النمسا - نبذة

تحظى النمسا بحالة مُختلفة لكونها واحدة من أعرق الدول الأوروبية، والعراقة هنا تعني أننا مُطالبون بالتحدث عن النمسا بما يضمن لها حقها، أو بمعنى أدق، بما يُنزلها المكانة التي تستحقها، وسوف نحاول الوصول إلى هذا الغرض صعب المنال من خلال تناول تاريخ دولة النمسا ثم بعد ذلك التحدث عن الموقع الجغرافي المصحوب ببعض الحدود، أيضًا سوف نتحدث عن المناخ والسكان وحياتهم وأهم ما يميزهم ثم أخيرًا تناول أهم ما يميز النمسا بشكلٍ عام، ولتكن البداية مع تاريخ النمسا، فما الذي يُمكننا قوله عنه يا تُرى؟

التاريخ في دولة النمسا

أول وأهم شيء قد يطمح الآخرين في معرفته عن دولة النمسا، أو أي دولة أخرى عمومًا، هو تاريخها، فالتاريخ هو الذي يُحدد الحاضر كما نعرف جميعًا، وبالنسبة للنمسا فقد كانت بدايته التاريخية على يد مملكة النوريكوم، تلك المملكة التي قامت بضم النمسا إليها قبل حوالي خمسة عشر قرنًا من بداية التاريخ الميلادي، أي تقريبًا أربعة آلاف عام ونصف، وقد كانت هذه المملكة محكومة من الروم، ثم بعد ذلك قامت المملكة بإنشاء المدن الرئيسية الموجودة حاليًا في النمسا، ولو لاحظتم يا سادة فإننا نتحدث عن عملية التكوين كمسمى فقط وليس ككيان ووجود، إذ أن الأرض قد نشأت بأكملها في آنٍ واحد أو على الأقل تبعًا لتحولات جغرافية مر عليها ملايين السنين، على العموم، بعد أن قامت النوريكوم بإنشاء النمسا وتمكنت منها لفترة طويلة جاءت مجموعة من العهود المُختلفة حتى أتى في النهاية ذلك العصر الذي شهد الشكل الأخير للنمسا، وهو العصر العثماني الذي مع انتهاءه بدأت الجمهورية الأولى والثانية في النمسا تتشكل وتأخذ وضعها، قبل أن تحدث انفراجه في القرون الثلاث الأخير وتمر النمسا بما يُعرف باسم عصر الازدهار، لكن ماذا عن الجغرافيا يا تُرى؟

الجُغرافيا والطقس بدولة النمسا

السائح عندما يُريد الذهاب إلى مكانٍ ما، ومهما كان ذلك المكان الذي سيذهب إليه فإنه بالتأكيد سوف يرغب في معرفة تفاصيل رئيسية عنه تتعلق في المقام الأول بالحالة الجغرافية التي يتمتع بها، فمساحة النمسا تصل إلى ثلاثة وثمانين ألف كيلو متر مربع، وهي مساحة ليست بالكبيرة أو المُبالغ فيها، بل يُمكن القول فقط أنها مجرد مساحة طبيعية منطقية مناسبة، أما بالنسبة للحدود والأماكن التي تقع بالقرب من النمسا فهي كذلك واحدة من الأمور التي يجب الاهتمام بها ومعرفتها جيدًا، إذ أن ألمانيا وجمهورية التشيك يتواجدان في شمال النمسا، بينما سلوفاكيا والمجر في الشرق وإيطاليا وسلوفينيا في الجنوب وسويسرا في الغرب، وطبعًا كلكم تلاحظون أن هذه الدول دول أوروبية نظرًا لكون النمسا في الأساس تقع ضمن قارة أوروبا، وتحديدًا أوروبا الوسطى، لكن ماذا عن المناخ يا تُرى؟

الحدود التي ذكرناها الآن، وذلك الموقع بشكلٍ عام، قد حددا بالطبع الشكل المناخي الذي تأخذه النمسا، إذ أنها تحتوي على مناخ معتدل يميل في فصول الشتاء والخريف إلى البرودة المفرطة، كما أنه نادرًا ما يتشكل الجليد بالشكل المبالغ فيه مثلما يحدث مع دول أوروبية أخرى كثيرة، على العموم، هذه الحالة المناخية وذلك التكوين الجغرافي يُمكن تصنيفهما تصنيف مُرتفع للغاية، ذلك التصنيف يجعل من الجذب السكاني الكبير أمر طبيعي ومنطقي للغاية، وهذا ما يأخذنا بالضرورة إلى التحدث عن التواجد السكاني داخل دولة النمسا.

السكان في دولة النمسا

يبلغ عدد السكان في النمسا حوالي تسعة ملايين نسمة، وهو بالتأكيد عدد كبير للغاية يجعلنا نُدرك أن المناخ والموقع كان لهما دور كبير في الجذب، والحقيقة أن هؤلاء السكان يأخذون أكثر من هوية، فمنهم الأكراد والصرب والسلوفاك والكثير من الهويات الأخرى، إلا أن السكان الأصليين في النهاية يتبعون السلالة الأوروبية العادية التي تجعل أغلب السكان يمتلكون البشرة البيضاء الناصعة والعيون الملونة بالأخضر والأزرق بالإضافة طبعًا إلى الأصوات الناعمة، إنها السلالة القرمزية، وطبعًا الجميع يعرف جودة هي السلالة التي عادةً ما تتركز في أوروبا، على العموم، في العاصمة النمساوية فيينا يتواجد أكثر من ربع السكان الموجودين في النمسا بأكملها، إذ أنها تحتوي على حوالي اثنين مليون نسمة، وإذا أردت أن تعرف الطبيعة الخاصة بهؤلاء السكان فيكفي أن تعرفهم بعشهم الكبير للثقافة والفن، أيضًا لا مفر من معرفة كونهم لا يعتزون لغة معينة وإنما يتحدثون أكثر من لغة، وفي النهاية يجب أن تعرف بأن السكان في النمسا يبلغون مُعدل مُرتفع للغاية من الهدوء وراحة البال، إذ أنه نادرًا ما تجد أي صراعات داخل النمسا أو صراعات للنمسا نفسها مع دول أخرى.

أهم ما يُميز النمسا

لكل بلد موجودة في العالم بعض المميزات التي تدفعنا لاعتبارها دولة قابلة للزيارة أو غير قابلة للزيارة والتعايش من الأساس، وبالنسبة لدولة النمسا فإنه من أهم المميزات التي تحظى بها هذه الدولة أنه من الصعب جدًا الانخراط بداخلها والتعايش بها، وذلك الأمر راجع لسهولة الحياة هناك وعدم وجود أي تعنت من السكان الأصليين للنمسا، أضف إلى ذلك ضمن المميزات أن النمسا تحظى بمعدل كبير جدًا من السعادة، فحسب الإحصائيات الأخيرة تتواجد النمسا ضمن قائمة العشرين دولة الأكثر سعادة في العالم، أيضًا معدلات الدخل هناك مرتفعة جدًا ومعدلات البطالة تكاد تكون معدومة، وبالرغم من ذلك نجد أن الأيدي العاملة في النمسا كثيرة على خلاف العديد من الدول الأوروبية، وبما أننا نتحدث عن المقارنات فإن النمسا تتميز كذلك بكونها إحدى الدول القليلة في أوروبا التي تحتوي بداخلها على كافة أشكال الجمال الطبيعي من جبال وأنهار وظواهر طبيعية، وفي نفس الوقت تمتلك أماكن حضارية حديثة وأماكن أثرية عتيقة، إنها ببساطة شديدة بلد لا يُمكن أبدًا تفويتها لكل هذه المميزات التي ذكرناها أو التي لم يسعنا الوقت والمساحة لذكرها.

طبعًا كما اتفقنا من قبل، كل هذه المعلومات التي تم ذكرها الآن على النمسا وكانت تتعلق بالمساحة والجغرافيا والسكان والتاريخ والمميزات، وكل هذه الأمور، تم تناولها فقط بشكل سطحي يتماشى مع الطبيعة أو الهدف الذي تُكتب من أجله هذه السطور، فنحن الآن في حاجة فقط إلى غيض من فيض، وليس الفيض كله بالتأكيد.