بلجيكا - مناطق الجذب السياحي

على الرغم من صغر مساحة بلجيكا ولكن مدنها عريقة والهندسة المعمارية في هذا البلد يجعله ضمن أكثر بلاد أوروبا أناقة على الرغم من صغر هذه المدن، مما يجعل الأماكن بها متعددة ومختلفة ومميزة، بجانب أن تاريخ بلجيكا يجعلها متنوعة فهناك تاريخ فرنسي وروماني وهولندي ونمساوي، بلجيكا كانت محورية على مدار وقت طويل في الحروب والنزاعات الأوروبية وكانت على الدوام مركزية وجوهرية بسبب مناخها المعتدل وموقعها الجغرافي وسط العديد من أهم بلاد أوروبا الغربية، مما يجعلها مناسبة جدًا كمركز قيادة وهي كانت هكذا بالفعل أيام الإمبراطورية الفرنكية مما جعلها فيما بعد أهم المراكز الأوروبية، وفي الوقت الحالي تنال بلجيكا نفس الاهتمام الأوروبي بسبب تأثيرها الاقتصادي والسياسي، مما يجعلها مزار مهم على الدوام كما أنها سياحيًا تمتلك كل المقومات لإراحة السائحين، والسياحة هناك غير مكلفة بالنسبة للأوربيين بعكس الدول الأوروبية المجاورة لها مثل فرنسا وإنجلترا، ولذلك تابعنا في هذا المقال حتى تعرف أهم هذه المدن السياحية التي يمكن أن تحظى فيها بالمتعة التي ترجوها من أي رحلة سياحية.

بروكسل

بروكسل ليست فقط عاصمة بلجيكا، بل هي في العرف الأوروبي عاصمة أوروبا، لأنها عاصمة الاتحاد الأوروبي، كما أنها أكبر منطقة بها كثافة سكانية في بلجيكا بعدد سكان يبلغ المليون مواطن تقريبًا، تستضيف بروكسل أهم اجتماعات الاتحاد الأوروبي، وهي مركز السياسة الدولية الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، سكان هذه المنطقة معظمهم يتكلمون بالهولندية ولكن أثناء القرن العشرين وما بعد صار شعب هذه المدينة ناطق بالفرنسية بصورة متزايدة ولذلك هناك يمكنك أن تتكلم بالقليل من الفرنسية أو أن تتكلم بالإنجليزية لأنهم يفهمون أيضًا الإنجليزية بشكل جيد، المدينة بها مترو أنفاق وبها خطوط سكك حديدة وبها خطوط حافلات تنقلك لأكثر من 19 منطقة مختلفة في أرجاء المدينة مما يتيح لك إمكانية تنقل سهلة وموفرة دون احتياج لسيارة أجرة تأخذ منك الكثير من النقود. تشتهر بروكسل سياحيًا بميدان غراند بلاس والذي يعده الكثيرين أجمل ساحة وميدان قد بُني في أوروبا أثناء العصور الوسطى على بعد مسافة قصيرة من Grand Place يوجد تمثال Mannekin Pis، تمثال صغير من البرونز لطفل عاري، ويوجد أيضًا مبنى بلدية بروكسل، كما أن هناك أيضًا كنيسة القديس ميخائيل الرائعة، يوجد أيضًا مسارح كثيرة في المدينة مثل مسرح دي لامونيه، حيث هناك تُقام عروض مختلفة سواء للأوبرا أو المسرح.

أنتويرب

تعتبر أكبر المدن الفلندية وواحدة من أهم المدن السياحية البلجيكية، تزيد مساحتها عن 200 كيلومتر مربع وهي مساحة كبيرة بالنسبة لبقية المدن في بلجيكا ويسكن فيها ما قارب النصف مليون إنسان، موقعها بجانب الحدود الهولندية ولا يفصلها عن هولندا سوى بضعة كيلو مترات فقط، بها شبكة مواصلات في غاية التشابك وبها طريقين سريعين وموانئ ومرافئ للملاحة، مدينة يعتمد اقتصادها على الصناعة والتصدير حيث أنها تعتبر أهم ميناء في بلجيكا، وربما الميثولوجيا والأساطير أعطت أنتويرب قيمة بقصة العملاق الذي كان يقتل كل السفن التي لا تريد دفع الضرائب حتى جاء بحار وقطع يد هذا العملاق ورماها في البحر فكونت هذه المدينة، تتميز المدينة سياحيًا وثقافيًا بعدة ميزات، منها جامعة أنتويرب الشهيرة التي تعد من أهم الجامعات في أوروبا وبلجيكا.

سياحيًا تشتهر أيام البلجيكيين في أنتويرب بالحياة الليلية النابضة بالحياة والحانات ومطاعم غير تقليدية والعديد من المهرجانات، حيث ترى أنتويرب بأنها مكان رائع يجمع كل هذه الأماكن، أيضًا أنتجت أكاديمية أنتويرب للأزياء مجموعة من المصممين الذين صنعوا فارق كبير على مسرح الموضة في ثمانينيات القرن العشرين، كما يوجد بالمدينة تقريبًا ثمانية متاحف من أهم متاحف بلجيكا عمومًا، مثل: متحف النحت، ومتحف روبان الإبداعي، ومتحف الآثار والفنون التطبيقية، ومتحف الفن الشعبي الخاص بالإقليم الفلندي، ومتحف بلانتان مورتوس وهو متحف خاص بآلات الطباعة، بجوار المتحف البحري الوطني هناك حيث يحتوي هذا المتحف على العديد من الوثائق التاريخية الخاصة بالتاريخ البحري في أوروبا، وأخيرًا المتحف الملكي.

بروج

مدينة بروج هي الأكبر في منطقة فلاندرز الغربية التابعة للإقليم الفلندي، وموقعها تحديدًا في المنطقة الشمالية الغربية من بلجيكا، وتعتبر مدينة ساحلية حيث هي مساحتها تقريبًا 13840 هكتار ويقع قرابة 1075 هكتار مقابل السواحل، تعتبر من المدن التي يعيش بها عدد كبير من السكان حيث عدد سكانها تقريبًا 117000 وهو عدد كبير بالنسبة للمساحة، وعلى الرغم من أن بروج مدينة صغيرة نسبيًا ولكنها معبئة بالكنوز السياحية الجذابة التي تجعل أي زائر لا يريد أن يخرج من هذه المدينة الرائعة، فهناك ستجد فنون العمارة واضحة جدًا في كل مبنى في المدينة تقريبًا وكأنها مدينة لعرض فنون العمارة المختلفة.

بها محلات الشكولاتة التي تشتهر بها هذه المدينة، بالإضافة إلى العديد من المحال والبوتيكات التي تعرض الملابس حديثة الطراز والموضة وخصوصًا الملابس التي تمتاز بأقمشة الدانتيل، أيضًا يوجد هناك برج هيلفري وهو يرتفع عن الأرض بمسافة 83 متر وبه أكثر من 47 جرسًا وبه أكثر من 366 درجة سلم، بعد أن تصل لقمته سترى مشهد بانورامي مهم لمدينة بروج وسيعطيك بُعد جمالي مختلف عن هذه المدينة، أيضًا بحيرة الحُب التي تعتبر موطن البجع في بلجيكا وهي عبارة عن بحيرة وسط مساحة واسعة من الغابات الخضراء حيث يمكنك أن تأخذ عائلتك هناك وتستمتع بأفضل المناظر الطبيعية، أما لو أردت سياحة تاريخية في بروج فقنوات بروج المائية تنقلك إلى أهم المعالم التاريخية هناك حيث تتكفل الرحلة بنقلك إلى القرون الوسطى بسهولة حينما ترى هذه المنطقة.

غنت

تعتبر غنت عاصمة منطقة الفلاندرز الشرقية، وهي من أكثر مدن بلجيكا هدوء وجمال، ولا يفصلها عن مدينة بروكسل سوى 50 كيلومتر. تتزين غنت بما يقارب 200 جسر فوق الطرق المائية التي تملأ المدينة، كما أن الفنون المعمارية هناك تعطي ذوقًا وجمالاً مختلفًا بسبب انعكاس هذه الخلفيات المعمارية على الطريق المائي مما يجعلك ترى صورة المدينة في الماء أينما ذهبت، وهذا المشهد كفيل أن يجعلك تتمنى الحياة في مكان مثل غنت، ومن أهم هذه المباني التي تمتلك فن معماري خاص مبنى دار البلدية في غنت وهو مصمم على الطراز القوطي القديم مما يجعله تحفة معمارية بكل المقاييس، غنت مدينة صغيرة وجميلة ولذلك عملية التنزه مشيًا هناك والتوجه إلى معالم الجذب السياحي البارزة في هذه المدينة تعد نزهة استثنائية حيث أنك ستستمتع بالتمشي وبجمال المدينة معًا، أو من الممكن أن تقوم بتأجير دراجة هوائية تساعدك على التجول بطريقة سريعة،

المدينة بها العديد من الممرات المرصوفة المخصصة لراكبي الدراجات، بجانب الكنائس التراثية والميادين الخلابة والطرق المائية والجسور الأنيقة والحدائق الرائعة ذات الأشجار المورقة والمزهرة، مما يجعل مدينة غنت مدينة أنيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أيضًا لو كنت تحب القلاع الأثرية فغنت بها قلعة جرافينستين وهي قلعة من زمن العصور الوسطى والتي تعتبر أهم معلم سياحي بارز في غنت بسبب جمالها وأحجارها وأبراجها وخنادقها بجانب المتحف الداخلي فيها، هذه القلعة في حد ذاتها تحتاج إلى يوم كامل للزيارة والاستمتاع بالمشهد البانورامي لمدينة غنت من أعلى أبراجها.

لييج

ليج هي ثالث أكبر مدن بلجيكا من حيث المساحة، قد تبدو للزائرين أنها مدينة هادئة بالنسبة لبقية المدن البلجيكية الأخرى ولكن في الحقيقة هذه المدينة تخفي داخلها العديد من الأماكن السياحية المختلفة من كنائس قديمة ومباني يعود زمن بنائها إلى القرون الوسطي، هذا غير المتاحف والمعارض، هناك ستجد ساحة مهمة جدًا تدعى ساحة القديس لايمبرت حيث بجوارها يقع مبنى بلدية لييج، هذا بجانب أطول سلالم عمومية في بلجيكا التي يمر بالقرب منها نهر “الميز” أو “ميوس” حسب النطق، والذي يُعد هو الآخر من أهم معالم المدينة حيث يمكنك أن تقف على الجسر المقبب الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1858.

بجوار الجسر المقبب تقع قاعة اللحوم التي تشتهر بها المدينة، وخلف هذه القاعة يقع فندق هافارت ميزون الأثري الذي يرجع تاريخ بناءه إلى أكثر من أربعمائة عام حيث بُني عام 1594، ولو كنت في الأنحاء الشرقية من لييج فلا يفوتك نهر “أورث” الذي يمتد طوله إلى ما يقارب 130 كيلومتر ويمتد حوله العديد من المناطق الطبيعية، والقري الموجودة على ضفتي النهر، أيضًا يمكنك أن تذهب في جولة مائية ورؤية معالم المدينة مثل القلاع والطواحين القديمة التي تعمل بقوة الهواء، كما يوجد متحف حياة والون والذي بُني في القرن السابع عشر، حيث تقع فيه 350 قطعة يتم عرضها تخص الحياة الثقافية والاجتماعية لمجتمع والون في بلجيكا في العصور القديمة.

نامور

نامور هي واحدة من مدن بلجيكا المشهور وهي عاصمة الإقليم والونيا، وتقع هذه المدينة عند التقاء نهر الميز مع مدينة سامبري، ويوجد في هذه المدينة طريق سريع للنقل البري، وطرق مائية للنقل البحري، وتعد في هذه الأيام واحدة من أهم مناطق الجذب السياحية في بلجيكا بسبب احتوائها على العديد من القلاع ومعالم الجذب المختلفة، وربما من أهم هذه المعالم هي قلعة نامور، والتي تعتبر واحدة من أهم القلاع على المستوى الأوروبي بسبب حصنها وموقعها الذي اختير بعناية، أيضًا ومن أهم عوامل الجذب هناك هو شارع “رو دي فر” وهو يقع في متوسط مدينة نامور وهناك ستجد الفنادق التاريخية ومتحف للفنون القديمة يعرض العديد من التحف المحلية تعود إلى عصور بلجيكا القديمة، كما تقع هناك كنيسة سانت اللوب التي تشتهر بها المدينة.

نامورا تعطيك إمكانية أن تتعرف عليها أكثر من الداخل عن طريق القيام بجولة على قدميك داخل قلب المدينة لزيارة قاعة اللحوم في منطقة جراجنون دي بوانت، والمتحف الأثري الذي يضم آثار من عصر الرومان والإمبراطورية الفرنكية ويعتبر هذا المتحف من أهم متاحف بلجيكا الأثرية حيث يضم العديد من القطع المهمة جدًا لتاريخ بلجيكا، كما يمكنك أن تذهب إلى قرية فلوريف والتي تتميز بدير “بريمونستراتنسيان” حيث تم تأسيس هذا الدير في القرن الثاني عشر الميلادي على يد القديس نوربرت، وتم عمل الكثير من التوسعات على مدار القرون السابقة ولكن أتت الإمبراطورية الفرنسية وأغلقت الباب في وجه الرهبنة مع دخول البروتستانتية، ولذلك تم إغلاق الدير ثم أعيد افتتاحه كمدرسة ثانوية يذهب لها طلاب القرية.

لوكسمبورج

من أفضل المدن البلجيكية من حيث المناخ هي مدينة لوكسمبورج حيث أنها على مدار العام تقريبًا مستقرة المناخ مما يجعلها من أفضل الوجهات السياحية على مدار السنة، فالشتاء هناك ليس قارس مما يسهل عملية زيارة الأماكن السياحية، أيضًا لوكسمبورج من المقاطعات البلجيكية الصديقة للبيئة وتشجع على التنقل من خلال الدراجات العادية والتقليل من استخدام السيارات وهذا في صالح الزائرين عمومًا، حيث أنه بسهولة سيمكنك أن تتحرك في المدينة عن طريق دراجة عادية جدًا، لوكسمبورج مدينة معاصرة وفي نفس الوقت تاريخية لذلك هناك ستجد خليط بين الماضي والحاضر في كل شيء سواء في شكل المباني أو في معالم المدينة البارزة، كما أنها تتميز بالعديد من المحال التجارية الشهيرة سواء من حيث البوتيكات الخاصة بالملابس أو المتاجر الأخرى من كل الأصناف.

هي تعتبر عاصمة بلجيكا للموسيقى حيث تقام في لوكسمبورج عادة أهم الحفلات الموسيقية ذات المستوى العالمي، هذا غير امتلاكها للعديد من المزارات السياحية الرائعة مثل قلعة فياندن المبنية على الطراز القوطي القديم، أيضًا يوجد بها ساحة سكوير غاردن أو ساحة حديقة الشهداء وتشتهر هذه الساحة بالورود المتنوعة ذات الألوان الجذابة والتي تعطي شكل مختلف لهذه الساحة، أما لو كنت من عشاق الهدوء والطبيعة فهناك ستجد بحيرة اتشتيرناتش التي غالبًا ما يلجأ لها الجميع في هذه المدينة من أجل رياضة المشي أو الجري الصباحي، أما لو كنت تحب قيادة الدراجات النارية ففي مدينة لوكسمبورج توجد متنزهات آردن لوكسمبورج التي تعتبر من أهم المتنزهات لعشاق المسافات الطبيعية الطويلة.

مونس

مدينة مونس البلجيكية واحدة من أفضل وأجمل مدن بلجيكا بسبب طبيعتها الجغرافية، حيث تقع فوق التلال بين نهري ترويل ونهر هين، بالقرب من بروكسل وباريس، ويرجع تاريخ تأسيس هذه المدينة تقريبًا إلى القرن السابع الميلادي، ولذلك تعد من أقدم مدن بلجيكا التي تم فيها بناء قلعة حربية، وكان قمة ازدهار المدينة في القرن الثالث عشر، وهي حاليًا واحدة من أهم المدن السياحية في بلجيكا حيث تحتوي على العديد من الكنائس والمتاحف والمعالم السياحية البارزة الأخرى سواء طبيعية مثل الحدائق أو معمارية مثل: قاعة مدينة مونس التي تقع في ساحة غراند بلاس والتي تعتبر من أهم المزارات السياحية في المدينة، أيضًا لعشاق الأبراج الأثرية فهناك برج الجرس الذي تم بناءه عام 1661 ويرتفع عن سطح الأرض مسافة 87 متر وهو واحد من أشهر وأفضل المعالم السياحية في مؤنس، وعلى قمته ستنال رؤية بانورامية جميلة جدًا لمدينة مونس.

ولمحبين التراث الديني فهناك ستجد كنيسة القديس وودرو التي تم بناءها عام 1450 وهي تتميز بالفن المعماري القوطي في تصمميها الداخلي والخارجي، أما بالنسبة للمتاحف هناك فهناك مجموعة متاحف تتكون من ثلاثة متاحف في مونس تسمى متاحف المدينة وهم عبارة عن متحف حرب حيث يوجد فيه معروضات تسلط الضوء على دور هذه المدينة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومتحف للسيراميك، وربما يكون متحف غريب من نوعه ولكنه يعرض في الداخل ما يقارب ال3500 نوع وتصميم من البورسلان على مدار الثلاث قرون الماضية، أما المتحف الأخير فهو متحف نوميسماتيك وهو يعرض ما يقارب من ال20 ألف من العملات المختلفة والميداليات تم جمعها من دول كثيرة حول العالم.