مناطق الجذب السياحي في السويد متنوعة جدًا، فهناك المناطق الطبيعية، التي تتمثل في الجبال والمروج والمراعي. كما تمتلك السويد عدد كبير من الغابات الصغيرة. أيضًا السويد دولة ساحلية ولذلك حتى السياحة المائية موجودة، أما من حيث المتاحف والمزارات السياحية المختلفة، فالسويد لديها مباني معمارية خلابة، وعدة متاحف عظيمة الشأن سواء من الناحية المعمارية أو في المحتوى، فالسويد دولة بديعة وكل مدينة بها تمثل منطقة جذب سياحي مختلفة، لذلك تابعنا في هذا المقال حتى تتعرف على أهم مناطق الجذب السياحي في السويد.
مدينة ستوكهولم
مدينة ستوكهولم تُعد أهم وأكبر مدن السويد على الإطلاق. كما أنها عاصمة مملكة السويد، عدد سكانها لا يتجاوز المليون فرد، فقط 885 ألف نسمة، مما يعني أنها ضمن أقل عواصم العالم ازدحامًا بالسكان، مما يجعلها عاصمة متطورة وحديثة ومنظمة جدًا. موقع مدينة ستوكهولم يقع بين بحر البلطيق وبحيرة مالارين بجانب خليج مزدحم بالجزر الصغيرة. مما يجعل موقع هذه المدينة وحده سبب في الجمال الاستثنائي التي تتميز به هذه المدينة. وتعتبر ستوكهولم هي المركز السياسي لمملكة السويد منذ القرن الثالث عشر الميلادي. مدينة ستوكهولم تتميز سياحيًا بأنها تضم العديد من المتاحف والقصور مثل قاعة المدينة والقصر الملكي. ستجد فيها ما لا يقل عن 30 متحف، وأشهر المحتويات سفينة “فاسا” الحربية، والذي يقدر عمرها من القرن السابع عشر ميلاديًا. أكثر ما يميز مدينة ستوكهولم كمنطقة جذب سياحي هامة هو نظام المواصلات المحلية هناك، فهناك المترو والحافلات والقطارات، كل نظم النقل هذه سلسة جدًا مما تجعل التنقل في المدينة سهل جدًا، كما أن مدينة ستوكهولم في الأساس عبارة عن 14 جزيرة مرتبطة ب50 جسر.
أما بالنسبة لأهم المزارات السياحية في ستوكهولم فستجد هنا ساحة سيرجلس تورج والتي تعتبر القلب النابض لمدينة ستوكهولم لموقعها الذي يتوسط العاصمة السويدية، وتعتبر هذه الساحة ملاذ ترفيهي للعديد من السكان المحليين والسياح. كما يُقام فيها أحيانًا مهرجانات ثقافية. كما ستجد واحد من أهم وأقدم المتاحف في العالم وهو متحف “سكانسن”، حيث كانت الغاية الأساسية من بناء هذا المتحف هو عرض الحياة الاجتماعية ونمط العيش الأسري في السويد خصوصًا في عصر النهضة السويدية. ولك أن تعرف أن هذا المتحف فقط يزوره سنويًا حوالي 1.3 مليون زائر وهو أكبر من عدد سكان العاصمة السويدية. أما لو كان لديك أسرة وتريد أن تذهب إلى ملاهي ترفيهية فستوكهولم بها ” جرونا لوند” التي تُرتب ضمن أفضل عشر ملاهي أوربية في القارة العجوز. وبالنسبة للذين يفضلون المروج الخضراء فستوكهولم بها العديد من المتنزهات مثل متنزه ” كونغليغا جورجاردن” الذي يقع في جزيرة بوسط مدينة ستوكهولم.
غوتنبرغ
“غوتنبرغ” هي ثاني أكبر مدينة في السويد سواء من حيث المساحة أو من حيث الكثافة السكانية. تقع مدينة غوتنبرغ في الساحل الغربي للسويد، عند ميناء “كاتيغات” عند بحر الشمال. الشعب السويدي يطلق على غوتبرغ “لندن الصغرى”. تأسست المدينة في القرن السابع عشر عام 1621 عن طريق ملك السويد في ذلك الوقت “غوستاف أدولف” حيث لم تكن هذه المنطقة تابعة للسويد بل كانت تابعة لمملكة النرويج والدنمارك. وربما أكثر ما يميز هذه المدينة هو الطهي حيث تم إطلاق لقب “عاصمة الطهي السويدية” على هذه المدينة عام 2011، بسبب كثرة المطاعم والطهاة العباقرة وحُب السياح لتجربة العديد من المأكولات البحرية والسويدية في هذه المدينة. كما أن بها العديد من ملاعب كرة القدم والتي تعتبر الرياضة الشعبية الأولى في السويد.
غوتنبرغ هي مدينة سياحية شاملة حيث ستجد بها العديد من المزارات السياحية المختلفة والمتنوعة والتي تناسب جميع الفئات العمرية من الأسرة، كما أنها ليست مظلمة مثل بعض مدن السويد. هناك تجد الحدائق الخضراء الكبيرة، مثل حديقة سلوتسكوجن الوطنية، وهي أهم حدائق المدينة. تقع في الجنوب الغربي من المدينة وبها بعض الحيوانات الأليفة عوضًا عن الهواء والمساحات الخضراء الجميلة. حديقة ملائمة جدًا للأسرة. ستجد هناك أيضًا العديد من المتاحف منهم كمثال متحف فولفو وهو متحف فريد من نوعه حيث يعرض كل جديد يحدث في عالم السيارات والحافلات والمحركات عمومًا، وهو من أكثر أماكن مدينة غوتنبرغ زيارة من قبل السياح. كما أنك لو كنت من هواة الفنون فمتحف غوتبرغ للفنون يحتوي على العديد من اللوحات والقطع الفنية الفريدة والجميلة لفنانين كبار مثل بيكاسو. أما لو كنت من هواة البحث العلمي فمركز “Universeum” هو واحد من أهم وأكبر المراكز العلمية في السويد، يتكون من سبعة أدوار وبه ورش عمل تجريبية. كل ذلك وأكثر مثل أحواض سمك القرش الزجاجية والغابات المطيرة، التي ستناسب كل أفراد العائلة. وأهم ما يميز غوتنبرغ هو عربات الطعام التي تجعل العديد من السياح يستمتعون بأحلى الوجبات السرعة واللذيذة وبسعر بسيط جدًا.
فيستيروس
مدينة فيستيروس واحدة من أجمل المدن السياحية في السويد، تقع في وسط مملكة السويد على ضفة بحيرة مالارين، وتعتبر قريبة من مدينة ستوكهولم حيث المسافة بينهما 100 كيلومتر فقط، يعيش بها حوالي 110 ألف نسمة. يتميز مناخ هذه المدينة بأنه رطب نوعًا ما، في الشتاء بارد ومع هطول الثلوج لعدة شهور، وتتراوح درجات الحرارة في الشتاء هناك ما بين 5 مئوية لصفر مئوية في الأيام شديدة البرودة. دافئة في الصيف وتتراوح درجات الحرارة في الصيف ما بين 22 إلى 30 درجة مئوية. مدينة فيستيروس واحدة من أقدم مدن السويد حيث يرجع تاريخ بناءها للعصور الوسطى تقريبًا، ولذلك ستجد فيها العديد من الملامح السياحية التاريخية الجميلة مثل القلاع والقصور القديمة والمتاحف الأثرية والكنائس العتيقة. هذا غير الكثير من الطبيعة الخلابة التي تتميز بها مدينة فيستيروس خصوصًا على ضفاف نهر سفارتان وبحيرة مالارين.
تتميز فيستيروس بوجود العديد من المتاحف ولكن من أهمهم متحف “فالبي المفتوح”. يقع هذا المتحف في وسط المدينة بالقرب من نهر سفارتان، مساحة المتحف كبيرة جدًا وينقسم إلى عدة مباني، وهو في الأساس مبنى يوضح لك الصورة كاملة عن الحياة القديمة في السويد خصوصًا في عصر النهضة، لتجد مبنى للمدرسة ومبنى للكنيسة ومحل للحدادة ومنزل لأسرة. المتحف عبارة عن نقلة بالزمن لتعيش حقبة زمنية مختلفة. لو كنت تعشق التراث الديني فكاتدرائية مدينة فيستيروس مكان مثالي حيث أن تم بنائها في القرن الثاني عشر الميلادي أي قبل حولي 800 عام، مما يعطي هذه الكاتدرائية رونق عظيم خصوصًا أنها بعد عصر الفايكنج مباشرة، كما أن مذابح هذه الكاتدرائية تعود للقرن الخامس عشر إضافة إلى وجود قبر الملك إريك الرابع عشر ملك السويد. أما لو كنت من هواة الآثار فمقبرة أنندشونج هي أكبر مقبرة في مملكة السويد حيث يبلغ ارتفاعها 9 أمتار وعرضها يصل إلى 64 متر، وكانت هذه المقبرة تُستغل في أعمال روحانية قبل الميلاد وحتى العصور الوسطى.
مالمو
مالمو هي ثالث أكبر مدينة في السويد بعد كل من ستوكهولم وغوتبرغ من حيث عدد السكان، وتقع هذه المدينة في محافظة سكانيا جنوب السويد، وتعتبر مالمو عاصمة محافظة سكانيا إداريا. يرجع تاريخ نشأتها للقرن الثالث عشر في عام 1275م، حيث كانت رصيف ومرسى للسفن. مالمو واحدة من أكبر المدن الصناعية في السويد ودول إسكندنافيا، وبعد عام 2000 تطورت مدينة مالمو وبدأت الشركات تنجذب إليها خصوصًا شركات تكنولوجيا المعلومات. تُعد مالمو واحدة من أكبر المناطق الحضارية المعترف بها من الحكومة السويدية، وتتميز المدينة بالهدوء وجمال الطبيعة وانتشار الأماكن السياحية. قبل أن تصبح مالمو تابعة للسويد كانت تابعة للدنمارك وكانت ثاني أكبر مدينة في الدنمارك. أكثر ما يميزها سياحيًا هو تنوع الآثار التاريخية فيها، هذا بالإضافة إلى أماكن الترفيه الرائعة مثل المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات.
لو أردت أن تذهب في رحلة سياحية إلى مالمو فالأمر سيؤتي ثماره لأنها مدينة غنية بالأماكن السياحية الجميلة. وأهمها قلعة مالمو التي تُعد من أشهر القلاع في مملكة السويد، ولكنها بينت كمعقل دنماركي وليس سويدي. تم بنائها 1434م بأمر الملك إريك، ثم تم هدمها وبُينت مرة أخرى من قبل الملك كريستيان الثالث. القلعة تحتوي من الداخل على متحف، غير العديد من الغرف التي لم يتغير فيها شيء لتجعلك تشعر أنك في زمن آخر. لو كنت من هواة الشواطئ فشاطئ ريبرسبورغ هو شاطئ صناعي على الخط الساحلي لمدينة مالمو، أما لو أردت أن تذهب في نزهة لتستمتع بالطبيعة فحديقة مالمو من أفضل الخيارات التي يجب أن تتوجه إليها أنت وعائلتك، فهي عبارة عن متنزه يجذب العديد من الزوار سواء السياح أو سكان مالمو. وتعد هذه الحديقة واحدة من أقدم الحدائق العامة في العالم. حيث قديمًا كانت الحدائق للملوك والأثرياء ولم يكن هناك حدائق للعامة، ولو أردت أن تذهب إليها فهي تبعد فقط 15 دقيقة بالحافلة من محطة قطار مالمو.
جزيرة غوتلاند
إحدى أهم جزر السويد على الإطلاق، تقع في بحر البلطيق وتعد واحدة من أكبر جزر السويد من حيث عدد السكان، حيث يسكنها تقريبًا 60 ألف نسمة. كما أن مساحة هذه الجزيرة تعادل 1% من مساحة السويد الكلية، جزيرة غوتلاند قديمة جدًا ويعود تاريخ اكتشافها لسنين طويلة قبل الميلاد وكانت تستخدم في العادة على أنها جزيرة تجارية، حتى تم احتلالها أيام الحروب الأوروبية ولكنها رجعت للسيادة السويدية عام 1409. تم احتلالها مرة أخرى من قبل الإمبراطورية الروسية عام 1800 ولكن بعد سنوات تم تسليمها إلى السويد مرة أخرى. يتميز مناخ هذه الجزيرة أنه قاري. أما فيما يخص بنيتها الجغرافية فهي جزيرة غير مسطحة بل تحتوي على العديد من الجبال والمرتفعات والسهول مما يجعل عملية الزراعة فيها صعبة على الرغم من وجود العديد من البحيرات الطبيعية فيها.
غوتلاند واحدة من أقدم الوجهات السياحية في السويد، حيث وجدت بعض المذكرات والوثائق التي تفيد بقضاء العديد من الأثرياء إجازات للاسترخاء في غوتلاند في القرن التاسع عشر، ثم زادت شهرة غوتلاند كمقصد سياحي هام حتى يومنا هذا. وفي عام 2001 صُنفت من وزارة السياحة السويدية على أنها خامس أكثر مكان في السويد جذبًا للسياحة. الجزيرة تتمتع بطبيعة بيئية بديعة الجمال، كما أنها جزيرة تاريخية بما تحتويه من أماكن تاريخية مهمة وجميلة وتجعلك تشعر بأنك في مكان وزمن مختلف عن العالم، خصوصًا أن طبيعة هذه الجزيرة تختلف تمامًا عن طبيعة البلاد العربية المسطحة والصحراوية. الجزيرة بها العديد من المحميات الطبيعية والشواطئ الجميلة جدًا التي تقع على بحر البلطيق الهادئ، مثل محمية “سلايف” و”ليوغارن”. يوجد هناك أيضًا بلدة تدعى فيسبي وهي محاطة بسور من العصور الوسطى مع مباني مكونة من طابق أو طابقين على الأكثر، كما توجد العديد من الكنائس والطبيعة الخلابة. غوتلاند مكان يناسب صحاب الذوق الهادئ.
أوبسالا
تعد مدينة أوبسالا رابع أكبر مدينة في السويد من حيث المساحة، كما أنها قريبة جدًا من العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث تبعد عنها فقط 70 كيلومتر من الناحية الشمالية الغربية. بالسيارة يمكنك الوصول إلى ستوكهولم في ساعة واحدة فقط. وعلى الرغم من كبر مساحة مدينة أوبسالا إلا إنها مدينة هادئة، كما أنها تعد مركز علمي له شأن في السويد مما يجعل معظم المباني فيها عصرية وليست كلاسيكية. وينتشر بها العديد من المقاهي والمتاجر والمطاعم. تنقسم المدينة إلى قسمين. قسم تاريخي وهو الناحية الغربية من المدينة، وقسم حديث وهو القسم الشرقي من المدينة. وسر وجود القسم الغربي التاريخي هو أنها كانت مدينة هامة للفايكنج قديمًا.
تُعد مدينة أوبسالا واحدة من أكثر مدن السويد التي تحتوي على أماكن سياحية متنوعة ومختلفة، مما يعطي السائح الحرية والتنوع في عملية الزيارات السياحية. ولو أردت أن تبدأ بالمتاحف، فهناك ستجد متحف الجامعة، وهو متحف تم تأسيسه بتمويل من غوستاف أدولف الملك. وكان في السابق عبارة عن المبنى الرئيسي لجامعة أوبسالا التي تعتبر أهم منطقة تعليمية في السويد. المتحف يضم العديد من المجموعات الفنية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، مجموعة معروضات مهمة جدًا وقيمة ومنها معروضات لدول شمال أوروبا. كما يوجد في هذا المتحف قسم آخر يضم آثار مصرية اسمه متحف فيكتوريا، ويوجد مسرح بُني في العصور الوسطى في عام 1660.
أما لو كنت تحب القلاع الحقيقية فستجد “قلعة أوبسالا”، التي بنيت في القرن السادس عشر، حيث كانت السويد تصنع إمبراطورية عظيمة جدًا. وكل من الملك إريك الرابع عشر والملك جون الثالث والملك شارل التاسع غيروا في مدى اتساع هذه القلعة. القلعة من الداخل مبنية من الصخور الجبلية حيث يفوح منها رائحة التاريخ، كما أن المروج والمناطق الريفية المحيطة من حولها تجعل منها مكان في غاية الجمال. أيضًا توجد مطحنة ضخمة يعود تاريخ بنائها إلى عام 1760، هذه المطحنة الضخمة تحولت إلى متحف ليضم الآن مجموعة من المعارض المؤقتة والدائمة في التصوير الفوتوغرافي والعروض الموسيقية والفلكلور والفنون التراثية. ويوجد بهذا المكان مقهى وأماكن للعب للأطفال. كما أن هناك نهر فيرسان وعدد آخر من القصور والمباني الجميلة. في النهاية أوبسالا واحدة من أهم مناطق الجذب في السويد ولا يمكنك أن تفوتها.