تاريخ فرنسا
قامت الدولة بشكلها المعروف حاليًا في العصور الوسطى، وكانت شاهد على أهم الأحداث التاريخية المهمة في أوروبا. ومرت على أنظمة حكم عديدة من مملة إلى جمهورية ثم إمبراطورية وإلى مملكة مرة أخرى وأخيرًا جمهورية. قام أهلها بالعديد من الثورات أهمها الثورة الفرنسية التي تشكل نقطة تحول في تاريخ فرنسا، وتدل على مدى قوة الشعب الفرنسي في مواجهة استبداد الحكم الملكي والديني، وإعلاء قيم المساواة والحرية. كما شهدت على العديد من الحروب وقامت باحتلال العديد من البلدان المجاورة والبعيدة وكذلك قام هتلر باحتلال فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، ودخل باريس. إنه تاريخ زاخر بالمقاومة والانتصارات والهزائم، وكذلك تاريخ زاخر بالفن وحقب التنوير العلمي والثقافي. إذ تعتبر فرنسا منارة للعلم والفلسفة والأدب والفن والموضة، خاصة في عصر التنوير والقرن التاسع عشر والعشرين.
الموقع والحدود
موقع فرنسا فريد من نوعه، إذ بفضله تمتلك مجموعة متنوعة من التضاريس والسواحل مما يجعلها بلد غنية وتتنوع فيها الطبيعية بشكل عجيب. تعتبر فرنسا أكبر بلد في أوروبا الغربية، وكذلك أكبر بلد من حيث المساحة في الاتحاد الأوروبي. في الجنوب ستجد البحر المتوسط الذي يهبها شواطئ ذهبية وسواحل غاية في الروعة، وتشترك في الحدود مع كلًا من، موناكو وإيطاليا من الجهة الشرقية، وإسبانيا وأندورا من الجهة الغربية. أما في الغرب يحدها المحيط الأطلسي. بالنسبة إلى الشمال ستجد بحر الشمال وبحر المانش أو المعروفة بالقناة الإنجليزية التي تفصل فرنسا عن إنجلترا. وتشترك في الحدود مع بلجيكا ولوكسمبورج من الجهة الشمالية الشرقية. أما الجهة الشرقية فتشترك في الحدود مع سويسرا وألمانيا، ويحدها نهر الراين وجبال الألب والبرانس وجبال جورا. مما يجعلها تمتلك مجموعة من المناظر الطبيعية الخلابة على السلاسل الجبلية المثلجة.
تمتلك فرنسا مجموعة من الأقاليم على هيئة جزر تسمى “مقاطعات ما وراء البحار الفرنسية”. أكبرها جزيرة كورسيكا في البحر المتوسط، والتي تعتبر مسقط رأس نابليون بونابرت. كما تمتلك أقاليم أخرى في المحيط الهادي والهندي والأطلسي، وتمتلك حدود مع البرازيل وهولندا. تعتمد فرنسا على توقيت وسط أوروبا (GMT+1)، والتوقيت الصيفي (GMT+2)، من الأحد الأخير لشهر مارس، وحتى الأحد الأخير لشهر أكتوبر.
الجغرافيا
جغرافيا فرنسا متنوعة جدًا وتمتلك مناظر طبيعية عديدة وتنوع إحيائي رائع يوفر رفاهية ونمو سياحي واقتصادي. فإذ تحدثنا عن سلاسل الجبال، ستجد جبال الألب وجبال جورا وجبال البرانس، وهذه الجبال الصغيرة الأقل تكتلًا، لأن فرنسا تمتلك مجموعة جبال تابعة لأقاليم ما وراء البحار مثل جبال كورسيكا وجبال الفوج وغيرهم. هذه الجبال تعطي جمال طبيعي وتستغلها فرنسا في السياحة الشتوية والتزلج. أما الأنهار فتمتلك فرنسا أربع أنهار يمروا من خلالها تشكل 62% من إجمالي المساحة. وهم نهر السين، الرون، اللوار، والغارون. هذا بالإضافة إلى أنها تطل على نهري الميوز والراين. كما تمتلك 11 مليون كم مربع من المياه البحرية، بسبب كثرة السواحل التي تقع تحت السيادة الفرنسية.
أما إذا تحدثنا عن السهول والوديان والغابات، فلن تجد تشكيلة متنوعة من البيئات الطبيعية مجتمعة في بلد واحد مثل فرنسا. إذ تشكل الغابات 28% من المساحة الكلية، وكذلك تمتلك غابات في جويانا فيما وراء البحار. تمتلك وديان مثل وادي الرون، سهول رملية مثل سهل لانغدوك، ومرتفعات مثل مرتفعات بوس الزراعية الخصبة. ومن ناحية أخرى ستجد مساحة واسعة من السواحل البحرية والشواطئ والمنحدرات الساحلية، التي تضيف الجمال إلى فرنسا. مثل ساحل الريفيرا والمرمر.
المناخ
بسبب موقع فرنسا المميز، تتمتع فرنسا بمناخ معتدل عام على جميع أقاليم البلاد. قد يسود المناخ القاري على الأجزاء الداخلية والمناخ البحري المعتدل على الأجزاء الخارجية المطلة على السواحل، بسبب الرياح القدمة من المحيط. تكثر الأمطار في فصل الصيف وتقل في الشتاء، ماعدا الأجزاء التي تطل على البحر المتوسط. الرياح الغربية هي الرياح السائدة في معظم أجزاء البلاد. الغيوم تتجمع في جميع أوقات السنة على الأجزاء الساحلية. درجات الحرارة غير متطرفة في معظم فصول السنة. في الصيف لن تزيد الحرارة عن 30 درجة مئوية، وفي الشتاء لن تقل عن 5 مئوية في معظم الأقاليم، ماعدا الأجزاء الجبلية المثلجة التي تقل فيها الحرارة إلى تحت الصفر أحيانًا.
السكان واللغة والديانة
يبلغ عدد السكان حوالي 67 مليون نسمة. وهذا العدد يوفر توزيع أفضل للموارد والإنتاج، حيث بلغ الناتج المحلي للفرد أكثر من 36 ألف دولار لعام 2014. ولا تتعدى نسبة البطالة ال10%. يتكلم أهلها الفرنسية، ولكن يمتلك عدد كبير من السكان لغة إنجليزية كلغة ثانية. يدين 65% من الفرنسيين بالديانة المسيحية، من بينهم 2% فقط بروتستانت والباقي كاثوليك. ولكن هذا لا يمنع وجود عدد كبير ممن يدينون بالإسلام حوالي 6%، واليهودية حوالي 1%، والبوذية 1%، واللادينية 25%. و10% آخرون يدينون بدينات متعددة أخرى.
الحكومة والاقتصاد
تعمل فرنسا بنظام الجمهورية شبه الرئاسية، وهي دستورية ديموقراطية عِلمانية. ولديها رئيس وزراء يشكل الجهة التنفيذية وبرلمان يشكل الجهة التشريعية. ويتشكل البرلمان من مجلس شيوخ وجمعية وطنية. الرئيس الحالي هو إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء هو مانويل فالس. تنقسم فرنسا إلى 22 منطقة، وتنقسم المنطقة إلى أقاليم بمجموع 96 إقليم. هذا بخلاف الأقاليم الواقعة فيما وراء البحار. هذه الأقاليم تنقسم إلى دائرة ومديرية وبلدية. بحيث تعتبر باريس وليون ومارسيليا بلديات، ولكنهم ينقسموا إلى أحياء لتسهيل إدارة تلك المدن الكبرى.
تمتلك فرنسا اقتصاد ضخم جدًا، واحتلت المركز الخامس على العالم كأكبر اقتصاد. وهي تابعة لمجموعة الدول التي تستعمل عملة اليورو من العام 1999، مما قلل الاستخدام للفرانك الفرنسي منذ عام 2002. فرنسا بلد مصدرة ومستوردة ومنتجة. تعتمد على السلع المصنعة في التصدير إذ إنها من الدول السبع الصناعية الكبرى في العالم، مع العائدات من السياحة، إذ إنها البلد الأولى في السياحة حول العالم، بسبب مناطقها التراثية والحديثة وشواطئها ومنتجعاتها ومناطقها الريفية التي تساعد على الاسترخاء. كما إنها تمتلك قدرات طاقة هائلة، لأنها تعتمد على الطاقة النووية مما يجعلها أكثر الدول النظيفة في استخدام الطاقة. ومن حيث الإنتاج الزراعي، فتسمح لها المناطق الخصبة الواسعة والتقنيات الحديثة بأن تنتج منتجات زراعية كثيرة ومتنوعة أهمهم القمح، الذرة، الشوفان والعنب لصناعة النبيذ الفرنسي. ويشتهر المنتج الزراعي الفرنسي بجودته في أوروبا والعالم، وتشكل الخضروات والفاكهة قيمة غذائية مهمة في الأطباق الفرنسية. ويهتم الفرنسيين بشدة بجودة المأكولات الزراعية.