدن التي تطل مباشرة على ذلك البحر، وبكل تأكيد ستكون هذه المدن هي الأكثر جذبًا للسياح لشغف الناس الكبير إلى البحر والشواطئ، ومن ضمن هذه المدن اللاتفية هي مدينة فنتسبيلس التي تقع مباشرة على البحر ولذلك يزورها آلاف السياح كل عام، ويوجد بالمدينة شاطئ رملي كبير يتميز بلونه الأصفر اللامع وهو يعد المكان الأول لممارسة النشاطات والفعاليات الرياضية والترفيهية في المدينة، فتقام عليه فعاليات لرياضة كرة الطائرة الشاطئية، ورياضة ركوب الأمواج، وغيرها من الرياضات الأخرى هذا بجانب الفاعليات الترفيهية المتعددة، والمطاعم المتخصصة في الأسماك واللحوم الأخرى التي تتواجد على جانبي الشاطئ، فهو بشكل عام المكان الأكثر ازدحامًا في المدينة ولذا فإن كنت تنوي زيارة فنتسبيلس فلا تتردد لحظة في زيارة هذا الشاطئ.

وبعدما تنتهي من رحلتك على الشاطئ يتوجب عليك زيارة متحف الهواء الطلق الذي تملئه التحف الفنية والأعمال اليدوية وتقام عليه النشاطات والفعاليات بشكل متواصل، وخاصة في منتصف العام فشهر مايو ويونيو ويوليو هم أكثر الشهور نشاطًا في المتحف.

سيغولدا: ذات القصور القديمة

من مناطق الجذب السياحي الهامة في دولة لاتفيا هي مدينة سيغولدا التي تتميز باحتوائها على العديد والعديد من المعالم الأثرية التي تجذب السياح إليها بكثرة كل عام، وأيضًا لا ننسى الجبال التي يقع فوقها العديد من الحصون وهي تعطي لنا منظر رائع فالحصن قد تم بناءه فوق الجبل مباشرة، وهناك أيضًا القصور القديمة التي بنيت منذ آلاف السنين ولا زالت تحتفظ بكل تفاصيلها منذ بناءها إلى يومنا هذا، وما حدث فيه أي تهدم أو تلف قامت الحكومة بترميمه أكثر من مرة حتى يعود للشكل السابق له بدون أي تعديل أو تغيير، ويوجد أيضًا في المدينة أماكن مخصصة للقفز من المرتفعات والطيران العمودي، وفي الغالب يكون طول القفز من مسافة تتراوح بين خمسة وثلاثة إلى خمسة وأربعين نمتر تقريبًا، وإذا قمنا بجمع المعالم السياحية الموجودة في مدينة سيغولدا سنجد أن العدد يزيد عن خمسمائة معلم.

وهذا رقم كبير جدًا بالنسبة لمدينة واحدة في لاتفيا ولذا تحظى المدينة على نسبة كبيرة من أعداد السياح الذي يأتون إلى الدولة بأكملها، وإن كنت تنوي السفر إلى لاتفيا فعليك أن تضع مدينة سيغولدا في خطتك السياحية داخل الدولة.

لاتغال: دولة داخل دولة

من المدن الهامة في دولة لاتفيا هي مدينة لاتغال التي تتواجد في شرق الدولة وتتميز هذه المدينة بلغتها الخاصة التي تختلف عن اللاتفية اختلافًا جذريًا بجانب سيطرة المذهب الكاثوليكي على أغلب سكان المدينة، وهذا يوضح لنا لماذا سميت لاتغال بدولة داخل دولة بل وأيضًا تسمى مدينة البحار الزرقاء نظرًا لأنها تحتوي على عدد كبير من بحيرات الدولة بأكملها داخل أراضيها، ونظرًا لشهرة المدينة وجذبها للسياح فقد قامت الحكومة بعمل بعض المسارات الطبيعية والسياحية حتى تسهل على الزوار التنقل بداخلها، ولا ننسى منتزه ديجفافاس لوكي الذي يمتد فوق الأبنية الجميلة وصولًا إلى القلعة اللاتفية، وتنتشر الحرف اليدوية بكثرة بين سكان المدينة فسترى تحت تلال لاتغال العاملين والفنانين والرسامين يجمعون الموارد الطينية الغنية والصالحة للنحت والرسم.

فهم يصنعون بها أواني فخارية ذات شكل فريد ومميز عن باقي دول العالم، لذا فإن كنت تنوي زيارة تلك المدينة فعليك أن تذهب إلى ما تحت تلال لاتغال حتى ترى مدى الفن والإبداع الذي يتمتع به ذلك الشعب البسيط.