كرواتيا - نبذة

مساحة كرواتيا 56.5 ألف كم مربع وعدد السكان 4.2 مليون، الكثافة السكانية هي 75 نسمة لكل كيلومتر مربع، نسبة المياه من الحجم الكلي لكرواتيا هي 1.09%.

يمثل الكرواتيون حوالي 90% من عدد السكان وحوالي 5% من الصرب و 5% من أعراق أخرى. يتبع أغلب سكان كرواتيا الدين المسيحي ونسبة 88% منهم من الكاثوليك، يقدر عدد المسلمين في كرواتيا بنحو 1.5%، وظهر المسلمون لأول مرة في كرواتيا خلال فترة قوة الإمبراطورية العثمانية واندلاع الحرب مع كرواتيا والمجر في القرن السادس عشر.

تحتضن تاريخ عريق، فيكفيك أن تعلم أن هناك أنفاق قديمة تحت مدينة زغرب يرجع عمر بعضها إلى 200 سنة، وأن بلدة دوبروفنيك لا تزال تستخدم نفس نظام الصرف الصحي الذي تم بناءه في سنة 1296 ميلادية.

زغرب هي عاصمة كرواتيا وتشهد رواج كبير في فصل الصيف من قبل السياح الأوروبيين، إلا أن الوجهات الأكثر رواجًا هي الشواطئ الواقعة على الساحل الغربي مثل شواطئ روفينج والمدن المجاورة والتي يزورها الملايين كل سنة بحثًا عن درجات حرارة متوسطة دافئة والمشاركة في الفعاليات السياحية والثقافية والرياضية المتعددة التي تقام في المناطق القريبة والجزر المميزة التي تحتوي في قلبها على قرى قديمة أو أطلال لأديرة أو كنائس أو حصون. وتوجد مناطق قديمة أو بالأحرى قرى وبلدات في زغرب مثل منطقة جورنجي جراد، وفي الكثير من تلك القرى تتوارث العائلات إنتاج محاصيل زراعية معينة أو العمل في صناعة النبيذ. التعرف على الثقافة الكرواتية يمكن أن يكون سهل من خلال جولة قصيرة في الشوارع القديمة في مدن مثل زغرب وسبليت وميدولين وزادار.

يتمسك الشعب الكرواتي بتقاليده ويظهر هذا في احتفالاته القومية والدينية، ولكون أغلب السكان من الكاثوليك فالاحتفالات الأهم بالنسبة لهم هي أعياد الكريسماس وعيد القيامة وأعياد القديسين.

تتشارك كرواتيا ثلاث أنهار رئيسية مع جيرانها وهي نهر السافا مع البوسنة والهرسك، ونهر الدرافا في شمال شرق البلاد ويمثل الجزء الأكبر من الحدود الكرواتية المجرية، ونهر الدانوب في الشرق مع حدود صربيا. وهناك مجموعة من الأنهار الصغيرة مثل نهر كوبا المتدفق من سلوفينيا من ناحية الشرق والذي يتلاقى مع السافا في الوسط.

النباتات في كرواتيا هي شبه استوائية وغزيرة مثل الصنوبر والغار أو الرند والسرو واللوز والسنديان الأخضر. غابات أشجار البلوط تنتشر في الأجزاء الشرقية من كرواتيا وفي الأجزاء الغربية تكثر أشجار الزيتون، وتمثل الغابات حوالي ثلث مساحة كرواتيا. وغرب البلاد يتميز بشريط جبال دالماسيا وهي من جبال الألب وأعلى قمة هي قمة تروغلاف، أما الشرق فيضم أراضي زراعية كثيرة تكثر فيها النباتات المتوسطية. وفي مناطق متعددة في كرواتيا ستجد ثدييات مثل الدب والذئب والأرنب البري وابن عرس والثعلب وكلب الماء والخروف والأيل والخنزير وكلب الماء.

تأسست الدولة الكرواتية القديمة بصورة مصغرة في القرن السادس ودخلت في تحالف مع مملكة هنغاريا في القرون الوسطى لتدخل في صراعات القرن العشرين والحرب العالمية الأولى فيما بعد وتصبح ضمن مملكة يوغوسلافيا لتنفصل عنها في عقد التسعينات. وبعد إعلان الاستقلال أصبحت كرواتيا وجهة رائجة للسياح وبدأ اكتشاف أماكن غير معروفة مثل الجزر، وبدأ السياح في الازدياد سنة بعد سنة مما وفر فرص عمل غزيرة للكرواتيين وغيرهم وبدأت المدن القديمة تستعد لاستقبال عدد كبير من السائحين في شهور الصيف، كل هذا تسبب في دفعة قوية لهيكل كرواتيا الاقتصادي الذي كان يعمل وفق منظومة يغلب عليها البيروقراطية ومجالات الخدمات.

كرواتيا هي جمهورية مستقلة تعمل بنظام برلماني وتوفر لسكانها مستوى عالي من معايير جودة المعيشة، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس أوروبا وحلف الناتو ومنظمة التجارة العالمية وعضو مؤسس في الاتحاد من أجل المتوسط ومشارك نشط في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مناطق مختلفة في العالم في العقد الأخير، فبعد الانعتاق من الانغلاق خلال فترة مملكة يوغوسلافيا، اتجهت الدولة نحو التقارب مع الدول الرائدة في أوروبا الغربية بالتحديد وتكوين علاقات دبلوماسية وطيدة مع القوى العظمى واستغلال السياحة التي تأتي بالملايين من الأوروبيين والأمريكيين.

يسيطر قطاع الخدمات على الاقتصاد الكرواتي يتبعه قطاعي الصناعة والزراعة، ويعتبر الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأهم، ومؤخرًا تم إبرام اتفاقيات هامة في مجال الطاقة. أيضًا السياحة هي مصدر حيوي ومهم جدًا للدخل خلال شهور الصيف، حيث تصنف كرواتيا في المركز رقم 18 لأكثر الوجهات السياحية في العالم بالرغم من حجمها الصغير، وتسيطر الحكومة على جزء كبير من القطاع السياحي وتشارك في تقديم الخدمات التي يحتاجها السياح والتعاون مع القطاع الخاص. وتقريبًا تسهم السياحة بنحو 15% من الناتج الإجمالي القومي.

تقدم الدولة نظام تأمين اجتماعي وصحي لمواطنيها وتعليم مجاني للطلبة في مراحل المدرسة وتدعم المبادرات والأنشطة الثقافية من خلال التعاون مع المنظمات الخاصة ووسائل الإعلام.

تمثل مدينة سبليت إلى جوار مدينة دوبرونفيك روح أوروبا الوسطى ولا تزال الأسوار العتيدة حول المدن الساحلية مقامة وتمثل رمز قومي لدى الكروات حيث ينظرون إليها كتحصين بارع وشجاع قام به أسلافهم للدفاع عن الوطن حتى الرمق الأخير، وتحولت الآن المناطق المجاورة للأسوار إلى مزارات سياحية وامتداد لفعاليات كثيرة تقام في البلدات القديمة والقلاع القريبة منها.

تملك كرواتيا 10 مواقع اعتبرتهم منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي مثل متنزه بليتفيتش وبلدة دوبروفنيك القديمة وقصر دقلديانوس وكاتدرائية القديس جيمس، وتضم مجموعة جميلة من المحميات الطبيعية مثل حديقة كركا الوطنية ومحمية كورناتي ومحمية باكلينتسا. ومن الجدير بالذكر أن هناك 200 أثر لأقدام الديناصورات في جزيرة فيليكي بريجون في منطقة تابعة لمحمية بريجوني الوطنية.