النرويج - نبذة

مما لا شك فيه أن دولة النرويج لا تحتاج أبدًا إلى المقدمات أو حتى وضع نبذة عنها من أجل تعريف الآخرين بها، فالنرويج كيان عريق في أوروبا كان شاهدًا على قوة حضارة كبيرة مثل الفايكنج، لكن هذه العراقة لا تُعيق أبدًا من أهمية وضع نبذة مُختصرة لتعريف من لا يعرف النرويج بهذا الكيان الذي نتحدث عنه، هذه النبذة بالتأكيد سوف تطال تاريخ الدولة والموقع الجغرافي الخاص بها وأهم التحولات المناخية وصورة للأعداد السكانية ومضمونها ومميزات عامة تشمل النرويج ككل، والبداية كما تعودنا مع الأصل، والأصل هو التاريخ، فماذا عنه يا تُرى؟

تاريخ النرويج

إذا ما تتبعنا التاريخ فسنجد أنه يُؤكد على كون دولة النرويج، أو دعونا نقول أرض النرويج، قد وجدت قبل عشرات الآلاف من السنوات التي تسبق التأريخ الميلادي، ولو لاحظتم فإنه من الطبيعي أن تكون كافة الأراضي موجودة منذ ملايين السنين تبعًا للظروف البيولوجية للكرة الأرضية، إلا أن أرض النرويج نفسها لم تتشكل إلى في هذا التوقيت، وعلى ما يبدو أن التغيرات التي لحقت بالكرة الأرضية قد طالت أرض النرويج في وقت متأخر بعض الشيء، على العموم، السكان في النرويج يُطلق عليهم شعب سامي، وذلك نظرًا لأن الحضارة النرويجية قد قامت في الأساس على أرض سامي، لكن أرض سامي لم تُمثل الكيان الكامل لهذه الدولة، إذ أنها فيما بعد، وتحديدًا مع بداية التأريخ الميلادي، بدأت تتشكل بالشكل الحالي عن طريق انضمام بعض الممالك لها، ويقول التاريخ الخاص بهذه الدولة أيضًا أن بداية الانخراط مع العالم، الانخراط الفعلي إن جاز التعبير، جاء سنة 600 ميلاديًا، وذلك عندما عرف النروجيون البحر وقاموا بصناعة السفن والخروج بها إلى أماكن أخرى، وبالتالي استقبال ثقافات وأشخاص آخرين من مناطق أخرى.

الجغرافيا في النرويج

من أهم العناصر التي ينظر إليها المُطلع بعين الاعتبار هي تلك التي تتعلق بالجغرافيا، فالجغرافيا تُسهم في إكمال الصورة المرسومة وإخراجها على أفضل نحوٍ لها، فالنرويج موجودة في قارة أوروبا، وتحديدًا الجزء الشمالي منها، أما بالنسبة للحدود ففي الشرق تتواجد دولة السويد وفي الشمال فنلندا وروسيا في الغرب والدنمارك في الجنوب، وهي حدود جيدة طبعًا مقارنة مع دول أخرى كثيرة في الشمال من أوروبا لا تمتلك مثل هذه الحدود التي توفر منفس مائي هام مثل المُحيط الأطلسي، والواقع أن النرويج، وعلى الرغم من قلة عدد مدنها إلا أنها تمتلك مساحة كبيرة للغاية تصل إلى 385 ألف كيلو مربع، وهي مساحة كبيرة للغاية مع الوضع في الاعتبار أن الكثافة السكانية الموجودة في هذه المساحة تكاد تكون معدمة، حيث أنه ثمة خمسة ملايين نسمة فقط في النرويج، أيضًا لا ننسى أن النرويج في فترات من تاريخها قد فقدت أجزاء من مساحتها لصالح الدول المجاورة لها، ولولا ذلك لكانت تقترب من النصف مليون كيلو متر مربع، كل هذا في قارة مثل أوروبا تُعتبر الأقل من حيث المساحة على مستوى قارات العالم بأكمله، لكن ماذا عن الطقس يا تُرى؟

الطقس في النرويج

يؤثر الموقع الجغرافي والتضاريس الموجودة في أي مكان على حالة الطقس، هذا أمر بالتأكيد لا خلاف عليه، وبالنسبة للنرويج فإنها تحظى بطقس غريب بعض الشيء ومختلف من منطقة إلى أخرى داخل الدولة الواحدة، فمثلًا في الجزء الشمالي نجد أن تيار الخليج الذي يهب على النرويج يؤثر تأثيرًا كبيرًا في حالة الطقس لدرجة أنه على الرغم من هطول الأمطار إلا أن درجة الحرارة تكون مرتفعة بصورة غريبة، لكن هذا الأمر يشمل الجزء الشمالي فقط كما ذكرنا، بينما بقية الأجزاء تحظى بالجو الساحلي العادي المتماشي مع بقية القارة الأوروبية، فهو بارد في الشتاء ومعتدل بعض الشيء في الصيف، والحقيقة أن طقس النرويج بشكل عام أفضل من طقس الدول المُحيطة به، ففي أحد الحدود الخاصة بالنرويج تقع دولة روسيًا، وبالتأكيد كلنا نعرف الأجواء في روسيا وحالة الجليد التي تحظى بها، وإن كان هذا لا يمنع من القول بأن الثلوج تكون حاضرة في أوج فصل الشتاء، وخاصةً في القلب من الدولة والأماكن المتوسطة بها، وهي لا تستمر لفترة طويلة وتكون زيارة خفيفة كما يُطلقون عليها هناك، وربما هذا ما يجعل فصل الصيف هو الأنسب لزيارة النرويج.

السكان في النرويج

أول الأشياء التي ستدهشك في أعداد سكان دولة النرويج أنها لا تتماشى أبدًا مع المساحة التي تحظى بها، فإذا ذُكرت النرويج وذكر خلفها ذلك التاريخ الطويل والمخزون الثقافي والفني والأدبي لها فإن البعض قد يتخيل أننا نتحدث عن دولة قوامها مئة مليون نسمة على الأقل، لكن المفاجأة تظهر عندما نعرف بأن أعداد السكان الموجودة في النرويج لا تزيد عن الستة ملايين نسمة، بل إنها كانت قبل عام واحد فقط تزيد عن الخمسة ملايين بقليل، هذا ما يتعلق بالأعداد المُدهشة، أما بالنسبة للطبيعة التي تحظى بها هذه الأعداد فهي نفس الطبيعة التي تحظى بها كامل دولة أوروبا، والحديث هنا الطبيعة الشكلية وكونها تتبع السلالة القرمزية، لكن لا ننسى كذلك القول بأن السكان الأصليين للنرويج كانوا في الأصل يتبعون الشعب السامي، وأن هذه الدولة في بداية تشكلها قد حظيت بسلالات وأشكال مختلفة من السكان نظرًا لكونها كانت شاهدة على انضمام مجموعة من الممالك إليها من حينٍ إلى آخر، على العموم، السكان هناك، وربما بسبب قلة أعدادهم، طيبون للغاية ومسالمون، فالنرويج لا تشهد أي صراعات على المستوى الداخلي أو الخارجي، وهذا طبعًا ضمن أهم المميزات بها.

أهم ما يميز النرويج

من الأشياء الجميلة جدًا في هذا العالم أنه ثمة بعض الأمور المميزة التي يُمكن أن تتميز بها كل بلد عن الأخرى، وبالنسبة للنرويج مثلًا فيُمكننا أن نذكر الكثير من المميزات، على رأسها الحالة المناخية التي تختلف عن الكثير من الدول الأوروبية المجاورة، فعلى الرغم من أن النرويج تقع بالقرب من روسيا مباشرةً إلا أن كل منهما له طقس مُغاير عن الآخر تمامًا، وطبعًا طقس النرويج يجذب سياحيًا أكثر، وبمناسبة الجذب والسياحة لا ننسى أبدًا بأن النرويج تمتلك الكثير من معالم الجذب الطبيعية التي لم يتدخل الإنسان من أجل إيجادها، وهذه ميزة تفتقدها تلك الدول التي تدفع ملايين الملايين من أجل إنشاء مكان سياحي تفتخر به، ولن نغفل طبعًا تميز النرويج بسكانها الذين ينعمون بطبيعة هادئة ومُختلفة عن بقية الغرب الأوروبي، وربما هذه الطبيعة الهادئة قد جاءت من الأعداد القليلة للغاية التي لا تتجاوز كما ذكرنا الستة ملايين نسمة، فإذا كان البعض يعتبر الزيادة في أعداد السكان نعمة من أجل زيادة العمل والإنتاج فإن البعض الآخر قد يعتبر عدم وجودها نعمة أيضًا بسبب المساهمة في إراحة كاهل الدولة وحالة الهدوء التي نتحدث عنها، وأيضًا من ضمن المميزات اللغة النرويجية السهلة نسبيًا مع وجود أكثر من لغة أخرى يُمكن اللجوء إليها مثل السامية والإنجليزية.