طبعًا لا خلاف عزيزي السائح على أن الدنمارك من الدول السياحية ذات الطراز الأول في أوروبا، صحيح أنها ليست بقوة إنجلترا وفرنسا لكنها في نفس الوقت تحظى بمكانة لا يُستهان بها، لذلك من المنطقي أن تكون الأسباب التي أدت إلى هذه القوة السياحية تتلخص في وجود أماكن سياحية قوية أيضًا، وكل هذا سوف نقوم بتوضيحه من خلال التعرض لأبرز مدينتين يشتهران بضمهما هذه النوعية من الأماكن، والبداية ستكون مع العاصمة والمدينة الأبرز على الإطلاق، مدينة كوبنهاجن، فماذا عنها وما هي أماكنها الجاذبة يا تُرى؟
كوبنهاجن، المدينة الأولى في الدنمارك
ببساطة عزيزي السائح، يُمكنك وأنت مُغمض لعينيك أن تعرف معرفة اليقين أن أجدر المدن بالزيارة داخل الدنمارك هي مدينة كوبنهاجن، ولا نقول ذلك فقط لكونها العاصمة الأولى للدولة، على الرغم من أن هذا بالطبع سبب من الأسباب الرئيسية خلف ترشيحنا لها، إلا أنها كذلك تمتلك الكثير من مناطق الجذب السياحي المختلفة والمتنوعة، فمنها ما هو أثري تاريخي ومنها ما هو حضاري حديث ومنها ما هو بين الأمرين كالمساحات الخضراء الكثيرة والأماكن الطبيعية بشكلٍ عام، فالدنمارك من المعروف عنها الغنى الشديد بمثل هذه الأماكن، لكن كوبنهاجن بالذات تحظى بنسبة كبيرة من هذه النوعية من الأماكن، أضف إلى ذلك أنها في الأساس العاصمة الثقافية والتعليمية للدولة بعد أن أصبحت منذ زمن بعيد العاصمة السياسية والاقتصادية، وربما سيكون من المجحف تمامًا أن تتم زيارة الدنمارك والبحث عن الأماكن الجاذبة سياحيًا بها دون أن يتم التفكير في زيارة مدينة مثل كوبنهاجن، لكن في نفس الوقت السائح لم يعد شخص ساذج، فهو يُريد أولًا معرفة ما هو مُقدمٌ عليه، بمعنى أكثر دقة، يُريد التعرف على هذه الأماكن الجاذبة أولًا كي يُصدر حكمه فيما بعد ويرى هل سيذهب إلى كوبنهاجن أم لا، وهذا تحديدًا ما سنقوم بمساعدته فيه من خلال السطور القليلة المُقبلة عن طريق التعرض لأبرز مناطق الجذب السياحي الموجودة في مدينة كوبنهاجن، والبداية ستكون مع حديقة الحيوانات.
حديقة كوبنهاجن للحيوانات
من أشهر الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في مدينة كوبنهاجن ويُمكن اعتبارها من عوامل الجذب إلى الدنمارك بأكملها وليس فقط المدينة حديقة كوبنهاجن التي تتواجد في قلب التقاطع الشمالي وتُعد من أكبر الأبنية هناك، فالميزة الرئيسية لهذه الحديقة أنها كل فترة تحظى بعملية توسعه حتى أصبحت مساحتها الآن شبه أضعاف مع كانت عليه في السابق، أضف إلى ذلك أن الحديقة أصلًا تمتلك بداخلها الكثير من أنواع الحيوانات النادرة التي من الصعب توافرها في أي مكان آخر، فهي تضم أكثر من ثلاثة آلاف ونصف حيوان تابعين لما يقترب من ثلاثمائة نوع، وبغض النظر عن هذه الحيوانات الرائعة والنادرة داخل حديقة كوبنهاجن للحيوانات هناك أيضًا تواجد لبعض الأماكن الترفيهية المُلحقة بالحديقة كالمطاعم والمقاهي وأماكن الأطفال الخاصة، ببساطة شديدة، هي مكان من الأماكن الجاذبة التي لا يجب تفويتها.
قلعة روزنبرج
في الحقيقة عزيزي السائح هذه القلعة لا تُعتبر فقط من أهم الأماكن الجاذبة الموجودة في الدنمارك وكوبنهاجن وإنما يُمكن القول كذلك أنها من أعجب الأماكن على الإطلاق، فلمن لا يعرف، هذه القلعة كانت عام 1666 مجرد منزل عادي موجود في قلب المدينة، ثم مع الوقت بدأت تتحول تمامًا مع التوسعة وعملية التجديد التي طالتها لتُصبح فيما بعد قلعة بالشكل الذي تتواجد عليه الآن، قلعة روزنبرج، وهي ليست مجرد قلعة عادية موجودة في المدينة، بل هي من أماكن الجذب القوية التي تزيد أعداد الوافدين إليها عن الاثنين مليون سائح سنويًا، وهو رقم هائل بالتأكيد يجعلنا نُدرك الأهمية الكبرى لهذه القلعة ونتمسك جدًا بزيارتها عند التواجد في مدينة كوبنهاجن بيومٍ من الأيام.
المتحف الوطني بالدنمارك
لا اختلاف طبعًا على أهمية المتاحف الوطنية الموجودة في أي مكان في العالم، لكن في دولة الدنمارك تحديدًا، وبتحديد أكبر مدينة كوبنهاجن، يتواجد واحدة من أهم معالم الجذب السياحي في العالم بأكمله، وتحديدًا في مجال المتاحف، والحديث هنا عن المتحف الوطني بالدنمارك، فهذا المتحف لا يُعتبر فقط متحف هام بمساحة كبيرة، وإنما أيضًا هنا ترسيخ شديد لتاريخ البشرية منذ العصر الحجري وحتى العصر الحديث، هذا بالإضافة طبعًا إلى وجود شبه توثيق كامل للتاريخ الدنماركي الذي يهتم العالم كذلك باستكشافه، ببساطة شديدة، هو مكان آخر من الأماكن البارزة التي تستحق الزيارة عند التواجد في مدينة كوبنهاجن، ويُفضل تخصيص يوم كامل لزيارة المتحف الوطني لأنه فعلًا يستحق وقت طويل.
حوض الأسماك الوطني
لا يُمكننا أن نذكر معالم الجذب السياحي الموجودة في الدنمارك دون أن نمر مرورًا سريعًا على أحد أبرز هذه الأماكن وأكثرها متعة عند الزيارة، والحديث الآن عن حوض الأسماك الوطني، فهذا الحوض يحتوي على كافة أنواع الأسماك، سواء تلك التي نعرفها أو التي لا نعرف عنها أي شيء على الإطلاق، أضف إلى ذلك أن هذا المكان يصلح من أجل مواكبة الحياة الكاملة للكائنات البحرية وكأنك تعيش معهم، ففي النهاية هذه الأحواض مجرد أحواض زجاجية عادية ومن الممكن جدًا رؤية ما يجري بداخلها، ولكل هذه الأسباب لا يُمكن تفويت زيارة هذا الحوض، وغالبًا ما يكون أغلب زواره من الباحثين والمتُخصصين، أما عشاق عالم البحار فهم أيضًا يجدون غايتهم ومرادهم من المتعة بكل تأكيد.
سكاجين، مدينة الطعام والشواطئ والطبيعة
المدن الدنماركية لا تنتهي، وميزة كل مدينة أنها تمتلك ميزة لا تتواجد في المدن الأخرى، فمثلًا، فيما يتعلق بمدينة سكاجين فإن الميزة الرئيسية لهذه المدينة هي الأجواء الساحلية الرائعة بالإضافة طبعًا إلى أماكن الجذب السياحي الكثيرة والتي أغلبها يرتبط بالحياة البحرية بشكل عام، والغريب حقًا أن كل هذا يأتي على الرغم من أننا نتحدث عن مدينة صغيرة نسبيًا ولا تحظى بنفس القدر من الشهرة الذي تحظى به المدن الرئيسية، على العموم، في سكاجين يُمكنك عزيزي السائح أن تلمح تواجد السياح في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء، فهذه الأجواء هي الأنسب للسياحة في هذه المدينة، لكن السائح لن يذهب بالتأكيد في رحلة سفر طويلة إلى سكاجين فقط للتعرف على الأجواء هناك، بل هو أصلًا لن يقوم بقطع تأشيرة السفر إلى سكاجين إلا عندما يعلم علم اليقين بأنه ثمة أماكن سياحية جاذبة هناك يُمكن الاستمتاع بزيارتها، وهذا بالضبط ما سنحاول فعله في السطور القليلة المُقبلة، حيث التعرف على الأماكن البارزة الجاذبة وإخباركم بوصفها ومميزاتها، والبداية ستكون مع المتحف الوطني في سكاجين.
متحف سكاجين
أول أماكن الجذب السياحي الموجودة في سكاجين وأكثرها زيارة في الآونة الأخيرة متحف سكاجين، فهو متحف فني من الطراز الرفيع موجود منذ بداية القرن الماضي ودخلت عليه الكثير من التحديثات حتى أصبح بالشكل الذي يتواجد عليه الآن، وكما هو واضح من وصف المتحف فإن المكان بداخله يضم التاريخ الفني لدولة الدنمارك بالكامل، وربما لهذا السبب أصلًا أصبح متحفًا وطنيًا، والمتحف لا ينسى كذلك الفن الأوروبي والعالمي، لذلك نجده يضم لمحات منه، على العموم هذا المكان مناسب جدًا لكل عشاق الفن في العالم، وحتى أولئك الذين لا يعشقون الفن سوف يجدون المتعة داخل المتحف، فقط قوموا بزيارته ولن تندموا على الإطلاق.
منارة سكاجين
كما أوضحنا من قبل، تأخذ الأماكن التاريخية حظًا كبيرًا من أماكن الجذب السياحي الموجودة في مدينة سكاجين الدنماركية، ولهذا نجد أنه ثمة عدد لا يُحصى منها، لكن أبرزها مثلًا منارة سكاجين الموجودة في الركن الشرقي من المدينة، وهي منارة مرتفعة للغاية كانت موجودة منذ أكثر من قرنين لإرشاد السفن، ثم فيما بعد أصبحت تُستخدم كمزار سياحي تاريخي هام، إذ أنه من الصعب بعض الشيء أن يقوم شخص ما بزيارة المدينة دون أن يقوم بالمرور بهذه المنارة.
كنيسة الرمال المُغطاة
لا نزال مع الأماكن الجاذبة الموجودة في مدينة سكاجين، والحديث هذه المرة ينتقل إلى الأماكن الدينية، وتحديدًا الكنائس التي تعج بها الدنمارك في الأساس، فنحن نتحدث عزيزي السائح عن دولة مسيحية، لذلك من الطبيعي تمامًا تواجد الكثير من الكاتدرائيات والكنائس، إلا أن ما جعل الرمال المُغطاة تدخل ضمن نطاق الأماكن السياحية الشهيرة المميزة هو كونها في الأصل تتمتع بشكل معماري رائع من الخارج ومن الداخل أيضًا، أضف إلى ذلك المساحة الكبيرة لها والأجواء المحيطة بها، فهي مكان سياحي مُتكامل بعيدًا عن التابعية الدينية، أي من الممكن زيارته من المسيحيين وغيرهم.
مركز البيك للترفيه
مع الوقت يُمكن أن تتحول الأماكن الترفيهية العادية إلى أماكن جاذبة سياحيًا، هذا ما حاول مركز البيك إثباته ونجح فيه بالفعل، فعلى الرغم من أن المركز أصلًا موجود كمركز ترفيه عن الأطفال إلا أنه الآن أصبح مميزًا بسبب الأشياء التي تتواجد بداخله، وهي تتمثل في الألعاب الحديثة وبعض الأماكن التاريخية المُقلدة التي تُستخدم في صورة ألعاب، ببساطة شديدة، هو مكان مميز قادر على إدخالك في الأجواء القديمة بشكل عصري مميز، أضف إلى ذلك الأسعار المميزة التي ينعم بها، على العموم، سوف تعرفون أكثر عن المكان عندما تقومون بزيارته أثناء التواجد في مدينة سكاجين.
منتزه سكاجين
لو لاحظتم فإن الخلطة السياحية لأي مدينة لا تكتمل إلا بوجود أماكن من نوعية مُعينة، ومن ضمنها المنتزهات، لذا نجد أنه ثمة وجود لمنتزه سكاجين الكبير، وهو أحد أكبر المنتزهات الموجودة في الدنمارك وأهمها كذلك بسبب حالة التنوع والاختلاف التي تتواجد بداخله، فالمنتزه ليس مجرد مساحة خضراء كبيرة، وإنما هو أيضًا يضم بداخله الكثير من المرافق الترفيهية التي ستتعرفون عليها جيدًا مع زيارة سكاجين، ما يجب أن تعرفوه الآن أن هذا المنتزه ينضم وبقوة إلى أهم المعالم البارزة سياحيًا داخل سكاجين ولا يجب تفويت زيارته تحت أي ظرف عند التواجد في هذه المدينة.
طبعًا عزيزي السائح هذه الأماكن البارزة التي قمنا بذكرها الآن لا تُعبر عن كل الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في الدنمارك، ولا حتى في المدينتين اللتين تم التحدث عنهما في السطور الماضية، لكن ما يُمكن قوله إننا قد تناولنا أبرز في الأبرز بين هذه الأماكن، ومع الوقت سوف نكتشف أماكن أخرى لا تقل أهمية عما سبق ذكره آنفًا.