تنقسم كرواتيا إلى خمس مناطق رئيسية وهي: إستريا وكفارنير ودالماتيا (دالماسيا) وسلافونيا وكرواتيا الوسطى، وتضم منطقة إستريا بجانب دالماتيا أهم الوجهات السياحية مثل زادار وتروجير وسبليت وهفار وبوريتش ودوبروفنيك وبولا. في حين تقع العاصمة زغرب في منطقة كرواتيا الوسطى في شمال الشرق. ومن بين هذه المناطق سنختار لك أهم وأجمل الوجهات والتي تقدم تنوع وتجارب مميزة.
مدينة زغرب
زغرب هي العاصمة والمدينة الأكبر في كرواتيا بعدد سكان يساوي حوالي 800 ألف نسمة، تقع المدينة في شمال غرب كرواتيا على طول نهر السافا وتشبه حدوة الحصان على الخريطة. تعرف أيضًا بالمدينة الساحلية ومدينة المتاحف ومدينة زغرب البيضاء.
المناطق والمعالم السياحية في زغرب كثيرة ومتعددة في الجوانب التي تقدمها، وتقام فعاليات سنوية ثقافية وفنية هامة مثل مهرجان زغرب دوكس للأفلام الوثائقية ومهرجان الفلكلور العالمي ومهرجان المسرح العالمي ومهرجان زغرب السينمائي. وتضم المدينة أماكن هامة مثل مسرح كرواتيا القومي، حديقة بحيرة يارون، كنيسة القديس مارك، برج لوترساك، البوابة الحجرية، حديقة ماكسيمير، جبل ميدفيدنيكا، مدن قديمة مثل سليمي، كنيسة القديس مارك، متحف بروكين ريلاشنشيبس، ساحة بان جيلاسيك، سوق دولاك، متحف ميمارا، حديقة حيوان زغرب، متحف الفنون المعاصرة، متحف تاريخ كرواتيا، المتحف التقني، متحف الخيال، متحف الفنون والحرف، نفق جريك، بحيرة ومتنزه بوندك، قصر بانكسي دفوري، ميدان الملك توميسلاف. وعشق أهل زغرب للموسيقى لا ينضب، وستجد محلات كثيرة في العاصمة لبيع الأدوات والأسطوانات الموسيقية ومحلات متخصصة ومشهورة لبيعها أسطوانات الفونوغراف القديمة.
وإذا بقيت في زغرب لأيام فلن تضيع فرصة إلقاء نظرة على الحدائق النباتية التي بدأ تصميمها في أواخر القرن التاسع عشر بطابع إنجليزي وتحتوي على حدائق صخرية ونباتات قريبة من البحيرات الصغيرة. وعبر عشر دقائق من الترام في وسط زغرب ستجد نفسك قد وصلت إلى حديقة حيوان ماكسيمير التي تصل مساحتها إلى 45 فدان وفي مدخلها ستجد تصميمات جميلة للترحيب بالزائرين. أما إن كنت مهتم بالتاريخ القديم لكرواتيا فستكون المعالم الأثرية متناثرة في أرجاء المدينة مثل كاتدرائية زغرب وأجراسها المميزة.
مدينة زادار
تتميز زادار بكونها في منتصف تلاقي الطرق الهامة في كرواتيا سواء كنت في العاصمة أو في مدن الساحل الغربي، والاتصال ليس عبر الطرق البرية فقط بل عبر القوارب والطائرات، وهي قريبة جدًا من أربع متنزهات وطنية (من ضمن المتنزهات الثمانية في كرواتيا)، وأهم المتنزهات متنزه بليتفيتش وحديقة كركا، فيهما ستكون أمام سحر الطبيعة المتمثل في الشلالات والبحيرات والأراضي الزراعية والغابات. أما جزر كورناتي والجزر الواقعة في أرخبيل زادار هي سحر مختلف، وفيهم تقع حديقة كورناتي الوطنية وشواطئ مميزة مثل شاطئ ساهارون في دوجي أوتوك.
تضم مدينة زادار مناطق جبلية بديعة مثل المنحدرات الجنوبية لجبل فيليبيت والجبال الواقعة في حديقة باكلينكا الوطنية، وهذه المناطق تتميز بالغنى في التنوع الحيوي والمشاهد الطبيعية البعيدة عن إزعاج المدن. ومن أهم القرى التاريخية في زادار قرية نين وقرية باج، في تلك القرى ستجد عائلات السكان المحليين متمسكون بثقافتهم وبالصناعات التي عمل فيها أسلافهم وتميزوا فيها مثل صناعة النبيذ.
مدينة ميدولين
هذه المدينة الصغيرة يبلغ عدد سكانها 6 آلاف نسمة فقط، لكن يزورها حوالي مليون سائح في شهر أغسطس من كل سنة للاستمتاع بأجواء الصيف المنعش على شواطئ بيجيكا وسكراب وبيلفيدير وأخذ جولات بالقارب لزيارة الجزر غير المأهولة بالسكان في خليج ميدولين، بالطبع لن تفوت فرصة التخييم في المدينة ولن تجد أي عذر أمامك، فكل أنواع التخييم موجودة في مدينة ميدلين الكرواتية. مساحة المدينة 32 كم ويزيد الإقبال عليها في شهور يونيو ويوليو وأغسطس. تعتبر الفيلا الرومانية من أهم المزارات السياحية وكذلك حديقة Adrenalin وحديقة šuma Kašteja.
مدينة أوماج
مدينة مسوّرة على الجانب الساحلي وتقع في الشمال الغربي لإستريا، والقرية القديمة لها هي مثال آخر على تفرد العمارة الرومانية وتستمع فيها بالشوارع المكدسة بالمنازل المبنية على طراز عصر النهضة، والحدث الأهم في مدينة أوماج هو بطولة كرواتيا المفتوحة للتنس والتي بدأت في سنة 1]0 وتعتبر من أهم الأحداث الرياضية في المنطقة.
مدينة بوريتش
تقع مدينة بوريتش في الساحل الغربي لمقاطعة إستريا وتبعد مسافة 30 كيلومتر من شمال مدينة روفينج، وهي ثاني المدن في الكثافة السكانية في مقاطعة إستريا ويبلغ عدد السكان حوالي 17 ألف نسمة، وتشبه الأجواء فيها روفينج مع إطلالة مميزة للعمارة الرومانية القديمة في قلب المدينة القديمة والقصور المبنية على الطابع القوطي وكنائس قديمة وأهمها كاتدرائية إيوفارسيان باسيليكا وهي كاتدرائية بيزنطية بنيت في القرن السادس الميلادي وتم ضمها لمواقع التراث العالمي لليونسكو، وبجانبها كنائس أخرى مميزة وعلى درجة من الفخامة والفنية مثل كنيسة سيدتنا الملاك” ومع امتداد المدينة على الساحل مثل روفينج فإنك ستصادف سلاسل من أجمل الشواطئ في أوروبا والتي يأتي إليها السياح من أوروبا نفسها مثل ألمانيا وبولندا وأيرلندا. وشواطئ بوريتش مع شواطئ روفينج المجاورة هي أكثر الوجهات السياحية الرائجة في كرواتيا.
عمر المدينة حوالي ألفي سنة وهي متمركزة حول ميناء تقع بالقرب منه جزيرة القديس نيكولاس، ويبلغ حجم المدينة بالكامل 139 كيلومتر مربع.بالرغم من وجود مدن كثيرة مميزة في كرواتيا إلا أن هذه المدينة بالتحديد تحتل المركز الثاني في عدد السياح لأسباب محددة ومنها وجود كهف باريدين وهو الكهف الجيولوجي الوحيد المفتوح في مقاطعة إستريا، والأشكال الحجرية المتكونة في مدخل وغرف الكهف مميزة وتفتن السياح لدرجة أن بعضهم أكد وجود أشكال كثيرة تشبه مريم العذراء، وبالأسفل توجد قناة بطول 12 كيلومتر وتصب نحو البحر. النباتات في المدينة غنية بالنباتات المرتبطة بالمناخ المتوسطي، مع أشجار الصنوبر والحشائش الخضراء وأشجار الفراولة والسنديان الأخضر وأزهار الأوركيد، ولأزمان طويلة اعتاد المزارعون على زراعة الحبوب والزيتون.
مدينة روفينج
تقع في مقاطعة إستريا وهي أكثر المدن المحببة للسياح في كرواتيا، ففي أشهر الصيف يصل عدد المقيمين فيها لأكثر من مليون في الشهر الواحد، وهذه المدينة الساحرة التي تقع على الساحل لإستريا لا ينضب جمالها ولا يقل انبهار السياح بها مع تكرار الرحلات، ونجد فيها عبق التاريخ القديم الذي ستجد آثاره بدايةً من القرن الثالث الميلادي وسترى الشوارع الضيقة والمرصصة بالحجارة وبالتحديد في ميادين المدينة القديمة لروفينج والتي هي بحد ذاتها موقع أثري، أما المبنى الأضخم فهو كنيسة القديس إيوفيما المطلة على القرية القديمة. تجمع المدينة أيضًا هذا التاريخ القديم بالشواطئ الساحرة مع أرخبيل غني بالجزر التي يمكنك القيام فيها بأنشطة رياضية مختلفة.
مدينة دوبروفنيك
تلقب مدينة دوبروفنيك بجوهرة البحر الأدرياتيكي، وهي مدينة متوسطة الحجم تقع على ساحل دالماسيا، وتشتهر بشوارعها العتيقة وأسوارها العالية والحصينة التي تفوح بعبق العصور الوسطى والجزء القديم منها يضم مجموعة متنوعة من كنائس العصر القوطي وعصري النهضة والباروك وكذلك قصور وبنايات ونوافير مياه قديمة. وفي سنة 1979 أعلنت منظمة اليونسكو المنطقة القديمة لدوبروفنيك واحدة من مواقع التراث العالمي.
أسوار دوبروفنيك هي مجموعة من الأسوار الحجرية الدفاعية التي تم إضافة تغييرات عليها على مدار قرون متلاحقة، وينظر المؤرخون إليها كواحدة من أهم وأقوى نظم التحصين في العصور القديمة، ولا ننسى الطابع الجمالي الذي يميز شكل الأسوار نفسها وما وراءها من قصور وكنائس وبنايات مختلفة استخدم فيها أنواع أحجار غالية الثمن. يصل طول الأسوار إلى 1.940 متر والتي تتصل مع بعضها بتماسك مميز يمنع وجود أي ثغرة للهجوم مع ارتفاع يصل في بعض الأسوار إلى 25 متر، وتشكل سلسلة الأسوار محيط دائرة للجزء الأكبر من المدينة القديمة، والبناء الأول للسور تم فيما بين القرن الرابع عشر والخامس عشر، لكن تم إنجاز الشكل النهائي في القرن السابع عشر. ينظر الكروات بفخر إلى الأسوار القديمة ويعتبروها رمز قومي للشجاعة والحرية في مواجهة الغزو الذي تعرض إليه أسلافهم في الماضي.
في السنوات الأخيرة حظت أسوار دوبروفنيك باهتمام أكبر بسبب مسلسل لعبة العروش من إنتاج شركة إتش بي أو، حيث تم تصوير مشاهد كثيرة من المسلسل في المدينة القديمة وهي مشاهد مملكة “كينجس لاندنج” التي تحكمها عائلة لانيستر، وفي الطرقات القديمة تم تصوير واحد من أشهر مشاهد المسلسل وهو مشهد انقياد الملكة سيرسي لانيستر خلال رمي الشعب بالقاذورات نحوها.
الشارع الرئيسي للمدينة القديمة هو أهم المزارات التي تثير إعجاب السياح في دوبروفنيك، وهو شارع سترادون المصنوع بالكامل من الرخام والذي ستستمتع في طرقاته بمشاهدة المنازل القديمة التي يصل تاريخ بعضها إلى أكثر من خمس قرون، وفيها تزدهر المعمارية الفنية لعصر النهضة وزيادة الرموز الدينية والروحية، ويتقاطع الشارع مع بوابة بيل في الجانب الغربي إلى قصر ريكتور، وفي الجانب الشرقي برج بيل بالقرب من الميناء القديم الذي يمكنك أخذ جولة فيه بالقارب لتزور جزيرة لوكروم التي تبعد 500 متر. تضم المدينة أيضًا معالم بارزة مثل كنيسة القديس بليز وكاتدرائية دوبروفنيك وقصر سبونزا ودير الدومينيكان ودير الفرنسيسكان.
يتميز المناخ في دوبروفنيك بأنه دافئ وجاف في شهور الصيف ويميل إلى الرطوبة في الشتاء. متوسط درجة الحرارة في أكثر الشهور برودة (شهر فبراير) هو 4.6 درجة مئوية وفي الحارة (شهر أغسطس) هو 26.2 درجة مئوية. تسقط نسبة 68% من الأمطار في النصف البارد من العام، في فصل الربيع تسقط نسبة 29% وفي الصيف 14% وفي الخريف 26% وفي الشتاء تتساقط الأمطار لأيام كثيرة. في أغلب الأحوال لن تصادف الثلوج في كرواتيا لأنها نادرة الحدوث. تعتبر دوبروفنيك من أكثر القرى الحارة في جنوب أوروبا. في شهر يوليو تسطع أشعة الشمس لفترة طويلة ويمتد النهار لحوالي 12 ساعة ونصف، مما يجعلها قريبة من مناخ مدينة الإسكندرية في مصر.
جزيرة كورتشولا
سادس أكبر الجزر الكرواتيا وقطعًا واحدة من أجملها. تنفصل جزيرة كورتشولا عن اليابسة عبر مضيق مباشر، وتسمى العاصمة بنفس الاسم أيضًا، ويشار إليها في بعض الأحيان باسم “دوبروفنيك القديمة”. وفي الجزيرة يوجد المنزل الذي ولد فيه الرحالة المشهور مارك بولو المعروف باكتشافه لطريق الحرير إلى الصين. أما المبنى الأجمل الذي سيعجبك حتمًا هو مبنى كاتدرائية القديس ماركو المشيدة في القرن الخامس عشر والتي يتداخل فيها طابع معماري مميز تبرز فيه عناصر الفن القوطي مع ملامح عصر النهضة.
جزيرة ملجيت
نتحدث هنا عن واحدة من أكبر جزر كرواتيا، تقع جزيرة ملجيت على الساحل الجنوبي لكرواتيا، وتغطي الغابات ما يقرب من 72% والنسبة الباقية منقطة بالحقول والقرى ضئيلة الحجم، وتتميز بتميز حقول الكرم فيها المستخدم في صناعة أجود أنواع النبيذ. في جزيرة ملجيت يجد السياح فرصة جميلة للاسترخاء والتجول في أراضيها وبجوار بحيرتي فيليكو ومالو جيزيرو في الجزء الغربي من الجزيرة، وفي بحيرة مالو جيزيرو توجد جزيرة صغيرة جدًا تحتوي على دير للرهبة البندكتية التي هي من أنظمة الرهبانية المستقلة في المذهب الكاثوليكي.
منطقة جورنجي جراد
هي قرية كرواتية جميلة وتمثل المنطقة القديمة لقلب العاصمة زغرب، ويترجم اسم جورنجي جراد إلى “القرية العليا”، وفي الحقيقة هي تقسم إلى قريتين صغيرتين، الأولى هي كابتول التي يوجد فيها مقعد الأبرشية، والثانية جراديك، وهي قرية يتداول فيها التجار سلعهم وتكثر فيها الأسواق ومحلات الحرفيين. تمثل القرية نموذج استثنائي لأوروبا القديمة ، ويمكنك أن ترى نفس المنازل والطرقات، وفعليًا بدأت القريتان بالانبثاق في السبعينات من القرن الثامن عشر لتشكل الجزء الشمالي من الجزء التاريخي لزغرب، وبإمكانك الاستمتاع فيها بفرصة مشاهدة كل البنايات القديمة مثل كنيسة القديس مرقص العتيقة والميدان الواقعة فيه، هذه الكنيسة ظلت لقرون تابعة لمقعد الأبرشية لزغرب القديمة.
جزيرة هفار
جزيرة هفار وبالتحديد قرية هفار هي واحدة من أهم المعالم السياحية في كرواتيا، وفيها تنمو زهور الأوركيد وتجد من حولك أغصان الزيتون وحقول متسعة من اللافندر التي تشكل الجزء الزراعي الأكبر من المدينة، والقرية تقع في مكان مميز على الخليج وتحرسها سلسلة أراضي جزيرة باكليني من الجنوب، وفي المرفأ يمكنك الاستمتاع بتجربة الإبحار عبر اليخت حول البحر الأدرياتيكي، خاصةً في فصول الصيف. والقرية الأقدم في الجزيرة هي قرية ستاريجراد، وأيضًا ستجد مباني وآثار قديمة في مجموعة قرى متقاربة تعرف باسم قرية جيلسا.