تاريخ باريس
من أقدم المُدن الأوروبية التي تملك تاريخ ملئ بالأحداث الزاخرة هي باريس. فقد شهدت عدة غزوات بداية مع الغزو الروماني، وحتى احتلال الألمان بقيادة هتلر. شهدت عدة ثورات أهمها الثورة الفرنسية على لويس الرابع عشر. شهدت عدة تقلبات سياسية ونزاعات على الحكم وقيام وسقوط لإمبراطوريات كبيرة مثل التي قامت على يد نابليون بونابرت. ولكنها في الأخير تغلبت على كل الصعوبات والأوبئة التي مرت بها، وأثبتت للعالم أنها منارة للعلم والجمال والموضة والرقي في العالم.
السكان، اللغة، الديانة، العملة
عدد سكان باريس الحالي يتخطى الاثنين مليون نسمة، وهؤلاء هم فقط القاطنين داخل النطاق الإداري لمدينة باريس فقط بخلاف المهاجرين. أما لو تم ضم الضواحي مع النطاق الإداري لمدينة باريس حينها سيصل عدد السكان إلى 12 مليون نسمة، فهي رغم جمالها وأناقتها تعد واحدة من أكثر المدن ازدحامًا في العالم. بالإضافة إلى الكثير من المهاجرين العرب والإيطاليين واليهود الذين يلجئون إلى باريس سنويًا. يتحدث معظم السكان باللغة الفرنسية ولكنك ستجد العديد منهم يتحدث الإنجليزية كلغة ثانية. يدين معظم السكان بالمسيحية، ولكن يوجد حوالي 7% يدينون بالإسلام بحسب إحصائية لعام 2008، وأصل الغالبية منهم من المغرب. ويوجد 2% فقط يدينون باليهودية. ومثل أغلب المدن الأوروبية، تتعامل باريس بعملة اليورو، بالإضافة إلى الفرنك الفرنسي.
الموقع الجغرافي
تقع المدينة على ضفتي نهر السين، في وسط شمال فرنسا، بمساحة تبلغ 105 كيلو متر مربع، و28 متر هو ارتفاعها عن مستوى سطح البحر. المسافة التي تبعدها عن الجانب الشرقي للندن بريًا تقدر ب450 كيلو متر، وعن (كاليه) تبعد جنوبًا مسافة 287، ومن (بروكسل) 305 جنوب غرب. باريس تستحوذ على جزيرتين هما “إيل سان لويس” وجزيرة “إيل دو لا ستي”، وهما من أقدم المقاطعات في مدينة باريس التي بها ما يقارب ال20 منطقة إدارية. بها عدة تلال، مثل تلة مونامارتر ولها ارتفاع عن سطح البحر يقدر 130 متر. وغابتين واحدة تدعى غابة “بولونيا” وأخرى تدعى “فانسن”. تنقسم باريس إلى مناطق إدارية تحمل أرقام بالترتيب، وذلك لأن الشوارع بُنيت على شكل حلزوني، ولها تخطيط معماري مميز.
المناخ
أما من حيث المناخ فمناخ مدينة باريس محيطي، مثل بقية مدن أوروبا، مُعتدل في معظم أوقات السنة، يتأثر بتيارات المحيط الأطلسي. وفي أيام الصيف يكون الجو معتدل ومشمس نهارًا ويكون رطب ومنعش ليلًا. وتتراوح درجات الحرارة هناك ما بين الخمسة عشر درجة والخمسة والعشرين درجة في الصيف. ولو وصلت درجة الحرارة إلى الثلاثين في الصيف فهذه هي ذروة الحرارة في باريس. أما في فصلي الخريف والربيع فالجو نهارًا يكون جيد لكن في الليل متقلب وغير متوقع. إنما في فصل الشتاء فدرجات الحرارة قد تصل إلى الصفر، وفي شهر ديسمبر قد تصل درجات الحرارة لتحت الصفر مع هطول ثلوج وأمطار، ولكن هذا قليل جدًا ما يحدث في شتاء باريس، فدرجات الحرارة المعتادة في الشتاء لا تقل عن 5 درجات مئوية في أغلب أيام الشتاء.
الاقتصاد
كما تعد باريس أكبر مركز اقتصادي فرنسي، حيث الناتج المحلي لعام 2011 لهذه المدينة فقط هو 670 مليار يورو. وبذلك الإنتاج لا تكون أكبر مدينة في فرنسا فقط، بل هي رقم خمسة على مستوى مدن العالم بعد كل من مدينة طوكيو ولوس أنجلوس ولندن ونيويورك من حيث الناتج المحلي للمدن. كما يُعد اقتصاد مدينة باريس فقط أكبر من اقتصاد دول بالكامل مثل تركيا وهولندا.