لاتفيا - نبذة

الجغرافيا والموقع

تقع دولة لاتفيا في منطقة بحر البلطيق وهذه المنطقة تتواجد في شمال أوروبا وتتكون من تسعة دولة وهم، لاتفيا وروسيا والسويد وألمانيا والدنمارك وفنلندا وإستونيا وبولندا ولتوانيا، أما عن حدود دولة لاتفيا فتقع في الشمال دولة إستونيا، وفي الشرق روسيا، وفي الجنوب ليتوانيا، وفي الجنوب الشرقي دولة روسيا البيضاء، أما من الغرب فهي تشترك مع دولة السويد بحدود بحرية، ومساحة الدولة الإجمالية هي أربعة وستين ألف وخمسمائة وتسعة وخمسين كيلو متر مربع أي أنها لا تتجاوز الخمسة وستين ألف كيلو متر مربع وهذا يعد رقم ضئيل بالمقارنة مع بقية دول العالم، ولكن عندما ننظر إلى الكثافة السكانية لدولة لاتفيا نجد أنها أربعة وثلاثين وثلاثة من عشرة نسمة على الكيلو متر مربع، وهذا بفضل تعدادها السكاني الضئيل الذي لا يتجاوز الثلاثة ملايين نسمة، عامة تقع الدولة بين خطي عرض خمسة وخمسين درجة وثمانية وخمسين شمالًا في حين أن خطي الطول هما واحد وعشرين وتسعة وعشرين ناحية الغرب، وأغلب أراضي الدولة تقع فوق ارتفاع لا يزيد عن المائة متر عن سطح الأرض.

البيئة والمناخ

أما عن بيئة دولة لاتفيا فهي تتكون من التلال المنخفضة والسهول الخصبة في أغلب مناطق الدولة، ولاتفيا تعد رابع أكبر دولة في قارة أوروبا تغطيها الغابات والأشجار من كل جانب، فالأولى هي فنلندا وتليها السويد ثم سلوفينيا وأخيرًا لاتفيا بنسبة تتجاوز الستة وخمسين بالمائة من مساحة أراضيها، وأيضًا بها نسبة لا بأس بها من الأراضي الصالحة الزراعة ولذا فهي تعتمد على الزراعة بشكل كبير، وأهم ما يميز دولة لاتفيا في زراعتها أنها تعتمد على الزراعة النقية بيئيًا أي التي لا يدخل فيها المبيدات والأسمدة الصناعية، ومن كثرة الأنهار التي تجري بها فهي تمتلك أكبر تربة خصبة في منطقة بحر البلطيق لنمو سمك السلمون، أما عن مناخ دولة لاتفيا فهو رطب ومعتدل أغلب أوقات السنة، وهي ذات مناخ شبه قاري يتميز بالبرودة في الشتاء والدفء في الصيف، وتسقط الأمطار بكثرة خلال فصل الشتاء وتكون فيه مستويات البرودة مرتفعة بعض الشيء وهذا بسبب وقوع أراضي الدولة في منطقة بحر البلطيق.

وإذا قمنا بالحديث عن فصول السنة الأربعة في دولة لاتفيا فسنبدأ بفصل الشتاء لأنه الأهم من بين بقية الفصول، فالشتاء يبدأ من منتصف شهر ديسمبر حتى منتصف مارس وفيه تكون درجة الحرارة في الغالب سالب ست درجات، وتغطي الثلوج أغلب مناطق الدولة وخاصة المرتفعات وفي بعض الأحيان تكون الرياح باردة جدًا والشمس ساطعة، أما فصل الصيف فهو يبدأ من يونيو وحتى نهاية شهر أغسطس والجو فيه يكون مشمس والليالي باردة بعض الشيء، ودرجة الحرارة في الغالب تسعة عشر درجة وكلما تطرفنا في أراضي الدولة زادت درجة الحرارة وصولًا إلى خمسة وثلاثين درجة، أما عن فصلي الربيع والخريف فيكون فيهما الجو معتدل جدًا ومناسب للرحلات أما إن كنت من محبي التزلج على الجليد ففصل الشتاء هو الأنسب لك، نظرًا لكثر الجليد الذي يتراكم على جبال الدولة المرتفعة، ولكن بشكل عام مناخ دولة لاتفيا هو رائع جدًا ومميز.

تاريخ دولة لاتفيا

بالرغم من صغر دولة لاتفيا وعدم شهرتها إلا أن تاريخها يعج بالكثير من الأحداث الهامة التي لا تقل أهميتها عن الأحداث التي جرت في الدول الشهيرة بقارة أوروبا، فمنذ بداية نشأتها حتى القرن الثاني عشر كانت الدولة منعزلة عن قارة أوروبا ثم بدأت في التداخل مع القارة عندما أرسل البابا رسله للتبشير بالمسيحية في داخل أراضي الدولة، ولكن سكان لاتفيا لم يقبلوا رسالة المسيحية بسهولة ويسر كما حدث مع بعض المناطق الأوروبية، وهذا ما أدى إلى إرسال بعض الفرق الألمانية المسيحية لتحويل لاتفيا إلى المسيحية رغم أنفها بالسلاح، وجلس الألمان في تلك الدولة يحكمونها منذ بداية القرن الثالث عشر مع ضم بعض المناطق المجاورة لها مثل إستونيا، ليكونوا بذلك دولة صليبية كبيرة تسمى ليفونيا ثم انضمت إليهم ليمبازي وفالميرا وكيسيس وكوكنيسي لتكبر الرقعة الصليبية في تلك المنطقة، وبعد مرور عدة قرون وأثناء القرن السادس عشر وحتى الثامن عشر انفصلت بعض هذه الأراضي عن لاتفيا وتقاسمت الدول الأوروبية العظمى تلك الدولة الصغيرة، فأثناء النصف الثاني من القرن السادس عشر تم تقسيم لاتفيا بين بولندا وليتوانيا، ثم بعد ذلك حدثت بعض الصراعات بين بولندا والسويد وروسيا انتقلت فيها لاتفيا بين ذاك وذاك.

بعد ذلك قامت غرب لاتفيا باعتناق المذهب اللوثري في حين أن الجنوب اعتنقوا المذهب الكاثوليكي ولكنهم اتفقوا على لغة واحدة يتحدثون بها وهي اللاتفية، ثم بعد ذلك تبعت لاتفيا الامبراطورية الروسية ولكن بعد الحرب العالمية الأولى وتدمير كل شيء استقلت الدولة وأصبحت ذات كيان منفرد، وأنشأت جمعية تأسيسية منتخبة ودستور ليبرالي معتمد وهدئت الأوضاع بعض الوقت، ولكن ما لبث أن حدث انقلاب في الدولة وعادت لاتفيا للعهد السوفيتي واستمرت هكذا لأكثر من ثلاثين عام حتى نالت استقلالها في عام 1980 وأخذت الشكل الذي عليه الآن.

السكان واللغة والديانة

نأتي هنا للحديث عن سكان دولة لاتفيا والذين يبلغ عددهم مليونين فقط لا غير وهذا العدد في انخفاض ملحوظ جدًا على مدار الثمانية عشر عام الماضية، ففي عام 2000 كان التعداد السكاني مليونين وثلاثمائة وسبعة وسبعين ألف نسمة، ثم في عام 2010 كان العدد مليونين ومائتين وخسة وأربعين ألف نسمة، وفي عام 2011 كان التعداد السكاني مليونين وسبعين ألف نسمة، ثم بعد ذلك وفي عام 2016 وصل عدد السكان مليون وتسعمائة وثلاثة وخمسين ألف نسمة، وهكذا نرى أن التعداد السكاني في انخفاض ملحوظ ولا أحد يعلم السر وراء ذلك، أما عن اللغة الرسمية للبلاد فهي اللاتفية وهي تابعة لمجوعة اللغات البلطيقية أي المستخدمة في منطقة بحر البلطيق، وبجانب ثلاثة أرباع الشعب الذي يتحدث هذه اللغة هناك حوالي مائة وخمسين ألف شخص من غير اللاتفيين يتحدثون بتلك اللغة كلغة ثانية لهم وأشهرهم هم الروس المتواجدون في لاتفيا.

أما عن الديانة في لاتفيا فتأتي المسيحية بالمركز الأول بنسبة تتجاوز الثماني وسبعين بالمائة، وهذه النسبة موزعة بين المذاهب التالية اللوثرية بسبعمائة وتسعة آلاف شخص، والكاثوليكية بخمسة آلاف شخص، والأرثوذكسية بثلاثمائة وسبعين ألف شخص، وما تبقى بعد الثماني وسبعين بالمائة فهم لعدة ديانات أخرى مثل اليهودية والإسلام والمؤمنين القدامى والملحدين.