جمهورية التشيك

التشيك - نبذة

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن النبذة لطالما كانت، وستظل أيضًا، من الأشياء المُجحفة للغاية في حق أي دولة يتم التحدث عنها، فالدولة الكبيرة سوف تُظلم بالطبع عندما تختصر تاريخها وموقعها ومناخها وسكانها ومميزاتها في سطور قليلة، لكن، دعونا في السطور القادمة نُجرب هذا الأمر ونحاول وضع كل شيء في موضعه صحيح، وإذا أردنا البداية فإنه لا شيء أحق بها بخلاف التاريخ، فماذا عنه يا تُرى؟

تاريخ دولة التشيك

تاريخ هذه الدولة العريقة يبدأ في التوقيت الذي بدأ فيه تاريخ بقية العالم، تاريخ التكون على سبيل التحديد، أما التاريخ الفعلي وبداية تواجد البشر في الأرض التشيكية فهو أمر يُمكن إرجاعه إلى القرن الأول الميلادي، وقد استمر توافد القبائل إلى التشيك لستة قرون كاملة، بعدها جاءت الرحلات التجارية لتُعلن أكثر عن تواجد التشيك، أضف إلى ذلك طبعًا قيام الدولة الزراعية، وقد عُرفت التشيك قديمًا بالتميز في زراعة أبرز المحصولات قديمًا، ثم بعد ذلك سيطرت عليها ثلاث قبائل كبرى انضمت مع بعضها مكونةً في النهاية هذه الدولة، والتي يجب التنويه على أنها لم تأخذ اسم التشيك الذي تُعرف به الآن سوى في القرن المنصرم، أو دعونا نكون واضحين ونقول نهاية القرن المنصرم، لكن بكل تأكيد التاريخ لن يُفيد وحده في حالة عدم وجود موقع متميز، فماذا عن موقع دولة التشيك يا تُرى؟

موقع دولة التشيك

تقع التشيك في أفضل مكان ممكن في قارة أوروبا، والحديث هنا عن منتصف القارة، أما بالنسبة للحدود فإن ألمانيا وبولندا يتواجدان في شمال التشيك، بينما الشرق دولة سلوفاكيا والجنوب لدولة النمسا، ثم تعود ألمانيا مرة أخرى لتأخذ الحدود الغربية، وهي حدود رائعة بالنسبة للجيران، لكن العيب الأكبر في موقع دولة التشيك أنها لا تمتلك بداخلها أي أنها أو منافذ بحرية بشكل عام، وهو ما يجعلها تحصل على لقب دولة داخلية من الطراز الأول، أما عن مساحة هذه الدولة الداخلية فهي تبلغ تقريبًا ثمانية وسبعين ألف كيلو متر مربع، وإذا نظرنا لتاريخ التأسيس الحديث نسبيًا فسنجد أن التشيك تحظى بمساحة كبيرة جدًا ومعقولة مقارنةً مع بقية دول أوروبا ومقارنة كذلك مع الكثافة السكانية، على العموم، الحديث عن الموقع لا يكتمل أبدًا إلا بالحديث عن الطقس والمناخ، فما الذي يُمكن قوله عن هذا الجانب الهام؟

مناخ دولة التشيك

بشكل عام يُمكن القول إن دولة التشيك تحظى بذلك الجو المُعتدل الذي تحلم أي دولة بالحصول عليه، ونحن هنا نتحدث عن مناخ معتدل في كافة الفصول تقريبًا، فبالنسبة لفصل الصيف فإن درجة الحرارة فيه تكون بمقدار سبعة عشر درجة مئوية، والشتاء يكون بمقدار سبعة بالمئة تقريبًا، وفي ذروة الشتاء قد تصل إلى نصف درجة فقط، لكنها لا تنخفض غالبًا ذلك الانخفاض الذي يكون معه الجليد والثلوج، وكما هو واضح فإن الفصل الأنسب من أجل السياحة بصورة عامة هو فصل الصيف، وهو الفصل الذي يُفضله السياح والسكان الأصليين أيضًا، وبمناسبة السكان، ماذا عن الكثافة السكانية في دولة التشيك؟ وهل هي مناسبة أم مرتفعة أم منخفضة؟

السكان في التشيك

في عام 2003 وحسب الإحصائيات التي أُجريت في ذلك التوقيت كانت أعداد السكان في التشيك تقترب من العشرة ملايين نسمة، لذلك من المتوقع جدًا أن تكون هذه الأعداد قد وصلت الآن إلى حوالي خمسة عشر مليون نسمة، وهؤلاء السكان يمثلون أكثر من عرق، لكن العرق الأكبر على الإطلاق هو العرق التشيكي، وربما يكون هذه الأمر حديث نسبيًا لأنه قبل الحرب العالمية الثانية كانت أعداد الألمان في دولة التشيك تُقدر بالملايين، على العموم، الديانة الرسمية للتشيك هي الديانة المسيحية، وهناك حوالي اثنين بالمئة مسلمين وديانات أخرى، أما اللغة الرسمية فهي التشيك والعاصمة هي براغ، وبراغ لمن لا يعرف واحدة من أجمل مدن أوروبا بشكلٍ عام، والآن بعد السكان، ما هي مميزات هذه الدولة؟

أهم ما يميز التشيك

تتميز التشيك بعدة أمور يجب ذكرها حتى يُمكن القول بأننا قد وضعنا هذه البلد في المكانة التي تستحقها، وأول هذه الأمور هي الموقع الجغرافي، صحيح أن التشيك لا تجاور بحر أو أي منفذ مائي لكنها تجاور عدد كبير من الدول الجيدة التي لا تدخل في صراعات تؤثر عليها، ونحن نتحدث عن الوقت الحالي طبعًا، أضف إلى ذلك وجود الكثير من الأماكن الطبيعية الجميلة بداخل التشيك مما يُفيد من الناحية السياحية، ولا ننسى الأماكن الأثرية والقلاع تحديدًا، فهي من الأشياء الرائعة التي تتميز بها التشيك عن مثيلاتها من الدول، كذلك مسألة وجود عدد قليل من السكان على مساحة كبيرة نسبيًا أمر في غاية الروعة، فهذا الوضع سوف يسمح بالتطور المعقول الذي لا يجعل البلد تتواجد تحت أي ضغوطات من أي نوع، وبجملة المميزات هناك أيضًا الالتزام الديني الكبير من التشيك، فهي دولة مسيحية من الطراز الفريد، ويظهر ذلك الأمر من أعداد الكنائس، والجميل حقًا أن هذا الأمر لم يؤثر إطلاقًا في العلاقة بين الديانة المسيحية والديانات الأخرى، إذ أنه لا توجد أي صراعات أو نوع من أنواع التعصب الديني، وهذا أمر رائع بكل تأكيد.

نبقى كما نحن مع مميزات التشيك، والتي منها الدخول ضمن اتفاقية شنغن الشهيرة، وهي التي تقوم على فتح الدولة أبوابها دون تأشيرة أو أي عراقيل تُعيق عملية السفر إليها، كذلك لا ننسى التطور الشديد والسريع في البنية التحتية لأغلب مدن هذه الدولة، فقد تغير الحال تمامًا من بداية القرن الماضي إلى بداية القرن الحالي، حيث حدثت الكثير من الطفرات في زمن قياسي إن جاز التعبير، وهناك الكثير من المميزات الأخرى التي تحتاج إلى مجال حديث طويل لذكرها، لكننا سنكتفي فقط بذكر ما مضى، فهو كافٍ طبعًا للتعبير عن أهمية هذه الدولة الأوروبية ومكانتها.