فنلندا - نبذة

هناك الكثير يجب أن يعرفه السائح عن جمهورية فنلندا، حيث أنها جمهورية ذات صوت هادئ جدًا في العمل السياسي ولكنها من أولى الدول على مستوى العالم من حيث الرعاية الصحية والتنمية المجتمعية، أيضًا من المهم جدًا التفرقة بين “فنلندا” الجمهورية و”فنلاند” المدينة الإنجليزية التي تقع في كامبردج شرق دولة إنجلترا، حيث الاسم متشابه في اللغة الإنجليزية والفرق بينهما فقط حروف بسيطة “Finland” هي جمهورية فنلندا، أما “Fenland” هي مدينة فنلاند الإنجليزية، أيضًا جمهورية فنلندا بها الكثير من التفاصيل المجهولة التي سيتم عرضها عليك، مثل حالة المناخ هناك المهمة جدًا للمسافرين العرب بجانب معرفة حدود ومساحة فنلندا وجغرافيا المكان هناك لتحديد الأماكن بأكثر دقة، تابعنا حتى تعرف أكثر عن فنلندا.

جغرافيا جمهورية فنلندا

قد يفاجأ البعض عندما يعرفون أنه يوجد آلاف من البحيرات والجزر في جمهورية فنلندا، حيث تصل تقريبًا عدد البحيرات هناك إلى 187 ألف بحيرة، و179 جزيرة، وبها رابع أكبر بحيرة في أوروبا وهي بحيرة سايما، طبيعة الأراضي الفنلندية ليست جبلية أو صخرية بل منبسطة تمامًا، بها بعض التلال والقليل جدًا من الجبال، وأعلى نقطة هناك تبعد 1324 متر فوق سطح البحر وهي منطقة تدعى هلتي بين فنلندا والنرويج، تغطى الغابات تقريبًا معظم مساحة فنلندا، حيث تصل نسبة الغابات هناك 86% من أصل مساحة الجمهورية بالكامل ولذلك تعتبر هذه المساحة هي أكبر مساحة غابات في كامل قارة أوروبا، تتكون الغابات الفنلندية عادة من أشجار الصنوبر والتنوب ولذلك تعتبر فنلندا هي أكبر مُصدر للأخشاب في أوروبا، وتعد صادرات الخشب الفنلندي من أهم ركائز الاقتصاد والتصدير والسبب الأساسي لهذه الثروة الخشبية هي الأنهار الجليدية التي تعطي التربة الفنلندية غطاء خصب خاص لنمو هذه الأشجار، كما أن الصخور الأكثر شيوعًا هناك هي صخور الجرانيت.

المناخ في جمهورية فنلندا

المناخ الفنلندي متباين، بمعنى أنه ليس متماثل في كل المناطق، ففي المناطق الشمالية يختلف عن المناطق الجنوبية، ولذلك تكثر زراعة الحبوب مثلًا في المنطقة الجنوبية لأنها المنطقة الملائمة لزراعة الحبوب من حيث المناخ المعتدل، ولكن المناخ في فنلندا بشكل عام يمكن أن نصفه بأنه مناخ قاري رطب وبارد، الفصول المناخية هناك مختلفة تمامًا ففي فصل الصيف الجو في فنلندا يكون حار أو معتدل بالنسبة لبقية دول العالم أما في الشتاء فالبرد هناك قارس جدًا ويكون في وسط النهار تحت درجات الصفر، في شمال فنلندا يدوم فصل الشتاء لمدة 7 شهور من البرد القارس ثم يأتي فصل صيف قصير جدًا ونادرًا ما يحدث ثم يخيم البرد مرة أخرى على النصف الشمالي من فنلندا، أم في النصف الجنوبي ففصل الشتاء يدوم تقريبًا لأربعة شهور من ديسمبر حتى أبريل وقد تصل أقصى درجات الشتاء هناك إلى 20 تحت الصفر، أما أعلى درجات الحرارة في الصيف في النصف الجنوبي قد تصل إلى 30 مئوية ولكن ذلك نادرًا ما يحدث.

تاريخ نشأة فنلندا

فنلندا قد تكون دولة حديثة من حيث الاستقلالية، ولكن من حيث النشأة فهي منطقة قديمة جدًا في القارة الأوروبية العجوز استوطنها الإنسان قبل آلاف السنين، وحسب علم الجيولوجيا والأثريات فإن الإنسان قد استوطن هذه الأراضي منذ ما يقارب 8500 عام قبل الميلاد في العصر الحجري، ومع تراجع العديد من الأغطية الجليدية على مر السنوات تظهر العديد من الحفريات والقطع الأثرية المهمة التي حافظت عليها البرودة والثلوج من التعفن على مر التاريخ لتثبت وتصف حالة السكان الأصليين الذين سكنوا هذا البلد، كما أنه يُعتقد أن الحفريات التي وجدوها في فنلندا تتشابه مع نفس الحفريات التي وجدت في النرويج وإستونيا وروسيا مما يوضح أن هذه المنطقة قديمًا كانت شعب واحد له نفس العادات والتقاليد والشكل المجتمعي.

ويعتقد العلماء أيضًا أن بداية حياة الإنسان في فنلندا كانت عن طريق الصيد، سواء الأسماك بسبب كثرة البحيرات والمجاري النهرية أو بسبب وجود العديد من الغابات التي تزخر بالكثير من الحيوانات الصالحة للأكل، ثم في العام 5200 قبل الميلاد ظهرت الأعمال الفخارية مما وضح أن هناك تطور ملحوظ في المجتمع الفنلندي من حيث الصناعة والزراعة، ثم مرت القرون والسنين حتى يُعتقد أن فيما بين 500 و1200 قبل الميلاد كانت فنلندا منطقة مهمة جدًا من حيث الممرات الساحلية والموانئ، واستمرت كذلك إلى عصر الفايكنج.

اللغة في جمهورية فنلندا

هناك لغتين سائدتين في فنلندا بالتساوي وهما الفنلندية والسويدية، وعلى الرغم من انتشار الفنلندية والتي كانت لمدة من الزمن اللغة الرسمية ولكن السويدية تُدرس كلغة أساسية في المدارس وتسير البلاد بسياسة ثنائية اللغة، أما في إقليم لابلاند فهناك لغة “سامي” والبعض يدعونها بلغة الغجر الفنلنديين حيث يسكن هناك ما يقارب 7000 سامي ويدعونهم في فنلندا السكان الأصليين، نحو 92% من سكان فنلندا يتكلمون اللغة الفنلندية كلغة أولى، وهي لغة قريبة جدًا من اللغة الإستونية وتعتبر اللغة السويدية هي اللغة الأم بالنسبة للفنلندية، الاختلافات قليلة بين اللغتين وتعلم واحدة منهم يسهل تعلم اللغة الأخرى، في إقليم جزر أولاند تعتبر اللغة السويدية هي اللغة الأم وليست الفنلندية، وهو إقليم يسير قانونًا بالحكم الذاتي داخل فنلندا، أيضًا يكفل الدستور الفنلندي أحقية احتفاظ الأقليات الشعبية في فنلندا بتراثهم الثقافي واللغوي وعدم التعدي عليه من قبل أي جهة، أما بالنسبة للغات المهاجرين فهناك الإنجليزية والعربية والروسية والإستونية والكردية والصينية، كما يتم تدريس اللغة الإنجليزية أو الفرنسية بحسب اختيار الطالب في المدارس الفنلندية كمادة إجبارية.

الدين في فنلندا

الدين الرسمي للجمهورية الفنلندية هو الدين المسيحي، والأكثرية هناك ينتمون للكنيسة الإنجيلية اللوثرية، ويصل عدد هؤلاء إلى 2.4 مليون شخص، ما يعادل 78% تقريبًا، وتعد الكنيسة اللوثرية في فنلندا أحد أكبر الكنائس على المستوى الأوروبي، ولكن في السنين الأخيرة بدأت أعداد أعضاء الكنيسة البروتستانتية في التراجع، وثاني أكبر انتماء ديني هناك هو عديمي الانتماء الديني الذين ليس لديهم أي توجه ديني محدد، أما بالنسبة إلى تعداد المسلمين واليهود في فنلندا فهو قليل جدًا ويقدر فقط ب1.3% من إجمالي عدد السكان هناك، وبالنسبة للكنيستين اللوثرية والأرثوذكسية في فنلندا فهما كنائس وطنية، ولهما أدوار خاصة في معظم الاحتفالات سواء في الدولة أو في المدارس، الشعب الفنلندي على الرغم من ذلك ليس شعب متدين بل هم غالبًا يذهبون إلى الكنيسة في الاحتفالات والمناسبات الدينية، والجنائز والأعراس.

جمهورية فنلندا متعددة المزايا الجغرافيا والمناخية كما تمتلك نظام صحي متكامل ونظام اقتصادي جيد، ومستوى معيشي رائع جدًا بالنسبة لبقية دول العالم، ولذلك هي تعد من الدول الجاذبة للهجرة والمرغوب فيها من قبل الباحثين كونها مكان ذو مستوى معيشي عالي وراقي في نفس الوقت.