مما لا شك فيه أن موارد السفر والحديث عنها باستفاضة واحدة من أهم الأمور التي يجب أن يلتفت السائح لها كي يضمن في النهاية خروج رحلته على أفضل نحوٍ ممكن، فالسائح عندما يُسافر إلى مكانٍ ما يُخيل له أنه قد ترك كوكب الأرض بأكمله وأصبح في كوكب آخر أجنبي عنه، لذلك تجده في حاجة ماسة لإجابات لبعض الأسئلة التي تتعلق بما يدور داخل هذا الكوكب، أو بمعنى أدق، الموارد التي ستمكنه من التعامل مع هذا المكان الأجنبي عنه، وطبعًا بلا شك أهم الأسئلة ستكون متعلقة بحالة دور العبادة، فما الذي يُمكننا قوله عن دور العبادة في النمسا يا تُرى؟
س: ما هي حالة دور العبادة في النمسا؟
ج: السؤال الأول الذي يدور غالبًا في أذهان من يقومون برحلة سفر إلى أي مكان في العالم بخلاف المكان الذي تربوا فيه هو ذلك السؤال الذي يتعلق بحالة دور العبادة، فالمرء مهما كانت درجة تدينه يعرف في النهاية أن العبادة واحدة من أهم الأمور التي لا يجب عليه الاستهانة أبدًا بها، العلاقة مع الله بشكلٍ عام غير قابلة للنقاش، وفيما يتعلق بالنمسا فالجميع يعرف بلا شك أن هذه الدولة دولة مسيحية، أي أننا عندما نبحث عن نوعية دور العبادة الشائعة فسنجد أنها كنائس أو كاتدرائيات، وبما أننا نوجه الحديث أصلًا لسائح عربي مسلم على الأرجح فمن الطبيعي تمامًا أن يتم السؤال عن المساجد، وهنا نحن سوف نكون في حاجة إلى توضيحين، الأول يتعلق بالتعامل مع الديانة المسيحية من قِبل السكان في النمسا أو الإطار العام الذي يتم إجمال الديانة فيه، وهو إطار جيد جدًا في الحقيقة، إذ أن النمسا دولة هادئة ولا تتعنت من الناحية الدينية، إذًا، ليس هناك أي خوف من هذا الجانب حال التواجد في النمسا، لكن هل ينتهي كل شيء؟
الجانب الثاني من الإجابة، أو التوضيح الهام الذي لا يجب أن نغفله أبدًا، أن المساجد في النمسا قليلة بسبب قلة السكان المسلمين بالأساس، إذ أنه من النادر بعض الشيء العثور على مسجد كبير في ضاحية، أما المدن الكبيرة فعادةً ما يتواجد بها مسجد واحد للأقليات مع مجموعة من الزوايا، والناحية الدينية تشمل كذلك عزيزي السائح حريتك الكاملة في التجول بأي ملابس أو حتى بلحية كبيرة دون أن يتسبب ذلك في مشكلة، أما بالنسبة لأداء العبادة فإذا لم تجد مسجد بالقرب منك فيمكنك أن تقوم بصلاتك في الفندق أو مكان الإقامة، فالأرض كلها مسجدًا وطهورا كما أخبرنا النبي، وفيما يتعلق بالمسيحيين العرب فالأمور بالنسبة لهم سوف تكون أشد سهولة نظرًا للديانة المسيحية التي تتمتع بها النمسا كما ذكرنا.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في النمسا؟
ج: السائح قبل أن يقصد أي مكان مهما كان فإنه يُريد أن يطمئن إلى بعض الأمور التي يراها فارقة بالنسبة له، وأهم هذه الأمور هي تلك التي تتعلق بالأمان والخطر، فبالطبع أنت عندما تذهب في رحلة إلى مكانٍ ما فإنك ترغب في المتعة وفي نفس الوقت ترغب في أن تمضي الرحلة دون أن تُصاب بأي أذى أو تتعلق لعملية سرقة مثلًا، وربما هذا الأمر لن يتوفر لك إذا ذهبت دون الإلمام ببعض قواعد الأمان الخاصة بهذا المكان، ففي البداية عزيزي السائح يجب أن تعرف بأن النمسا من البلاد الآمنة الهادئة المعروفة بعدم احتوائها على لصوص وقطاع طرق بشكل مبالغ فيه، لكنها في النهاية تحتوي على بشر، وكل البشر لا يُمكنك توقع منهم شيء، إذ أنه في أي لحظة يُمكن أن يتحول إنسان عادي إلى لص أو حتى إلى قاتل، لذلك، وكقاعدة عامة لا نقاش عليها، أي مكان تذهب إليه في وضح النهار أو الساعات الأولى من المساء ويكون معروفًا بتردد الناس عليه هو في الأساس مكان أمان، أما تلك الأماكن التي تذهب إليها في الساعات المتأخرة من الليل وتكون معروفة بعدم قصدها من الناس فهي أماكن غير آمنة، كما يجب أن تضع في الاعتبار أيضًا أن البارات والحانات والنوادي الليلية أماكن غير آمنة بالمرة، فاللصوص والمخمورين لن يتواجدوا في المساجد، وإنما في مثل هذه الأماكن.
س: ما هي أحوال خدمة الواي فاي والإنترنت في النمسا؟
ج: بسبب تلك القوة الكبيرة التي أصبح عالم الإنترنت يتمتع بها لم يعد البشر يتعامل معه على أنه مجرد تطور عادي، وإنما أصبح طفرة وأسلوب حياة، وضروريات الحياة لا يُمكننا الاستغناء عنها في أي مكانٍ أو زمان، وبما أننا نتحدث عن النمسا التي تُعتبر دولة أوروبية من الطراز الثاني فيجب عليك عزيزي السائح ألا تقلق على الإطلاق من هذه الخدمة وقوتها وتوافرها، فمن ناحية القوة نجد أن النمسا تتمتع أصلًا بواحدة من أقوى شبكات الإنترنت في العالم، أما التوافر فهي موجودة في كل مكان تقريبًا لدرجة أن خدمة الواي فاي متاحة في وسائل المواصلات وفي الطرق الرئيسية، وطبعًا أماكن الإقامة بمختلف أنواعها يُصبح تواجد الإنترنت بها أمر مفروغ منها، كما أن النمسا تُقدم لك خدمة كروت الإنترنت الذكية التي تُمكنك من التمتع بالإنترنت بشكل خاص، ببساطة، الأمر لا يُمثل مشكلة على الإطلاق كما ذكرنا من قبل، وإن كنت ستقلق من شيء في النمسا فبالتأكيد لن يكون ذلك الشيء هو خدمة الإنترنت أو الواي فاي.
س: ما هي مواعيد عمل البنوك والصيدليات والمتاجر في النمسا؟
ج: من المعروف طبعًا أن لكل مكان في العالم مجموعة من القلوب التي يجب أن تكون نابضة حتى يُصبح ذلك المكان في نهاية المطاف مكان صالح للحياة، وإذا كنا سنتحدث بشكل عام عن هذه القلوب فإن أهمها بالتأكيد البنوك والصيدليات والمتاجر، فهي مؤسسات هامة للغاية في النمسا وفي أي مكان في العالم عمومًا، لكن بما أننا نتحدث عن النمسا تحديدًا فبالتأكيد الجميع يشغله أن يعرف حالة هذه الخدمات وكيفية التعامل معها، أما بالنسبة للبنوك، وهي ما يجب أن نبدأ بها لأهميتها القصوى، فيجب أن نعرف بأن بنوك العالم بالكامل تلتزم بمواعيد محددة تتماشى مع البورصة والاستثمار وأشياء أخرى كثيرة ذات أهمية، وهذا ما يعني ببساطة أن البنوك سوف تفتح في الثامنة أو التاسعة صباحًا وتُغلق قبل بداية زوال النهار، والحديث هنا عن الواحدة مساءً أو الثانية أو ربما الثالثة على أقصى تقدير، وبالنسبة للمتاجر، فأهميتها تنبع من أهمية الطعام بالنسبة للبشر، ولذلك يسأل عنها السائح ليطمئن على المكان الذي سيذهب إليه عندما يشعر بالجوع، فما الذي يُمكننا قوله عن هذه النوعية من الأماكن يا تُرى؟
المتاجر والمولات تفتح بشكل طبيعي يومي يبدأ على الأغلب في التاسعة صباحًا، لكن ربما فقط تختلف في مواعيد الإغلاق، ربما أصلًا تختلف فكرة الإغلاق من مكانٍ إلى آخر، فهناك متاجر تُغلق في الثامنة مساءً، وهو الموعد الأكثر تبكيرًا إن جاز التعبير، وهناك بنوك أخرى تُغلق في الحادية عشر مساءً أو منتصف الليل، وهذه حالة النمسا بوصفها مدينة ليلية في الأساس، لكن النوع الثاني، وهو الأغلب، فهو لا يُغلق أصلًا المتاجر وإنما يفتحها طوال اليوم بأكثر من وردية عمل، أيضًا هذا الأمر يسري على الصيدليات التي تخدم هدف أسمى ربما، فالصيدليات تمتلك ما قد يحتاج إليه المريض ويموت بسببه في أي لحظة من اللحظات، عمومًا عزيزي السائح، ولكي نُجمل لك الأمر، دعنا نقول إن القلق لن يكون موجودًا أبدًا من هذه الجهات على تواجدك في النمسا بيومٍ من الأيام.
س: ما هي حالة البريد والطوارئ في النمسا؟
ج: لقد تغير العالم الآن بلا شك، لذلك دعونا نكون صريحين ونقول إنه من الصعب جدًا، بل من المستحيل، أن يذهب سائح إلى أي بلد أوروبية، أو أي بلد عمومًا، ثم يسأل عن حالة البريد داخل هذه البلد، فالبريد الإلكتروني أصبح الآن يمتلك كافة مقاليد الحكم، لكن عزيزي السائح لا تنسى ذلك النوع من البريد الذي يتعلق بالشحنات والبضائع والأشياء التي يتم إرسالها من بلدٍ إلى آخر من خلال البريد، وهذا الأمر موجود طبعًا في النمسا، لكن من يقوم بتوليه بعض الشركات المختصة التي تجعل منه في الحقيقة أمر في غاية السهولة، لذلك لا تقلق أبدًا من توافر هذه الخدمة وإنما عليك القلق من أسعارها التي تكون مرتفعة نسبيًا، لكنك نادرًا ما ستلجأ إليها أصلًا، أما ما ستلجأ إليه حقًا فهو بالتأكيد يتعلق بالطوارئ، فالطوارئ تعني الإسعاف والشرطة والمطافئ، وفي أي لحظة من اللحظات يُمكن أن تتوقف حياة بالكامل على توافر مثل هذه الخدمات، لكن أيضًا لا تقلق من توافرها في النمسا أو في أوروبا بشكلٍ عام، فالحيوات في أوروبا لها قيمة أكثر من أي شيء آخر، أما الأرقام التي يُمكنك استخدامها فعليك بالرقم الدولي الشامل، وهو كما نعرف جميعًا 112.
س: ما هي أهم العطلات الرسمية في النمسا؟
ج: معرفة العطلات الهامة في النمسا أمر ضروري جدًا لأكثر من سبب، ففي بعض الأحيان تكون هذه العطلات أعياد يجب المشاركة في الاحتفال بها والخروج بمتعة كبيرة منها، وفي أحيانٍ أخرى كثيرة تتسبب مثل هذه العطلات في تعطيل الحياة بشكلٍ عام، لذلك يجب أن تكون على دراية بها لأن الأماكن السياحية الجاذبة تكون غير متوفرة بها، ومن أهم هذه العطلات السلبية يوم الأحد، والذي يصفه كل من ذهب إلى النمسا باليوم الممل لكونه يوم تتوقف فيه حياة النمسا بالمعنى الحرفي للكلمة ويكون من الأفضل لك الجلوس في بيتك، وعادة ما يتم تخصيصه لمباريات كرة القدم لكونها الشيء الوحيد الصالح في مثل هذا اليوم، أما العطلات الأخرى فهي التي تواكب الأعياد كعيد التأسيس وعيد الجمهورية وعيد الفصح وأعياد الميلاد والكريسماس وأعياد أخرى كثيرة تكون مظاهر الاحتفال بها طاغية ومبهجة، لذلك لا يجب عليك تفويتها.
طبعًا هذه الأسئلة التي قمنا بالإجابة عليها الآن لا تُعبر عن مئة بالمئة من الأسئلة التي تدور في ذهن السائح ويعتبرها ضمن موارد السفر، لكننا فقط رعينا الإجابة على أهم الأسئلة، أو التي ستضمن على الأقل رحلة سفر سعيدة بها بعض الموارد الكافية لجعلها تمر بخير، ولمزيدٍ من الأسئلة يُمكنكم البحث على مواقع السياحة أو متابعة قراءة هذا الدليل.