مما لا شك فيه أن التعرف على موارد السفر أمر هام للغاية، وخاصةً بالنسبة للسائح الذي لا يعرف أي شيء عن البلد التي سيذهب إليها، وفي نفس الوقت موارد السفر نفسها سوف تبدو أشياء في غاية الأهمية لا غنى عنها، ونحن هنا نتحدث عن حالة دور العبادة على سبيل المثال وحالة بعض الأماكن الموجودة ومواعيد غلقها وفتحها، وكذلك حالة الأمن والأمان، فكلها كما نرى أشياء تُحدد خط سير الرحلة بشكلٍ كبير، والبداية ستكون مع الشيء الأهم والأبرز على الإطلاق، الحالة الدينية، فما هو السؤال الذي يدور في ذهن السائح عنها يا تُرى؟
س: ما هي حالة دور العبادة في الدنمارك؟
ج: بالطبع أهم شيء قد يشغل البعض ويريدون بشدة الحصول على إجابة له باعتباره من أهم موارد السفر حالة دور العبادة، فمهما ابتعد الإنسان ومهما كان المكان الذي سيذهب إليه فإنه في نهاية المطاف سوف يظل متمسكًا بدينه ويوقن أشد اليقين أن تمسكه بالدين سوف يُنجيه دائمًا، على العموم، لأجل كل هذا كان لابد من التعرف على حالة دور العبادة في الدنمارك، فعلى الرغم من أن هذه الدولة دولة مسيحية شديدة التمسك بهذه الديانة إلا أن هذا لا يتعارض أبدًا مع حالة دور العبادة بالنسبة للديانات المتبقية، وعلى رأسها طبعًا الديانة الإسلامية، فالدنمارك فعلًا لا تمتلك الكثير من المساجد إلا أنها لا تُعادي أصحاب الديانة الإسلامية، وأكبر دليل على ذلك ما حدث قبل عشر أعوام عندما حاول رسم كاريكاتير من الدنمارك الإساءة للرسول من خلال الرسوم تمت مهاجمته من الدنماركيين أنفسهم لأنه بهذه الطريقة يُشعل فتيل الفتنة، ثم إن الدنمارك مع ذلك تمتلك على الأقل خمس مساجد كبرى بداخلها وبعض الزوايا الصغيرة، فهناك نسبة من المسلمين تزيد عن الثلاثة بالمئة بداخلها، لكن ماذا عن السائح الذي لا يُمكنه الوصول إلى هذه الأماكن من أجل قضاء عبادته؟
السائح الذي يكون مكان إقامته بعيد عن الزوايا الصغيرة والمساجد يُمكنه أداء الصلاة أو العبادة الإسلامية في أي مكان، لكن يجب التنويه على شيء هام، وهو أنه في حالة الخروج بالملابس الإسلامية الرسمية، وفي حالة وجود اللحية على وجه الرجال فليس هناك داعي للقلق أبدًا من النظرات المُتعجبة التي سوف تنطلق في هذه الأثناء، إذ أنها مجرد نظرات عادية تعجبية وليست رافضة بالمرة، ثم أنك عزيزي السائح سوف تجلس لفترة قصيرة فلا داعي لإثارة المشاكل ووضع نفسك في موقف محرج، أما السائح العربي المسيحي فهو لن يقلق أبدًا من الأمر لأن أغلب دور العبادة هناك عبارة عن كاتدرائيات وكنائس، فكما قلنا في السابق، الدنمارك دولة مسيحية بامتياز.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في الدنمارك؟
ج: السؤال الثاني الذي يُعتبر كذلك من أهم موارد السفر التي يجب التأكد منها قبل القيام بعملية السفر هو ذلك السؤال الذي يتعلق بالأماكن الآمنة والخطرة داخل الدنمارك، ومع أننا قد ذكرنا من قبل أن الدنمارك في الأساس دولة مسالمة وآمنة بطبعها إلا أن هذا لا يمنع أبدًا من تواجد بعض الأشخاص، والذين يُمكن إجمالهم بالنادرين، يُمكن القلق منهم والقلق مما يُمكنهم فعله من تعريضك عزيزي السائح للخطر، وهذا يعني ببساطة أن الأمان موجود وفي نفس الوقت الخطر هو الآخر له وجود، لكن وجود الأمان أكثر بعض الشيء من وجود الخطر، إذ أنه ثمة أعداد قليلة للغاية من الأحياء هي التي تُعرف بتواجد الخطر فيها، ذلك الخطر المتمثل في تواجد اللصوص والمجرمين والمتشردين، والذين بالمناسبة يستهدفون في المقام الأول السياح بوصفهم الصيد الثمين، وهذا الأحياء غالبًا ما تكون موجودة في شمال العاصمة كوبنهاجن، لكن هناك قاعدة يجب عليك عزيزي السائح التعرف عليها جيدًا حتى تتمكن من الإفلات من هذه المعضلة أثناء تواجدك في الدنمارك أو في أي مكان آخر في العالم أجنبي عنك، فما هي القاعدة يا تُرى؟
القاعدة عزيزي السائح تقول ببساطة أن كل مكان يتم الذهاب إليها في الصباح أو الساعات الأولى من المساء ويكون معروفًا بكثرة الأقدام عليه هو مكان آمن بنسبة مئة بالمئة، أما المكان المهجور الذي تقل الأقدام عليه ويتم الذهاب إليها في الساعات الأخيرة من المساء والأولى من الصباح فهو مكان يُصنف بالخطير ومن المتوقع جدًا تعرضك فيه للمخاطر، لذلك يُنصح بعدم الذهاب إليه كما يُنصح كذلك بعدم الذهاب إلى الحانات والنوادي الليلية لكونها المنبع الرئيسي ووكر المجرمين كما يُطلقون عليها، فهناك يتصيدون الأشخاص السكر، وأنت عزيزي السائح العربي المسلم ممنوع في الأساس من الذهاب إليها حسبما تأمرك الشريعة الإسلامية التي لم تترك شيئًا للصدفة وإنما راعت كل شيء يشغلنا ويهمنا.
س: ما هي حالة خدمة الإنترنت والواي فاي في الدنمارك؟
ج: في الوقت الحالي لم تعد خدمة الإنترنت أو الواي فاي مجرد خدمات ترفيهية يتم تقديمها في أوقات الفارغ، وإنما إن جاز التعبير يُمكننا القول أنها قد دخلت ضمن أنماط الحياة ولم يعد من المقبول أبدًا الذهاب إلى مكانٍ ما دون أن تكون خدمات الإنترنت والواي فاي متوفرة فيه بكثرة، وهذا ما راعته دولة الدنمارك وكل الدول الأوروبية عمومًا، إذ أصبحت هذه الخدمات كالماء والهواء هناك، وإذا كنت تريد التأكد أكثر عزيزي السائح من توافر هذه الخدمة في الدنمارك فيجب أن تعرف أن كل الفنادق والأماكن السياحية التي ستقوم بزيارتها سوف تكون الخدمة حاضرةً فيه، أضف إلى ذلك طبعًا المطاعم والمقاهي وبعض محطات الانتظار وشبكات المترو، حتى أنك عندما تهبط من الطائرة، وخلال هذا الطريق الطويل قبل الاستقرار في مكان الإقامة، سوف تكون قادر على التمتع بكارت إنترنت قابل للاستخدام المحدود حسب الدفع، ببساطة شديدة، ليس هناك أي وجود لمشكلة في خدمة الإنترنت والواي فاي في الدنمارك أو في أي مكان في أوروبا عمومًا، وهذه أحكام عن تجربة من السياح الآخرين وليس مجرد تكهنات أو توقعات.
س: ما هي مواعيد عمل البنوك والمتاجر والصيدليات في الدنمارك؟
ج: بكل تأكيد البنوك والمتاجر والصيدليات من أهم الجهات التي من المهم عملها بالنسبة للسائح أو حتى المواطن العادي في الدنمارك، لكن السائح تحديدًا سوف يحتاج إلى معرفة مواعيد عمل هذه الجهات بالضبط نظرًا لكونها تُحدد بشكل كبير الكيفية التي ستسير عليها رحلته، فمثلًا بالنسبة للبنوك فإن السائح لن يُسافر من بلدٍ إلى آخر وهو يحمل معه الأموال، فالمطارات لن تسمح له بذلك، وإنما يقوم بوضعها في أحد البنوك ثم بعد ذلك يستخدمها في المكان الذي سيتواجد فيه، وهذا هو الحال تمامًا بالنسبة لسائح الدنمارك الذي في حالة إغلاق البنوك أو حالة عدم علمه المسبق بمواعيدها فإنه سوف يكون في مأزق كبير للغاية، لذلك فإن الحل الأهم لهذه المشكلة هو التعرف على المواعيد، ولكي نكون واضحين فإن البنوك بالذات هي الجهة الوحيدة التي لا تتغير مواعيد العمل بها، فهي تبدأ من الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير وتعمل حتى الساعات الأولى من الظهيرة، والحديث هنا عن الثانية ظهرًا أو الثالثة، هذا فيما يتعلق بالبنوك في كل مكان بالدنمارك، لكن ماذا عن الصيدليات والمتاجر يا تُرى؟
الصيدليات والمتاجر يمتلكان نفس المواعيد تقريبًا، فأي متجر سوف يفتح في العاشرة صباحًا على أقصى تقدير ثم يُغلق مع الساعات الأولى من المساء، وهي تبدأ من الخامسة ولا تنتهي إلا في الثامنة، لكن بعض هذه المتاجر لا تلتزم حرفيًا بهذه المواعيد وقد تصل إلى العاشرة أو الحادية عشر مساءً، وقد يصل الأمر في بعض الأماكن بخلاف العاصمة إلى عدم الإغلاق من الأساس، وبالنسبة للصيدليات فهي تتشابه بنسبة كبيرة مع المتاجر وأماكن التسوق، حيث أنها الأخرى تفتح أبوابها في العاشرة صباحًا وتُغلق في الساعات الأولى من المساء، لكن الأمر الذي تنتهجه نسبة كبيرة من الصيدليات تزيد عن الخمسين بالمئة هو العمل بنظام الأربعة وعشرين ساعة، وهو يعني ببساطة ألا يتم إغلاق الصيدلية أبدًا بحجة أنها مكان حيوي قد يحتاج إليه المريض في أي وقت، على العموم، ما يُمكن قوله في النهاية أنه لا داعي للقلق أبدًا من حالة ومواعيد عمل البنوك والمتاجر والصيدليات في الدنمارك لأنها ستكون مناسبة للجميع تقريبًا.
س: ما هي أهم العطلات والمناسبات في الدنمارك؟
ج: ما دمت ستتواجد في بلدٍ ما فمن المنطقي تمامًا أن تعرف العطلات التي ستحدث بها لأنها ستؤثر عليك بالتبعية، وفيما يتعلق بالدنمارك مثلًا ففي أيام العطلات الرسمية أهم الأماكن السياحية يتم إغلاقها وإراحة العاملين بها، وفي بعض الأعياد يكون عمل الأماكن السياحية أكبر وأكثر نشاطًا، لذلك التعرف على دهاليز كلا الأمرين شيء لا خلاف على أهميته، وبالنسبة للعطلات فهي أسبوعية في يوميّ السبت والأحد مثلما هو شائع في كافة أنحاء أوروبا، ففي هذين اليومين تُغلق أغلب الجهات السياحية، وتحديدًا يوم الأحد الذي يُعرف في أوروبا باليوم الممل، وربما لا يتم استخدامه في شيء إلا مباريات كرة القدم، أما الأعياد الموجودة في الدنمارك فهي تنقسم إلى أعياد دينية ووطنية واجتماعية، وكلها تكون الأماكن السياحية فيها عزيزي السائح في أوج نشاطها، والحديث هنا عن أعياد مثل الكريسماس والربيع ورأس السنة وعيد القيامة المجيد وعيد الفصح، وهناك أعياد الاستقلال والتحرر، على العموم عزيزي السائح يُمكنك تحين هذه المناسبات في أيام قليلة جدًا في السنة، وعلى الأغلب لن تلحق سوى بمناسبة واحدة فقط في فترة إقامتك بالدنمارك.
س: ما هي حالة خدمتي البريد والطوارئ في الدنمارك؟
ج: على الرغم من أن البريد في الوقت الحالي لم يعد يحظى بالقيمة الكبيرة التي كان يحظى بها قديمًا بسبب ظهور البريد الإلكتروني وسيطرته الكبيرة على المراسلات في كافة أنحاء العالم إلا أن الأمر لا يخلو كذلك من كونه أحد أهم موارد السفر التي يجب التأكد منها جيدًا قبل السفر لإمكانية استخدام هذا البريد في الجانب الآخر من الاستخدام، وهو جانب الشحنات والطرود، حيث من الممكن عن طريق البريد إرسال الأشياء الثقيلة أو الخفيفة التي نشتريها من الدنمارك خلال تسوقنا، وفيما يتعلق بهذا الصدد يُمكن القول أن البريد في الدنمارك يعمل بصورة جيدة نسبيًا مقارنةً مع دول أوروبية أخرى، لكن يُفضل الاعتماد أكثر على شركات الشحن المُتخصصة بهذا الصدد، أيضًا لا ننسى وجود كابينة أو صندوق مراسلات مرة أو مرتين في كل مدينة رئيسية من مدن الدنمارك، وبالنسبة للطوارئ، والتي تتمثل طبعًا في الشرطة والنجدة والإسعاف، فهي أيضًا تحظى بنفس التصنيف، وهو التصنيف الجيد نسبيًا، حيث أنها متوفرة بالصورة الكافية ويمكن طلبها من رقم الطوارئ الدولي 112، كما يُفضل كذلك الاحتفاظ برقم القنصلية ببلدك بوصفها جهة للطوارئ بالنسبة للسياح.
طبعًا عزيزي السائح كل هذه الأسئلة التي تمت الإجابة عليها الآن وذكرنا أنها من موارد السفر لا تُعبر في الحقيقة عن كل موارد السفر الموجودة في أذهان جميع السياح، فقط يُمكننا القول إنها الأهم على الإطلاق والأكثر استخدامًا في نفس الوقت، ومن خلال ما بين السطور يُمكننا استخراج إجابات لأسئلة أخرى قد تدور في أذهان البعض منكم.