صوفيا، العاصمة والمدينة السحرية في بلغاريا

على مساحة تقترب من الخمسمائة كيلو متر مربع تقع مدينة صوفيا التي تُعتبر العاصمة والمدينة الأهم في بلغاريا، والحقيقة أن القيمة التاريخية لهذه المدينة تبدأ أساسًا من ذلك التوقيت الذي بدأت فيه المدينة، وهو القرن الثامن الميلادي، ومع أن بلغاريا نفسها ليست بتلك القيمة التاريخية مقارنة ببقية دول أوروبا إلا أن تواجد مدينة صوفيا بداخلها جعلها تتنافس مع بقية دول القارة في العراقة، فثمة مدن في بريطانيا مثلًا لم تتواجد إلا بعد عشرة قرون على الأقل من بداية التأريخ الميلادي، على العموم، دعونا نبقى في مدينتنا صوفيا، وهي التي تُعتبر بلا شك المركز التاريخي للمدينة، بالإضافة إلى كونها كذلك المركز الثقافي والمركز الاقتصادي، لكن كل هذا لا يشغل السائح في شيء على الإطلاق، فقط ما يُريد معرفته عن هذه المدينة المعالم البارزة بها، فهذه الأماكن هي التي ستُشجعه في الأساس على القيام بالزيارة، وبالنسبة لمدينة صوفيا فهي زاخرة بهذه النوعية من الأماكن بلا أدنى شك، وهذا ما سنتأكد منه أكثر في السطور القليلة المُقبلة عندما نستعرض أهم العينات من الأماكن البارزة، والبداية ستكون مع متحف التاريخ الوطني.

متحف التاريخ الوطني

من أهم المعالم البارزة الموجودة في دولة بلغاريا، وتحديدًا مدينة صوفيا، ذلك المتحف الشهير المعروف باسم متحف التاريخ الوطني، وكما هو واضح من الاسم فإن المتحف في الأساس يستعرض التاريخ الخاص بدولة بلغاريا، والحديث هنا عن التاريخ الإنساني والتاريخ الزراعي والتاريخ الثقافي والفني كذلك، ببساطة، كل أنواع التاريخ سوف تكون موجودة في هذا المتحف، وبالتالي من الطبيعي تمامًا أن يكون الجذب السياحي بها شديد للغاية، فالمتحف يُسجل نسبة زيارات تصل إلى نصف مليون زائر سنويًا، وهو رقم هائل بالتأكيد يُبرز الأهمية الكبرى للمتحف.

حديقة حيوانات صوفيا

في الوقت الحالي أصبح من الصعب جدًا العثور على مدينة سياحية دون أن يكون بها العنصر الأهم في هذه الخلطة السياحية، والحديث هنا طبعًا عن حديقة الحيوانات، وفيما يتعلق بمدينة صوفيا فإنها كذلك تمتلك حديقة للحيوانات خاصة بها تُعرف باسم حديقة صوفيا، وهي حديقة كبيرة تمتلك بداخلها ما يزيد عن الستة آلاف نوع من الحيوانات، هذا أيضًا بالإضافة إلى قسم الحيوانات النادرة التي ربما لم يعد لها وجود في أي مكان آخر في العالم بخلاف هذه الحديقة، وبالتالي فمن الممكن استغلال الحديقة كمحمية طبيعية في نفس الوقت، على العموم، الحديقة كذلك تُعتبر من المعالم البارزة وتُسجل سنويًا أعلى نسبة في الزيارات، لذلك سيكون من الرائع طبعًا عدم تفويت زيارتها.

مسجد بنيا باشي

من النادر بعض الشيء أن تجد في أوروبا، بخلاف دولة تركيا، مسجد كبير شهير لا يزال ضمن مناطق الجذب الرئيسية، والحديث هنا عن مسجد بنيا باشي، وهو من ضمن الأماكن القليلة النادرة التي لا تزال موجودة منذ فترة الحكم العثماني وحتى الوقت الحالي، فالمسجد بُني قبل ثلاثة قرون أو أكثر، وأهم ما يُميزه وجود تلك القبة الكبيرة المثيرة لكل الناظرين، وبالطبع نحن لسنا في حاجة للقول بأن ذلك المسجد يُمكن زيارته من الجميع بلا استثناء وليس فقط المسلمين، أصلًا أغلب الزيارات في الأساس تكون من سكان مدينة صوفيا، وهم بالتأكيد مسيحيين.

كنيسة القديسة صوفيا

عندما نقول أن المساجد يُمكن أن تكون ضمن الأماكن الدينية الموجودة في دولة سياحية مثل بلغاريا فإنه من الطبيعي تمامًا أن تكون الكنائس كذلك داخلة ضمن نطاق هذه الأماكن، فبالطبع عزيزي السائح تمتلك بلغاريا بعض الكنائس الهامة التي يُمكن أن تُصنف ضمن المعالم البارزة، وعلى رأسها تلك الكنيسة التي نتحدث عنها الآن، إنها كنيسة القديسة صوفيا التي بُنيت أصلًا على أنقاض كنيسة أخرى، كما أنه ثمة إبداع معماري كبير بها يُبهر كل من يراه، ولذلك نقول مرة أخرى أنها من المعالم البارزة السياحية الجاذبة التي لا يُمكن تفويت زيارتها تحت أي ظرف من الظروف.

متحف المعادن والطبيعة

من الأشياء الرائعة داخل مدينة صوفيا، والتي بلا شك تُعتبر ضمن المعالم البارزة، ذلك المتحف الذي يتخصص في عرض كنوز الطبيعة والأرض، والحديث هنا عن المعادن بشكل رئيسي، إذ أنك عزيزي السائح سوف تعثر داخل ذلك المتحف على الكثير من المعادن التي ربما لم تسمع عنها أو تراها من قبل، وهي فرصة رائعة بالتأكيد لكل محبي العلوم أو المتخصصين بهذا الصدد، بينما السائح العادي سوف يذهب هناك فقط من أجل حب الاستطلاع على العموم مهما كان سبب الزيارة ففي النهاية يبقى متحف المعادن والطبيعة من الأماكن التي لا تفوت زيارتها في صوفيا.

بيت الحلزون المميز

أيضًا ضمن الأماكن الترفيهية التي يتم توفيرها خصيصًا للأطفال ذلك البيت المميز في الشكل والمعروف باسم بيت الحلزون، وكما هو واضح من الوصف فنحن عزيزي السائح نتحدث عن بيت وجود بأكمله على شكل حلزون وبداخله ثمة ألعاب للأطفال وأماكن لتناول الطعام ومتجر صغير لبيع الهدايا التذكارية والأشياء المقلدة، كما أنه ثمة غرف الرعب المميزة والمخصصة لأصحاب القلوب القوية، إننا ببساطة شديدة نتحدث عن مكان آخر لا تُفوت زيارته.

فارنا، المدينة الصيفية ذات الرمال الذهبية

من الأشياء البديهية في دولة بلغاريا أن تكون مدينة فارنا واحدة من المدن التي يُشار لها بالبنان، فإذا ذُكرت المدن السياحية الهامة داخل بلغاريا يكون من الطبيعي ذكر مدينة فارنا خلف هذه المدن، فهي معروفة بالعراقة التاريخية وامتلاكها كذلك للكثير من الأماكن التي تصلح أكثر لقضاء عطلة صيفية بامتياز، ولا ننسى أن هذه المدينة في الأصل لا يتجاوز سكانها الأربعمائة ألف نسمة، وهذا ما يضعها في المرتبة الثالثة داخل دولة بلغاريا، لكنها كانت قبل حوالي خمسين عامة كانت بمثابة العاصمة والأهم، كما أنها كانت تُعرف باسم مدينة ستالين نسبة إلى القائد الشهير ستالين، وبالتأكيد كل ما سبق ذكره عن المدينة جميل جدًا ومهم بالنسبة للزائر الذي يريد أخذ لمحة عن المدينة التي سيقوم بزيارتها، بيد أننا يجب ألا ننسى بأن التعرف على المعالم البارزة أمر أهم بكثير من ذلك، وهذا ما يدفعنا لتناول أبرز الأماكن المنتمية لهذه النوعية في السطور القليلة المُقبلة، والبداية ستكون مع منتجع ألبينا.

منتجع ألبينا

أول وأهم المعالم البارزة الموجودة في مدينة فارنا ذلك المنتجع المعروف باسم ألبينا، وهو منتجع مميز موجود منذ منتصف القرن المنصرم، وكما هو معروف فإن أي منتجع في العالم يكون أساسًا عبارة عن مكان مائي بالإضافة إلى مكان للسكن ويُمكن تدعيم ذلك ببعض الأماكن الترفيهية والإدارية أيضًا، وكل هذا موجود بالفعل داخل منتجع ألبينا، ولهذا لن نحتاج إلى الكثير من الشرح كي نتوصل إلى كونه المكان الأهم داخل مدينة فارنا ويستحق بشدة أن يكون ضمن مناطق الجذب بها، أما بالنسبة للزيارة فهي مرهونة عزيزي السائح بقدرتك على استخدام كل هذه الأماكن دفعة واحدة.

حديقة فارنا للحيوانات

من البديهي أن تتواجد حديقة للحيوانات داخل مدينة فارنا، لكن ما قد يكون بديهي مثلًا أن تكون حديقة فارنا هذه هي الأهم والأشهر والأفضل داخل بلغاريا بالكامل على الرغم من تواجد الكثير من الحدائق في أماكن كثيرة متفرقة بالدولة، والواقع أن أهم ما يميز هذه الحديقة هو المقام الأول كونها تمتلك عدد كبير جدًا من الحيوانات يصل إلى ثلاثة آلاف نوع تقريبًا، وكل هذه الأنواع ليست شائعة ومنتشرة في بقية حدائق الحيوانات داخل بلغاريا، إذ أنه ثمة ما هو نادر جدًا وغير موجود أصلًا في أي مكان بخلاف حديقة فارنا، ولذلك السبب تحديدًا استحقت الحديقة الانضمام إلى مناطق الجذب.

دير ألادزها

في الوقت الحالي بات من البديهي اعتبار الأماكن الدينية ضمن الأماكن السياحية الجاذبة، ومن نماذج هذه الأماكن في فارنا دير ألادزها، وهو دير عتيق معروف بالشكل السياحي للمباني الموجودة به بالإضافة إلى قيمته الدينية على حسب القساوسة الذين مرورا به والأشياء الداخلية التي منها ما هو أثري ديني، على العموم، الزيارة إلى دير ألادزها أمر لا خلاف على أهميته، فقط جربوا ذلك ولن تندموا.

متحف فارنا الأثري

من الأماكن الهامة أيضًا داخل مدينة فارنا ذلك المتحف الأثري القديم والمعروف باسم متحف فارنا، فبالتأكيد كل مدينة تمتلك مجموعة من الآثار يجب أن يتواجد أحد المتاحف حتى يشملها، لكن ما يُميز متحف فارنا أنه لا يهتم فقط بالآثار الموجودة في مدينة فارنا، وإنما كذلك التي تتواجد في أماكن أخرى في بلغاريا بالكامل، وعلى مستوى العالم بشكل عام ثمة الكثير من الآثار التي اهتم متحف فارنا بتواجدها فيه، إذ أنها تُرسخ بشكل كبير لوجود الإنسان وحياته، ولكل هذه المميزات كان من الطبيعي تمامًا انضمام متحف فارنا إلى مناطق الجذب السياحي المميزة.

بحيرة فارنا

تشغل الأماكن الطبيعية جزء لا بأس به من مناطق الجذب السياحي الموجودة في مدينة فارنا، ومن هذه الأماكن بحيرة فارنا، وهي بحيرة كبرى تقترب من النصف كيلو متر من الماء ذو اللون الأزرق الجميل، وقد سميت الحديقة في فترة من الفترات باسم حديقة الطيور نظرًا لكثرة الطيور عليها واقترابهم الشديد منها، أضف إلى كل ذلك أن الأماكن السياحية الجاذبة قد وجدت ضالتها في هذه البحيرة وتم إنشاء أماكن كثيرة من هذه النوعية بالقرب منها، والحديث هنا عن حدائق ومطاعم ومقاهي ومتاحف وغير ذلك من أماكن جذب تستفيد كل الاستفادة من بحيرة فارنا.

حديقة البحر

كما هو واضح من الاسم فإن حديقة البحر الموجودة في مدينة فارنا البلغارية تهتم كل الاهتمام بالأمور التي تتعلق بالبحر، والحديث هنا بتحديد أكثر عن الأنشطة المائية كالسباحة والغطس وكذلك الرياضات التي تعتمد على الماء، كما أنه ثمة وجود لأنشطة الدولفين الرائعة، حيث يتم جلب أحد الدلافين المدربة كي تقوم بعروض مبهرة أمام الحضور، ببساطة شديدة، هو مكان آخر لا يجب علينا تفويت زيارته أبدًا.

قصر أوكسينوغراد

من الطبيعي تمامًا أن يقع ضمن نطاق المعالم البارزة في بلغاريا أحد القصور الشهيرة في هذه البلد، والحديث هنا تحديدًا عن قصر أوكسينوغراد، فهو قصر عتيق مر على تواجده ما يقترب من الأربعة قرون ولا يزال حتى الآن يُعتبر من أهم قصور بلغاريا على الرغم من تواجد الكثير من القصور في هذه البلد بالفعل، لكن ما يُميز هذا القصر تحديدًا أنه قد شهر على الفترة الذهبية في حياة بلغاريا وكان مقرًا لأهم الملوك والأمراء، أما الآن فقد أصبح أشبه بالمتحف الذي يأتي الناس لزيارتها من أجل التمتع بما هو موجود بداخله، والحقيقة أن ما يتواجد داخل قصر أوكسينوغراد يبعث فعلًا على المتعة، لن نصف كثيرًا، كونوا هناك وجربوا الأمر بأنفسكم.

منتزه بوليس المائي

لا يُمكنك عزيزي السائح الذهاب إلى مدينة فارنا البلغارية دون أن تقوم بزيارة أحد أهم أماكن الجذب السياحي الموجودة بها، والحديث هنا بالتأكيد عن منتزه بوليس المائي، ذلك المنتزه الذي كما هو واضح من الاسم لا يشمل فقط المساحات الخضراء فقط، وإنما كذلك ثمة وجود للأنشطة المائية بكافة الأشكال المتاحة لها، وقد أصبح هذه المنتزه من حوالي ثلاثة عقود منتزه وطني، بمعنى أنه ملك لدولة بلغاريا نفسها، وهو الأمر الذي يزيد من قيمة المنتزه بكل تأكيد.

موقع حماة الرومان

تشهد الحضارة الرومانية حفاوة كبيرة في مدينة فارنا وفي بلغاريا بالكامل، لكن مدينة فارنا تحديدًا قد قامت بتخليد هذه الحفاوة من خلال إنشاء موقع حماة الرومان الذي يُعتبر بلا أدنى شك ضمن أكثر المناطق البارزة في فارنا وربما بلغاريا بالكامل، فالموقع أشبه بالمتحف المفتوح أو الساحة التي تمتلك بداخلها أشياء كثيرة تتعلق بالحضارة الرومانية، والحديث هنا عن تماثيل لأشهر أبطال هذه الحضارة ونصب تذكاري وكذلك معرض للأشياء المُقلدة المتعلقة أيضًا بالرومان، ببساطة شديدة، هو مكان لن تندم أبدًا على زيارته خصوصًا إذا كنت عزيزي السائح من عشاق هذه الحضارة المبهرة.

بكل تأكيد عزيزي السائح هذه الأماكن التي تم التعرض لها داخل دولة بلغاريا باعتبار أنها تقع ضمن مناطق الجذب السياحي لا تُعبر بكل تأكيد عن كل الأماكن المنتمية لهذه النوعية، فقط ما يُمكن قوله عنها أنها تُعبر عن الأكثر شهرة والأفضل من ناحية الزيارة، وبالطبع عند الزيارة ستكتشفون أماكن أخرى لم يأتي دور الحديث عنها بعد.