اليونان - نبذة

تُعرف اليونان بأنها مهدٌ لحضارات عريقة، وقد كانت أول هذه الحضارات حضارتين ظهرتا على شواطئ بحر إيجه، وسميت إحداهما بالحضارة المينوية، أما الحضارة الثانية فسميت باسم الحضارة الميسينية، ولم تكونا هاتين الحضارتين آخر عهد لليونان في ظهور الحضارات رغم أن الفترة التي تلت هاتين الحضارتين عرفت بأنها عصر مظلم، والذي امتد لسنين عديدة حتى حوالي عام 800 قبل الميلاد، لتبدأ بعدها اليونان واحدة من أهم فتراتها على مر التاريخ وهي فترة الحضارة اليونانية، والتي تعتبر عهداً جديداً امتلئ بالكثير من التطورات على مستويات عدة.

لمحة عن تاريخ اليونان

كانت دولة اليونان متكونة من عدد من المدن والتي كان أهمها أسبرطة العسكرية، وأيضاً أثينا المدنية، ومدن أخرى عدة، كان لهذه المدن تأثير كبير في المنطقة كلها، فقد أنشأت مجموعة من المستعمرات التجارية التي ركزت أعمالها على طول البحر الأبيض المتوسط، كما كان لهذه المدن اليونانية دوراً بارزاً في صد هجمات الفرس، فقد كان أباطرة الفرس في هذه الفترة يحاولون التوسع بشكل كبير وكانت أوروبا من ضمن خططهم، إلا أن هذه المدن نجحت في إبعادهم ومقاومتهم وحدثت معارك كبيرة كان أشهرها وأهمها معركة “مارثون البرية” وأيضاً معركة “سلاميس البحرية”، كان لهذه المنطقة ثقافة خاصة ومميزة أثرت بدورها على حضارات مختلفة كالحضارة الهيلينية، وهي واحدة من الحضارات التي انتشرت في مناطق واسعة على مستوى العالم كله، والجدير بالذكر أن فترات التاريخ التي مرت بها اليونان كثيرة ومختلفة فقد مرت اليونان بالكثير من الأحداث التاريخية والفترات التي تميز كل منها بطابع معين وثقافة معينة.

لمحة عن جغرافيا اليونان

تشتهر اليونان بكثر الجزر الموجودة على أراضيها وحسب الإحصائيات فإن الجزر اليونانية تمثل وحدها ما يقرب من ربع مساحة اليونان بالكامل، وتصل مساحة اليونان إلى حوالي 130.000 كيلومتراً مربعاً، وهي تعد مساحة كبيرة إذا ما قارنّاها بالدول العربية مثلاً، فنجد أن مساحة اليونان تعادل مساحة دولتين عربيتين مجتمعتين كدولتي الأردن وفلسطين، ويبلغ عدد جزر اليونان حوالي 9800 جزيرة، وأهمهم وأكبرهم من بين كل هذه الجزر جزيرة “كريت” التي تصنف بأنها من أكبر 5 جزر في البحر الأبيض المتوسط، ويصل عدد سكان هذه الجزيرة وحدها حوالي 500 ألف نسمة.

أما عن موقع دولة اليونان، فهي واقعة تحديداً في لمنطقة الجنوبية من شبه جزيرة البلقان، وهي المنطقة الجغرافية الموجودة في جنوب قارة أوروبا، وتمتلك اليونان ساحل طويل يصل طوله إلى ما يقرب من 15 ألف كيلومتراً، أما حدود اليونان البرية فتصل إلى حوالي 1160 كيلومتراً، وتشتهر أراضي اليونان بأن أغلبها بنسبة تصل إلى 80 % عبارة عن مجموعة من السلاسل والمرتفعات الجبلية، وهو الأمر الذي يميز اليونان بين دول أوروبا كافة كونها تكون بذلك من أعلى البلاد الأوروبية عن مستوى سطح البحر، وتتميز اليونان أيضاً باحتوائها على مجموعة كبيرة من البحيرات.

حالة المناخ في اليونان

تتميز اليونان بأن مناخها هو مناخ البحر الأبيض المتوسط، وهو معروف بأنه مناخ يتميز بشتاء معتدل وصيف حار، وهو الحال مع مناخ دول اليونان، حيث أن فصل الشتاء في اليونان يتميز بأنه معتدلٌ ودافئ، ويكون بارد في بعض المناطق، وتسقط الأمطار على بعض المناطق من اليونان خلال فترات مختلفة من الشتاء، ويبدأ هذا الفصل من منتصف شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر مارس، أما موسم الصيف في اليونان فإنه يكون حاراً وجافاً بعض الشيء، ولكن يرطب هذه الأجواء الرياح الموسمية.

ويستمر فصل الصيف بداية من شهر أبريل وحتى شهر أكتوبر، وعن الفترات الأكثر حرارة والأكثر برودة في اليونان، فإن شهري يناير وفبراير هما أكثر شهور السنة برودة في اليونان، حيث تصل درجات الحرارة فيهما إلى حوالي 5 درجات إلى 10 درجات مئوية وتظهر هذه الدرجات المنخفضة في المناطق الساحلية بشكل خاص، أما الشهور الأكثر حرارة في اليونان فهما شهري يوليو وأغسطس، وتصل درجات الحرارة في هذه الفترة ما بين 29 إلى 35 درجة مئوية.

السكان في دولة اليونان

يشكل السكان اليونانيين الأصليين الأغلبية في مناطق دولة اليونان بشكل عام، ولكن على مر التاريخ وخلال فترات زمنية مختلفة عاصر اليونانيين مجموعات مختلفة من السكان من أصول وأعراق مختلفة عنهم، وكان سبباً رئيسياً في ذلك هو موقع اليونان الذي يجعلها قريبة من قارات مختلفة كإفريقيا وآسيا فضلاً عن قارة أوروبا التي تقع فيها اليونان، ولكن رغم ذلك إلا أن هذه المجموعات والمهاجرون من دول أخرى إلى اليونان لا يمثلون إلا أقليات بالنسبة إلى السكان اليونانيين أنفسهم، وأهم هذه الأقليات هي البلغاريين والذين يصل عددهم إلى حوالي 30 ألف شخص فقط متمركزون في منطقة الشمال الشرقي من اليونان، وأيضاً مجموعة الأرمنيين وهم حوالي 100 ألف موجودون في وسط دولة اليونان، أيضاً توجد مجموعة تركية ويصل عدد هذه المجموعة إلى حوالي 150 ألف يتمركزون في منطقة تراقيا اليونانية، ومع هذه المجموعات يوجد مهاجرون من أفريقيا وآسيا كما ذكرنا أهمهم العرب والألبان وغير ذلك من المجموعات الأجنبية الأخرى.

اللغة والدين في دول اليونان

لن يتحدث شعب بعراقة شعب اليونان بلغة أجنبية غير لغتهم، حيث أن اللغة الرسمية لهم هي اللغة اليونانية والتي يتحدث بها حول العالم ما يصل إلى 15 مليون شخص، وهي لغة تاريخية وعريقة حيث يعود تاريخها إلى ما يقرب من 3500 سنة، ويوجد من هذه اللغة اليونانية ما يعرف باسم اللغة اليونانية الحديثة وهي اللغة التي يتم تداولها الآن ولكن أصول هذه اللغة تعود إلى اللغة اليونانية ذاتها.

أما عن الدين في دول اليونان، فإن الديانية المسيحية الأرثوذكسية هي اللغة الرسمية في هذه الدولة، وحسب إحصائيات مختلفة فإن حوالي 98 % من سكان اليونان يدينون بهذه الديانة، وبشكل رسمي فإن مركز الأرثوذكسية في اليونان مذكور في دستورها إشارة إلى رمزية وأهمية هذه الديانة، ولكن مع ذلك فلم يتم تحديد ديانة بعينها في دستور اليونان الذي يضمن الحرية الدينية حسب معتقدات كل شخص، والجدير بالذكر أنه لا اضطهاد للديانات الأخرى في اليونان رغم أن عدد المسلمين بها لا يمثلون إلا حوالي 1.3 % من اليونانيين، كما أن المساجد ودور العبادة الخاصة بالأديان الأخرى كالإسلام وغير ذلك ليست متوفرة بشكل كبير، تعود أصول هذه الأقلية المسلمة إلى المجموعات التركية والبلغارية التي تسكن اليونان، ويوجد أقليات أخرى تسكن أراضي اليونان وهي أقليات مسيحية مثل الكاثوليكيين والبروتستانتينيين.