تركيا - موارد السفر

السائح، أو الشخص الغريب الذي ينتقل من مكانٍ إلى آخر، يكون في حاجة بالتأكيد إلى بعض الموارد، تلك الموارد لا تكون أشياء مادية فقط، وإنما كذلك يُمكن أن تكون أشياء معنوية تبرز الحاجة إليها بصورة فجائية أو غير مُرتب لها، ومن أهم هذه الموارد، والتي تتبلور في ذهن المسافر من خلال مجموعة أسئلة، تلك التي تتعلق بحالة دور العبادة، فإذا ذهب المسافر إلى بلد لا تتواجد فيها دور العبادة المناسبة له أو يتم التضييق عليها دينيًا فسوف يكون في مشكلة كبيرة حال جهله لهذا الأمر، وكذلك الحال بالنسبة للأسئلة الأخرى المُتعلقة بالطوارئ ومواعيد عمل أهم الجهات الرسمية داخل الدولة، ولهذا سوف نجيب على هذه التساؤلات بالكامل في صورة سؤال متبوع بالإجابة، ويُمكن للسائح بكل بساطة أن يقوم بطباعة ورقة بهذه الأجوبة كي يستخدمها عند الحاجة، وعلى رأس الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة الحالة الدينية لتركيا.

س: ما هي حالة دور العبادة في تركيا؟

ج: تركيا في الأساس دولة علمانية إسلامية، تحكمها الشريعة الإسلامية وحكامها في المناصب الأولى مُسلمون، وهذا طبعًا راجع إلى كوننا نتحدث في الأساس عن بلد كانت قبل فترة قصيرة حاضنة لآخر خلافة إسلامية، وهي الخلافة العثمانية، بمعنى أدق، وبما أننا نوجه حديثنا للسياح العرب بالتحديد، يُمكن القول بكل ثقة أن دور العبادة بالنسبة لهم في أمانٍ تام، فأعداد المساجد الموجودة داخل تركيا كبيرة للغاية لدرجة أن معظم المساجد باتت تُعامل كأماكن سياحية وأثرية بسبب كل هذه الأهمية التي تحظى بها، أما بالنسبة لأصحاب الديانة المسيحية فالأمر يتضح من كوننا نتحدث كما ذكرنا عن دولة علمانية، فلا تقلق عزيزي السائح من وجود الكنائس لأن معظمها أيضًا أماكن أثرية داخل تركيا، والحقيقة، والأمر ليس فيه أي تحيز من أي جهة، إذا دققنا في الأمور فسوف نكتشف أن كل الدول الإسلامية يكون فيها حق العبادة وممارسة الشعائر الدينية في أمانٍ تام ولا يُتوقع معه أي صعاب، وهذا ما قد نجد نقيضه في بعض الدول غير الإسلامية.

س: ما هي أهم العطلات الرسمية والأعياد في تركيا؟

ج: العطلات الرسمية كذلك تُعتبر واحدة من أهم الأمور التي تشغل الجميع في البلد التي سيذهبون إليها، الكل يريد أن يعرف متى سيعمل الناس ومتى لن يعملوا ومتى سيحتفلون بالأعياد ومتى لن يحتفلوا، وبما أننا نتحدث عن دولة إسلامية فيُمكنك أن تُغلق عينيك وتقول بكل بساطة أن أهم العطلات الأسبوعية تتمثل في يوم الجمعة وأهم الأعياد الرسمية تتمثل في أعياد الفطر والأضحى، أما بالنسبة للزوائد فيمكن القول أن أحد يومي السبت والأحد يتم منحهم كذلك كإجازات للعمال وتُغلق فيها أهم الأماكن داخل الدولة، وكذلك هناك بعض الأيام التي تواكب مناسبات قومية مثل عيد الاستقلال وعيد الجمهورية التركية، أو دينية مثل المولد النبوي وشم النسيم أو أعياد التحرير، ففي هذه الأعياد يتم منح الإجازات، وفي نفس الوقت تُقام الاحتفالات، والحقيقة أن حضور عيد في تركيا، مهما كان ذلك العيد، واحدة من الأمور التي لن تندم عليها أبدًا في حياتك، فالعيد في هذه البلاد له أجواء رائعة، ستدركها بنفسك عندما تكون هناك وتُشارك فيها أيضًا.

س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في تركيا؟

ج: الأمان والخطر مُصطلحان مُتناقضان، بيد أن الطبيعة تقول إنهما من الممكن جدًا أن يتواجد في كل مكان، فلا توجد بقعة على هذه الأرض تنعم بالأمان المُطلق أو الخطر المُحدق، إذ أنه لابد من الشرب من الكأسين، الأمر وما فيه أن المنطق يقول بأن الدول المتُقدمة سوف تكون نسبة الأمان بها أكثر بكثير من نسبة الخطر، وهذا بالضبط ما يحدث في تركيا، فمن المعروف عن هذه الدولة أنها من الدول الخمس الأكبر من جهة الجذب السياحي، وما دامت السياحة بخير في مكانٍ ما فهذا يعني أن السياح يجدون الأمان الكافي بالنسبة لهم، وهذا لا يمنع طبعًا من وجود بعض الأماكن الخطرة النائية التي يجب تجنبها، لكن، كي نقولها في صورة قاعدة موجهة للسياح مهما كانت الدولة التي سيذهبون إليها، الأماكن التي تذهب إليها بعد منتصف الليل وتقطع من أجلها مسافات طويلة وتعرف أنها خالية من أغلب مظاهر العمران، الأماكن المقطوعة كما يُطلق عليها، هي الأماكن الخطرة، أما الأماكن التي تعرف البشر والحياة ويُسمع فيها دبيب الأقدام فهي أماكن آمنة يُمكنك الذهاب إليها وأنت مُطمئن بأنك لن تتعرض لأية صعاب، كما أنه يجب الابتعاد عن الحانات والنوادي الليلية لكون الفئة التي تتردد عليها غالبًا فئة خطِرة لا يُفضل التعامل معها.

س: ما هي أحوال خدمة الواي فاي والإنترنت في تركيا؟

ج: ربما لا يعرف البعض ذلك، لكن تركيا الآن تأتي على قمة الدول الإسلامية من حيث التقدم والرقي والازدهار، فهي دولة أوروبية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، وإذا كان العالم سيمنح احترامًا لأي دول إسلامية فسوف تكون تركيا هي الجديرة بالاحترام نظرًا لقدرتها على مقارعة كل الدول في التقدم والخدمات الترفيهية، وهذا يعني ببساطة شديدة أن الحديث عن حالة خدمات الواي فاي والإنترنت أمر لا يليق بالمرة، فبكل تأكيد هذه الخدمات هناك تحظى بدرجة كبيرة جدًا من الجودة، وهي بالطبع تُقدم بصورة مثالية لدرجة أن البعض قد لا يشعر أصلًا بكون خدمة الإنترنت أو الواي فاي خدمة ترفيهية، فهي شيء عادي بالنسبة لتركيا ومن الطبيعي وجوده تمامًا مثل وجود الماء والهواء والأشياء الضرورية الأخرى، ونحن لا نقول ذلك لمجرد التضخيم، وإنما الإحصائيات هي ما تثبت ذلك، فتركيا تحتل المركز السادس عالميًا من حيث جودة خدمة الإنترنت بداخلها، كما أن كل الفنادق والأماكن العامة الموجودة داخل هذه البلد تحتوي على خدمة واي فاي مجاني ذو جودة كبيرة، فلماذا يا تُرى قد يصبح الإنترنت خدمة للزائر لهذه البلد؟ الأمر تقريبًا مفروغ منه تمامًا.

س: ما هي مواعيد عمل البنوك والمتاجر والصيدليات في تركيا؟

ج: البنوك والصيدليات والمتاجر في كل مكان في العالم تُعامل على أنها أماكن حيوية هامة، وعندما نصف مكان ما بأنه مكان حيوي فلابد أن نعي جيدًا أهميته بالنسبة للمستهلك أو المُستخدم له، وإذا طبقنا هذا الأمر على تلك الأماكن الثلاث فسوف نجد أن البنوك مثلًا هي الملاذ الوحيد للسائح خارج بلده، فمن خلالها يُمكنه إرسال واستقبال الأموال التي قد يؤدي نفادها إلى الكثير من المشاكل، ولهذا فإنه في تُركيا تُفتح بانتظام ما عدا يومي الجمعة والسبت، أما مواعيد العمل بهذه البنوك فهي تبدأ من التاسعة صباحًا وقد تصل إلى الرابعة عصرًا، وإن كانت غالبية البنوك تجعلها حتى الثانية ظهرًا فقط، وبالمناسبة، تمتلك تركيا بداخلها فروعًا لأشهر البنوك الموجودة في العالم بأكمله، فقد اتفقنا قبل قليل أن تركيا دولة كبيرة للغاية ولا تقل في شيء عن بقية دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها إنجلترا وفرنسا وألمانيا.

بالنسبة للمتاجر والصيدليات فإن الأمور تختلف بعض الشيء، فهناك بعض المتاجر والصيدليات التي تتواجد في أماكن حيوية ولا تُغلق في أي وقت من اليوم نظرًا لأننا نتحدث عن سِلع هامة جدًا، فالمريض الذي لن يجد الدواء في الوقت الذي يحتاج إليه من الممكن جدًا أن يتعرض لخطر الانتكاسة التي قد تصل إلى الموت، أما المتاجر فهي تبيع المواد والسلع الغذائية في كل وقت لأن الإنسان أيضًا يحتاج إليها في أي وقت، لكن لا ننسى أيضًا أن غالبية المتاجر والصيدليات داخل تركيا، وتحديدًا المدن الكبرى، تلتزم بمواعيد العمل والإغلاق الرسمية، ولهذا نجدها تُغلق مثلًا في الحادية عشر مساءً، ولذلك يجب عليك أيها الزائر أن تقضي كافة المصالح من كافة الأماكن قبل منتصف الليل.

س: ما هي حالة خدمتي البريد والطوارئ في تركيا؟

ج: نعود ونكرر مرة أخرى أننا نتحدث عن دولة مُتقدمة للغاية، فتركيا الآن تُصنف ضمن أقوى الدول في العالم من الناحية الاقتصادية والناحية السياسية والأمنية كذلك، والحقيقة أنه من أهم الأمور التي قد تجول بذهن السائح قبل التفكير في الذهاب بجولة إلى هذه الدولة هي الخدمات، وعلى سبيل التحديد خدمات البريد والطوارئ، أما بالنسبة للبريد فالسائح أو الزائر يُريد أن يعرف ما الذي سيحدث إذا أراد التراسل مع عائلته، سواء كان ذلك بإرسال المخطوطات، وهذا أمر صعب في ظل التقدم الكبير في مجال البريد الإلكتروني، أو إذا أراد شحن شيء ما مادي، وهذه هي الخدمة الأعظم لخدمة البريد في الوقت الحالي، فبالتأكيد البعض قد يرغب في إرسال شحنات وطرود إلى الآخرين، وهنا فإن عليه التوجه إلى أقرب مكان للشحن البريدي، وبالنسبة لتركيا فهذه الأماكن موجودة في كل قرية، حتى بريد المراسلات سوف تجد الصناديق المُخصصة لها في كل كيلو تقريبًا، وهي مسافة معقولة جدًا، لذلك لا داعي للقلق أبدًا من خدمة البريد.

بالنسبة لخدمة الطوارئ فإن شعور بث الأمان لا يجب أن يقل أيضًا، حيث أنه بداخل تركيا تتوافر خدمات الطوارئ، المتمثلة في الشرطة والإسعاف والمطافئ، بصورة يُمكن وصفها بالمثالية دون أدنى مبالغة، وذلك راجع في الأساس إلى وجود بنية تحتية قوية للدولة وقوة النظام كذلك وقدرته على السيطرة في أي وقت، ولأنك بنسبة كبيرة مُعرض لاستخدام هذه الخدمة فإن الرقم الذي يجب عليك معرفته جيدًا هو 112، وهو رقم طوارئ دولي سوف يوصلك بأحد الموظفين الذين سيحولونك إلى من يمكنهم مساعدتك في حل مشكلتك، أما رقم الطوارئ الخاص بالنجدة التركية تحديدًا فهو 155.

بكل تأكيد هذه الأسئلة التي قمنا بوضع أجوبة لها في الحديث عن موارد السفر ليست هي كل الأسئلة التي تتردد في الأذهان، وإنما يُمكن القول إنها الأهم والأكثر حاجة إلى أجوبة، لكن بالطبع ثمة أسئلة وأمور أخرى سوف نتعرف عليها عن قرب مع التعمق أكثر داخل هذا الدليل، فابقوا معنا وكونوا منتبهين.