تركيا - مسارات

بعض السياح لا يملكون طُرق تخطيط مناسبة لهم، هم يعرفون الأماكن البارزة ويعرفون طريقة الذهاب إليها، لكنهم فقط لا يعرفون طريقة الاستمتاع بكل هذه الأماكن وكيفية وضع جدول مُناسب أو مسار جيد، هؤلاء لا يعيبهم شيء، بل نحن مُطالبون بتوضيح هذه الأمور لهم ووضع جدول يُمكنهم من خلاله حصد أكبر قدر من المتعة، وفي بلد مثل تركيا مليئة بأماكن الجذب البارزة الأمور بالتأكيد سوف تبدو صعبة، لكننا سنحاول تسهيلها من خلال تخصيص مدينة كل يوم صالحة للزيارة، وفي خمس أيام يُتوقع أن تُستخدم خلال الأسبوع يُمكننا القول أننا سنحظى بزيارة خمس مدن هامة، والآن لنجعل البداية سريعة ونضع المسار الأول لليوم الأول، فما الذي يُمكن فعله في هذا اليوم يا تُرى؟

اليوم الأول

في اليوم الأول سوف نراعي أن تكون بدايتنا من اليومين اللذين يأتيان بعد يومي الإجازة في تركيا، الجمعة والسبت، وفي هذا اليوم سوف تكون بوصلتنا موجهة مباشرة نحو مدينة إسطنبول التركية، فهي المدينة الأهم والأفضل من وجهة نظر الكثيرين، لكننا سنراعي قبل الذهاب مسألة الحجز المسبق في أحد الفنادق من خلال مواقع الحجز الإلكترونية، وذلك حتى لا نُضيع وقت رحلتنا، بعد ذلك في صباح اليوم الأول سوف نستيقظ ونغادر الفندق من أجل البداية بزيارة أبرز المقاهي الموجودة في هذه المدينة، وهي كثيرة، وسوف نتناول وجبات يومنا بالكامل، الإفطار والغذاء والعشاء، وخلال هذه الوجبات الثلاث سوف نضع في أذهاننا مسألة زيارة مناطق الجذب السياحي البارزة في مدينة إسطنبول، وسوف تكون وسيلة مواصلتنا الأفضل للتحرك داخل هذه المدينة بالذات هي المترو، فالإسطنبول تمتلك شبكة مترو جيدة للغاية.

الأماكن البارزة كما ذكرنا كثيرة جدًا داخل مدينة إسطنبول، لكن بما أننا نواجه حديثا في الأساس للسائح العربي، والذي غالبًا ما يكون مسلمًا، فسوف تكون أغلب زياراتنا للأماكن ذات الطابع الديني، وعلى رأسها بالطبع مسجد السلطان أحمد، وهو مسجد كبير يُعتبر من أكبر المساجد الموجودة في العالم، أيضًا سوف نتحرك من خلال محطة أو محطتين عن طريق المترو من هذا المكان إلى مسجد أو متحف أو كنيسة آيا صوفيا، فهي أحد الأماكن البارزة التي لا يجب تفويتها أيضًا، ولن ننسى بالطبع زيارة مركز التسوق العالمي كابيتول، فهو مليء بالترفيه ومواد كثيرة نحتاج إليها كذلك، وبمناسبة الترفيه، يُفضل بكل تأكيد زيارة متحف الألعاب المتواجد في هذه المدينة مع المرور السريع على قصر السلاطين والاستمتاع باليوم التالي، بعد ذلك، ومن خلال القطار، سوف نتوجه للمبيت في المدينة التي سنقضي به يومنا التالي.

اليوم الثاني

هل يُمكن زيارة دولة مثل تركيا وتفويت زيارة مدينة أنقرة؟ الإجابة بكل تأكيد لا، والسبب بساطة كوننا نتحدث عن بلد من المفترض أنها العاصمة، والعاصمة هي أجمل مكان في أي دولة غالبًا، لذلك، وبلا أي تردد، سوف نتوجه من إسطنبول إلى أنقرة مباشرةً، وهناك يُمكنن التمتع بجدول مزدحم للغاية بالكثيرة من الأماكن الجاذبة والبارزة التي يُمكننا زيارتها في اليوم الثاني من رحلتنا، والبداية مثلًا سوف تكون مع ضريح أتاتورك الذي يُعتبر من أهم الأماكن الموجودة في تركيا بالكامل وليست مدينة أنقرة، فذلك الضريح يرجع إلى مؤسس هذه الدولة الحديثة، بعد ذلك سوف نوجه بوصلتنا إلى الحمام الروماني الذي تتواجد به غرف مياه باردة ودافئة على حسب الطلب، وهناك يُمكننا القول أننا سوف نقوم بعملية استرخاء شاملة حتى نكون مستعدين أفضل استعداد لإكمال بقية اليوم، والذي يُمكننا المتابعة فيه من خلال زيارة قلعة أنقرة، وهي كذلك قلعة هام وتُعد ضمن أقدم قلاع العالم نظرًا لأن عمرها قد تجاوز الثلاثة آلاف عام تقريبًا.

ولأن المساجد الإسلامية هي الصبغة الرئيسية لدولة تركيا فبالتأكيد لن نفوت أبدًا فرصة زيارة أحد أهم المساجد الموجودة في أنقرة وتركيا بالكامل، إنه بالتأكيد مسجد كوجاتيبي، وهو مسجد موجود على الطراز العثماني وله أربع مآذن كبرى، وبكل تأكيد لا يُمكننا كذلك الذهاب إلى أي مكان في العالم دون أن نعرج على مركز للتسوق، وهنا سوف يكون خيارنا المثالي هو مركز أرمادا، فالأمر المميز حقًا في هذا المركز أن به كافة الماركات العالمية والمحلية في نفس الوقت، أي أن السائح سوف يجد كل ما يُريده وبأسعار جيدة وحنونه، وطبعًا خلال التنقل بين هذه الأماكن التي ذكرناها سوف تكون الفرصة مواتية للاستمتاع بشكل الميادين والطراز الأوروبي المستخدم في البناء، ثم في نهاية اليوم، وتحديدًا قبل حلول الحادية عشر مساءً، يُمكننا التوجه للمبيت في المدينة التي قررنا قضاء اليوم الثالث بها.

اليوم الثالث

وفقًا للمسار الذي وضعناه لك من أجل التمتع برحلة مُبهرة داخل دولة تركيا فإن اليوم الثالث يجب أن يُقضى بالكامل في مدينة أزمير، وهي واحدة من أكبر المدن التركية وأهمها لتميزها بعنصر هام جدًا، وهو الساحل، فبكل بساطة لا يُمكنك أن تقضي خمس أيام كاملة في مكانٍ ما دون أن تذهب إلى الشاطئ وتنزل إلى البحر وتتمتع بالمناظر الساحلية الجميلة، وهذا بالضبط ما ستحمل مدينة أزمير على توفيره لك، وبجانب هذا الأمر سوف يكون بإمكانك كذلك زيارة بعض الأماكن البارزة الهامة داخل هذه المدينة مثل ساعة أزمير، وهي ساعة كبرى تُعتبر من أهم المعالم نظرًا لكونها تأتي كمحاكاة لساعة بيغ بن الموجودة في لندن، أيضًا قلعة كاديفيكالي يجب أن تكون ضمن الأماكن التي ستقرر زيارتها في هذه المدينة نظرًا لكونها من أقدم قلاع العالم، كما أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمدينة أزمير، حيث كانت في السابق الحصن الأول لها، وعلى نفس المبدأ الذي عملنا به طوال حديثنا عن المسار الذي يجب اتباعه عند الذهاب إلى تركيا فلا يجب علينا بالطبع تفويت زيارة جامع هسار الذي يُعتبر من أكبر مساجد المدينة وأكثرها اقتداءً بالمعمار العثماني.

بما أن زيارة مراكز التسوق أصبحت الآن ضمن الرحلات السياحية ففي مدينة أزمير يُمكننا أن نرشح لك زيارة فوروم بورنوفا، وهو مركز تسوق عالمي موجود على أرض تركية، يكفي فقط وجود ما يزيد عن المئة وسبعين علامة تجارية مسجلة، كما ننصحك كذلك بزيارة أحد السينمات الموجودة في هذه المدينة نظرًا لكونها معروفة جدًا بالاهتمام الشديد بقاعات السينما، وهناك بالطبع متحف الإثنوغرافيا ومتحف أحمد بيريشتينا، فزيارة هذه المتاحف من الأشياء التي لا يجب عليك تفويتها في أزمير، وبشكل عام فأزمير بأكملها لا تُفوت، لكن مهما كانت المتعة التي تنتظرك في هذه المدينة فحاول أن تنتهي منها بأي طريقة قبل الحادية عشر مساءً، أو تحديدًا قبل أن تبدأ في التنقل إلى المدينة التالية باليوم التالي.

اليوم الرابع

حسب المسار الذي وضعناه فمن المفترض أن يستيقظ السائح في اليوم الرابع ليجد نفسه موجودًا في مدينة أنطاليا، وهي مدينة تركية شهيرة أيضًا، لكنها تمتاز بشيء يحتاج إليه السائح خلال جولته بلا شك، المنتجعات والمطاعم والمقاهي، وهي تعرف أيضًا في تركيا باسم مدينة السياحة، حيث أنه أكبر كتلة من السياح التي تتوافد على تركيا بشكل سنوي تتواجد في مدينة أنطاليا، وبالتأكيد نحن لن نضع لك هذه المدينة في المسار الخاص برحلتك دون أن يكون بها شيء مميز أو أماكن جذب يُمكنك زيارتها خلال رحلتك وضمان الحصول على متعة حقيقية، ومن أهم هذه الأماكن التي يجب عليك زيارتها حديقة أتاتورك الكبرى، فهي تُعتبر من أفضل الحدائق في الدولة بأكملها، أيضًا هناك المتحف المائي العجيب ومدينة الملاهي التي تصلح للكبار والصغار على حدٍ سواء، ولا ننسى بالتأكيد المدينة المصغرة ومتحف أنطاليا الذي يضم بداخله كافة معالم المدينة، وبالإضافة إلى كل ما سبق هناك مجموعة من المجمعات التجارية العالمية التي يجب وضعها في مسار الزيارة أيضًا، لكن في المساء، وعندما تحين الحادية عشر مساءً، سوف نذهب لمدينة اليوم الأخير بالرحلة.

اليوم الخامس

بكل تأكيد بداية الرحلة القوية يجب أن تنعكس على بدايتها أيضًا، وهذا يعني أنه في اليوم الأخير من رحلتنا داخل تركيا علينا أن نزور مدينة جميلة نوضع بها تركيا، وقد اخترنا لك مدينة بورصة لتحقيق هذا الغرض، فهي مدينة من المدن الخمس الكبرى داخل تركيا وتحظى كذلك بأهمية شديدة نظرًا لكونها تمتلك الكثير من المعالم السياحية والدينية، تلك المعالم التي قمنا باستخدامها بالطبع عند وضعنا لمسار اليوم الخامس، حيث جعلنا من الضروري على الزائر زيارة بعض الأماكن الهامة مثل الجامع الكبير وأمير سلطان ومسجد ياشيل، وكل هذه مساجد كبرى مُصنفة ضمن الأفضل في تركيا، أما الأماكن السياحية الغير دينية فتتمثل في مجموعة من المتاحف والحدائق التي ستلتقي بها تقريبًا في كل خطوة تخطوها داخل مدينة بورصة، وفي نهاية اليوم سوف تكون لديك فرصة عظيمة لتناول الطعام في أحد المطاعم الموجودة في هذه المدينة، وهي بالمناسبة كثيرة ومُتميزة، وأهم الوجبات التي ننصحك بتناولها الكستناء والكباب وراحة الحلقوم.

إلى هنا ينتهي المسار الذي نضعه في يد أي زائر يرغب في زيارة مدينة تركيا بأي وقت من الأوقات، لكن يجب الانتباه طبعًا إلى كون هذا المسار قد يُناسب فئة معينة من السياح ولا يناسب الأخرى، كلٌ على حسب أهواءه، وإن كان ما ذكرناه الآن يكفي للحصول على قدر لا بأس به من المتعة، ومن المُجحف حقًا أن نقول بأنه ثمة مكان في تركيا يُمكن زيارته دون الخروج في النهاية بالمتعة التي نرغب بها، هذه البلد خُلقت أصلًا من أجل ذلك الغرض.