النرويج - أحداث

مما لا شك فيه أن كون الدولة كبيرة يعني بالضرورة أنها سوف تتعرض للكثير من الأحداث المناسبة لهذا الكِبر، هذه الأحداث تُسهم بشكل أو بآخر في زيادة عظمة الدولة وعلو مكانتها، وعندما نتحدث عن دولة النرويج تحديدًا فلا يُمكننا أن نُنكر أبدًا ذلك المخزون الكبير من الأحداث الموجودة في جعبته، بل إن الأكثر تميزًا أن هذه الأحداث متنوعة وشاملة للمهرجانات والكرنفالات والأعياد والمناسبات، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور القليلة المُقبلة مع إبراز طريقة المشاركة في هذا الحدث والاستمتاع به، والبداية ستكون طبعًا مع الحدث الأكثر صخبًا على الإطلاق، أعياد الكريسماس.

أعياد الكريسماس

طبعًا لا خلاف على أن أعياد الكريسماس تُعد من أهم الأعياد الموجودة في أوروبا بالكامل وليس فقط في النرويج، بل دعونا نقول بلا مبالغة أن العالم بأكمله يحتفل بهذه الأعياد التي تأتي في الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر القابع في نهاية العام، لكن الاحتفال بالكريسماس في النرويج بالذات أمر ليس له مثيل في المتعة، ففي هذه الفترة من كل عام يخرج الناس من بيوتهم ويجوبون الشوارع ويوزعون الهدايا على بعضهم البعض ويلونون وجوههم ويرتدون الملابس الغريبة، أضف إلى ذلك أن الفرق الموسيقية لا تتوقف في هذه الفترة وتظل تطوف الشوارع أيضًا وتعزف المقطوعات الموسيقية بلا توقف، وربما هذا الشكل من الاحتفال كما هو واضح من الوصف غير قابل بالمرة للتفويت، حتى لو كان نفس الشيء يحدث في بقية أوروبا إلا أن أجواء النرويج في الاحتفال تبقى مختلفة مئة وثمانين درجة، اذهبوا هناك واعرفوا السر بأنفسكم، ولا تقلقوا، فالاحتفال مجاني تمامًا ولا يحتاج منك دفع أي أموال من أجل الاحتفال.

عيد القيامة المجيد أو الفصح

بما أننا نتحدث عن دولة مسيحية في الأساس فمن الطبيعي تمامًا أن يكون هناك اهتمام كبير بالأعياد التي تحظى باهتمام أصحاب هذه الديانة، والحديث الآن عن المسيحيين، ومن أهم الأعياد التي تشغل المسيحيين في كل بقعة في العالم عيد القيامة المجيد أو الفصح، وهو العيد الذي يأتي في شهر إبريل غالبًا ويُعادل عيد الفطر أو الأضحى في الديانة الإسلامية، ولكي تحتفل بهذا العيد في النرويج بالذات فإنه ثمة نمط خاص للغاية، فالصباح غالبًا ما يكون للاحتفالات الدينية كالصلاة وما شابه، أما المساء فهو مُخصص للبهجة من خلال مظاهر الاحتفال الأخرى، وبالتالي فإن غير المسيحيين سوف يحضرون فقط تلك الاحتفالات التي تُقام في المساء، وهي تضمن الحفلات والسهرات والخروج إلى الأماكن الترفيهية المُختلفة، ببساطة، هو عيد آخر لا يُفوت من أعياد النرويج وأوروبا بشكلٍ عام.

أعياد رأس السنة

نبقى كما نحن مع الأعياد التي تُقام في النرويج ويحدث الاهتمام بها في أوروبا بشكلٍ عام، والحديث الآن ينتقل إلى أعياد رأس السنة التي تأتي في بداية كل عام، وهذه الأعياد تأتي على سبيل الاحتفال بالعام الجديد وتوديع العام القديم، حيث يتجمع الناس في آخر ليلة من العام السالف وينتظرون حتى مرور الساعة الثانية عشر صباحًا من صباح اليوم التالي، وهو اليوم الأول في العام الجديد، ليبدأ الاحتفال الصاخب بعد ذلك، وتُقام الاحتفالات في شكل كرنفالي مُبهج غالبًا، وغالبًا ما تكون النوادي الليلية أو أماكن إقامة الحفلات هي المقر الرئيسي لهذه الأعياد التي يكون الشيء الأهم فيه تلك الملابس التنكرية، ببساطة، هو عيد آخر من الأعياد التي لا يجب تفويت الاحتفال بها، وخصوصًا إذا كان في النرويج.

أعياد الربيع

الجميع بلا استثناء يشعرون بالامتنان تجاه الربيع ويعتقدون أنه الفصل الأهم والأفضل في السنة بأكمله، ولهذا عندما يأتي نرى الاحتفال به صادقًا ونابعًا من القلب، بل ويحدث كذلك حالة من التفنن في هذا الاحتفال، ولكي نكون واضحين فإن تفاوت الاحتفال بين البلاد والدول بأعياد الربيع أمر موجود وقائم بالفعل، فربما سيدهشكم ذلك، لكن مصر مثلًا تُعتبر من أكبر الدول في العالم احتفالًا بالربيع، أما بالنسبة للنرويج فإن الاحتفال في الربيع فيها يكون من خلال إقامة المهرجانات والخروج في حفلات وزيارة السينما والأماكن الترفيهية، وهو شكل احتفالي مماثل بعض الشيء لما يحدث في الأعياد التي سبق التحدث عنها، لذلك لن يكون من الجيد أبدًا تفويت فرصة الاحتفال بهذا العيد في النرويج.

يوم النرويج الوطني

في السابع عشر من مايو في كل عام تحتفل النرويج بالكامل بأحد أهم الأعياد الموجودة فيها، وهو يوم النرويج الوطني، والذي يتم اعتباره كذلك اليوم المفتوح للأطفال، ففي هذا اليوم يخرج الجميع إلى الشوارع وهم يحملون الأعلام ويلوحون بها ويرتدون الملابس الجديدة، في حين أن الأطفال يُسمح لهم في هذا اليوم الهام بأكل كل الأصناف التي يُريدونها من الحلوى، ولذلك فإن الأطفال تحديدًا ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر ولا يفوتون الاحتفال به لأي سبب.

يوم العمال

من المعروف في كل مكان في العالم أن الأول من شهر مايو ليس يومًا عاديًا بالمرة، إذ أنه العيد الرسمي للعمال الذين يحتفلون في ذلك اليوم بإنجازهم في العمل وقدرتهم على العطاء، ولهذا فإن ذلك اليوم يُعتبر يوم إجازة رسمية وتكون فيه كافة الهيئات والجهات الرسمية مُتعطلة، لكن هذا لا يمنع طبعًا من أن أماكن الترفيه تكون مُتاحة للجميع، فالناس في مثل هذا اليوم لن يجلسوا في بيوتهم بكل تأكيد، وإنما سيخرجون من أجل الترفيه عن أنفسهم، فهو يوم لا يتكرر كثيرًا.

مهرجان فتيات الشرق الأوسط

الآن نتحول إلى أهم المهرجانات التي تُقام في النرويج، والحقيقة أن هذه المهرجانات تأخذ منحنى غريب جدًا في الشكل والمضمون، حيث نجد أنه ثمة مهرجان يُقام في أوسلو يُعرف باسم مهرجان فتيات الشرق الأوسط، وكما هو واضح من الاسم فهو مُخصص لفتيات الشرق الأوسط، ويتم من خلاله التشارك مع هؤلاء الفتيات في الكثير من الأنشطة التي أهمها كرة القدم، ويشارك كذلك فتيات النرويج حيث تُنظم بطولة مُتخصصة لكرة القدم مع إقامة محاضرات تثقيفية وتوعوية لهؤلاء الفتيات، ومن المعروف أن المهرجان ممول من أحد المؤسسات في الأردن لكنه يُقام في النهاية بدولة النرويج التي احتضنته العام الماضي ومن المُقرر احتضان دورات جديدة منه في الأعوام المُقبلة، ولكي تُشارك في هذه الفاعلية الأمر بسيط للغاية، فقط قدم في الاتحاد الخاص بالمهرجان في أوسلو، والشرط كما ذكرنا أن يكون المشترك فتاة.

مهرجان الموسيقى في النرويج

تحظى الموسيقى في دولة النرويج باهتمام كبير للغاية، وذلك الاهتمام يظهر في صورة إقامة بعض المهرجانات والاحتفالات الخاصة التي منها، أو على رأسها إن جاز التعبير، مهرجان الموسيقى في النرويج، وهو مهرجان يُنظم في شهر إبريل من كل عام بمدينة أوسلو، ويتم فيه دعوة الفرق الموسيقية والموهوبين من كل أنحاء العالم، ويشمل المهرجان كذلك مُسابقة كبرى في مجال الموسيقى يتم فيها توزيع الجوائز على الموهوبين، بمعنى أدق، يفتح المهرجان الباب أمامك من أجل المشاركة بطريقتين، الأولى مُتسابق عادي، وهي التي تستدعي منك أن تكون موهوبًا في مجال الموسيقى، والطريقة الثانية هي التي تتعلق بالمتعة الكامنة في المشاهدة، لكن في النهاية يبقى الشيء الثابت في هذا المهرجان أنه حدث لا يستحق التفويت، وخصوصًا إذا كنت في الأساس من عشاق الموسيقى.

معرض الكتاب العربي

لا نزال مع المناسبات والأحداث التي تُقام في النرويج بشكل شبه سنوي، والحديث هذه المرة ينتقل إلى حدث غريب بعض الشيء، وهو معرض مُخصص من أجل الكتاب العربي، وقصة هذا المعرض بالذات هو السعي خلف ضرورة الربط بين الثقافة العربية ومنطقة إسكندنافيا، وهي منطقة تضم النرويج بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية الأخرى، ولهذا فإن الأمر لا يخلو من إقامة معارض أو مناسبات داخل النرويج تتبع هذا المعرض، وفي حالة وصول الدور إلى أوسلو تحديدًا فإن المعرض يتحول إلى حدث بارز ومؤثر للغاية لا يستحق التفويت، وبما أننا في الأساس نوجه الحديث إلى سائح عربي فليس من المنطقي أبدًا عدم المشاركة في هذا المعرض ولو حتى بجولة فيه أثناء إقامته في شهر أغسطس.

طبعًا عزيزي السائح هذه الأحداث والمناسبات التي تم ذكرها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل الأحداث الموجودة في النرويج، وإنما هي فقط المناسبات الأهم والأكثر استحقاقًا بالاحتفال، وعلى السائح أن يعرف هذه المناسبات قبل القيام برحلة السفر من الأساس حتى يُحضر لها جيدًا ويكون قادرًا على الاحتفال بها.