تركيا - التاريخ والثقافة

الثقافة والتاريخ الخاصين بأي مكان في العالم أمور في غاية الأهمية، وعندما نتحدث عن دولة مثل تركيا فإن هذه الأمور تُصبح في مستوى أعلى من الأهمية، فحجم أي دولة ومكانتها بين البقية يتحدد من خلال مجموعة من العوامل، على رأسها التاريخ والثقافة اللذان نرغب في التحدث عنهما اليوم، وبالنسبة للشخص القارئ أو المُتلقي فإنه سيهتم بمعرفة ذلك لكي يقوم مقارنته بالحاضر الذي تتواجد عليه البلد الآن، عمومًا، مع الحديث ستتضح الأمور أكثر، والآن لتكن البداية، أو التاريخ، فما الذي يتواجد عن تركيا في سجلات التاريخ يا تُرى؟

تركيا والتاريخ

حديث التاريخ عن دولة تركيا يبدأ قبل ملايين السنين، وتحديدًا عندما لم تكن هذه الدولة سوى جزء من جزيرة الأناضول، حيث يقال أن إنسان العصر الحجري لم يُعرف إلا في هذا المكان، وهنا يُمكننا القول أن تاريخ تركيا يحمل بين طياته البداية الحقيقية للإنسان، ثم مع الوقت، توافدت الكثير من الحضارات على هذا المكان، ولم تكن تركيا التي نعرفها الآن قد وُجدت بعد، فقط كانت مجرد جزء من جزيرة، لكنه كان جزء هام وفارق نظرًا لكونه الرابط الأول والأهم بين قارتي أسيا وإفريقيا، على كلٍ، مر الوقت أكثر حتى جاءت الخلافة العثمانية في القرن الرابع عشر الميلادي، وهي التي جعلت من تركيا عاصمة للخلافة العثمانية، وكانت تُعرف في هذا التوقيت باسم الدولة العثمانية، بيد أن الدولة الحديثة، أو دولة تركيا الموجودة الآن تحديدًا، قد تأسست فقط قبل قرن واحد، وتحديدًا في عام 1923 على يد الرئيس الأول مصطفى كامل أتاتورك، هذا هو التاريخ الخاص بدولة تركيا باختصار شديد، والآن، ماذا عن الثقافة يا تُرى؟

تركيا والثقافة

الثقافة في تركيا لا تقل أهمية عن التاريخ، ففي كل فترة من الفترات التاريخية التي تحدثنا عنها كانت الثقافة تستفيد بشكلٍ من الأشكال، وتحديدًا في فترة الحكم العثماني التي تُعتبر أحد أهم الفترات التي مرت بها تركيا، فالحكم العثماني في الأساس ثري جدًا بالأحداث التي تضافرت مع أمور أخرى كثيرة وأفرزت في النهاية مجتمع النخبة والمثقفين، كما أن الحكم الأتراك على مر التاريخ، وعلى الرغم من ظلمهم للرعية في بعض الأحيان، إلا أنهم كانوا يعطون الاهتمام الأكبر للثقافة والمثقفين، وأكبر دليل على ذلك أن النهضة التعليمية الكبرى التي حدثت في مصر كانت بالأساس في فترة حكم الأتراك لها، على كلٍ، من أبرز النماذج على ما قمنا بذكره الآن وجود عدد كبير من الكتاب والمثقفين الأتراك الذين يُصنفون في تصنيفات عالمية، وعلى رأسهم مثلًا إيلاف شفاق، فهي كاتبة تركية شهيرة قامت بتأليف أحد أكبر الكتب مبيعًا في العالم، قواعد العشق الأربعون، بالإضافة إلى المزيد من النماذج التي تُبرهن على قوة المجتمع ثقافيا في تركيا، ولا ننسى طبعًا حفلات التوقيع الكثيرة التي تُقام داخل هذه الدولة ويحضر فيها كبار الكتاب من كل مكان بالعالم.

تركيا والفن

بالحديث عن الفن في تركيا فلن نكون في حاجة إلى الابتعاد كثيرًا، فالفن أصلًا يُعامل في أي مكان بالعالم على أنه جزء من الثقافة، وفي تركيا بالذات نجد أن الفن يتداخل بصورة شديدة مع الثقافة، فمثلًا، المسرح، والمأخوذ أصلًا عن مسرحيات أدبية مكتوبة، هو الشيء الأول الذي يحظى باهتمام الأتراك، فهم عشاق للمسرح، لكن في نفس الوقت لديهم شغف كبير بالمسلسلات لدرجة أنهم قد أبدعوا فيها وأصبحت المسلسلات التركية موجودة بكل مكان في العالم وليس فقط داخل الدولة، أما الأفلام السينمائية فهي تُعتبر الفن الأقل بين الفنون المرئية، بينما يُمكننا كذلك وجود اهتمام غير بسيط بفن الرسم والأوبرا، فالمتاحف في تركيا تُقيم معارض لوحات بصورة شبه مستمرة، ولا ننسى أن الأتراك كذلك يتمتعون بأفضل طبقة صوت في العالم، إنه ببساطة كمال فني كما يطلقون عليه.