جمهورية التشيك

التشيك - مناطق الجذب السياحي

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن قارة أوروبا بالكامل عبارة عن قطعة سياحية متكاملة الأركان، لكن داخل هذه القارة ثمة بعض الأماكن بعينها هي التي تجعلك تُجذم بالفعل على وجود الأماكن السياحية بكثرة داخل القارة، ومن ضمن هذه الأماكن دولة التشيك، والتي تمتلك بداخلها الكثير من أماكن الجذب السياحي المتعددة والمتنوعة، لكنها تبقى ذات مشكلة واحدة، وهي الكثرة التي يصعب معها تناول كل هذه الأماكن، ولهذا فإننا سنحاول فقط تناول مدينتين رئيسيتين في التشيك مع التركيز على مناطق الجذب السياحي بهما، والبداية ستكون مع مدينة براغ، العاصمة الذهبية، فماذا عنها يا تُرى؟

براغ، مدينة الأبراج الذهبية التاريخية

في الحقيقة عزيزي السائح ثمة أمر لا خلاف عليه من أي شخص، وهو أنك عندما تذكر التشيك فسوف تذكر بالتبعية وبصورة مباشرة كذلك مدينة براغ، وهذا ليس لمجرد كونها فقط عاصمة التشيك، وإنما لما تملكه من مؤهلات ومفردات منحت لها لقب المدينة الذهبية، وهو لقب عظيم بالطبع لم يأتي من فراغ، أضف إلى ذلك أيضًا عزيزي السائح أن براغ تُعامل الآن معاملة المدن الأوروبية الكبرى مثل لندن وباريس وبرلين، ولولا أنها موجودة في دولة صغيرة نسبيًا مثل التشيك لكان لهذه المدينة العريقة شأن آخر مُختلف تمامًا، على العموم، ما نُريد قوله في نهاية المطاف أن مدينة براغ لم تُصبح بين عشيةٍ وضحاها المدينة الذهبية التاريخية، وإنما كانت هناك بعض التمهيدات التي سبقت ذلك الأمر، ولابد أن السائح لن يهتم طبعًا إلا بالجانب الذي سيشغله، وهو الجانب السياحي، فهو بالتأكيد لن يقوم بزيارة براغ إلا عندما يتيقن أولًا من وجود العديد من الأماكن السياحية التي تدفعه دفعًا للزيارة، وهذا تحديدًا ما سنقوم بفعله في السطور القليلة المُقبلة من حديثنا، حيث التعرض لأبرز مناطق الجذب السياحي في هذه المدينة وقوتها على جذب أكبر عدد ممكن من السياح، وما دمنا سننتهج هذا النهج فبالتأكيد المكان الأهم والأحق بالتحدث عنه هو جسر تشارلز.

جسر تشارلز

كما ذكرنا، أغلب الأماكن الموجودة في مدينة براغ التشيكية أماكن أثرية تاريخية قديمة للغاية، ومن ضمنها جسر تشارلز الذي نتحدث عنه الآن، فهو جسر موجود منذ القرن الرابع عشر الميلادي، وبهذا يكون ضمن أقدم الجسور الموجودة في العالم، أضف إلى ذلك طوله الذي يزيد عن الستمائة متر وعرضه الذي يتجاوز العشرة أمتار، لكن الشيء المميز حقًا في هذا الجسر الإمكانيات الكثيرة التي يمتلكها والأشياء الجاذبة التي يعج بها، فعلى الرغم من كونه في الأساس مكان جاذب بحد ذاته إلا أنه لم يكتفي أبدًا بذلك الأمر، حيث تتواجد فوقه الكثير من التماثيل والمنحوتات والأبراج، أضف إلى ذلك أيضًا قدرته على الربط بين دفتي المدينة، بمعنى أدق، هو نقطة الالتقاء بين الجزء الشمالي والجزء الجنوبي منها، وكل هذه أسباب بالطبع تدفعنا دفعًا إلى الاعتراف بأهميته واعتباره أحد أهم مناطق الجذب السياحي في التشيك، هذا إذ لم يكن الأهم على الإطلاق، ولا ننسى طبعًا أن زيارته تكون زيارة مجانية تمامًا، أي أنك لن تدفع أي أموال لقاء هذه المتعة.

قلعة براغ

نبقى كما نحن مع الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في مدينة براغ التشيكية، والحديث هذه المرة ينتقل إلى قلعة براغ، ذلك الحصن الحصين الذي بُني في القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أن المسافة قريبة بعض الشيء إلا أن القلعة تحظى بمكانة تاريخية عريقة، خاصةً وأننا نتحدث عن مكان بمساحة سبعين ألف متر مربع، وهي مساحة هائلة في بعض الأحيان تكون المساحة الكلية لمدينة كاملة، أضف إلى ذلك وجود الكثير من عناصر الجذب والفاعليات التي تُقام بالقرب من القلعة، وكل هذا ينعكس في النهاية عن نسبة الزيارة التي تقترب من الاثنين مليون زائر سنويًا، وهو رقم هائل يدل على القوة السياحية للقلعة ويجعلنا نفكر ألف مرة قبل تفويت زيارتها، وهو فعل مجنون بكل تأكيد لا يُمكن فعله بالقلعة.

منتزه بترين

من أهم المميزات التي تتميز بها مدينة براغ امتلاكها الكثير من الأماكن السياحية ذات الطبيعة الأثرية والتاريخية، لكن لا ننسى كذلك امتلاكها الأماكن السياحية الطبيعية مئة بالمئة، والحديث هنا عن أحد أهم المنتزهات الموجودة في العالم، منتزه بترين الذي يتواجد فيه كم كبير جدًا من الحدائق الطبيعية والمساحات الخضراء بشكل عام، أضف إلى ذلك أيضًا وجود بقية عوامل الجذب السياحي كالمطاعم والمقاهي والأماكن الترفيهي، والحقيقة أن هذا المنتزه معروف في براغ بكونه المكان الأكثر مناسبة لتجمع العائلات، لذلك تجده أيضًا أحد الأماكن السياحية في براغ الغير قابلة أبدًا للتفويت.

برج بترين

مع نهاية القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1891، تم بناء برج بترين، وهو الموجود أساسًا ضمن منطقة منتزه بترين، لكن لا أحد على الإطلاق يُمكنه إنكار الأهمية الكبيرة لهذا البرج الذي يزيد عن الثلاثة وستين متر وتم بناءه بالكامل بمادة جديدة في هذه الأثناء، وهي مادة الحديد الصلب، أضف إلى ذلك استخدامه في البداية بعملية المراقبة، لكن مع الوقت طبعًا تحول البرج إلى مكان سياحي جذب وأصبحت كل الأعين في براغ تتوجه إليه، إذ أنه من النادر التحدث عن المعالم السياحية الجاذبة هناك دون المرور ببرج بترين، وهو كذلك مكان غير قابل لتفويت زيارته تحت أي ظرف.

الساحة القديمة

أيضًا من ضمن الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في قلب مدينة براغ ولا يُمكن تفويتها تلك الساحة القديمة التي تشغل جزء كبير من المدينة ويتواجد بها كافة الأشكال السياحية، فنحن نتحدث عن تواجد أبنية قديمة وكنائس ومطاعم ومقاهي وأماكن للترفيه ومراكز للتسوق، كل شيء تقريبًا موجود في هذه الساحة، لذلك فإن البعض يعتبرها مكان مناسب جدًا لقضاء جولة من يوم كامل يتم فيها القيام بكافة الأنشطة السياحية، هذا على الرغم أصلًا من كون الأشياء الرائعة الموجودة في الساحة تستحق ما هو أكثر بكثير من اليوم الواحد، لكن مهما كانت المدة ففي النهاية هي أيضًا تُضاف إلى قائمة الأماكن الكثيرة في التشيك وبراغ تحديدًا من حيث عدم قابليتها أبدًا للتفويت.

جدار لينون

في منطقة مالا سترانا الموجودة في مدينة براغ هناك جدار شهير يُعرف باسم جدار لينون، وهو جدار موجود في المدينة منذ أكثر من ثلاثة عقود ومن المفترض أن ملكيته تابعة لمنظمة تُعرف باسم فرسان مالطا، إلا أنه في السابق كان أصلًا مملوكًا لبعض الفرق الموسيقية، على العموم، أهمية هذا الجدار أصلًا تنبع مما يُمكن القيام به من خلاله، فهو يُستخدم في عملية التعبير عن طريق الرسومات المختلفة، ويُسمح لأي شخص في العالم مهما كان القيام بالكتابة على هذا الجدار وتدوين ما يشاء، ومن هنا كان السبيل لتوافد المئات، بل الآلاف على هذا الجدار، ومن هنا أيضًا بدأت فكرة تحوله إلى مزار سياحي على أعلى مستوى ممكن، فقط قوموا بزيارة جدار لينون ولن تندموا أبدًا على ذلك.

أوسترافا، العراقة والصناعة والتطور

إذ ما وجهنا دفة الحديث إلى مدينة أخرى من مدن التشيك الهامة فبالتأكيد سوف تكون مدينة أوسترافا على رأس تلك المدن، إذ أنها تُعتبر الآن ثالث أكبر مدينة في التشيك من حيث أعداد السكان والمساحة، فنحن نتحدث عن ثلاثمائة ألف نسمة تقريبًا، وهو رقم كبير بالنسبة لأعداد سكان دولة التشيك بالكامل وعدد المدن الغير قليل الموجود بها، لكن بغض النظر عن ذلك فقد اكتسبت أوسترافا مكانة صناعية عامة بسبب توافر الموارد الصناعية المناسبة بها بدايةً من المناجم وانتهاءً بالمصانع لدرجة أنها تُعتبر العاصمة الصناعية الأولى في التشيك، وهي كذلك آخذة في التطور يوم بعد آخر، بيد أن كل ما سبق ذكره الآن لن يُفيد في شيء على الإطلاق بالنسبة للسائح الذي لا تعنيه دولة التشيك ومدينة أوسترافا تحديدًا، فقط كل ما يُريد التأكد من وجوده الأماكن السياحية الجاذبة التي تمتلكها المدينة وتكون قادرة على جذبه ودفعه إلى زيارتها، وقد جعلنا هذا الأمر مهمتنا في السطور القليلة المُقبلة، إذ أننا سنبرز لكم أهم هذه الأماكن وطريقة التمتع بها أثناء التواجد في أوسترافا، ولتكن البداية مع برج المشاهدة الذي يُعتبر من أهم معالم التشيك.

برج المشاهدة

في الحقيقة أننا عندما نتحدث عن برج المشاهدة فنحن لا نتحدث أبدًا عن برج عادي، ففي الأساس مدينة أوسترافا مدينة صناعية من الطراز الفريد، لذلك فإنها عندما تُقرر بناء برج فسوف يكون على أفضل نحو ممكن، وهذا ما يُمكنك عزيزي السائح ملاحظته من خلال الارتفاع الكبير الذي ينعم به البرج بالإضافة طبعًا إلى الشكل الذي يتواجد عليه، أيضًا لا ننسى موقع البرج في قلب المدينة، وهو ما سيوفر لك عزيزي السائح فرصة مشاهدة المدينة بالكامل من أعلى ارتفاع موجود بها، وإضافةً إلى كل ما سبق ذكره ثمة متجر في البرج يُتيح لك شراء كافة القطع الأثرية المتوفرة في متاحف المدينة وأيضًا القطع التذكارية التي ستحصل عليها بعد زيارة البرج، ببساطة، هو مكان من الأماكن التي لا تفوت.

لاند بارك

قلنا من قبل أن أوسترافا في الأساس مدينة صناعية بامتياز، وها هو الإثبات على ذلك الأمر يأتي من خلال أحد أبرز الأماكن السياحية الموجودة في هذه المدينة، والحديث هنا عن لاند بارك، فهو مكان يقع تحت الأرض ويتصل بصورة شبه مباشرة بالمناجم والنشاط الصناعي الذي يتم أسفل أراضي المدينة، وهو يجعلك تتواجد في الأجواء الصناعية الخاصة وتُتابع بعض الفاعليات الخاصة من خلال هذا المنظر المُبهر، ببساطة شديدة، هو مكان لا يفوت، والشيء الجميل جدًا به أنه في الأساس مكان للدخول المجاني، أي أنك لن تدفع فلس واحد كي تستمتع برؤية لاند بارك والحياة الصناعية.

مسرح دفوراك

تولي مدينة أوسترافا اهتمامًا كبيرًا للغاية بالفن، وبالتالي تسعى في امتلاك الكثير من الأماكن التي تُبرهن على هذا الاهتمام، ومع الوقت تتحول هذه الأماكن من أماكن فنية عادية إلى أماكن سياحية جاذبة، وهذا ما حدث بالضبط مع المسرح الباروكي دفوراك، أو مسرح المدينة كما يُطلقون عليه، فهو مجرد متحف عادي من الخارج، لكن من الداخل ينقسم إلى متحف ومسرح ومعرض في نفس الوقت، وطبعًا عزيزي السائح يُمكنك تخيل ما ستراه في مكان بهذه الطبيعة الساحرة، فهو يعرض كل العروض المسرحية العالمية، وفي بعض الأحيان يكون هناك متسع لعروض الأوبرا المحببة لدى عشاق الفن أيضًا، ولا ننسى بالطبع المتحف الذي يضم قطع فنية أثرية هامة أغلبها يتعلق بالحرب العالمية الثانية وتاريخ التشيك بشكلٍ عام، ببساطة شديدة، دفوراك عبارة عن مكان آخر من الأماكن الهامة في التشيك وتستحق الزيارة.

نهر أوسترافيك

نتحول إلى بعض الأماكن الطبيعية التي تعج بها مدينة أوسترافا، والحديث الآن عن نهر أوسترافيك الذي يُعتبر بلا شك ضمن أشهر أنهار التشيك وأوروبا بشكلٍ عام، فهو نهر يمتد بطول المدينة بالكامل ويُمكن من خلاله الاستجمام والسباحة وممارسة الكثير من الرياضات والأنشطة، أما أولئك الذين لا يودون القيام بكل هذه الأمور فإن مجرد المشاهدة أمر كافٍ جدًا وممتع، في النهاية احرص عزيزي السائح على عدم تفويت زيارة هذا النهر تحت أي ظرف من الظروف.

شارع ستودولني

الأماكن السياحية الجاذبة لا تكون متاحف وحدائق فقط، وإنما يُمكن كذلك أن تكون شوارع بالكامل وُجدت من أجل غرض سياحي أو أنها قد تحولت فيما بعد من مجرد شارع عادي إلى مكان سياحي بارز، والحديث الآن عن شارع ستودولني الموجود في قلب مدينة أوسترافا، فهو ليس مجرد شارع من الشوارع المتواجدة بشكل عام في المدينة، وإنما هو شارع حيوي يضم بداخله الكثير من الأماكن السياحية المميزة، والجميل في هذه الأماكن أنها تختلف عن بعضها تمامًا، فهناك أماكن سياحية أثرية عتيقة وهناك أماكن ترفيهية حديثة، على العموم، لا يُمكنك زيارة هذه المدينة دون أن تأخذ جولة في هذا الشارع، لأنك يقينًا ستندم على القيام بذلك، فهو شارع يصلح لجولة سياحية متكاملة وليس مجرد زيارة.

متحف أوسترافا

يُعتبر متحف أوسترافا الموجود في قلب هذه المدينة من أهم المعالم السياحية البارزة التي تستحق فعلًا الزيارة عند وجود فرصة للقيام بها، فالمتحف ليس مجرد عادي، إذ أنه شامل تقريبًا لكل شيء، لكن الأهم على الإطلاق التاريخ التشيكي، هذا بالإضافة إلى وجود بعض القطع الأثرية الفنية المُختلفة، ولا ننسى بالطبع الأماكن الترفيهية التي لم ينساها المتحف وتتواجد تواجد معقول داخل المتحف، ونحن هنا نتحدث عن مقهى ومطعم ومكان لبيع القطع الأثرية المُقلدة، ببساطة، المتحف ينضم أيضًا إلى قائمة الأماكن التي تحدثنا عن عدم تفويتها تحت أي ظرف.

حديقة الحيوانات المركزية

في الآونة الأخيرة أصبحت حدائق الحيوان موجودة على نطاق واسع ضمن الخلطة السياحية لأي مكان، فإذا أردت التحدث عن الأماكن السياحية البارزة في التشيك أو أوسترافا تحديدًا فسوف تُجذم دون تفكير بتواجد حديقة حيوانات ضمنها، وهذه الحديقة التي نتحدث عنها هي حديقة الحيوانات المركزية، وهي تضم بداخلها الكثير من الحيوانات التي أغلبها في الأساس حيوانات نادرة وتقوم برعايتها وليس فقط عرضها على الناس، وهذا ما جعل البعض يقول بأن هذه الحديقة ليست مجرد حديقة عادية، وإنما هي حديقة ومحمية في نفس الوقت، وأيضًا مكان غير قابل أبدًا للتفويت.

طبعًا عزيزي السائح هذه الأماكن التي قمنا بالتحدث عنها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل أماكن الجذب السياحي الموجودة في التشيك، وإنما يُمكن القول إنها فقط تُعبر عن الأهم والأكثر شهرة، والأكثر زيارة أو استحقاقًا للزيارة أيضًا، وفيما هو قادم يُمكن تناول أماكن أكثر بتفصيل أكبر.