حدود السويد
السويد هي إحدى الدول الإسكندنافية “النرويج وفنلندا والدنمارك والسويد وآيسلندا”. خمس دول تقعن في شمال أوروبا. تُعد السويد أفضلهن موقعًا لأنها في جنوب هذه الدول مما يجعلها نوعًا ما في النصف المعتدل حراريًا من القارة الأوروبية. يَحِد السويد من الشمال الشرقي “فنلندا” ويفصلها عن ألمانيا والدنمارك وبولندا حدود بحرية مشتركة من الجنوب. أما في جهة الغرب لديها حدود مع دولة النرويج، والشرق يحدها دول مثل إستونيا ولاتفيا وروسيا.
مساحة مملكة السويد
السويد تعد ثالث أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة، حيث تصل تقريبًا إلى ما يعادل 450295 كم مربع، أي نصف مليون كيلو متر مربع تقريبًا. أما من حيث عدد السكان، فالسويد تعاني من مشكلة تفوق عدد الوفيات على عدد المواليد، ومع ذلك السويد لا تفتح باب الهجرة بسهولة، حيث أن عدد سكان دولة بهذا الحجم 10 مليون إنسان تقريبًا، ولا توجد زيادة تُذكر على مدار السنين، فعدد السكان تقريبًا يظل ثابت لعدة سنوات. ولذلك تُعد السويد أحد أفضل الأماكن في العالم من حيث مستوى الكثافة السكانية حيث أن عدد السكان قليل جدًا بالنسبة لهذه المساحات الشاسعة، مما يجعل السويد دولة متقدمة في كل شيء سواء الصحة أو التعليم أو حتى دخل الفرد الواحد سنويًا.
جغرافيا مملكة السويد
أدنى نقطة جغرافية تقع في السويد في بحيرة هامارسيون ب2.4 متر تحت مستوى البحر، أما أعلى نقطة جغرافية تقع في أعلى قمة جبل كيبنيكايسي عند 2111 متر أعلى مستوى سطح البحر. تنقسم مملكة السويد جغرافيا وإداريًا إلى 21 محافظة. الطابع الزراعي يغلب على المنطقة الجنوبية من المملكة السويدية لوجود الشمس لفترات معقولة من اليوم، أما بالنسبة للشمال فيغلب عليه الغابات والكثافة السكانية القليلة، بسبب عدم وجود أشعة الشمس لفترات طويلة في فصل الشتاء. مملكة السويد ضمن البلاد الساحلية التي يمتد جزء كبير منها على بحار، كما أن تضاريسها تسمح كثيرًا لهطول الأمطار مما يجعل هناك الكثير من الأنهار والبحيرات الطبيعية الصالحة للشرب. كما أن السويد ليس بها صحراء، ستجد هناك جبال ولكن حتى الجبال ستجدها مكسية بنباتات خضراء.
تاريخ مَملكة السويد
ربما تأتي شُهرة السويد التاريخية الأولى من بداية غزوات شعب الفايكنج حدود مملكة نورثمبريا ووسكس وبقية ممالك إنجلترا في القرن الثامن الميلادي. حيث كانت أول هجماتهم على دير في مدينة ليندسفارن الساحلية، وقتلوا حينها كل الرهبان. وقال “أحمد بن فضلان” وهو مؤرخ وعالم عربي في القرن التاسع الميلادي عن السويديون. “أنه قد رآهم وهم قادمون إلى نهر الفولجا في بلغاريا بغرض الرحلات التجارية، وأنه لم يرَ في حياته أجساد أكثر اكتمالًا منهم، حيث أنهم كانوا طوال القامة مثل النخيل ومفتولي العضلات، وبيض البشرة، وصُفر الشعور، يرتدون ملابس تغطى نصف أجسادهم بالطول حيث يظهر ذراع ونصف صدر حرين من الملابس، وبحوزة كل منهم فأس وسيف وسكين”. كانت حينها السويد عبارة عن مملكة داخلية بها عدة قبائل وكل قبيلة لها قائد، مع الوقت تمكن رجل اسمه راغنار (بحسب الأساطير الإسكندنافية القديمة) من توحيد عدد من قبائل الفايكنج ثم غزا انجلترا بصورة أعنف ثم تمكن أولاده أيفر المشلول وأوب وقائد آخر اسمه هالفدان من غزو مملكة نورثمبريا. فزادت الغزوات وكثرت الحروب ومع الوقت تماهت الشعوب معًا. وقامت مملكة الفايكنج حتى دخلت السويد في المسيحية وتخلى الشعب السويدي عن العادات العنيفة الوثنية ومع الوقت بدأت مملكة الفايكنج في الاندثار وقيام الإمبراطورية السويدية.
مناخ مملكة السويد
يمكن أن تقسم مناخ السويد إلى ثلاث أقسام، القسم الشمالي والذي يقع بالقرب من المنطقة القطبية الشمالية والقسم الجنوبي ذو المناخ المحيطي المعتدل، والجزء الوسطي أو المركزي والذي يتميز مناخه بأنه رطب وقاري. في المعتاد دونًا عن فصل الشتاء فإن السويد ذات مناخ مُعتدل وستجد الشمس موجودة أحيانًا لفترات طويلة جدًا قد تصل إلى 16 ساعة في العاصمة السويدية ستوكهولم في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فعلى النقيض تمامًا، هناك مدن لا ترى نور الشمس لمدة شهور وبالنسبة للعاصمة ستوكهولم فالشمس تشرق لمدة 6 ساعات فقط ثم يحل الظلام مرة أخرى. إذًا المناخ في السويد يتغير بحسب وجودك في المنطقة، ففي جنوب السويد الشتاء يكون أكثر اعتدالًا من الشتاء في كندا أو شمال الولايات المتحدة. درجات الحرارة في السويد ما بين الشمال والجنوب والوسط مختلفة ومتباينة جدًا، وخصوصًا في فصل الشتاء. ولذلك أفضل ميعاد يمكن أن تزور فيه السويد وتستمتع بجميع أنحاء البلاد هو من شهر مايو حتى أغسطس. في هذا الوقت ستضمن أن جميع أنحاء السويد في حالة طقس مقبولة. في المقابل في فصل الشتاء هناك مدينة مثل “كيرونا” من الممكن ألا ترى الشمس لمدة أسابيع بجانب الشتاء القارس والقاسي.
اللغة في السويد
السويديون يتكلمون الإنجليزية بطلاقة، ولذلك لو كنت ستمكث فترة في السويد ستجد صعوبة نوعًا ما في تعلم اللغة السويدية العامية لأن الإنجليزية ستغنيك عن السويدية هناك. وحسب مسح يوروبار في عام 2005 فإن 89% من الشعب السويدي يجيد اللغة الإنجليزية. ولكن هذا لا يمنع أن لغة السويد الرسمية هي اللغة السويدية، وهي تشبه اللغتين الدنماركية والنرويجية، والاختلاف فقط في النطق واللهجة.
الديانة
قبل القرن الحادي عشر كان السويديون من أكثر الشعوب الأوربية تدينًا بالأديان الوثنية التي تعبد الإله “أيسر” الذي يجلس في “فالهالا” التي تشبه الجنة، هذا الإله عبارة عن مقاتل عظيم. أما بعد القرن الحادي عشر تغيرت الديانة الرسمية للسويد إلى المسيحية ومُنعت عبادة الآلهة الأخرى حتى القرن التاسع عشر. تحديدًا في القرن السادس عشر بعد الثورة اللوثرية وبزوغ البروتستانتية في سماء القارة الأوربية تم إلغاء سلطة الكنيسة الكاثوليكية ثم تم فصل الكنيسة عن الحكومة والسياسة وتمكين البروتستانتية كالطائفة الرسمية في السويد. وحسب الإحصاءات الحديثة التي أجريت فإن السويد تحتضن ما يقارب النصف مليون مسلم. وتكفل السويد للجميع حق العبادة.
العملة والاقتصاد السويدي
يعد الاقتصاد السويدي واحد من أقوى النظم الاقتصادية في العالم، ويعمل في السويد 4.5 مليون شخص مقيم في السويد، ويعد الناتج المحلي للفرد في السويد تاسع أعلى ناتج محلي في العالم بمتوسط 33 ألف دولار أمريكي سنويًا. وتعد أسباب تطور الاقتصاد السويدي الأساسية هي عدم وضع القيود على المستثمرين ودعم التكنولوجيا وقطاع الطاقة. أما العملة الأساسية في السويد فهي “الكرونا” وكان هذا القرار عن طريق استفتاء شعبي برفض اليورو. يُعد البنك المركزي السويدي واحد من أهم وأقدم البنوك في العالم حيث تأسس عام 1668. وبالنسبة لمعدلات التضخم فالسويد من أقل الدول في العالم من حيث مؤشرات التضخم. مما يعني أن الاقتصاد السويدي واحد من أقوي نظم الاقتصاد في أوروبا ودول إسكندنافيا.