يوجد الكثير من الإمكانيات التي تجعل بلجيكا بلد سياحية من الدرجة الأولى، حيث يوجد هناك الكثير من المواقع الأثرية المشهود لها من قبل وكالة اليونيسكو العالمية، بجانب مباني بروكسل الشهيرة التي يصل تاريخ بناء بعضها إلى القرن الرابع عشر ولا تزال تُستخدم حتى يومنا هذا كمزارات سياحية، كما تعد مدينة مثل بروج من أهم نقاط الجذب السياحي هناك بسبب تميز شوارع هذه المدينة التي تم الحفاظ على شكلها القديم من القرون الوسطى مما يجعلك تعيش داخل مدينة وشوارع قديمة جدًا وواقعية في نفس الوقت، أيضًا هناك مدينتي ميشلين وغنت اللتان تتميزان بالكثير من المباني وفن العمارة القديم والحديث، وربما تكون ساحات المعارك التي حدثت على الأراضي البلجيكية أحد عوامل الجذب السياحي هناك أيضًا، كما أن البلد بها العديد من الأنهار وشبكة مواصلات في غاية الجودة والرقي، هذا غير أن بلجيكا نفسها صغيرة مما يجعلها جيدة جدًا لو كانت رحلتك من أسبوع لعشرة أيام حيث ستجد نفسك قد أتممت جميع الأماكن والمدن التي تستحق الزيارة، هذا المقال سيتحدث عن كل مدينة وما تحتويه من معالم بارزة.

بروكسل

عاصمة مملكة بلجيكا وتعتبر أكبر منطقة بها كثافة سكانية وحضرية هناك، ويعود تاريخ ظهورها كمدينة ذات ملامح حضرية إلى القرن العاشر، ويقدر عدد سكانها حوالي مليون شخص، ويتم تقسيمها إداريا إلى 7 مناطق، كما تعد بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي ولذلك هي مدينة مهمة جدًا على الصعيد السياسي والاقتصادي، وهذا يجعل منها منطقة مهمة من مناطق الجذب السياحي الأساسية في أوروبا وبلجيكا وإليك أهم المعالم البارزة هناك.

ميدان بروكسل الكبير

واحد من أهم المعالم السياحية البارزة جدًا في العاصمة بروكسل وبلجيكا عمومًا هو هذا الميدان، حيث يعتبر هو الساحة المركزية في قلب العاصمة البلجيكية، كما أنه يحتوي على عدد كبير من المباني رائعة الجمال والقديمة أيضًا مما يجعلك تشعر أنك في تاريخ مختلف عن التاريخ الحالي، كما أن في هذا الميدان توجد أشهر المحال العالمية في كل أنواع التجارة وأهمها محال بيع الشوكولاتة والتي تتميز بها بلجيكا، أيضًا يوجد في الميدان تمثال الطفل مانيكس الشهير، وهذا الميدان مدرج ضمن قسم التراث العالمي لمؤسسة اليونيسكو العالمية، وعادة يذهب هناك السياح للتنزه والتمشي والتطلع إلى المباني الأثرية الرائعة، هذا بجانب أن هذا الميدان به الكثير من المطاعم والمقاهي السياحية الشهيرة التي يمكنك أن تجلس فيها وتأكل أطيب الأكلات، أما لو كنت تذهب هناك في ميعاد كرنفال أو احتفال فهذا الميدان سيكون مكان لطيف لك لمشاهدة هذه الكرنفالات، خاصة كرنفال سجادة الزهور الشهير.

حديقة سينكونت ناير

لو كنت من عشاق الأماكن ذات الطبيعة الخضراء فحديقة سينكونت ناير هي أحد أهم هذه الأماكن في بروكسل، حيث تحتوي هذه الحديقة على الكثير من المساحات الخضراء والملونة بأجمل الأزهار وأندر الأشجار مما يجعلك تشعر بحالة نفسية مريحة جدًا بفضل الطبيعة المميزة في هذه الحديقة، ومن أهم الأنشطة التي يمكنك التمتع بها في هذا المكان هو رياضة المشي أو الجري، أو لو كنت من هواة الاسترخاء فأنت ستجد ضالتك هناك، ولو كان معك أطفال صغار فهذا المكان مناسب وأمن جدًا لإطلاق هؤلاء الأطفال دون الخوف عليهم، كما أنك لا تستغرب حينما تذهب في هذه الحديقة وتجد عدد كبير من الناس يمسكون الكتب ويقرأون كأنها صالة قراءة مفتوحة حيث أن المكان هناك مشهور بهذا الشيء، أيضًا بجوار الحديقة يوجد ثلاث متاحف يمكنك زيارتهم، متحف السيارات، ومتحف الفن الملكي، والمتحف الحربي، وبجوار الحديقة يوجد مسجد بروكسل الكبير وهو أكبر مسجد في بروكسل ويتميز هذا المسجد بطرازه المعماري الرائع والذي يستحق الزيارة.

بروكسل تاون هول

هذه الصالة موجودة في الميدان الكبير الذي تكلمنا عنه، وتعتبر هذه الصالة من أهم الأماكن في هذا الميدان التي يدخلها السائحين، حيث تتميز هذه الصالة بمظهر معماري فائق الجمال، ويعود تاريخ بناب هذه الصالة إلى القرن الخامس عشر، وهي مبنية على الطراز القوطي الشهير، تشتهر هذه الصالة الكبيرة بالتماثيل الرائعة التي تزينها من أعلى، والقباب مثلثة الشكل، وتمثال القديس ميخائيل، كما يوجد بها برج يدعى (برج قاعة تاون هول)، أيضًا من الداخل تحتوي القاعة على غرف مزينة برسومات ونقوش قديمة وفنية، مما تجعلك ترى الفن كما كان في القديم دون أي إضافات، الوجود في مثل هذه القاعة ينقلك إلى زمن آخر ويمكنك أن تأخذ الصور مع التماثيل الرائعة، وتصوير سقف القاعة الذي يتخلله الشمس فيجعله رائع الجمال، وبسهولة يمكنك أن تشترك في أي جولة سياحية والتعرف على أهم تواريخ وأحداث تمت في هذه القاعة، ملحوظة مهمة، لا يمكن دخول القاعة بمفردك بل يجب أن تكون مع مرشد سياحي.

غنت

تقع مدينة غنت في المنطقة الفلمنكية وهي واحدة من المدن ذات الكثافة السكانية العالية، ولكنها في نفس الوقت من أهم المناطق السياحية هناك حيث تتميز هذه المدينة بالعديد من المحال التجارية الهامة، والعديد من المزارات التراثية والسياحية ذات المباني الجميلة، هذا أيضًا بجانب المهرجانات التي تتميز بها هذه المدينة، غنت تتميز بمساحات طبيعية خلابة وفريدة مما يجعلها مدينة ذات طابع جمالي مختلف، عوضًا على مناخ المدينة المعتدل معظم فترات السنة مما يجعل عملية السياحة مستمرة ولا تتوقف بسبب الجو والمناخ، وإليك أهم أماكن غنت التي تستحق الزيارة.

كاتدرائية سان بافو

هناك العديد من الكنائس والمزارات الدينية في بلجيكا ولكن هذه الكاتدرائية ذات طابع خاص وشهير، وهي واحدة من أهم معالم غنت السياحية، وربما أكثر ما يميز هذه الكاتدرائية هو دمج العديد من الأطر المعمارية فيها مثل الطراز الباروكي والطراز القوطي والطراز الروماني، كلها تصاميم متدخلة تعطي تفرد خاص بهذه الكنيسة، أيضًا الكنيسة من الداخل بها العديد من الأيقونات الدينية الأصلية واللوحات الزيتية القديمة، وحين تزور الكنيسة ستشعر أنك في معرض ديني للوحات الفنية، وربما أبرز هذه اللوحات هي لوحة “العشق الصوفي”، كما أن هناك لوحات نادرة كانت في هذه الكاتدرائية ولكن تم مصادرتها في الحرب العالمية الأولى من قبل القوات الألمانية، لو أردت أن تزور المكان فالكاتدرائية مفتوحة كل يوم ولن تضطر لأن تدفع أي نقود فالزيارة مجانية للجميع.

قلعة Gravensteen

تعتبر “Gravensteen” واحدة من أهم وأقوى القلاع الكبيرة في غرب أوروبا، حيث يحيط بها نهر Lieve. بُنيت بين 1180 و1200 ميلادية بناء على أوامر وطلب الملك فيليب، وتم إنشاؤها بنفس تصاميم وأسلوب القلاع الصليبية التي كانت مبنية في سوريا، وتعد هذه القلعة حتى يومنا هذا نموذجًا فريدًا لفن التحصينات في العصور الوسطى الأوروبية، في القرن الرابع عشر توقف استخدام القلعة عن القيام بأعمال عسكرية واستُخدمت في الأعمال المدنية، ثم في عام 1800 ميلادية، أصبحت ملكية خاصة وتم تحويلها إلى مصنع للقطن وشقق للعمال، تمتد أمام القلعة ساحة Sint Veerleplein القديمة، التي ربما تكون أقدم ساحة في غنت، حيث كانت هذه الساحة سوقًا وأيضاً موقع إعدام وحرق ضحايا محاكم التفتيش.

متحف غنت

يتكون متحف غنت من المباني الحجرية في دير سيسترسيان في منطقة بيجلوك، ويعد واحدًا من أغنى المباني فنيًا في بلجيكا، ويَعرض مجموعة رائعة تتبع تراث وثقافة المدينة في إطار تاريخي فريد من نوعه، حيث تروي العديد من الغرف قصة غنت من خلال المعروضات التاريخية الهامة بما في ذلك المجوهرات، الأسلحة، المنسوجات، الكتب، اللوحات، الأيقونات الدينية، وحتى السيراميك وكل هذه المعروضات مجهزة بعروض الوسائط المتعددة الحديثة، أما النقطة المتميزة في المتحف هي قاعة الطعام التي تعود إلى القرن الرابع عشر وتتميز بجمال استثنائي، بسبب طلاء الجدران الداخلية باللوحات الجدارية، وحين تدخل الغرفة ستجد جدران الغرفة نفسها عبارة عن لوحات في غاية الروعة، ومن بينها لوحة طولها 10 أمتار من لوحة العشاء الأخير، بالإضافة إلى المجموعة الدائمة من المعروضات، كما يستضيف المتحف سلسلة من المعارض المؤقتة على مدار العام تتواجد في مبنى الدير المجاور.

برج الجرس وقاعة القماش

على الجانب الغربي من منطقة القديس بافسبلاين يقف برج الجرس البالغ ارتفاعه 91 متر، رمز استقلال المدينة، تم البدء في بناء البرج عام 1300 ميلادية تقريبًا وبحلول عام 1338 ميلادية تم الانتهاء منه بشكل أساسي، تمت استعادة البرج الحالي إلى شكله الأصلي الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في بداية هذا القرن، وهو يتوج بتاجين نحاسيين مطليين بالذهب، تم تركيبهما لأول مرة في عام 1377 ميلادية، تقع قاعة القماش الرائعة مباشرة بجوار الجرس، كان هذا المبنى بين عامي 1426 و1441 ينتمي لسيمون فان آشه حيث كان مكان لقاء تجار الصوف والقماش، وتم تحويله إلى سجن في القرن الثامن عشر، واليوم يحتوي على مقهى ومطعم ويحظى بشعبية جارفة بين السياح.

بروج

بروج هي المدينة الأكثر رقياً في بلجيكا والتي تم الحفاظ عليها تماماً على مدار القرون، حيث تجذب العمارة الجميلة أكثر من مليوني زائر سنويًا، إذا كان لديك وقت قصير في سفرك لبلجيكا، فيجب أن تكون بروج المحطة رقم واحد، فهناك ثروة من المباني القديمة المثيرة للاهتمام والقنوات المائية المنتشرة في المدينة، لا تزال بروج تحتفظ بهواء ممزوج بعبق تاريخ العصور الوسطى، أي شخص يسير في الشوارع الضيقة أو رحلة بالقارب على القنوات يسقط على الفور تحت تأثيره هذه الرائحة العبقة.

ساحة بلفيري هول

تقع الساحة في الجانب الجنوبي من سوق بروج حيث الميدان الرئيسي للمدينة، وتعتبر هذه الساحة أكثر المعالم المميزة في بروج، توسعت مرتين على مر التاريخ، الأولى في القرن الرابع عشر، ثم تم التوسع مرة أخرى في القرن السادس عشر، وكانت تستخدم هذه الساحة في السابق كمكان السوق الرئيسي للمدينة، وقد استخدم آباء الكنيسة في مدينة بروج مرة واحدة الشرفة الواقعة فوق مدخل أحد المباني المطلة على هذه الساحة من أجل إصدار لوائحهم الأساسية إلى السكان المجمعين في ساحة بلفري هول.

برج الجرس

يُعد برج الجرس الذي يبلغ ارتفاعه 83 مترًا واحدًا من أرقى أبراج الجرس في بلجيكا، وهو يختلف عن الموجود في غنت، بدأ بناء برج الجرس في عام 1282، وتم إدخاله من ساحة بلفري هول الداخلية ثم تم الانتهاء من القسم العلوي المثمن الأضلاع في عام 1482، واليوم لا يزال هناك 47 جرس معلق في البرج، كانوا يُستخدموا في عمليات الإنذار من الحرائق أو المراقبة، ولو أردت الحصول على أفضل إطلالة على بروج يمكنك تسلق 366 خطوة حتى قمة البرج، وفي الطريق إلى الأعلى يمكنك زيارة غرفة الكنز القديمة حيث يتم الاحتفاظ بالوثائق المدنية.

سوق بروج

في قلب المدينة يوجد سوق “ماركت” مدينة بروج، وهو ليس مجرد سوق عادي بل هو سوق سياحي قديم جدًا، ويوجد هذا السوق في ساحة بروج الرئيسية الصاخبة، وتحيط به من جميع الجوانب المباني الجميلة من مجموعة متنوعة من الفترات المختلفة، ويهيمن على الجانب الشرقي مبنى Neo-Gothic Provinciaal Hof الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1887 وهو يعتبر مقر حكومة مقاطعة غرب فلاندر، أفضل طريقة للإعجاب بكل التصاميم المعمارية هي الانضمام إلى حشود الزائرين والسكان المحليين في أحد المقاهي العديدة في سوق “ماركت” بروج والجلوس لفترة من الوقت للاستمتاع بالروعة التاريخية المحيطة بك، المقاهي هناك تقدم أفضل أنواع المشروبات الساخنة والمثلجة، كما أن بروج عادة تتمتع بجو شديد الاعتدال في الصيف، فبالنسبة للسائح العربي هذه المدينة تكون غاية في الروعة من حيث الجو والمناخ والقدرة على الانتقال من مكان لمكان سواء في الماركت أو في بقية معالم المدينة.

قاعة المدينة “town hall”

على الجانب الجنوبي الشرقي من بروج توجد قاعة مدينة بروج، وهي واحدة من أقدم المباني في بلجيكا، وقد تم تشييدها بين عامي 1376 و1420، وتعرض واجهة المبنى التركيز الرأسي القوي للأسلوب القوطي الرقيق، مع ارتفاع أعمدة المبنى ليعطي هذا الارتفاع هيبة كبيرة للمكان، ثلاثة عواميد منهم تنتهي في أبراج مثمنة الأضلاع، مفصولة بنوافذ مقوسة طويلة قوطية عددهم 49 نافذة، لا تفوت القاعة القوطية الرائعة في الطابق الأول مع قبوها الخشبي الجميل، الذي يعود تاريخه إلى عام 1402، وتسجيل الجدارية أحداث تاريخ المدينة، يمكنك أن تستمتع بالفن المعماري في القاعة والتاريخ الجميل الذي يظهر من بين كل الجدران المحيطة بهذا المكان، كما يمكن التقاط الصور أو التوجه لأي مرشد سياحي وأن تطلب منه أن يعطيك شرح وافي لهذه القاعة حينها ستجد نفسك تفهم ما تراه من جمال وتاريخ.

أنتويرب

العاصمة الثقافية لإقليم الفلاندرز الواقع في المنطقة الشمالية الناطقة بالهولندية في بلجيكا، أنتويرب هي ميناء صناعية صاخبة ومركز تاريخي رائع للحِرف اليدوية البلجيكية والفنية، كانت المدينة ذات يوم موطناً لفنانين مشهورين مثل روبنز وفان دايك وجوردان، في حين أن قرون من الرخاء من خلال التجارة قد أورثت المدينة ميراثًا من الجمال المعماري الفريد من نوعه، الذي يضم الكاتدرائية الرائعة وقاعة المدينة والعديد من المباني التاريخية البارزة الأخرى في وسط المدينة القديمة، وتعتبر المتاحف الفريدة من نوعها في أنتويرب محطة حيوية في أي رحلة بلجيكية على وجه الخصوص.

ساحة غراند ماركت

هذه الساحة هي قلب المدينة القديمة، حيث في منتصف هذه الساحة تقف نافورة باربو المزخرفة والتي تم بنائها عام 1887 من قبل الفنان جيف لامبو كما يوجد تمثال يصور الجندي الروماني سيلفيوس باربو وهو يمسك بيده المقطوعة، ويهيمن مبنى البلدية (أو ستادهويس) على الجانب الغربي من الساحة لأنه مبنى شديد الجمال كما أنه تاريخه وطراز بناءه يعطيه نوع من أنواع الجمال المختلف، وقد بناه كورنيليس فلوريس دي فوديت بين عامي 1561 و1565، ومن الداخل تم تزيين غرف هذا المبنى بلوحات من القرن التاسع عشر من قبل “H.Leys”، حيث توضح هذه اللوحات تاريخ أنتويرب، ولذلك عند زيارة هذا المبنى فأنت ستتعرف معه على تاريخ المدينة من خلال الفن، كما أن هذه الساحة بها العديد من مباني النقابات التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، لتتحول بعض هذه المباني إلى متاحف يزورها السياح.