سلوفينيا

سلوفينيا - مناطق الجذب السياحي

بالرغم من صغر مساحة دولة سلوفينيا والتي لا تتعدى الواحد والعشرين ألف كيلو متر مربع وهذا ما يعني عدم احتواءها على أماكن ومناطق جذب سياحي كثيرة، إلا أنها تحتوي على بعض المناطق التي قلما تجدها في الدول الكبيرة، وهذا بسبب مناخها وموقعها الرائع للغاية فهي تقع في شبه جزيرة البلقان على الحدود بين قارتي أوروبا وأسيا وهذا ما يعني تشابهها كثيرًا مع دولة تركيا المعروفة بأرقى الأماكن السياحية وأجذبها في العالم، ودولة اليونان أيضًا ذات الحضارة العريقة والمناخ الممتاز، وأولى مناطق الجذب السياحي في دولة سلوفينيا هي العاصمة ليوبليانا ذات الجسور والقصور.

ليوبليانا: مدينة الجسور والقصور

تقع مدينة ليوبليانا في قلب دولة سلوفينيا وذلك ما يعني أنها همزة الوصل بين شرق البلاد وغربها ولذا فلا تخلو من المارة ليلًا أو نهارًا، وبطبيعة الحال فالعاصمة تكون ممتلئة بالأماكن السياحية الرائعة وذلك لأنها وجهة الدولة وتسعى الحكومة لتجميلها وتزيينها من حين لأخر، بجانب أنها لن تُختير كعاصمة إلا وإن كانت مكتظة بالمعالم السياحية والهبات الطبيعية التي وهبها الله لها، فلدينا عدة كهوف ومحميات طبيعية وغابات وجبال وأنهار، وعندما نلقي نظرة عن العمارة في تلك المدينة نجد أنها ذات طابع الباروكية الشهير، وهذا الطابع يظهر بشكل كبير وواضح في القصور العتيقة الموجودة بالمدينة والتي يرجع تاريخها لآلاف السنين، وهناك أيضًا الجسور التي صممت بطريقة ما أسرت كل السياح الذين أتوا إلى مدينة ليوبليانا، فهي لم تصمم عبثًا أو كطريق ممهد لكي يعبر المارة عليه، بل صممت بواسطة مهندسين فنيين للغاية برعوا في إظهار منحنيات الجسور وتفاصيلها الدقيقة لأبعد الحدود، بل ولم يجعلوا هيئة الجسر مستقيمة وذات طابع اعتيادي نراه في كل مكان، فجعلوها بشكل دائري ملتف بعضه فوق بعض حتى أصبحت على صورتها الحالية، ولذا أطلق عليها مدينة الجسور والقصور الفخمة.

كنيسة سانت نيكولاس

من أهم مناطق الجذب السياحي في مدينة ليوبليانا هي كنيسة سانت نيكولاس والتي تتبع للكنيسة الكاثوليكية العظيمة، وذلك لأن الفئة العظمى من سكان الدولة يدينون بالمذهب المسيحي الكاثوليكي وقد قدرت هذه الفئة في العام الثاني من القرن الواحد والعشرين بأنهم يقاربون الستين بالمائة تحديدًا 58%، وباقي النسبة متوزعة بين المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس والبروتستانت والملحدين، نعود إلى كنيسة سانت نيكولاس والتي صممت على طراز معماري عالي من قبل مهندسين من ذوي الكفاءة العالية، وبالمناسبة فإن الكنيسة عندما بنيت كان العاملين بها من صناع ومهرة ومهندسين لا يريدون أخذ أي نقود نظير بناءهم للكنيسة، لقولهم بأننا أبناء الله وما نقدمه هو للمسيح بدون أي مقابل، ولكن في الأخير أخذوا بعض المبالغ المالية البسيطة، وتعتبر هذه الكنيسة هي الأعظم في الدولة بأسرها ولم تبنى إلى يومنا هذا كنيسة في سلوفينيا تضاهي تلك الكنيسة معماريًا أو زوارًا.

قلعة ليوبليانا

عندما تدقق النظر في الهضبة المرتفعة بالركن الشمالي الشرقي من مدينة ليوبليانا ستجد تلك القلعة التي تعد التاريخ الأصيل للدولة بأكملها، فكانت تعد مركز الحكم وإصدار القرارات لفترة كبيرة من الوقت، وتتميز هذه القلعة بتصميم معماري رائع وهي تتكون من ثلاثة طوابق وبها الكثير من الذهب والفضة.

قلعة وحديقة تيفولي

من ضمن مناطق الجذب السياحي في مدينة ليوبليانا هي قلعة وحديقة تيفولي والتي تعتبر الملاذ الأول والأفضل للعائلات، نظرًا لهوائها النقي والطلق وكثرة الأشجار الموجودة بها فهي تعتبر منتزه جيد وصالح للرحلات العائلية بشكل خاص، وأيضًا تقام بها جلسات تصوير لعشاق الصور والاحتفاظ بالذكريات، ولا ننسى ملاعب الأطفال والتي تقام عليها الحفلات بشكل دائم، وغيرها من الأشياء الجميلة التي ستراها في ذلك المكان عندما تقوم بزيارته، وبالمناسبة فهي قريبة جدًا من متحف الفن الحديث لدولة سلوفينيا لذا فستجد وسيلة مواصلات سهلة وسريعة لها.

ماريبور: مدينة كروم العنب

تعتبر مدينة ماريبور هي ثاني أكبر مدن دولة سلوفينيا وتقع بالركن الغربي من الدولة، وإذا كنت في مدينة ليوبليانا في ذلك الوقت وتود الذهاب إلى ماريبور فبالتأكيد الأمر سيكون سهل للغاية، وذلك لأن المدينة لا تبعد عن العاصمة سوى مائة وثلاثين كيلو متر فقط، وهي على النقيض من العاصمة فاللون الأخضر يطفو عليها من كل جانب وخاصة نبات كروم العنب الذي لا تخلو منطقة منه في تلك المدينة، ويوجد في تلك المدينة مطار دولي من ضمن ثلاثة مطارات في الدولة كلها وهذا ما يعني أن المدينة ذات أهمية كبيرة وذات كثافة سكانية عالية، ويقع ذلك المطار بالقرب من نهر درافا الشهير في سلوفينيا.

وعندما يأتي ذكر ذلك النهر هناك تسمع الكثير من القصص الأسطورية والحكايات التي جرت على ضفاف النهر منذ مئات السنين، والجو العام في المدينة هو قارس البرودة في الشتاء ولذا تعتبر المنطقة مجتمع جليدي في تلك الفترة، أما عن فصل الصيف فالجو معتدل بعض الشيء وذلك على النقيض من باقي مدن الدولة والتي تكون حارة في فصل الصيف بعض الشيء، والسبب في ذلك يعود إلى وقوع المدينة بالقرب من جبال الألب التي تطل على دولتي إيطاليا وفرنسا.

حديقة البحيرات الثلاثة

في قلب مدينة ماريبور ستجد حديقة البحيرات الثلاثة والتي تحظى على إعجاب كل من يزوروها وخاصة الأطفال، فتحتوي المدينة على ثلاثة بحيرات سمكية ذات ألوان رائعة، وعلى جانبيها توجد المطاعم وأغلبها مطاعم لأكلات السمك نظرًا لتواجد البحيرات بجانبهم، وأيضًا هناك ملاعب مخصصة للأطفال تكون مزدحمة للغاية بشكل دائم وخاصة في نهاية الأسبوع يزداد الازدحام بسبب العطلات.

يورو بارك

في شمال مدينة ماريبور يوجد متجر يورو بارك والذي يعد من أكبر متاجر التسوق في الدولة بأسرها، وذلك نظرًا لاحتوائه على الكثير من المحلات ذات الماركات العالمية، والمطاعم، وأسواق البيع بالجملة، والمقاهي، والملاهي، وغيرها من الأشياء التي تجذب الناس إليها من كل حدب وصوب، ويفتح المتجر أبوبه كل يوم حتى في يوم الأحد وهو يعد يوم العطلة الرسمية في دولة سلوفينيا.

كاتدرائية ماريبور

منذ مائة وستة عشر عام تقريبًا بُنيت كاتدرائية ماريبور والتي حاول مصمميها أن يضاهوا فيها كنيسة سانت نيكولاس التي تقع في قلب العاصمة ليوبليانا، وبالرغم من عدم قدرتهم على ذلك إلا أن الكاتدرائية في غاية الجمال والروعة، فيوجد بها من الداخل أرضية قد صنعت من الرخام المتين حتى لا تتأذى من أية عوامل خارجية، وأيضًا مليئة بالكراسي ذات اللون البني الفاتح وأعمدة الإنارة التي زُينت بالحلي من جوانبها، ومن الخارج لم تصمم الكاتدرائية كالعادة بشكل بسيط للعبادة فقط بل تم بناءها بشكل فخم تظهر فيه ألوان البراعة والفن بواسطة مهندسي دولة سلوفينيا.

بليد: مدينة العشاق

في الشمال الغربي من مدينة ليوبليانا تقع مدينة بليد والتي تعد الوجهة السياحية الأولى في دولة سلوفينيا بأكملها، فإذا كنت من العاشقين وتعشق الأماكن التي تسير فيها روائح الرومانسية من كل اتجاه فبالتأكيد هذا سيكون أفضل مكان لك، فعادة ما يذهب إلى بليد من يودون قضاء شهر العسل في مكان هادئ خالي من الازدحام والتجمع السكاني كما هو الحال في العاصمة ليوبليانا وماريبور، وإذا كنت في العاصمة وتود الذهاب إلى بليد فلن يستغرق الأمر سوى خمسين دقيقة فقط عن طريق السيارة، وما يزيد تلك المدينة جمالًا وروعة هو قربها من جبال الألب التي تذوب عليها قطع الجليد في فصل الشتاء، وهذا ما يجعل المدينة من أكثر الأماكن ملاءمة في المناخ الجوي ففي الشتاء دافئة للغاية وفي الصيف معتدلة وصافية.

وأيضًا يعتبر اللون الأخضر والأزرق هما العنصر السائد في تلك المدينة فالأخضر يعبر عن الأشجار والمناظر الخلابة الموجودة بها، والأزرق يدل على الأنهار والبحار، وفي بعض المناطق ستجد أماكن داخل البحار مخصصة لقضاء شهر العسل وهي عبارة عن جزيرة صغيرة في قلب النهر، عامة فالأمر جيد ومناسب للعشاق ومن يودون قضاء شهر العسل في مكان رائع، أما بالنسبة للعائلات فلن يكون الأمر مناسب لها بل من الأفضل السفر إلى مدينة ماريبور المخصصة لذلك الغرض.

جزيرة وبحيرة بليد

تشتهر مدينة بليد بجزيرتها وبحيرتها التي تعج بالعشاق في وقت نظرًا للهدوء والسكينة التامة التي تطفو على المكان، فعندما تذهب إلى المكان ستجد القوارب البحرية تتنقل بداخلها حاملة الركاب من وإلى الجزيرة الموجودة في وسط البحيرة، وتتميز مياه البحيرة بصفائها ونقاءها ولذا يسميها الناس بالبحيرة ذات المياه الكريستالية الشفافة، ويوجد بداخل الجزيرة كنيسة صغيرة يذهب إليها المسيحيين للتبرك بها وخاصة من يقضون شهر العسل لكي يستفتحون حياتهم بمباركة الرب، ولذا فتعد تلك الكنيسة مكان آمن للغاية ولا توجد به أي أعمال إجرامية، وبذلك تعتبر جزيرة وبحيرة بليد هي من أكثر المناطق جذبًا للسياحة في مدينة بليد بل وفي دولة سلوفينيا بأكملها.

قلعة بليد العتيقة

من مناطق الجذب السياحي الجيدة في مدينة بليد الرومانسية توجد قلعة بليد العتيقة، والتي لا تصلح إلا لمن هم ما بين عمر الثمانية عشر إلى أربعين عام وذلك لاحتوائها على الكثير من السلالم، وهذه السلالم توصل إلى أعلى منطقة بالقلعة وهي الشرفة العلوية التي نرى من خلالها كل ما يحيط بالقلعة بوضوح تام، ولدخول القلعة يلزمنا قطع تذكرة تبلغ تكلفتها عشرة يورو فقط للفرد، ويوجد على جانبي القلعة من الأعلى مطاعم ومقاهي بها جميع المأكولات والمشروبات حتى تكتمل السهرة الرومانسية بشكل جيد، وعند نزولك من القلعة لا تنسى ركوب الدرجات الهوائية والتي تتواجد بالأسفل ويجاورها شبابيك لقطع تذاكر لرحلات بحرية وتجديف نهري وتخييم في وسط الغابات، ولكن تعتبر التذاكر مرتفعة بعض الشيء لاهتمام الدولة الشديد بالسياحة واعتبارها عنصر أساسي من عناصر الدخل القومي.

بورتوروز: للأغنياء فقط

تعتبر مدينة بورتوروز التي تقع بالجنوب الغربي من العاصمة ليوبليانا هي الواجهة الأولى لمحبي الفخامة والرقي والرفاهية في قارة أوروبا بأكملها، حيث أن هذه المدينة بالرغم من قلة المزارات السياحية والأثرية بها إلا أنها مليئة بالمنتجعات والفنادق الفخمة، ولذلك تعتبر تلك المدينة هي المكان المفضل للأغنياء والمشاهير ولا يوجد بها أحد من الفقراء أو متوسطي الدخل، وإذا أردت الذهاب إلى المدينة من قلب العاصمة ليوبليانا فالأمر لن يستغرق سوى ساعة ونصف بالسيارة، وفي إحصائية قد أجريت منذ عامين أتضح أن مشاهير العالم من ممثلي هوليود والسياسيين ولاعبي كرة القدم يذهبون إلى عدة أماكن معينة في العالم وجميعها تتسم بالهدوء، وتبين أن بورتوروز في دولة سلوفينيا هي واحدة من تلك الأماكن، فالمدينة تطل على البحر الأدرياتيكي والذي يعد من أهم شواطئ قارة أوروبا والعالم أجمع.

وتنتشر الملاهي الليلية والمطاعم والمقاهي والبارات في كل منطقة بالمدينة مما يجعلها موقع جذب سياحي للشباب، وكعادة بقية مدن سلوفينيا فالمدينة مليئة بالألعاب البحرية التي تقام على الشواطئ مثل التنس والجولف، بجانب إقامة رياضة التزلج على الجليد خلال فصل الشتاء وغيرها من الأنشطة الرياضية والترفيهية الراقية.

كرانجسكا غورا: الطبيعة الخلابة

واحدة من المدن السياحية الهامة في دولة سلوفينيا هي كرانجسكا غورا، حيث تقع المدينة بالقرب من مدينة بليد التي تحدثنا عنها مسبقًا وهي أيضًا لا تبعد عن العاصمة سوى بساعة وربع فقط بواسطة السيارة، فالذاهب إليها سيسلك الطريق الشمالي الغربي مارًا بمدينة بليد حتى يصل إلى غورا، ويفضل السياح الذهاب إلى تلك المدينة صيفًا نظرًا للطبيعة الخلابة التي تغمر المكان وتجعله مناسب للرحلات الطبيعية التي ليس لها مثيل، أما عن فصل الشتاء فهي تكون مثل باقي مدن سلوفينيا الأخرى فلا فارق بينهما نهائيًا، وأكثر ما يتم زيارته في المدينة هي المحمية الطبيعية التي تدعى زيلينكي والتي يتم زيارتها بأعداد كبيرة على مدار الأسبوع، ويوجد بداخل المحمية الكثير من الجبال التي يغوص السائحين بداخلها، ثم على إحدى جنبات الجبال يوجد نبع سافا الصافي والذي ينزل السائحين بداخله لتطهير أجسادهم، ثم بعد ذلك يمرون في طرقات المحمية مستمتعين بجمال المنظر وروعته.

بحيرة ياسنا

ياسنا هي البحيرة الأعذب والأنقى في مدينة كرانجسكا غورا وتعتبر من أجمل الوجهات السياحية في دولة سلوفينيا بأكملها، فهي تعج بالسائحين في كل وقت وعلى مدار الأسبوع وخاصة في العطلات وتكثر التجمعات العائلية فيها، ويوجد على جوانب البحيرة العديد من المقاهي والمطاعم التي يذهب السائحين إليها للاستراحة بعد الانتهاء من رحلتهم المتعبة، ولا ننسى أيضًا ملاعب الأطفال التي تعد من أكثر الأشياء تواجدًا في دولة سلوفينيا فهي توجد قبيل دخول بحيرة ياسنا، والجو العام في البحيرة هادئ تمامًا تسمع فيه أصوات الرياح الشتوية ليلًا.

بوفيك: ما بين الحضر والريف

تقع مدينة بوفيك في الشمال الغربي من دولة سلوفينيا وهي بذلك تجاور الحدود الإيطالية، وتجمع المدينة بداخلها حياة الريف والحضر في آنٍ واحد فبها القرى البسيطة للغاية والمدن المليئة بالقصور والقلاع والحصون، وتجاور مدينة بوفيك أختها كرانجسكا غورا وتبعد عن العاصمة ليوبليانا بمسافة مائة وثلاثين كيلو متر مربع تقريبًا، ولا تنتشر بها وسائل المواصلات بكثرة فالحياة هناك بسيطة ولذا فالهدوء والسكينة تحل على جميع أرجاء المدينة، وأيضًا تعتبر المدينة ملاذ جيد لمن يودون قضاء شهر العسل في مكان جميل ورومانسي وبعيد عن أعين الناس، وكعادة كل مدن سلوفينيا فبوفيك تجرى بها رياضة التجديف النهري والتزلج على الجليد بصورة شبه مستمرة، هذا بجانب أن المدينة من الأساس مليئة بالشلالات وأشهرها شلال بوكا الذي يستقطب الكثير من السائحين لمشاهدته عن قرب، ولا ننسى القلاع والحصون والقصور التي توجد في المدينة والتي يرجع تاريخها لمئات السنين.