تاريخ دولة سلوفينيا
يرجع تاريخ أولى حالات الاستقرار الإنساني السكني التي عثر عليها في سلوفينيا إلى أكثر من مائتين وخمسين ألف عام، وقد كان الإنسان البدائي يعيش في إحدى جوانب الدولة من ناحية الشمال تحديدًا في المكان الذي ثم العثور فيه على ناي ديفجي بابي منذ عشرين عام تقريبًا، ويقول المؤرخين أن هذا الناي هو الأقدم في التاريخ ولذا قد أدخل في متحف الدولة السلوفينية، وفي العصر الحديدي سكنت بعض القبائل بالأراضي السلوفينية مثل قبائل الكلتية والإليريانية، ثم بعد مدة من الوقت قام الرومان باحتلال المنطقة والمناطق المجاورة وذلك في القرن الأول الميلادي، وقاموا بإنشاء بعض المقاطعات في سلوفينيا مثل مقاطعة بانونيا وبعد ذلك تم دمج غرب سلوفينيا إلى إيطاليا العظمى، وبذلك أصبحت إقليم كبير يضم بعض المدن الإيطالية الرومانية الأخرى، وبعد ذلك وأثناء الهجمات البربرية التي هبت على الإمبراطورية الرومانية كانت سلوفينيا أحد المناطق التي تعرضت لتلك الغزوات العنيفة، وبذلك تخرج سلوفينيا من حوزة الرومان وتصبح دولة شبه مستقلة لفترة وجيزة من الوقت، وبذلك يأتي السلاف من جبال الألب المجاورة ليكونوا دولة ذات شعب ليس بالقليل.
ثم يأتي القرن الرابع عشر وفيه قد وقعت أغلب أراضي سلوفينيا تحت أيدي مملكة الهابسبورغ، وبعد ذلك أحبطت كل محاولات التصدي من قبل شعب سلوفينيا ضد جيوش الهابسبورغ ولكن جميع التحديات باءت بالفشل وانضمت الدولة بأكملها تحت رايتهم، وفي القرن الخامس عشر كانت أراضي سلوفينيا مسرح للمعارك الطاحنة بين الجيوش العثمانية وجيوش الهابسبورغ والتي انتهت أغلبها بالنصر للعثمانيين، وبذلك تقع بعض أراضي الدولة تحت الحكم العثماني، وبعد ذلك وخلال القرن السادس عشر اتجهت جمهورية البندقية لمحاربة مملكة الهابسبورغ، وكانت سلوفينيا هي مسرح لأغلب المعارك بينهم حتى تمكنت أخيرًا من نيل استقلالها عام 1918، وبعد ذلك دخلت في حلف مع كرواتيا وصربيا مكونين دولة جديدة ولكنها غير معترف بها واستمرت تلك الدولة حوالي سبعين عام تقريبًا، ثم انفصلوا جميعًا وكونوا دول مستقلة ومعترف بها دوليًا، ويعد عام 1991 هو عام الاستقلال لدولة سلوفينيا.
الأدب والشعر
أهتم الشعب السلوفينيي بالأدب والشعر بشكل كبير حتى صار شعراء سلوفينيا من الأعلام العظام في قارة أوروبا، فلدينا مثلا الشاعر الكبير بريشيرن والذي ولد في الثامن من فبراير عام 1800، وقد أشتهر هذا الشاعر بحبه الشديد لحبيبته التي كانت تدعى يوليا، وأيضًا حبه لبلاده سلوفينيا وعن المآسي التي يمر بها العالم، ومن قصائده الشهيرة قصيدة زدرا فلجيكا والتي تبنتها الحكومة السلوفينية عام 1989 واتخذتها نشيدًا رسميًا للبلاد، ولذا فالشعب السلوفينيي يهتم بهذا الشاعر بشكل كبير حتى جعلت يوم ميلاده وهو الثامن من فبراير ذكرى خالدة للوطن يأخذ فيها الشعب عطلة رسمية، ويسمى بيوم الثقافة السلوفيني والذي يتاح فيه للناس زيارة المتاحف ودور الكتب والأماكن الثقافية بشكل مجاني، وقد قامت الدولة بعمل تمثال له ولحبيبته يوليا ووضعتهم في وسط العاصمة ليوبليانا وجعلت هذا المكان باسم ميدان بريشيرن، وأيضًا وضعت صورته على النقود وفي الكثير من الشوارع، ويوجد أيضًا من الأدباء السلوفينيين الأديب إيفان تسانكر، وهو له باع كبير في الأدب بدولة سلوفينيا.
الموسيقى والرسم
تعتبر دولة سلوفينيا دولة ذات شعب صغير نسبيًا ولذا فستجد في كل مجال أعلام قليلة ولكنها بزغت في قارة أوروبا بأكملها، فمثلا في الموسيقى يوجد المؤلف الموسيقي الرائع ياكوبوس غالوس والذي يعد الأروع في أواسط قارة أوروبا، وفي الرسم يوجد الفنان ريهادر ياكوبيتش، والفنان إيفانا كوبيلتسا، والمعماري المبدع جوزيه بليتشنيك، وغيرهم من الفنانين الكبار الذي تركوا بصمة كبيرة في مشوار الرسم والموسيقي في دولة سلوفينيا ووسط أوروبا.